أبو مرتضى عليّ
21-11-2008, 05:51 PM
السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته ..
هنيئا لمن زهدَ في أمّه ..
..": دار أولها عناء و آخرها فناء ، حلالها حساب ، وحرامها عقاب ، من استغنى فيها فتن ، ومن افتقر فيها حزن ..:"
هذه صفات أمّنا الدنيا كما رآها أبو تراب "ع" .. ولا يمكن لأحد أن يدّع البراءة من أمّه . في زمن إمتلك منّا الحِرص والشَّرَهُ وطول الأمل .. العقل والروح والوجدان . وقد يدّّع مكابر عكس ذلك ، في حين تراه أخرب آخرته لعُمارة دنياه ، حتّى تخرّمت منه بوادر الأجل ، وفاته ليوم اللقاء حُسن العمل .. وإن سألته يأتيك بكلّ موعظة وقول سديد .
بل كيف بمن إتّخذ من الدنيا أمّا أن يزهد فيها ، وقد يدخل عندها في حكم العقوق .؟ أم كيف لمن إتخذ منها معشوقته .. وكم من عاشق لها قتلت ، ومطمئن لها قتلت ...
كـــــــــــــان شيخنا طاعنا في السنّ حتّى رسمت من على ملامحه آيات من شقاء الزمان وعبِرٌ من وهن السنين ، ومن على حدبته رُسمت لدهر أقواس من قساوة الأيام ..
وضعوا له كرسيّا أمام المنزل ثمّ أجلسوه عليه . لأنّ أهل بيته من الأولاد والأحفاد قد جُمِعوا لترميم الموروث من دار الفناء . وكان أحدهم يجمع ما تبقى من حُصيّات للبناء حذو الجدّ دون أن يتفطّن لبعضها بجوار كرسيه .. ولكن من كانت أمّه الدنيا ، وإن بلغ من العمر حدّ الحجرشة .. فلن يترك طاعتها وما أرضعت من خلق . فأخذ يلتقطها بعكّازه ويُقرّبها منه .. ويومئ للحفيد برأسه المثقل لأخذها ، لكنه زهد فيها ، وتجاهل أمر الجدّ . ممّا إضطرّ الأخير أن يصارع السنين وما وضعت من أثقال على مفاصله شَرَها في طاعة أمّه ، وراح يبحث على بعض الحصى قد بعُدت عن عصاه ، ومال بكرسيه والجسم المتعب ، وخذلته عندها ساقاه فوقع على ما جمع من حصى ملئ وجهه . فكان مشهدا تلعنُ فيه الأمّ والأبناء .
وأسرع من كان في الجوار وهرول من كان في الدّاخل من أحفاد وأبناء .. وبين المشفقين من الغرباء ، ترى نظرات الازدراء والنكران للورثة غدا من الأعزّاء .. تناسوا أنفسهم وما ألقمت الأمّ من أمل مُخرم وشُرهٍ ذميم المغبّة .
وهكذا كان المشهد ، قام بالدور فيه هذه المرة شيخنا .. وربّما غدا نكون الأبطال .
ومن أجل بضع حُصيّات لن ترفع من دعائم البناء شيئا وإن تركت ، ولا تزيد في أسسه صلابة لو أهملت .. كادت عظام الشيخ المتهالكة أن تتهشّم ، وذلك من أجل حرص أفسدهُ يقينه ، بعد ما إتّخذ منه مطيّة لتعب جسده وروحه .. ": ومن لم يُنزّه نفسه عن دناءة المطامع ، فقد أذلّ نفسه ، وهو في الآخرة أذلُّ وأخزى .. ولنعلم بأنّ أكثر مصارع العقول ، تحت بروق المطامع ..:"
والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيمــــــــــــــــــــــا
أبو مرتضى عليّ
هنيئا لمن زهدَ في أمّه ..
..": دار أولها عناء و آخرها فناء ، حلالها حساب ، وحرامها عقاب ، من استغنى فيها فتن ، ومن افتقر فيها حزن ..:"
هذه صفات أمّنا الدنيا كما رآها أبو تراب "ع" .. ولا يمكن لأحد أن يدّع البراءة من أمّه . في زمن إمتلك منّا الحِرص والشَّرَهُ وطول الأمل .. العقل والروح والوجدان . وقد يدّّع مكابر عكس ذلك ، في حين تراه أخرب آخرته لعُمارة دنياه ، حتّى تخرّمت منه بوادر الأجل ، وفاته ليوم اللقاء حُسن العمل .. وإن سألته يأتيك بكلّ موعظة وقول سديد .
بل كيف بمن إتّخذ من الدنيا أمّا أن يزهد فيها ، وقد يدخل عندها في حكم العقوق .؟ أم كيف لمن إتخذ منها معشوقته .. وكم من عاشق لها قتلت ، ومطمئن لها قتلت ...
كـــــــــــــان شيخنا طاعنا في السنّ حتّى رسمت من على ملامحه آيات من شقاء الزمان وعبِرٌ من وهن السنين ، ومن على حدبته رُسمت لدهر أقواس من قساوة الأيام ..
وضعوا له كرسيّا أمام المنزل ثمّ أجلسوه عليه . لأنّ أهل بيته من الأولاد والأحفاد قد جُمِعوا لترميم الموروث من دار الفناء . وكان أحدهم يجمع ما تبقى من حُصيّات للبناء حذو الجدّ دون أن يتفطّن لبعضها بجوار كرسيه .. ولكن من كانت أمّه الدنيا ، وإن بلغ من العمر حدّ الحجرشة .. فلن يترك طاعتها وما أرضعت من خلق . فأخذ يلتقطها بعكّازه ويُقرّبها منه .. ويومئ للحفيد برأسه المثقل لأخذها ، لكنه زهد فيها ، وتجاهل أمر الجدّ . ممّا إضطرّ الأخير أن يصارع السنين وما وضعت من أثقال على مفاصله شَرَها في طاعة أمّه ، وراح يبحث على بعض الحصى قد بعُدت عن عصاه ، ومال بكرسيه والجسم المتعب ، وخذلته عندها ساقاه فوقع على ما جمع من حصى ملئ وجهه . فكان مشهدا تلعنُ فيه الأمّ والأبناء .
وأسرع من كان في الجوار وهرول من كان في الدّاخل من أحفاد وأبناء .. وبين المشفقين من الغرباء ، ترى نظرات الازدراء والنكران للورثة غدا من الأعزّاء .. تناسوا أنفسهم وما ألقمت الأمّ من أمل مُخرم وشُرهٍ ذميم المغبّة .
وهكذا كان المشهد ، قام بالدور فيه هذه المرة شيخنا .. وربّما غدا نكون الأبطال .
ومن أجل بضع حُصيّات لن ترفع من دعائم البناء شيئا وإن تركت ، ولا تزيد في أسسه صلابة لو أهملت .. كادت عظام الشيخ المتهالكة أن تتهشّم ، وذلك من أجل حرص أفسدهُ يقينه ، بعد ما إتّخذ منه مطيّة لتعب جسده وروحه .. ": ومن لم يُنزّه نفسه عن دناءة المطامع ، فقد أذلّ نفسه ، وهو في الآخرة أذلُّ وأخزى .. ولنعلم بأنّ أكثر مصارع العقول ، تحت بروق المطامع ..:"
والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيمــــــــــــــــــــــا
أبو مرتضى عليّ