المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شموخ الإمام الحسن عليه السلام أمام غطرسة معاوية !‎


قوس السماءM2
25-01-2010, 06:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم

روى الشيخ الطوسي رحمه الله في أماليه بسنده عن عبد الرحمن بن كثير ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن جده علي بن الحسين زين العابدين عليهم السلام ، قال في/561: لما أجمع الحسن بن علي عليه السلام على صلح معاوية خرج حتى لقيه ، فلما اجتمعا قام معاوية خطيباً فصعد المنبر وأمر الحسن عليه السلام أن يقوم أسفل منه بدرجة ، ثم تكلم معاوية فقال:

أيها الناس ، هذا الحسن بن علي وابن فاطمة ، رآنا للخلافة أهلاً ، ولم يرَ نفسه لها أهلاً ، وقد أتانا ليبايع طوعاً . ثم قال: قم يا حسن !

فقام الحسن عليه السلام فخطب فقال: الحمد لله المستحمد بالآلاء وتتابع النعماء ، وصارف الشدائد والبلاء ، عند الفهماء وغير الفهماء،المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله وكبريائه ، وعلوه عن لحوق الأوهام ببقائه ، المرتفع عن كنه ظنانة المخلوقين من أن تحيط بمكنون غيبه رويَّات عقول الرائين .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده في ربوبيته ووجوده ووحدانيته ، صمداً لا شريك له، فرداً لا ظهير له . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اصطفاه وانتجبه وارتضاه وبعثه داعياً إلى الحق وسراجاً منيراً ، وللعباد مما يخافون نذيراً ولما يأملون بشيراً ، فنصح للأمة وصدع بالرسالة ، وأبان لهم درجات العمالة ، شهادةً عليها أموت وأحشر ، وبها في الآجلة أُقرَّبُ وأحْبَر .

وأقول: معشرَ الخلائق فاسمعوا ، ولكم أفئدة وأسماع فعوا: إنا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام واختارنا واصطفانا واحتبانا ، فأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيراً ، والرجس هو الشك فلا نشك في الله الحق ودينه أبداً ، وطهرنا من كل أفَنٍ وغَيَّة مُخْلَصين إلى آدم عليه السلام ، نعمةً منه ، لم يفترق الناس قط فرقتين إلا جعلنا الله في خيرهما ، فأدت الأمور وأفضت الدهور إلى أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وآله للنبوة واختاره للرسالة وأنزل عليه كتابه ، ثم أمره بالدعاء إلى الله عز وجل فكان أبي عليه السلام أول من استجاب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله ، وأول من آمن وصدق الله ورسوله ، وقد قال الله في كتابه المنزل على نبيه المرسل: أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ ، فرسول الله الذي على بينة من ربه ، وأبي الذي يتلوه وهو شاهدٌ منه .

وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله حين أمره أن يسير إلى مكة والموسم ببراءة: سرْ بها يا عليُّ فإني أمرت أن لايسير بها إلا أنا أو رجل مني وأنت هو ، فعليٌّ من رسول الله ورسول الله منه .

وقال له نبي الله صلى الله عليه وآله حين قضى بينه وبين أخيه جعفر بن أبي طالب ومولاه زيد بن حارثة في ابنة حمزة: أما أنت يا عليُّ فمني وأنا منك وأنت وليُّ كل مؤمن من بعدي ، فصدَّق أبي ورسول الله في كل موطن يقدمه ولكل شديدة يرسله ، ثقةً منه به وطمأنينة إليه لعلمه بنصيحته لله ورسوله ، وأنه أقرب المقربين من الله ورسوله ، وقد قال الله عز وجل: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ، أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ .

وكان أبي سابق السابقين إلى الله عز وجل والى رسوله صلى الله عليه وآله وأقرب الأقربين ، فقد قال الله تعالى: لايَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً ، فأبي كان أولهم إسلاماً وإيماناً ، وأولهم إلى الله ورسوله هجرةً ولحوقاً ، وأولهم على وجده ووسعه نفقة ، قال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ . فالناس من جميع الأمم يستغفرون له سبقه إياهم إلى الايمان بنبيه صلى الله عليه وآله وذلك أنه لم يسبقه إلى الإيمان به أحد ، وقد قال الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأولونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ، فهو سابق جميع السابقين ، فكما أن الله عز وجل فضل السابقين على المتخلفين والمتأخرين فكذلك فضل السابقين على السابقين ، وقد قال الله عز وجل: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لايَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. فهو المؤمن بالله والمجاهد في سبيل الله حقاً وفيه نزلت هذه الآية .

وكان ممن استجاب لرسول الله صلى الله عليه وآله عمه حمزة وجعفر ابن عمه فقتلا شهيدين رضي الله عنهما ، في قتلى كثيرة معهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل الله تعالى حمزة سيد الشهداء من بينهم، وجعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم ، وذلك لمكانهما من رسول الله ومنزلتهما وقرابتهما منه صلى الله عليه وآله .

وصلى رسول الله على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه ، وكذلك جعل الله تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وآله للمحسنة منهن أجرين، وللمسيئة منهن وزرين ضعفين لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه وآله .

وجعل الصلاة في مسجد رسول الله بألف صلاة في سائر المساجد ، إلا المسجد الحرام ومسجد إبراهيم خليله عليه السلام بمكة وذلك لمكان رسول الله صلى الله عليه وآله من ربه . وفرض الله عز وجل الصلاة على نبيه صلى الله عليه وآله على كافة المؤمنين فقالوا: يا رسول الله كيف الصلاة عليك ؟ فقال: قولوا: اللهم صلى على محمد وآل محمد ، فحق على كل مسلم أن يصليَ علينا مع الصلاة على النبي فريضة واجبة .

وأحل الله تعالى خمس الغنيمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وأوجبها له في كتابه ، وأوجب لنا من ذلك ما أوجب له ، وحرم عليه الصدقة وحرمها علينا معه ، فأدخلنا فله الحمد فيما أدخل فيه نبيه صلى الله عليه وآله وأخرجنا ونزهنا مما أخرجه منه ونزهه ، كرامة أكرمنا الله عز وجل بها ، وفضيلة فضلنا بها على سائر العباد فقال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله حين جحده كفرة أهل الكتاب وحاجوه: فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ، فأخرج رسول الله من الأنفس معه أبي ومن البنين أنا وأخي ، ومن النساء أمي فاطمة من الناس جميعاً، فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه ونحن منه وهو منا وقد قال الله تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ،فلما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله أنا وأخي وأمي وأبى فجعلنا ونفسه في كساء لأم سلمة خيبري ، وذلك في حجرتها وفي يومها فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وهؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فقالت أم سلمة: أنا أدخل معهم يا رسول الله؟! فقال لها رسول الله: يرحمك الله أنت على خير والى خير وما أرضاني عنك ! ولكنها خاصة لي ولهم .

ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ذلك بقية عمره حتى قبضه الله إليه يأتينا كل يوم عند طلوع الفجر فيقول: الصلاة يرحمكم الله: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، وأمر رسول الله بسد الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا فكلموه في ذلك فقال: أما إني لم أسد أبوابكم وأفتح باب عليٍّ من تلقاء نفسي ولكن أتبع ما يوحى إليَّ ، إن الله أمر بسدها وفتح بابه، فلم يكن من بعد ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول الله ويولد فيه الأولاد غير رسول الله صلى الله عليه وآله وأبي علي بن أبي طالب عليه السلام تكرمةً من الله تعالى لنا وتفضلاً اختصنا به على جميع الناس .

وهذا باب أبي قرين باب رسول الله في مسجده ، ومنزلنا بين منازل رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وآله أن يبني مسجده فبنى فيه عشرة أبيات تسعة لبنيه وأزواجه ، وعاشرها وهو متوسطها لأبي فها هو بسبيل مقيم ، والبيت هو المسجد المطهر وهو الذي قال الله تعالى: "أهْلُ البَيْت" فنحن أهل البيت ، ونحن الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

أيها الناس: إني لو قمت حولاً فحولاً أذكر الذي أعطانا الله عز وجل وخصَّنا به من الفضل في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله لم أحصه ، وأنا ابن النبي النذير البشير والسراج المنير الذي جعله الله رحمة للعالمين ، وأبي عليٌّ وليُّ المؤمنين وشبيه هارون . وإن معاوية بن صخر زعم أني رأيته للخلافة أهلاً ولم أر نفسي لها أهلاً فكذب معاوية !

وأيمُ الله لأنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان رسول الله ، غير أنا لم نزل أهل البيت مُخَافين مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول الله، فالله بيننا وبين من ظلمنا حقنا ونزل على رقابنا وحمل الناس على أكتافنا ، ومنعنا سهمنا في كتاب الله من الفئ والغنائم ، ومنع أمنا فاطمة عليها السلام إرثها من أبيها !

إنا لا نسمي أحداً ولكن أقسم بالله قسماً تالياً لو أن الناس سمعوا قول الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ، ولما اختلف في هذه الأمة سيفان ، ولأكلوها خضراء خَضِرَةً إلى يوم القيامة ، وإذاً ما طمعت فيها يا معاوية ! ولكنها لما أخرجت سالفاً من معدنها ، وزحزحت عن قواعدها تنازعتها قريش بينها وترامتها كترامي الكرة ، حتى طمعت فيها أنت يا معاوية وأصحابك من بعدك ! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما ولَّت أمة أمرها رجلاً قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا !

وقد تركت بنو إسرائيل وأصحاب موسى هارون أخاه وخليفته ووزيره وعكفوا على العجل وأطاعوا فيه سامريهم ، ويعلمون أنه خليفة موسى عليه السلام ! وقد سمعت هذه الأمة رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك لأبي عليه السلام : إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . وقد رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله حين نصبه لهم بغدير خم وسمعوه ونادى له بالولاية ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب !

وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وآله حذراً من قومه إلى الغار ، لما أجمعوا أن يمكروا به وهو يدعوهم لما لم يجد عليهم أعواناً ، ولو وجد عليهم أعواناً لجاهدهم . وقد كف أبي يده وناشدهم واستغاث أصحابه فلم يُغث ولم يُنصر ، ولو وجد عليهم أعواناً ما أجابهم ، وقد جعل في سعة كما جعل النبي صلى الله عليه وآله في سعة ! وقد خذلتني الأمة وبايعتك يا ابن حرب ! ولو وجدت عليك أعواناً يخلصون ما بايعتك ، وقد جعل الله عز وجل هارون في سعة حين استضعفه قومه وعادوه ، كذلك أنا وأبي في سعة من الله حين تركتنا الأمة وبايعت غيرنا ، ولم نجد عليهم أعواناً ! وإنما هي السنن والأمثال يتبع بعضها بعضاً .

أيها الناس: إنكم لو التمستم بين المشرق والمغرب رجلاً جده رسول الله صلى الله عليه وآله وأبوه وصيُّ رسول الله ، لم تجدوا غيري وغير أخي ، فاتقوا الله ولا تضلوا بعد البيان ، وكيف بكم وأنى ذلك لكم ؟ ألا وإني قد بايعت هذا ، وأشار بيده إلى معاوية ، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين .

أيها الناس: إنه لا يُعاب أحد بترك حقه ، وإنما يعاب أن يأخذ ما ليس له ، وكل صواب نافع ، وكل خطأ ضار لأهله...

أيها الناس: إسمعوا وعوا واتقوا الله وراجعوا ، وهيهات منكم الرجعة إلى الحق وقد صارعكم النكوص وخامركم الطغيان والجحود ، أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ؟! والسلام على من اتبع الهدى!

فقال معاوية: والله ما نزل الحسن عليه السلام حتى أظلمت عليَّ الأرض وهممتُ أن أبطش به ، ثم علمت أن الإغضاء أقرب إلى العافية). انتهى.

جواهر التاريخ3- الشيخ علي الكوراني

PRINCE IRAQ
25-01-2010, 09:26 AM
بارك الله بيج اختي عالموضوع .... وجزاك الله خير الجزاء

قوس السماءM2
25-01-2010, 06:23 PM
مشكور أخي الكريم ع المروررررررررررررر