المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شخصية بهلول


وسام البابلي
18-03-2010, 11:38 AM
السلام عليكم ...

لدينا في هذا الموضوع شخصية فذه عرفت بدفاعها عن المذهب الجعفري (مذهب أهل البيت عليهم السلام)..
وهي شخصية بهلول .. واعتقد بأن معظم القراء الافاضل يعرفونه ...
من خلال ما انتجته قناة المنار (مسلسل بهلول) على مدى جزئين...


أولاً : سأعرفكم به ...
من هو البهلول ؟؟،، هل كان البهلول مجنوناً حقاً؟؟

وثانياً : مقتطفات من..

بعض مواقفه المشرفة التي تدافع عن المذهب ، وأخباره مع الرشيد وبعض الأمراء و القضاة ، ومع بعض عقلاء المجانين .. وبعض طرائفه وظرائفه ..

قبل ان اشرع في الموضوع ..
اريد ان اطلعكم على نسخة من الكتاب الذي سأنقل لكم منه ..


http://malak5.jeeran.com/512.JPG




نبدأ ..... http://www.alwahat.org/forums/style_emoticons/default/35.gif

من هو بهلول ؟

البهلول بن عمرو ، وهو وهب ( أو وهيب ) بن عمرو الصيرفي من أهل الكوفة . كان رجلاً تقياً ورعاً زاهداً فقيهاً محدثاً اديباً عالماً ، وبهلول شيعي المذهب
عاصر الامام جعفر ابن محمد الصادق عليه السلام فكان من خاصة تلامذته ، وقد عُد من نوابغ عصره لِما امتاز به من عقل راجح . يؤيده ما اثر عنه من أقوال و أبيات تزخر حكمة وتفيض وعظاً .

أما جنونه : فلم يكن إلا افتعالاً وتظاهراً الجأته إليه ضرورة سياسية ، مؤثِراً سلامة دينه على سمعته وما كان يتمتع به من مقام علمي و اجتماعي .. ومضحّياً بذلك كله في سبيل مصلحة إسلامية عُليا ، وهذا بحد ذاته مؤشرٌ واضح على بُعد نظره وذكاءه، بل هو ممّا لا يصدر الا من عبقري يزن الامور بميزانها الصحيح فيقدّم أرجحها دون الالتفاف الى ما سيلحقه شخصياً من أذى أو ضرر ، لا سيما إذا كانت المصلحة الراجحة أهم من مصلحته الشخصية ، لأنّا لو أردنا أن نعطي للعاقل تعريفاً موجزاً لقلنا انه من يضع الامور في مواضعها ، ومن هنا نجد أن البعض قد أطلق عليه لقب ( المجنون العاقل ) او( العاقل المجنون ) إشارةً الى هذه النقطة بالذات .

أما تشيعه فهو ما تعكسه بوضوح لا شَوْبَ في مناظراته و ردوده المروية عنه في المجال العقائدي ، ومناجزته لخصوم أهل البيت عليهم السلام ، ومخالفيهم بكلمات مقتضبة وعبارات مركزة تحمل بعضها طابعاً فكاهياً أو تهكّمياً ، وهي نصوص ان دلت على شيء
فإنما تدل ـــ فضلاً عن طرافته وقدرته على الاستدلال ـــ تدل على ولائه وحبّه للحجج الطاهرة
تصريحاً مرةً وتلميحاً أخرى، بل و يتأكد هذا أكثر فيما لو علمنا انه كان يروي
عنهم ( عليهم السلام ) أحاديثهم حتى عُدّ من رواة الأحاديث الشريفة ، إذ يروي عن جملة من الرواة منهم عمرو ابن دينار ، وعاصم بن بهدلة ، و أيمن ابن نابل ..

و أمّا ما روي عن بهلول من حكم و ابيات وحكايات ونوادر ومناظرات صدرت منه فقد امتازت
بأعلى درجات الطرافة والعمق والرقة والبلاغة . تشكل بمجموعها باقة من قصار حِكمٍ تبعث في من يقرأها المتعة والعِظة والاعتبار في آنٍ واحد ..

عاش بهلول في الكوفة في القرن الثاني عشر الهجري فعاصر عدداً من خلفاء بني العباس كان آخرهم هارون الرشيد الذي كان يطلب لقاءه ومناداته ، وكثيراً ما طلب موعظته ..

هل كان البهلول مجنوناً حقاً ؟؟

وبعد ، فما هي قصة جنونه او تجاننه ؟؟

لقد جرت سُنة السلاطين الدنيا و ملوكها ـــ سوى الربانيين منهم وقليل ما هم ـــ على التمسك بالحكم تمسكاً لا يفلّه الا الموت ، لذا كان التوجس من الانداد والمنافسين امراً لازماً لطبيعة الاعتزاز بالسلطان ، فقد يدفع هذا التوجس صاحبه للفتك بمنافسه لمجرد الظن ، متجاهلاً كل اعتبار من قرابة أو مقام أو قداسة ، فلربما فتك صاحب الملك بابنه أو أخيه , ولربما قتل العلماء بل وحتى الانبياء والصالحين ، كل ذلك خوفاً على المُلك ، اذ " المُلك عقيم " ، فكم من أنبياء قتلوا ، وكم من صالحين سجنوا و ذاقوا صنوف العذاب ، وهذا التاريخ خير شاهد ، حسبك منه ما ذكره القرآن من قصص الظالمين مع رسل الله ، وحسبك أيضاً ما جرى على أئمة الهدى من آل البيت النجباء عليهم السلام ولا سيما الحسين عليه السلام ، وما يوم الناس هذا وما يجري في منا ببعيد ...


ومن هنا تبدأ قصة البهلول مع الجنون ، لان هارون الرشيد الذي عاصره كان يعاني من عُقدة المُلك ذاتها ، يستثيرها وجود شخص كالامام موسى ابن جعفر الكاظم عليه السلام الذي يمتاز عليه علماً وتقوى وأحقية بالامر ، فهل يسوغ للرشيد الجلوس على بركان قد يتفجر عليه في أية لحظة ؟! ويتصاعد قلقه مع تراكم تقارير الوشاة ، بأن الامام يخطط لمؤامرةٍ يستهدف منها سلب ذلك المُلك العزيز . والحق ان الامام لم يكن ليفعل ذلك لعدم توفر الناصر وضيق الاوضاع الحاكمة . فما كان من الرشيد ـــ الذي كان يبحث عن ذريعة يتخلص بها من الامام ـــ الاّ ان لجأ إلى الوصفة الجاهزة التي لجأ لها أمثاله ، وهي ان يعاجل الامام عليه السلام قبل ان يضع
الفكرة المزعومة موضع التنفيذ . ولما كان لا بد له ان يعطي اجرامه بعداً شرعياً ، أخذ ينتزع ممن حوله من وعّاض السلاطين فتوى إهدار دم الامام عليه السلام http://www.alwahat.org/forums/style_emoticons/default/12.gif بتهمة الخروج عن دين جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والطمع بكرسي الخلافة والتخطيط للثورة والعصيان http://www.alwahat.org/forums/style_emoticons/default/12.gif ، فاستجاب فقهاء البلاط ومنحوا سيدهم ما أراد ، ولما بلغ الدور وهب بن عمرو ( بهلولاً ) ، طفق الاخير الى الامام عليه السلام طالباً ان يرشده الى مخرج ، فأشار علية الامام عليه السلام ان يتظاهر بالجنون ، ففعل وكان منه ما كان ..

فلما كان الصباح من اليوم التالي فوجئ الناس ببهلول راكباً عصا مهرولاً بها في الازقة والشوارع في هيأة المجانين يحيط به الاطفال يسخرون منه http://www.alwahat.org/forums/style_emoticons/default/66.gif ، و اذا به يقوم بحركات تثير السخرية والضحك http://www.alwahat.org/forums/style_emoticons/default/29.gif .... وهكذا اشترى بهلول دينه بدنياه ، ونجا من المشاركة في دم الامام الكاظم عليه السلام .

ويؤيد ذلك ما نقله السيد نعمة الله التستري رحمة الله عليه ، في حق الرجل في كتابه الموسوم بــ " غرائب الاخبار " اذ قال :

(( روي أن هارون الرشيد أراد أن يولّي أحد قضاء بغداد فشاور أصحابه فقالوا : لا يصلح لذلك الا وهب بن عمرو )) ، فاستدعاه ،،

وقال : يا أيها الشيخ الفقيه ! أعنّا على عملنا هذا ..
قال :بأي شيء اُعينك .
قال: بعمل القضاء .
قال : أنا لا أصلح لذلك .
قال : أطبق اهل بغداد على أنك تصلح له .
فقال : ياسبحان الله ! اني اعرف بنفسي منهم . ثم إني في إخباري عن نفسي بأني لا أصلح للقضاء ، لا يخلو أمري من وجهين : إما أن أكون صادقاً . فهو ما اقول ، أو أن أكون كاذباً ، فالكاذب لا يصلح لهذا العمل . << ذكي http://www.alwahat.org/forums/style_emoticons/default/66.gif

قال : ان كان ولا بد فأمهلوني الليلة حتى أفكر في أمري ..

فأمهلوه.. فخرج من عندهم ، فلمّا أصبح في اليوم الثاني تجانن وركب قصبة ، ودخل السوق ، وكان يقول : طرّقوا ، خلّوا الطريق لا تطؤكم فرسي http://www.alwahat.org/forums/style_emoticons/default/66.gif .

فقال الناس : جنَّ بهلول ..
فقيل ذلك لهارون ....
فقال : ما جنّ ولكن فر بدينه منّا ، وبقي على ذلك إلى أن مات http://www.alwahat.org/forums/style_emoticons/default/65.gif

والحقيقة أن هارون كان يعرف جيداً أن البهلول إنما أظهر الجنون حفاظاً على عقيدته وصوناً لدينه ، وقد ضحى في سبيل ذلك بكل مظاهر الحياة الدنيا وبهارج زينتها ، و آثر على ملذاتها أن يظهر بتلك الحال بما تقتضيه من سوء مظهر ، ونيل ازدراء ، وفقدان وقار ، حتى لا يقع في حبائل النظام الحاكم ، وتوقير عامّة الناس ، لما تحلى به من قناعة و زهد وتقوى و صراحة في قول الحق الذي كان يُعرب عنه بلا مداهنة بأسلوب النثر مرّة ، والنظم أُخرى ، صابّاً إياه في قالب جميل من الظرافة تارة ، والسخرية أخرى .

ان مثل تلك الروح السامية التي لم يركن صاحبها الى طاغوت عصره ، ولم يبع دينه بدنياه الفانية ، لجديرة حقاً بالحمد والثناء والتعظيم ..

كوثر المحبة
18-03-2010, 12:41 PM
يسلممممممممممممموا على الطرح خيووووو الله يعيك العافيه
دمت بوووود....