المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنة البقيع ( خاطره )


زينب
29-01-2009, 01:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

حاولت مرارا ومرارا لينقش قلمي في كتاب الذكريات بأجمل الكلمات وأحلى الخطوط ولكن بائت بالفشل
فأعتذر يا أحبائي سأضع خاطرة قديمة كتبتها في ذكرى هدم قبور أهل البقيع بعنوان (جنة البقيع)...

زحفت حتى انحشرت بين ملايين العاشقين
سائرين على أقدامهم نحو جنة النعيم الذي
أودعها الله للناس في تلك الدنيا
بالأمس كنت أنت الجنان والملاذ
واليوم اصبحتِ دمار سواي كنت أراكِ
وما زلت أراك جنة الفردوس في مدينة الرسول
زرتك بالأمس مره لأترك قلبي لدّيكِ
ولكني أزوركِ دوما في يقظتي وفي منامي
حلمت بك في صغري وفي شبابي وفي شيخوختي
حلمت بك وأنتي تضميني إلى صدرك
وتهمسي في آذني أجمل الكلمات
كلمات حب ووفاء وحنان
سمعتك تناديني بأعلى صوت لدّيك
سمحتك تناجيني فوقفت حائر أمام
مناداتك وقفت ووقفت حتى نفذ وقتي
رأيتك سيدي في رؤيتي تمسح بيديك
قلبي لتزيح كل جروحي
رأيت ملامحك الملائكية سمعت صوتك النوراني
الشجي رأيت رأيت حتى نفذ صبري عن الكتابة فيك
رايت وأنت تخرج من بين التراب لتمسح بيديك من
جديد على رأسي
سرت وسارت معي الذكريات ذكريات لقاءك سيدي
ومولاي لقاءك أنت غير سواك
وما زالت كلماتك ترن في آذني كما ترن في صميم قلبي
حتى هذه الكليمات نقشت حروفها في عقلي وقلبي
بالأمس كنت ملاذا للطايعين كنت كقصر تاج محل يزحف
له السائحين بل أنت أروع وأجمل منه ببنيانك الذي لم
يماثله بنيان كنتم قصور مشيدة ليس كأي قصور بل
قصور تتربع على قلوب العاشقين كماتتربع العشيقة على
عرش قلب عشيقها
بالأمس كانت ترفرف راياتك فخرا وما زلت وستزالي
بالأمس كنت قباب تهاجر إليك الطيور لتقدم أجمل تحياتها
لتسرد ما يحدث في العالم وأنتي أعلم منها
بالأمس كنت مساجد تزحف إليها الملايين لتسبح
لخالقها فتقدمكم بين يديها ليغفر ذنوبها
واليوم ماذا صرت؟؟ ماذا فعلوا بتلك القباب
بتلك المساجد فعلوا بها كما فعل اليهود
أصبحت قبور كأي القبور أعلم بما يشعر
به أنني أقرأ كلماتك من عينيك الجميلتين
التي أصبحت كالكتاب المقرؤى
سار بخطوات قصيره نحو منزله الهجير
مودعا الي بقلب مليء بالأوجام
مودعا إلي بقلب حزين


مع أجمل تحياتي
نبع الأحزان