الخلافة شبهة ورد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • قوس السماءM2
    • Dec 2009
    • 6599

    الخلافة شبهة ورد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على الحبيب المصطفى وآله السادة الاطهار
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    االشبهة : لماذا قعد أمير المؤمنين عليه السلام عن حقه في الخلافة ؟

    يستشكل البعض على الشيعة قائلاً : لو لم تكن خلافة أبي بكر حقة لنازعه أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك ، لأن ترك المنازعة مع الإمكان مخلٌ بالعصمة .
    الجواب :
    أولاً : إن ترك أمير المؤمنين علي عليه السلام منازعة أبي بكر بالحرب والقتال لا يعارض أبداً عصمته وأشجعيته ، ولا يدل على صحة خلافة أبي بكر ، فالأنبياء عليهم السلام تركوا منازعة أقوامهم .. ومع ذلك لم يعتقد أحد بأن ذلك مخلٌ بعصمتهم (ع) ودالٌ على صحة ما قام به أقوامهم .
    ثانياً : كان في قعود الإمام (ع) عن حقه في الخلافة منافع عظيمة وفوائد جليلة ، وقد قال السيد شرف الدين الموسوي في ذلك :
    (( ... خشية من عواقب الاختلاف في تلك الحال ، وقد ظهر النفاق بموت الرسول (ص) وقويت بفقده شوكة المنافقين ، وعتت نفوس الكافرين ، وتضعضعت أركان الدين ، وانخلعت قلوب المسلمين ، وأصبحوا بعده كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية بين ذئاب عادية ، ووحوش ضارية وارتدت طوائف من العرب ، وهمّت بالردّة أخرى .
    فأشفق علي في تلك الظروف أن يظهر إرادة القيام بأمر الناس ، مخافة البائقة وفساد العاجلة ، والقلوب على ما وصفنا ، والمنافقون على ما ذكرنا ، يعضون عليهم بالأنامل من الغيظ ، وأهل الردة على ما بينّاه ، والأمم الكافرة على ما قدمناه ، والأنصار قد خالفوا المهاجرين ، وانحازوا عنهم يقولون منا أمير ومنكم أمير ...و...و... فرعاه النظر للدين إلى الكف عن طلب الخلافة ، والتجافي عن الأمور علماً منه أن طلبها – والحال هذه – يستوجب الخطر في الأمة ، والتفرق في الدين ، فاختار الكف إيثاراً للإسلام ، وتقديماً للصالح العام . وتفضيلاً للآجلة على العاجلة . غير أنه قعد في بيته ، ولم يبايع حتى أخرجوه كرهاً . احتفاظاً بحقه ، واحتجاجاً على من عدل عنه ، ولو أسرع إلى البيعة ما تمت له حجة ولا سطع له برهان ، ولكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين والاحتفاظ بحقه من إمرة المؤمنين ، فدلّ هذا على أصالة رأيه ورجاحة حلمه ، وسعة صدره ، وإيثاره المصلحة العامة ... )) .
    ثالثاً : إن ترك علي عليه السلام قتال القوم لا يوجب الرضا بتقدمهم عليه ولا يقتضي سقوط حقه في الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإلا لزم أن يكون النبي (ص) بتركه قتال المشركين عام الحديبية ومحو اسمه من النبوة ، معزولاً عن النبوة وراضياً بما ارتكبه المشركين ، وكان معه يومئذٍ 1400 رجل كما جاء في صحيح البخاري ..
    ولكن ذلك معلوم البطلان ، فالنبي (ص) إنما قبل ذلك لحكم وغايات جليلة .
    رابعاً : لأمير المؤمنين عليه السلام مواقف عديدة تبين رأيه في خلافة أبي بكر ، فامتناعه عن المبايعة طيلة أشهر عديدة لم يكن إلا بياناً لاحتفاظه بحقه بالخلافة .
    وقد روت كتب الشيعة والسنة عن اجتماع المعارضين في بيت فاطمة عليها السلام ..
    وأقواله (ع) الكثيرة شاهدٌ على ذلك أيضاً .
    نذكر منها على سبيل المثال :
    (( وأيمُ الله لولا مخافة الفرقة ، وأن يعود الكفر ويبور الدين ، لغيّرنا ذلك ، فصبرنا على بعض الاَلم )) .
    (( فنظرتُ ، فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي، فضننتُ بهم عن الموت ، وأغضيتُ على القذى وشربتُ على الشجا ، وصبرتُ على أخذ الكظم وعلى أمرَّ من طعم العلقم )) .
    (( أما والله لقد تقمصها فلان () وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا ... إلى آخر الخطبة الشقشقية )) .
    والحمد لله رب العالمين
يعمل...
X