المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لأصحابه ( الجزء الأول )


حسين العوادي
12-02-2010, 04:49 PM
لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع، وقد تحقق من دنو اجله ،جعل يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده، والخلاف عليه، ويؤكد وصايتهم بالتمسك بسنته والاجتماع عليها والوفاق ، ويحثهم على الاقتداء بعترته،والطاعة لهم ،والنصرة والحراسة، والاعتصام بهم في الدين، ويزجرهم عن الاختلاف والارتداد ويكرر قولـــــــــه :
(( يا أيها الناس، إني فرطكم ،وانتم واردون علي الحوض، ألا واني سائلكم عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ،فأن اللطيف الخبير نبأني أنهم لن يفترقا حتى يلقياني ، ، ألا وأني قد تركتهما فيكم :كتاب الله و عترتي أهل بيتي، فلا تسبقوهم فتفرقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فأنهم اعلم منكم.
أيها الناس ، لا ألفينكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ،فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار، الا وان علي ابن أبي طالب أخي ووصي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ))
فكان ( صلى الله عليه وآله ) يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه ، ثم انه عقد لا أسامة بن زيد بن حارثة الإمرة ،وأمره وندبه أن يخرج بجمهور الأمة الى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم، واجتمع رأيه على إخراج جماعة من متقدمي المهاجرين و الأنصار في معسكره
،حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرياسة ، ويطمع في التقدم على الناس بالإمارة ، ويتسبب الأمر لمن استخلفه من بعده ، ولا ينازعه في حقه منازل ، فعقد له
الإمرة على ما ذكرناه ، وجد في إخراجهم ، وأمر أسامة بالبروز عن المدينة في معسكره الى الجرف ( موضع يبعد فرسخا واحدا عن المدينة ) وحث الناس على الخروج إليه والمسير معه ، وحذرهم من التلوم والإبطاء عنه .
توعك الرسول ووصاياه ( صلى الله عليه وآله )
فبينما هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها ، فلما أحس بالمرض أخذ بيد علي ابن أبي طالب (عليه السلام) واتبعه جماعة من الناس، وتوجه الى البقيع ، فقال للذي اتبعه : إنني قد أمرت بالاستغفار لأهل البقيع ، فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم وقال: (( السلام عليكم أهل القبور ، ليهنئكم ما أصبحتم فيه عما فيه الناس ، أقبلت الفتن كقطيع الليل المظلم ، يتبع آخرها أولها)) ثم استغفر لأهل البقيع طويلا ، واقبل على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال :
(( إن جبرائيل ( عليه السلام ) كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة ، وقد عرضه علي العام مرتين ، ولا أراه إلا لحضور أجلي )) ثم قال :
يا علي ، إني خيرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنة ، فاخترت لقاء ربي وأجنة ،فإذا أنا مت فاستر عورتي ، فأنه لا يراها أحد إلا أكمه ))
ثم عاد الى منزله ، فمكث ثلاثة أيام موعوكاً ، ثم خرج الى المسجد معصوب الرأس ، معتمدا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بيمنى يديه ، وعلى الفضل بن العباس باليد الأخرى ، حتى صعد المنبر ، فجلس عليه ثم قال )) معاشر الناس ، وقد حان مني خفوق من بين أظهركم ، فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه إياها ،ومن كان له علي دين فليخبرني به ، معاشر الناس ، ليس بين الله وبين احد شئ يعطيه به خيرا أو يصرف عنه به شرا الا العمل، أيها الناس ، لا يدعي مدع ولا يتمنى متمن ، والذي بعثني بالحق نبيا ل ينجي الا عمل مع رحمة ، ولو عصيت لهويت ، اللهم قد بلغت ))
ثم نزل فصل بالناس خفيفة ، ثم دخل بيته ، وكان إذ ذاك في بيت أم سلمة ( رضي الله عنها )، فأقام به يوما أو يومين ، فجاءت عائشة إليها تسألها أن تنقله الى بيتها لتتولى تعليله ، وسألت أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك ، فأذن لها ، فانتقل الى البيت الذي اسكنه عائشة ، واستمر به المرض فيه أياما ، وثقل .
فجاء بلال عند صلاة الصبح ورسول الله ( صلى الله عليه آله ) مغمور بالمرض ، فنادى : الصلاة يرحمكم الله ، فأوذن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بندائه ، فقال ((يصلي بالناس بعضهم ، فأني مشغول بنفسي ))، فقالت عائشة : مروا أبا بكر ، وقالت حفصة : مروا عمر، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين سمع كلامهما ورأى حرص كل واحدة منهما على التنويه بأبيها وافتتانهما بذلك ورسول الله حي :(( اكففن فأنكن صويحبات يوسف ))، ثم قام مبادرا خوفا من تقدم احد الرجلين ، وقد كان ( صلى الله عليه وآله) أمرهما بالخروج مع أسامة ، ولم يكُ عنده أنهما قد تخلفا ، فلما سمع من عائشة وحفصة ما سمع علم أنهما متأخران عن أمره ،فبدر لكف الفتنة و إزالة الشبهة ،فقام (صلى الله عليه وآله ) وانه لا يستقل على الأرض من الضعف ، فأخذ بيده علي ابن أبي طالب والفضل بن العباس ( عليهما السلام ) ، فأعتمد عليهما ورجلاه تخطان على الأرض من الضعف ، فلما خرج الى المسجد وجد أبا بكر قد سبق الى المحراب ،فأومأ إليه بيده أن تأخر عنه ، فتأخر أبو بكر،وقام رسول الله ( صلى الله عليه وأله ) مقامه فكبر وابتدأ الصلاة التي كان ابتدأها أبو بكر ، ولم يبن على ما مضى من فعاله ، فلما سلم انصرف الى منزله، واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة ممن حضر المسجد من المسلمين ، ثم قال : (( ألم آمر أن تنفذوا جيش أسامة ؟ )) فقالوا : بلى يا رسول الله ، قال : (( فلم تأخرتم عن أمري )) ؟ قال أبو بكر : إني كنت قد خرجت ، ثم رجعت لأجدد بك عهدا ، وقال عمر : يا رسول الله ، إني لم اخرج لأني لم أحب أن اسأل عنك الركب، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله): (( نفذوا جيش أسامة ، نفذوا جيش أسامة )) يكررها ثلاث مرات
وفي رواية انه قال : (( ملعون من تخلف عن جيش أسامة ))، كررها ثلاثا ، ثم أغمي عليه من التعب الذي لحقه و الأسف الذي ملكه ، فمكث هنيئة مغمى عليه ، وبكى المسلمون ،وارتفع النحيب من أزواجه وولده ونساء المسلمين ، وجميع من حضر ، فأفاق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فنظر اليهم ثم قال : (( ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا)) فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفا ، فقال له عمر : ارجع فأنه يهجر ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، واختصموا، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله كتابا لن تضلوا بعده ،ومنهم من يقول : القول ما قال عمر ، وتلاوموا بينهم وقالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لقد أشفقنا من خلاف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،وقال بعضهم : الا نأتيك بدواة وكتف يا رسول الله ؟ فقال : (( أبعد الذي قلتم ؟ لا، ولكني أوصيكم بأهل بيتي خيرا )) ، واعرض بوجهه عن القوم فنهضوا ، وبقي عنده العباس والفضل ابن العباس وعلي ابن أبي طالب وأهل بيته خاصة ،فقال له العباس : يا رسول الله ،إن يكن هذا الأمر فينا مستقرا من بعدك فبشرنا ، وان كنت تعلم أنا نغلب عليه فأوص بنا ،فقال : (( أنتم المستضعفون من بعدي )) ،وأصمت ، فنهض القوم وهم يبكون ، قد يئسوا من النبي ( صلى الله عليه وآله )
فلما خرجوا من عنده قال : (( ردوا علي أخي وعمي العباس )) ، فأنفذوا من دعاهما فحضرا ، فلما استقر بهما المجلس قال ( صلى الله عليه وآله )
(( يا عم تقبل وصيتي ، وتنجز عدتي ، وتقضي ديني ، فقال العباس : يا رسول الله ، عمك شيخ كبير ، ذو عيال كثير ، وأنت تباري الريح سخاء وكرما ، وعليك وعد لا ينهض به عمك .
فأقبل على علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال له :
(( يا أخي ، تقبل وصيتي ، وتنجز عدتي ، وتقضي عني ديني ، وتقوم بأمر أهلي بعدي ،فقال نعم يا رسول الله ، فقال له : (( ادن مني ))، فضمه إليه ، ثم نزع خاتمه من يده فقال له : (( خذ هذا فضعه في يدك )) ، ودعا بسيفه ودرعه وجميع لأمته فدفع ذلك إليه ، والتمس عصابة كان يشدها على بطنه إذا لبس سلاحه وخرج الى الحرب فجئ بها إليه، فدفعها الى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال له : (( امض على اسم الله الى منزلك )) ،

كوثر المحبة
12-02-2010, 05:02 PM
:11790700490::65::11790700490:
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
بارك الله بك اخي الموالي
جزاك الله خيراً
مآآآآجوريـــــــــــــــــــــــن
:11790700490::65::11790700490:

نور المستوحشين
12-02-2010, 06:50 PM
أبداع.....رقي.....تميز

دمتى متالق بأختيارك المميز
باقة ورد بعطرالياسمين
اضعهاااا هنااا

حسين العوادي
12-02-2010, 10:23 PM
اللهم صلِ على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و عجل فرجنا بهم ياكريم
عظم الله أجورنا و أجوركم بأستشهاد سيد الكونين و خاتم المرسلين
البشير النذير أبو القاسم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله
رزقنا الله و إياكم شفاعتهِ يوم الدين
.............. و شكراً لمروركم الكريم على الصفحة البسيطة .............