المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هي ام المصائب


اريج الجنه
04-03-2010, 08:51 PM
http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alsydazynab.gif ( http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alyhaalslam.gif ) لماذا اصطحب الحسين http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alehalslam.gif العقيلة؟؟


كلنا نعرف أن http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alemamalhossien.gif (http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alehalslam.gif) كان يعلم ـ بِعلم الإمامة ـبأنّه سيفوز بالشهادة في أرض كربلاء ، وكان يعلم تفاصيل تلك الفاجعة وأبعادها .
ولعلّ بعض السُذّج من الناس كان يعتبر اصطحاب http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alemamalhossien.gif عائلته المكرّمة إلى كربلاء منافياً للحكمة ، لأن معنى ذلك تعريض العائلة للإهانة والمكاره ، وأنواع الاستخفاف .
وما كان أولئك الناس يعلمون بأنّ اصطحاب http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alemamalhossien.gif (http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alehalslam.gif) عائلته المَصونة ـ وعلى رأسهن http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alsydazynab.gif ـ كان من أوجب لوازم نجاح نهضته المباركة .
إذ لولا وجود العائلة في كربلاء لكانت نهضة الإمام ناقصة ، غير متكاملة الأجزاء والأطراف .
فإنّ أجهزة الدعاية الأموية ما كانت تتحاشى ـ بعد إرتكاب جريمة قتل http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alemamalhossien.gif ـ أن تُعلن براءتها من دم الإمام ، بل وتُنكر مقتل الإمام نهائياً ، وتنشر في الأوساط الإسلامية انّ الإمام توفّي على أثر السكتة القلبيّة ، مثلاً !!
إنّ تواجد العائلة في كربلاء ، وفي حوادث عاشوراء بالذات لم يُبقِ مجالاً للأمويين ولا لغيرهم ـ في تلك العصور ـ لإنكار شهادة http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alemamalhossien.gif .
إنّ الأمويين ، لو كانوا يَفهمون لاكتَفوا بقتل http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alemamalhossien.gif فقط ، ولم يُضيفوا إلى جرائمهم جرائم أخرى ، مِثل سَبي عائلة http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alemamalhossien.gif (http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alehalslam.gif) ، ومُخدّرات الرسالة ، وعقائل النبوة والوحي ، وبنات سيد الأنبياء والمرسلين .
ولكنّهم لكي يُعلنوا إنتصاراتهم في قتل آل رسول الله (عليهم السلام) أخذوا العائلة المكرّمة سبايا من بلد إلى بلد .
وكانت العائلة لا تدخل إلى بلد إلا وتوجد في أهل ذلك البلاد الوعي واليقظة ، وتكشف الغطاء عن جرائم يزيد ، وتُزيّف دعاوى الأمويّين حول آل رسول الله : بأنّهم خوارج وأنّهم عصابة مُتمرّدة على النظام الأموي .
اذاً كان وجود العائلة ـ في هذه الرحلة ، والنهضة المباركة ـ ضرورياً جداً جداً ، وكان جزءاً مُكمّلاً لهذه النهضة حيث إنّ هذه الأسرة الشريفة كانت على جانب عظيم من الحِكمة واليقظة ، والمعرفة وفهم الظروف ، واتّخاذ التدابير اللازمة .
وهل نشكّ ونرتاب في أنّ الحسين لو قُتل هو ووُلده .. ولم يتعقّبه قيام تلك الحرائر في تلك المقامات بتلك التحدّيات لَذَهَب قَتلُه جباراً ، ولم يَطلُب به أحد ثاراً ، ولَضاع دمه هدراً .
فكان الحسين يعلم أنّ هذا عملٌ لابدّ منه ، وأنّه لا يقوم به إلا تلك العقائل ، فوجب عليه حتماً أن يحملهنّ معه لا لأجل المظلوميّة بسببهنّ فقط ، بل لنظرٍ سياسي وفكر عميق ، وهو تكميل الغرض وبلوغ الغاية من قلب الدولة على يزيد ، والمبادرة إلى القضاء عليها قبل أن تقضي على الإسلام ، ويعود الناس إلى جاهليّتهم الأولى.
لقد كان من أروع ماخطّطه الإمام في ثورته الكبرى : حَملُه عقيلة بني هاشم وسار مخدّرات الرسالة معه إلى العراق ، فقد كان على عِلم بما يجري عليهنّ من النكبات والخطوب ، وما يَقُمن به من دور مشرق في إكمال نهضته وإيضاح تضحيته ، وإشاعة مبادئه وأهدافه ، وقد قُمن حرائر النبوة بإيقاظ المجتمع من سُباته ، وأسقطن هيبة الحكم الاموي ، وفتحن باب الثورة عليه ، فقد ألقينَ من الخُطب الحماسيّة ما زَعزع كيان الدولة الأموية .
إنّ من ألمع الأسباب في استمرار خلود مأساة الحسين (http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alehalslam.gif) واستمرار فعّالياتها في نشر الإصلاح الاجتماعي هو حمل عقيلة الوحي وبنات الرسول (صل الله عليه وآله وسلم) مع http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alemamalhossien.gif ، فقد قُمنَ ببَلورة الرأي العام ، ونَشََرن مبادئ http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alemamalhossien.gif وأسباب نهضته الكبرى ، وقد قامت http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alsydazynab.gif (http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alyhaalslam.gif) بتدمير ما أحرزه يزيد من الإنتصارات ، وألحقت به الهزيمة والعار.
ماذا كان يكون الحال لو قُتل الحسين ومَن معه جميعاً من الرجال إلا أن يُسجّل التاريخ هذه الحادثة الخطيرة من وجهة نظر أعدائه ، فيَضيع كلّ أثر لقضيّته .. مع دمه المسفوك في الصحراء.
فهذه الفاجعة قد مرّت عليها حوالي أربعة عشر قرناً ، وقد ذكرها الألوف من المؤرخين والمحدّثين ، واطّلع عليها القريب والبعيد ، والعالم والجاهل ، بل وغير المسلمين ايضاً لم يتجاهلوا هذه الفاجعة المروّعة .
وتُقام مجالس العزاء في ذكرى إستشهاد http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alemamalhossien.gif (http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alehalslam.gif) في عشرات الآلاف من البلاد ، في جميع القارّات ، حتى صارت هذه الفاجعة أظهر من الشمس ، وصارت كالقضايا البديهيّة التي لا يمكن إنكارها أو التشكيك فيها ، بسبب شُهرتها في العالم .




ان النفوس المتطلعة الى المعالي، والمتطلبة طريقاً سالكاً الى الكمال، تنتهج لها من اخلاق عظماء الاسلاف مما امتازوا به من سيرة فاضلة كريمة، ومواقف نبيلة شريفة... فتستجلي آثارهم، وتستلهم اخبارهم، فعلى ذكرياتهم تنهض الامة‌ لما فيها من:
تصحيح العقدية، وتهذيب النفوس، واكتساب الفضيلة، واقتباس المعارف، واقتناء ‌المواعظ النيرة.
ومن هؤلاء الأسلاف الذين ينبغي ان تؤخذ منهم الدروس الكبرى: عقيلة الوحي وربيبة بيت النبوة،‌ وريحانه الامام علي وفاطمة ‌الزهراء، وشقيقة سيدي شباب اهل الجنة الحسن والحسين... تلك هي زينب..اخت الحسين... ومن أتمت بعده ...نهج الجهاد... وقارعت نوب السبا


تتطلب الرسالة الالهية احياناً بذلاً وعطاءاً، وأرواحاً ودماءاً زاخرة، لكي تستمر وتمتد الى الاجيال اللاحقة، ولكنها احياناً‌ اخرى قد تتطلب هجرةً وتغرباً ومفارقةً للأهل والوطن، وحملاً للدين الى ديار اخرى ربما تكون بعيدة الشقة، ثقيلة المشقة! وفي ذلك الرحيل تكون الآلام والمصائب،
فلابد من الصبر على قضاء الله تبارك وتعالى، والرضى والتسليم لأمر الله جل وعلا، والانتظار للفرج الراحم الذي سينزله الله وهو ارحم الراحمين.
وقد نزل في المهاجرات آية المبايعة قوله تعالى:يا ايها الذين آمنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن
ومن الهجرات الرسالية الشريفة هجرة العقيلة المكرمة زينب بنت علي عليهما السلام، التي شدت رحال السفرالى كربلاء تعاضد اخاها وامام زمانها
ابا عبد الله الحسين سيد شباب أهل الجنة، وتؤازره في مهمته الالهية، ولتكون في خدمته وطاعته، تتلقى وصاياه، وتصبر على أداء تكاليفه،
ولتعاني من بعده اشد المحن والنوائب في مسيرة الطف وفي هذا المسير الشريف كانت هجرة خليل الرحمن ابراهيم http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alehalslam.gif،
وكذا هجرة موسى الكليم http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alehalslam.gif، وهجرة النبي المعظم محمد المصطفى http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/slaallah.gifسلم...
اذ كانت من مكة موطنه وبلدة صباه واسرته، الى المدينة التي نورها الله سبحانه بقدومه المبارك....
ثم تبعه وصيه المرتضى علي بن ابي طالب http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alehalslam.gif تصطحبه الفواطم من آل الرسول.
ولم تكن الهجرة الدينية مقتصرةً على الرجال، فقد حدثنا القرآن الكريم والتاريخ الصادق عن رحيل سارة زوجة النبي ابراهيم الخليل سلام الله عليه الى واد غير ذي زرع، فبورك عليه وفيه، ثم أصبحت مكة عامرةً باسماعيل http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alehalslam.gif، ورزقها الله تعالى من الثمرات وجعل فيها الأمن ومناسك الحج الشريفة.
كما حدثتنا الاخبار الموثقة عن هجرة جمع من النساء المسلمات التحقن برسول الله http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/slaallah.gifسلم، مرةً الى مكة لأداء بيعة العقبة المفجعة وأسفارها المريرة الى الكوفة والشام، ثم الى كربلاء فالمدينة! فعاشت تلك المشاهد بصبر عجيب، ورضىً بقضاء الله تعالى، وجلادة ابدتها في وجوه الظالمين.. وللهجرة الزينبية خصوصية مهمة هي انها ارتبطت بالمشيئة الالهية



فيما يرتبط بنهضة سيد الشهداء هنالك كلمة له سلام الله عليه فيها تعبير خاص، شاء الله ان يراني قتيلا وشاء الله ان يراهن سبايا،
خاطب بها بعض الذين لم يقتنعوا بحمله عيالات آل محمد http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/slaallah.gifسلم معه في هذا السفر، ما هي مداليل هذه الكلمة،
شاء الله ان يراهن سبايا؟ لعل اول ما يأتي في الذهن من هذه المقولة هناك هدف اعلامي كأنما كان يصبوا اليه الامام الحسين http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alehalslam.gif
من خلال صحب العلويات وخصوصاً الحوراء زينب سلام الله عليها ولان ثورة الحسين تتألف من فصلين رئيسيين، الاول هو فصل الدماء والتضحية التي قام بها الامام الحسين واصحابه واهل بيته هذه، والفصل الثاني الجانب الاعلامي، يعني الدموع الناطقة التي تكشف اسرار تلك الدماء، فالثورة تحتاج الى فم يتكلم ولسان يعبر لماذا اريقت تلك الدماء فكان ذلك اللسان هو لسان الحوراء زينب وكان الصوت المدوي هو صوتها، اخرجه الحسين لان لايتعرض للخنق وتذهب اهداف الثورة هباءً بفعل تضليل الدعاية الاموية وتخديرها للجماهير المسلمة، وقفت ابنة امير المؤمنين عليهما السلام تهزأ بطاغية الكوفة وتحطم كبرياءه ببيانها الصائب عندما تعرض لها شامتاً كيف رأيت صنع الله في اخيك
والعتاة المردة من اهل بيتك، فانتفضت ابنة الزهراء كاللبوة الجريحة التي تدافع عن اشبالها قائلة بكل رزانة، ما رأيت الى جميلاً،
هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك
امك يابن مرجانة وكذلك وقفت تدك جبروت يزيد وتضعه تحت قدميها وتسدد من منطقها صواعق حارقة،والله مافريت الا جلدك
وما حززت الا لحمك وهل رأيك الا فند وجمعك الا بدد وايامك الا عدد يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين
ولان جرت عليّ الدواهي مخاطبتك اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكبر توبيخك لكن العيون عبرى والصدور حرى
هذا في الحقيقة الهدف الاول، هدف الجانب الاعلامي الذي يطمح من وراءه الامام الحسين حتى تكون مكملة لنهضته.



الهدف الثاني في حمله، الهدف الثاني اراد الامام الحسين ايضاح الخطر الرهيب المحيط بصميم الفكر الاسلامي والمحدق بعقيدة الامة
لنفسها والقضاء عليها والممارسات الجاهلية التي يمارسها الجهاز الاموي الحاكم آنذاك وذلك من خلال اخراجه يعني الامام الحسين
اخراجه لحملة جماعية شاملة، تشمل النساء والاطفال الذي لاتتوفر بهم عادة شروط الجهاد في سبيل الله لكن لان هذا الموقف كأنما
في حالة دفاع عن الاسلام وكأنما بيضة الاسلام في خطر فهنا الموقف ينبغي ان يكون تستخرج كل ما في الجهد من قوة ومن وسع
ومن طاقة حتى لو كان امرأة او كان الطفل الذي لم يبلغ الحلم من اجل الدفاع عن الاسلام وبلاد المسلمين والدفاع عن النفس
والمال والعرق بل الدفاع عن الحق المطلق بشكل عام فلذلك انما الامام الحسين اراد ان يبين الخطر المحدق بالمسلمين نتيجة تسلط يزيد
على دفع الحكم وكرامات المسلمين ومقدساتهم تعرضت للانتهاك، عشرة آلاف قتيل في واقعة الحرة من ضمنهم سبعمائة صحابي،
الدماء تهدر، الاموال تصادر، الكرامات تسحق فأكثر من هذا الخطر، انما اراد الامام الحسين ان يبين الخطر المحدق
بالامة الاسلامية وبالاسلام الكبير.كانت زينب http://www.shiaali.com/vb/images/smilies/alyhaalslam.gif صاحبة النيابة الخاصة عن ابي عبد الله الامام الحسين سلام الله عليه وآله،
فأوصاها اخوها الحسين صلوات الله عليه بوصاياه بحفظ امام زمانها زين العابدين لما سيتعرض له من المخاطر وهو عليل
مفجوع بشهادة والده والأعزة من اهل بيته واصحاب ابيه... ولعزم اعداء الله على الا يبقوا لآل الرسول ولآل علي من باقية.
هذا ما كانت عليه زينب ابنة علي وفاطمة من الجلال والعفاف، ولكنها وهي الغيورة على الرسالة وقد رأت دين الاسلام في مهب المخاطر
من التحريف والتشويه والتضييع، فنهضت مع اخيها الحسين الى كربلاء، يحيط بها اخوتها واولادها وبنو اخوتها، لتشهد تلك الواقعة العظمى، وتنقل الى التاريخ ما جرى على آل الرسول من الفجائع، ولتكمل مسيرة امام زمانها، ناهضةً بتلك الاعباء الثقيلة والمهمات الجسيمة، ومتحملةً بصبرها كل عناء وألم وحزن وقسوة، وكان من ذلك الاسر المرير وهي حفيدة المصطفى رسول الله وخاتم الانبياء. وكان من ذلك ان تبرز يوم عاشوراء، وتخطب في مجلس عبيد الله بن زياد في الكوفة، وفي مجلس يزيد بن معاوية في الشام... وهي بذلك الجلال المحمدي، والبيان العلوي، والعفاف الفاطمي... انها زينب كعبة الأحزان:
فسلام على المرأة الصالحة، والمجاهدة الناصحة، والحرة الابية، واللبوة الطالبية، والمعجزة المحمدية، والذخيرة الحيدرية،والوديعة الفاطمية.
السلام على من اطاعت الله تعالى في السر والعلن، وتحدث بمواقفها اهل النفاق والفتن.السلام على من ارهبت الطغاة في صلابتها،
وادهشت العقول برباطة جأشها، ومثلت اباها علياً بشجاعتها، واشبهت امها الزهراء في عظمتها وبلاغتها...
السلام على من حباها الجليل جل اسمه بالصفات الحميدة، وزادها قوةً وثباتاً على الدين والعقيدة،
وشد الله عزمها في مواطن المحن الشديدة، والهمها جميل الصبر،‌ واكرمها جزيل الاجر