المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آثار البكاء على الامام الحسين عليه السلام بعد الموت


كوثر المحبة
01-01-2010, 11:55 AM
آثار البكاء على الامام الحسين عليه السلام بعد الموت

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد وعجِّل فرج قائمهم يا كريم

عظم الله أجوركم وأجورنا باستشهاد الامام الحُسين عليه السلام

:آثار البكاء على الحُسين (ع) بعد الموت
وإذا كان البكاء على الميّت أمراً طبيعياً وله آثار نافعة، بل أجر إذا كان من أجل الله وعلى قضيّة من قضايا الدين، فإنّ البكاء على الحسين له أجر أعمق وفوائد أكثر، وفي الحالات والأهوال والعقبات الأصعب.

1-فعند خروج الروح من البدن، وعند الموت، وهي عقبة كؤود وله هولٌ شديد وفزع عظيم. قال أمير المؤمنين (ع): (( وإنّ للموت غمرات هي أفظع من أن تستغرق بصفعة، أو يعتدل على عقول أهل الدين )). والبكاء على الحُسين (ع) يُنجي منه. قال الصادق (ع) لمسمع بن عبد الله: (( يامسمع، أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحُسين (ع) ؟ قلت : لا، أنا رجل مشهور عند أهل البصرة ولست آمنهم أن يرفعوا عليَّ عند الخليفة؟ قال (ع): فما تذكر ماصنع به؟ قلت: نعم، قال (ع): فتجزع؟ فقلت: إي والله، وأستعبر لذلك، ويرى أهلي أثر ذلك وأمتنع من الطعام. قال (ع): أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيَّتهم ملك الموت بك ماتقرّ به عينُك )).

2- عند النزول في القبر يواجه الميّت هولا عظيماً، وهو عليه مصيبة عظيمة، ولذا يستحبّ وضعه دون القبر ثلاث مرّات ليأخذ اُهّبته للنزول. والبكاء على الحُسين(ع) يهوّن ذلك عليه، فإن من مخففات ذلك هو إدخال السرور في قلب المؤمن، لأنّ بذلك يخلق الله مثالا حسناً يقوم في القبر ويتلقّى الميّت فيقول له: ابشر يا ولي الله، بكرامة من الله ورضوان ويؤنسه حتّى ينقضي الحساب.

وإذا أدخلنا السرور في قلب النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع) وفاطمة الزهراء (ع) والحسن والحُسين (ع) بمواساتهم في حزنهم على الحُسين (ع) والبكاء عليه، وقد اعتبروا ذلك: صلةً لهم، فقالوا: (( إنّ ذلك صلة منكم لنا وإحسان وإسعاد )) ..فلا بدّ أنّ ذلك المثال الذي سيكون في قبر الباكي سيكون في أحسن الصور وأجمل التماثيل.

3-الخروج من القبر يوم الحشر، يوم عظيم ذو أهوال جسمية بكى لهوله سيّد الساجدين وزين العابدين (ع) فكان يقول: (( أبكي لخروجي من قبري عرياناً ذليلا حاملا ثقلي على ظهري أنظر مرّة عن يميني واُخرى عن شمالي، إذ لخلائق في شأن غير شأني وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبـرة ترهقها قترة وذلّة )).

والبكاء على الحُسين (ع) يوجب الستر على الباكي، والعزّة له، وخفّة ظهره من الذنوب، كما ورد أنّ الباكي على الحُسين (ع): يخرج من قبـره والسرور على وجهه والملائكة تتلّقاه بالبشر ..

4- يوم القيامة، يوم قال فيه الله تعالى: (( إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم )). وله أهوال وأخطار ومصائب تدلّ عليها الأسماء التي ذكرت له في القرآن، فهو يوم الفزع الأكبر، والقارعة، والزلزلة، والصاخة، والطامة الكبرى، والغاشية، والواقعة، والتغابُن، والحسرة، والوعيد ..

والخلاص من تلك الأهوال بحاجة إلى جهود يتجاوز كلّ هذه المواقف والعقبات مرّة واحدة، فإنّ رسول الله (ص) قال لفاطمة (ع) عندما سألته عمّن يقيم العزاء على ولدهـا الحُسين (ع) ؟ فقال لها: أنه إذا كان يوم القيامة، فكلّ من بكى على مصائب الحُسين، أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة.

5- وعند تطاير الكتب وعرضها: كان أمير المؤمنين (ع) يبكي عند تذكّر هذا الموقف، فيخرج في الليل إلى الصحراء وينوح. ويقول: (( آه ه، إن أنا قـرأت في الصحف سيّئة أنت محصيها وأنا ناسيها، فتقول: ((خُذُوه )). فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته )) فيبكي (ع ) حتّى يقع كالخشبة اليابسة.

والبكاء على الحُسين (ع) إنّما كان له هذا الأثر العظيم، لا لمجرّد قطرات الدموع التي يجريها المؤمن، وإنما لأن المؤمن إنما يعبر عن موالاته وحبّه العميق للحُسين (ع) ويتذكر بأن الحُسين إنما ضحّى في سبيل الله كلّ ما يملك من نفس ونفيسُ ودخل من أجله في أضرى معركة وأفجعها، وتحمل أقسى المصائب وآلمها، فبذل فيه مهجته صابراً محتسباً وجه لله، وبذل أعزّ أولاد وأقارب وخير أصحاب، وقدّم كلّ جوارحه وأعضائه فداءً لله وقرباناً له، غريباً وعطشاناً، مضطرّاً، وصبر على طعن الرماح وضرب الصفاح، ونفاذ الأسهم في قلبه، وحزّ رأسه، وأسر عياله وحرق خبائه وخيامه ونهب بيوته وسلب نسائه وأطفاله، فليس بغالٍ على الله أن يرخصّ له خزائنه التي لا تفنى ورحمته الواسعة التي لا تنفذ، فإنه تعالى: ( لاتنفذ خزائنه ولاتزيده كثرة العطاء إلاَّ جوداً وكرماً ) وما قدر ما يقدّمه الله للباكي على الحُسين (ع) من النجاة والجنّة يوم معاناته وفزعه، في جنب ما قدّمه الحُسين (ع) خالصاّ لوجهه الكريم مع ما كان عليه من فزع وهول في كربلاء يوم عاشوراء..

السلام على الحُسين وعلى علي بن الحُسين وعلى أولاد الحُسين وعلى أصحاب الحُسين ورحمة الله وبركاته

تحياااتي::rose::
الملكوتـ الفاطمي}...