المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زينب صوت الحق... و نداء الثوره


اريج الجنه
01-01-2010, 11:11 AM
زينب صوت الحق... و نداء الثوره


http://up5.q8lots.net/uploads/q8lots12610839311.jpg

زينب التي يعجز البيان عن ذكر بطولاتها، و يكل اللسان عن احصاء محاورها و ينحسر القلم اجلالالعظمتها




زينب التي ارهبت الطغاة بصلابة موقفها، و ادهشت العقول برباطة جاشها، و عجبت الجبال الراسيات لقوة صبرها



زينب التي خلد ذكرها مع ذكر اخيها الامام الحسين، فاضحت للنساء منهجا و للاباة معلما و للتاريخ فرقدا



نعم انها سليلة النبوة و بقية الصفوة و قرة عين الرسول و مهجة قلب البتول التى ولدت فى معقل العصمة و التقى، و تربت في مهبط الوحي و الهدى، و تغذت بلبان الايمان و نشات فى حجر الاسلام و ورثت‏شرائف الصفات و فضائل الاخلاق من اصلها العظيم و كل محتد كريم، و كيف لا و ان جدها المصطفى سيد الانبياء و المرسيلين و اباها المرتضى سيد الاوصياء و المتقين و امها فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين و اخويها السبطين الحسن و الحسين، فراحت تسطر ملاحم الفخر العلوي بشجاعة ابيها



و تفرغ الحكمة ببلاغة امها و تواجه ضروب المحن و الابتلاءات بحلم اخيها الحسن‏«عليه‏السلام‏». و تثبت امام جليل المصائب بصبر اخيها الحسين‏«عليه‏السلام‏» حتى استطاعت ان تقوم باعظم دور تاريخى فى مواجهة الظالمين و تقريع الامة حين تتخاذل عن نصرة دينها، و نشرت اصداء الثورة الحسينية و بلغت رسالة دم سيد الشهداء و الدماء التي اريقت ظلما على رمضاء كربلاء



شاءالله ان يراهن سبايا



لكل ثورة لابد من توفر جانبين حتى تستكمل شرائط نصرها، الجانب الاول: و هو الشهادة او الدم و الجانب الثاني: نشر رسالة الدم، و لما راى الامام الحسين‏«عليه‏السلام‏» الوضع الماساوي الذي اخذت تعيشه الامة انذاك حيث انقلبت الموازين الاسلاميه و تغيرت المقاييس الحقه، و استولى على منبر رسول الله حكاما اظهروا الفساد و عطلوا الاحكام و استحلوا المحارم و اماتوا السنه و اظهروا البدعة، و اهلكوا الحرث و النسل و ساروا بعبادالله ظلما و عدوانا، لم يستطع سبط النبي‏«صلى الله عليه وآله‏» ان يرى دين جده رسول الله‏«صلى الله عليه وآله‏» بهذه الحالة، فانتهض ثائرا، و اعلن رفضه البيعة ليزيد الفسروق و الفجور و راى نفسه مسؤولا اكثر من غيره لتغيير هذا الوضع المتردى، فصرح في اكثر من مناسبه مشيرا الى ذلك



الا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه فليرغب المؤمن فى لقاء ربه فحقا اني لا ارى الموت الاسعادة و الحياة مع الظالمين الا برما



و قال ايضا



الا ان هؤلاء قد اظهروا طاعة الشيطان و تركوا طاعة الرحمان و اتخذوا مال الله دولا و عبادالله خولا، و انا احق من غير



و استمر معلنا الرفض للواقع الاموي و لقيادة يزيد الطاغيه للامه الاسلامية، و بين هويته الكافره و عدم استحقاقه لتولى زمام الحكم و قيادة المسلمين فقال‏«عليه‏السلام‏»



انا اهل بيت النبوة، بنا فتح الله، و بنا يختم، و يزيد شارب الخمور، و راكب الفجور، و قاتل النفس المحترمة و مثلى لا يبايع مثله



ثم انه وضع المسلمين امام وظيفتهم الاسلامية الحقيقية في ضرورة تغيير الحاكم الجائر و اقامة شرع‏الله و حدوده فقال‏«عليه‏السلام‏»


ايها الناس انى سمعت رسول الله‏«صلى الله عليه وآله‏» يقول من راى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله، ناكثا بيعته يعمل فى عباد الله بالاثم و العدوان فلم يغير عليه بفعل اوقول، كان حقا على الله ان يدخله مدخله



فلما لم يعد ينفع النصح و الارشاد مع المجتمع الذى امات الدرهم و الدينار و السيف و الحديد وجدانه الاسلامى و قيمه الثورية، راى ريحانة المصطفى ان يكسر حاجز المادة العمياء و ارهاب الحديد و النار و ان يحيى الضمائر الميتة و القلوب الضعيفه المتلونه بهزة عنيفة و ثورة عارمة ليس منطقها الوعظ و النصيحة و انما منطقها الشهادة و الدم، لذا فانه صمم على مجابهة القوم و اعلن ذلك مرارا لمن كان يعترضه من الاصحاب و الاقرباء و يمنعه من الخروج الى كربلاء فيقول‏« عليه‏السلام‏ »



شاء الله ان يراني قتيلا



وبما ان سفر الامام الحسين‏«عليه‏السلام‏» كان محفوفا بالمخاطر، فقد ناشده شيوخ بني هاشم ان لا يصطحب معه النساء و الصبيان. فهذا محمدبن الحنفية اخو الامام الحسين طلب من اخيه ان لا يخرج الى كربلاء، فاخبره الامام الحسين بعزمه قائلا: اتاني رسول الله(فى المنام) و قال لي: يا حسين اخرج فان الله شاء ان يراك قتيلا. عندها تسائل محمدبن الحنفيه فما معنى حمل هؤلاء النسوة و الاطفال و انت‏خارج على مثل هذا الحال. فكان جواب الامام على تساؤل هؤلاء المشفقين على مستقبل نسائه و عائلته اشد اثارة و غرابة حيث قال‏«عليه‏السلام‏» قد شاءالله ان يراهن سبايا



لانه سلام‏ الله عليه كان يرى في حمله للنساء امتداد ثورته و نشر اصداء رسالته و خاصة في اخته الحوراء زينب‏«عليهاالسلام‏» التي حملت لواء الثورة بعد مقتل اخيها الحسين و حققت ما اراده اخوها الحسين لهذا نراها كانت ترد على كل من كان يناشد الحسين بان لا يحمل معه النساء و الاطفال و تقف امام كل من يريد ان يفصل بينها و بين مواكبة النهضة الحسينية



يروي الشيخ النقدي فى كتابه زينب الكبرى



ان السيدة زينب اعترضت على نصيحة ابن عباس للامام بان لا يحمل معه النساء: فسمع ابن عباس بكاءا من ورائه و قائلة تقول: يابن عباس تشير على شيخنا و سيدنا ان يخلفنا هاهنا و يمضي وحده؟ لا و الله بل نحيا معه و نموت معه و هل ابقى الزمان لنا غيره؟ فالتفت ابن عباس و اذا المتكلمة هي زينب



من هنا فان الامام الحسين راى ان الشق الاول من ثورته مرهون بدمه و دماء الصفوة من ولده و اهل بيته و اصحابه، و ان الشق الثاني من الثورة مرهون بسبي النساء و ما يستتبع ذلك من نشر رسالة دماء اولئك الشهداء الذين تضرجوا بدمائهم فداءا للعقيدة و اعلاءا لكلمة الحق



و سوف نرى فيما يلي من البحث كيف استطاعت عقيلة بني هاشم و الحرائر من بيت الرسالة و الطهارة ان يزيحوا ستار التضليل و الخداع و يكشفوا هوية الطاغية يزيد و اعوانه الظلمة و الجريمة النكراء التي ارتكبها بحق اهل بيت التقى و الطهارة





نسألكم الدعاء




http://www.alsa3a.org/sa3a/up/uploads/99d8cf383c.gif




http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-d309dd2374.jpg

اريج الجنه
01-01-2010, 11:12 AM
زينب صوت الحق... و نداء الثوره


http://tn3-1.deviantart.com/fs29/300W/f/2008/059/3/4/ZAINAB_40_by_Abu_J3fr.jpg


الاختيار الصائب



لم يكن اختيار الامام الحسين لاخته زينب لان تكون شريكة ثورته و القائده لها بعده قد جاء من قبيل المصادفه او انه كان و ليد ساعته، بل ان الامام الحسين كان يرى فى الحوراء زينب القدرات و الكفاءات الكاملة التي تستطيع ان تؤدي بها هذا الدور العظيم الذى انيط بها و هذه المسؤوليه الثقيلة التي ضعف عن ادائها كبار الرجال. و قد كانت للاحداث الكبيرة و المحن الشديدة التي مرت بها السيده زينب و منذ نعومة اظفارها الاثر الكبير في تهيئتها و صناعة شخصيتها للدور الكبير الذي ينتظرها، فلم يكن البيت الذى نشات فيه هذه الوليده يطبق جفن على ماساة الا وداهمته الايام بماساة اخرى و سهام قاضية اخرى فمنذ صغرها عاشت هموم الرسالة فى مهبط الوحي و مع جدها المصطفى حتى حلت اول و مصيبته بها و باهل بيتها في فقدهم السيد المرسلين فشاركت امها احزانهاو المآسي و الحوادث المؤلمة التي قاستها، و ما اورث ذلك من الم اوجع قلب زينب الصغير الذى ما قدر له ان يهنا بحنان الامومة لاكثر من خمس سنوات، حيث ودعت امها الودود(الزهراء البتول) الدنيا و بين اضلعها اكثر من مصيبه و مصيبة القت‏بثقلها على البيت العلوي، و رحلت الام شهيدة مضطهدة مقهورة و تركت زينب و هي صبية في اوائل سني حياتها ممازاد في مسؤولية زينب و صقل شخصيتها على حداثة سنها. فبالامس وعدت امها و اليوم تعيش ثقل المصائب و الفتن التي تورادت على ابيها و هو الفارس المقدام الذى شهدت له ساحات الوغى ولكنه صبر و صبر حرصا منه على بيضه الاسلام، فورثت ذلك الصبر الذي كان افضل ذخيرة لها في قابل زمانها


و رافقت اباها يا محنته بعد استلامه للحكم و فتن الناكثين و القاسطين و المارقين و التي ما انتهت الا باخماد شمس الولاية و الامامه حيث‏خضبوا اباها بدمه صريعا في محراب صلاته، و كان لهذا الامر وقع كبير على نفس زينب التي تقف معها الاقدار عند هذا الحد حتى رات كبد اخيها الحسن مقطعا امامها، فما تدري على اي مصيبته تصبر و ايها تنسى و ايها تتذكر. ولكن كل ذلك كان يمحصها و يزيد في صلابتها و يعطيها البصيرة و الثبات


ولم يمض زمنا على بنت علي حتى انتهض اخوها سيدالاحرار رافضا طاغية زمانه معلنا الثورة ضده و لم تكن عقيلة بيت الوحي بالتي تخفى عليها الامور او تلتبس عليها لوابس الزمان بل كانت تعيش في ساحة الصراع و على علم بالاحداث التي تجري حولها و كانت تعلم ما يريد اخوها الحسين‏«عليه‏السلام‏» من وراء قيامه، لهذا فانها ناصرته و ايدته و اختارت الخروج معه و تركت زوجها و ديارها و قررت الذهاب الى هذه الرحلة الشاقة التي كانت من اجل الحق و اقامه قواعده و ارساء مبادئه






قبيل الرحيل



بعد ان استاذنت زينب‏«عليه‏السلام‏» زوجها عبدالله بن جعفر في الخروج مع اخيها الحسين‏«عليه‏السلام‏» الى العراق، وبقي امر آخر اخذ يتلجلج في صدرها و هي لا تريد ان تبثه لزوجها بل تريد ان يبادرها هو به و هي تعلم قبلا مدى منزلة الامام الحسين فى قلب زوجها و كيف انه كان يتمنى ان يكون برفقة الحسين فى ثورته لولا مرضه الذى انكفا بسببه عن السفر و بقيت زينب تتنظر الاشارة من زوجها، و علم الزوج ما يجول في خاطر زوجته، فقال لها


و هل تقبلين ان يكون ولدانا محمد و عون في ركاب خالهما؟


فاستبشرة بنت‏المكارم بهذا الامر الذى سيزيدها فخرا الى فخر و ان كان هو امرا صعبا على كل ام ففيه فراق الاكباد و قتل المهج، ولكن هل ترضى سليلة المختارات تقدم الامهات اولادهن قرابين في عرس الشهادة و هي لا تنال ذلك الشرف و الوسام الكبير و لا تواسيهن في عزائهن؟ و هي السباقة الى الفضائل و المكرمات. فخرجت الى كربلاء برفقة ولديها اللذين برا بوالديهما و استشهدا في ملحمة الطف و الاباء



نسألكم الدعاء



http://www.alsa3a.org/sa3a/up/uploads/99d8cf383c.gif







http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-d309dd2374.jpg