المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الذي وضع الصلاة على الصحابة بدل الآل أو معها؟!


وسام البابلي
08-05-2010, 12:37 PM
من الذي وضع الصلاة على الصحابة بدل الآل أو معها؟!


الذين حذفوا الآل من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله هم الذين وضعوا صحابته بدلهم ! فهل عندهم حديث جوَّز لهم قَرْنَ الصحابة بالنبي صلى الله عليه وآله في الصلاة عليه ، سواء في صلاة الفريضة أو خارجها ؟ أم هو استدراكٌ على النبي صلى الله عليه وآله وبدعة ! وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ؟!
قال الحافظ الصديق المغربي في رسالته (القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع) طبع طنجة بالمغرب 1986، ص12:
(وننبه هنا على خطأ وقع من جماهير المسلمين ، قلد فيه بعضهم بعضاً ولم يتفطن له إلا الشيعة ، ذلك أن الناس حين يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يذكرون معه أصحابه مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين سأله الصحابة فقالوا: كيف نصلي عليك؟ أجابهم بقوله: قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد. وفي رواية: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته ، ولم يأت في شئ من طرق الحديث ذكر أصحابه مع كثرة الطرق وبلوغها حد التواتر.
فذكرُ الصحابة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم زيادةٌ على ما علمه الشارع ، واستدراكٌ عليه ، وهو لا يجوز.
وأيضاً فإن الصلاة حقٌّ للنبي ولآله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا دخلَ للصحابة فيها ، لكن يترضى عنهم ). انتهى. وهو كلام قويٌّ من عالم سني منصف .

وقد رد الألباني عليه في مقدمة كتابه:
سلسلة الأحاديث الضعيفة:3/ 8 ، رداً مطولاً جداً ، ومما قاله: (قلت: ليس في هذا الكلام من الحق إلا قولك الأخير: إنه لاتجوز الزيادة على ما علمه الشارع..إلخ ، فهذا حق نقول به ونلتزمه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. ولكن ما بالك أنت وأخوك خالفتم ذلك ، واستحببتم زيادة كلمة (سيدنا) في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم ترد في شئ من طرق الحديث؟! أليس في ذلك استدراك صريح عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، يامن يدعي تعظيمه بالتقدم بين يديه ؟! أما سائر كلامك فباطل لوجوه:
الأول: أنك أثنيت على الشيعة بالفطنة ونزهتهم عن البدعة ، وهم فيها من الغارقين الهالكين. واتهمت أهل السنة بها وبالبلادة والغباوة ، وهم والحمد لله مبرؤون منها ، فحسبك قوله (ص)في أمثالك: إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم. رواه مسلم.....
وتابع الألباني قائلاً: (هذا العموم المزعوم ، أنت أول مخالف له ! لأنه يستلزم الصلاة عليه(ص)بهذه الصلوات الابراهيمية كلما ذكر عليه الصلاة والسلام ، وما رأيتك فعلت ذلك ولو مرة واحدة في خطبة كتاب أو في حديث ذكر فيه النبي(ص) ! ولا علمنا أحداً من السلف فعل ذلك والخير كله في الإتباع (!).
والسر في ذلك أن هذا العموم المدعى إنما هو خاص بالتشهد في الصلاة كما أفادته بعض الأحاديث الصحيحة ، ونبه عليه الإمام البيهقي فيما ذكره الحافظ في فتح الباري:11/154، الطبعة السلفية فليراجعه من شاء ، والإمام الشافعي في رسالته على ما ذكره الحافظ السخاوي في القول البديع ، والرافعي ، والشيرازي ، والنووي ، وابن تيمية ، وابن القيم ، وابن حجر ، وغيرهم كثير وكثير جداً ، لا يمكن حصرهم ، ما زال كل واحد منهم يصلي على النبي(ص)في خطبة كتبه ويصلي على أصحابه معه ، كما أفعل أنا أحياناً اقتداءً بهم ، وبخاصة أن الحافظ ابن كثير نقل في تفسيره الإجماع على جوازه (!) ، ومع ذلك كله رميتني بسبب ذلك بدائك وبَدَّعتني! أفهؤلاء الأئمة مبتدعةٌ عندك ويحك ! أم أنت تزن بميزانين وتكيل بكيلين؟! ).
ثم قال الألباني: (وهو يعلم أن النبي(ص)كان يصلي على أصحابه بمناسبات مختلفة ، ومن ذلك حديث: كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صل عليهم فأتاه أبو أوفى بصدقته فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى. رواه الشيخان وغيرهما ، وهو مخرج في الإرواء ،853 ، وغيره.....ولا دليل على أن ذلك من خصوصياته (ص) بل قد صح عن ابن عمر أنه كان يقول في الجنازة: اللهم بارك فيه وصل عليه واغفر له وأورده حوض رسولك. رواه ابن أبي شيبة في المصنف:10/414 ، وسنده صحيح على شرط الشيخين. وبعد هذا كله فإني أرجو أن يكون ظهر للقراء جميعاً من هو المبتدع ! ). انتهى.

هذا لبُّ ماذكره الألباني من كلامه الطويل الذي لم يأت فيه بدليل على جواز قرن الصحابة بالنبي في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله ، وغاية ما ذكره ثلاثة أدلة:

الأول: قولهhttp://www.al-3abbas.com/vb/images/smilies/frown.gifوالسر في ذلك أن هذا العموم المدعى إنما هو خاص بالتشهد في الصلاة ، كما أفادته بعض الأحاديث الصحيحة ، ونبه عليه الإمام البيهقي، فيما ذكره الحافظ في فتح الباري..الخ). انتهى.
وقصده أنه لاعموم لصيغة الصلاة التي علمها النبي صلى الله عليه وآله للمسلمين للصلاة عليه في كل حال ، بل هو تعليم نبوي خاص بتشهد الصلاة ، ففي غير الصلاة يجوز لك أن تحذف الصلاة على الآل ، وتضع مكانهم الصحابة ، ولا حرج !
لكن ما هو دليل الألباني على تخصيصها بتشهد الصلاة ، وحديثها في البخاري وغيره عامٌّ مطلقٌ ليس فيه حصرٌ في التشهد ، قالوا: (فَكَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ ؟ قَالَ: قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ...) ؟!
يقول الألباني أن دليله على تخصيصها: ( أفادته بعض الأحاديث الصحيحة ، ونبه عليه الإمام البيهقي فيما ذكره الحافظ في فتح الباري). انتهى.
فقد ادعى وجود أحاديث صحيحة تحصر صيغة الصلاة النبوية التعليمية للمسلمين في تشهد الصلاة ، فأين هي هذه الأحاديث الصحيحة ؟!

الجواب: لاتوجد أحاديث لاصحيحة ولاضعيفة ! وإلا لأتى بها الألباني في رده الطويل الذي أخذ أكثر من عشر صفحات ، وهو متخصص في الحديث ! لكنه
كما يبدو يستحل الكذب للدفاع عن الصحابة !
ثم قال الألبانيhttp://www.al-3abbas.com/vb/images/smilies/frown.gifونبه عليه الإمام البيهقي فيما ذكره الحافظ في فتح الباري...)
يقصد أن هؤلاء العلماء الذين ليس فيهم واحد قبل القرن السادس! نبهوا على تخصيص صيغة الصلاة التعليمية النبوية بالتشهد دون غيره !
ويبدو أنها كذبة أخرى! ولو صدقناه لقلنا لهؤلاء: ما هو دليلكم على التخصيص؟ وهل هو الأحاديث الصحيحة التي وعد بها الألباني !!

الدليل الثاني: قال الألباني: (وهو يعلم أن النبي(ص)كان يصلي على أصحابه بمناسبات مختلفة ، ومن ذلك حديث: كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صلِّ عليهم ، فأتاه أبو أوفى بصدقته فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى. رواه الشيخان وغيرهما ، وهو مخرج في الإرواء ،853 ، وغيره....). انتهى .

والجواب: إن هذا تدليس في الإستدلال مع الأسف ! لأن موضوعنا كيف يجب أن نصلي نحن على النبي صلى الله عليه وآله ؟فكيف يستدل عليه بصلاة النبي صلى الله عليه وآله على المسلمين؟! فالنبي صلى الله عليه وآله يعرف تكليفه كيف يصلي علينا وعلى غيرنا ، وقد بين لنا تكليفنا نحن كيف نصلي عليه ، وحدده بصيغة تعليمية توقيفية صحيحة.
فهل يجوز لنا أن نقول له: كلا ، نريد أن نصلي عليك كما نحب ، ونضم في الصلاة عليك من نحب ، ونحذف منها لا نحب ! لأنك أنت تفعل ذلك ؟!

الدليل الثالث: قال الألباني: (ولا دليل على أن ذلك من خصوصياته(ص) بل قد صح عن ابن عمر أنه كان يقول في الجنازة: اللهم بارك فيه وصل عليه واغفر له وأورده حوض رسولك. رواه ابن أبي شيبة في المصنف:10/414 ، وسنده صحيح على شرط الشيخين ). انتهى.
يقول الألباني بذلك لقد ثبت بأثر صحيح عن ابن عمر أنه قال لميت (اللهم بارك فيه وصل عليه) فالصلاة على المسلمين ليست من مختصات النبي صلى الله عليه وآله ، بل يجوز لأي مسلم أن يقول لمسلم آخر (اللهم صل عليه) ، ونحن نقول: اللهم صل على الصحابة ، فما المانع ؟

والجواب: أن الألباني يعرف أن المسألة ليست جواز الصلاة على مسلم بقولنا: (اللهم صل عليه) ، بل هي قَرْنُ الصحابةبالنبي صلى الله عليه وآله ، وهل يجوز أن نتعدى تعليمه بالصلاة عليه ، ونحذف آله من صلاتنا عليه ، ونضع بدلهم الصحابة ؟!
فانظر كيف غيَّر الموضوع أيضاً ، وشطَّ عنه بعيداً ، وكذلك يفعلون !
قرنهم الصحابة بالنبي صلى الله عليه وآله معضلة لاحل لها !
إن حذف أتباع الخلافة لآل النبي من الصلاة عليه صلى الله عليه وآله ، ووضعهم الصحابة بدلهم أو معهم وقرنهم بالنبي صلى الله عليه وآله ، معضلةٌ لم ولن يستطيعوا حلها ! بل هي ست معضلات فقهية كاملة:
1- هل يجوز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وآله ، ومن أمر النبي بالصلاة عليه ؟
2- هل يوجد دليل يخصص صيغة الصلاة النبوية بتشهد الصلاة؟
3- هل يجوز حدف آل النبي صلى الله عليه وآله من الصلاة عليه ؟
4- هل يجوز وضع الصحابة مكانهم وقرنهم بالنبي صلى الله عليه وآله ؟
5- هل يجوز أن ننوي بصلاتنا على آل النبي صلى الله عليه وآله جميع ذريته من فاطمة وعلي عليهما السلام وكل ذرية بني هاشم إلى يوم القيامة ، ونقرنهم بالنبي صلى الله عليه وآله وفيهم من ثبت أنهم أعداء لله ورسوله ، وفيهم اليوم نصارى وملحدون وقتلة وأشرار ؟!
فهل يمكن أن يأمرنا الله تعالى أن نصلي على هؤلاء الكفار والفجار ونقرنهم بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله ؟! وهل يجب عليهم أن يقولوا (وآله المؤمنين) ؟!
6- إذا حلينا أصل مشكلة ضم الصحابة وقرنهم بالصلاة مع النبي صلى الله عليه وآله فهل يجوز لنا أن نعمم الصلاة عليهم جميعاً بدون تخصيص أو تقييد ، لأنا بقولنا (وعلى أصحابه أجمعين)نقرن أكثر من مئة ألف شخص بالنبي صلى الله عليه وآله وهؤلاء فيهم من شاركوا في محاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وآله ليلة العقبة ، وفيهم من ثبت نفاقهم بنص القرآن ونص النبي صلى الله عليه وآله ، وفيهم جماعة شهد النبي صلى الله عليه وآله بأنهم لن يروه بعد وفاته ، وأنهم سوف ينقلبون من بعده ، ويمنعون من ورود حوضه يوم القيامة ويؤمر بهم إلى النار ! فهل يجب التخلص من هذا الإشكال بأن نقول: (عليه وعلى أصحابه المؤمنين ، أو المرضيين ) ؟!
لقد أوقعوا أنفسهم في كل هذه المشكلات ، لأنهم استدركوا على النبي صلى الله عليه وآله ولم يتَّبعوا ! أما نحن فلا مشكلة عندنا ، لأنا لانستحل أن نقرن بنبينا في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله إلا آله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام الذين أمرنا بقرنهم به ، وهم عندنا مصطلح نبوي خاص حدده النبي صلى الله عليه وآله بعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وتسعة من ذرية الحسين ، آخرهم المهدي ، صلوات الله عليهم .

محـب الحسين
08-05-2010, 12:44 PM
أحسنت اخي العزيز على هذا التبيان
وفقك الباري سبحانه وجزاك أحسن الجزاء

وفاء للحسين
08-05-2010, 08:49 PM
:55555":
اللهم صل ِّ على محمد وال محمد الطييبين الطاهرين
وبعد ... عند هذا الطرح الرائع يجب الوقوف والتأني .... فهنا توجد مفاصل كثيرة ذات اهمية بمكان بحيث جعلت من الموضوع مصدراً يجب العودة اليه دائما ...
شكرا ً لتنويرنا بهذا النور المحمدي الوضّاح ....دمت َلنا ولكل المؤمنين .... بارك الله في مسعاكم على طريق الحق والهدى.