المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احد مناظرات الامام الكاظم عليه السلام


وسام البابلي
24-02-2009, 09:48 PM
مقدّمة
المناظرات.. هي حوار علميّ يدور بين الناس أحياناً لمعرفة الحقّ وتبيان الحقيقة، لا سيّما إذا تنزّه عن التعصّب الأعمى وقَبِل الموازين الشرعيّة والعقليّة، وخلا من الكذب والأساليب الجدليّة الباطلة، وترفّع عن الالتواء وتشويه الحقائق.
والأئمّة عليهم السّلام كانت لهم مع الآخَرين مناظرات كثيرة دُعُوا إليها فلَبَّوا، وسُئلوا فأجابوا.. مفنِّدين الأباطيل، ومُبطلين الشبهات والأضاليل، وكاشفين عن وجه الحقيقة بالبراهين البيّنة التي يُذعن لها العقل ويطمئنّ لها القلب وتسكن بها النفس ويرتاح الضمير؛ لأنّهم سلام الله عليهم تنزّهوا عن كلّ مِراء وجدالٍ بالباطل، وترفّعوا عن الالتفاف والجدل العقيم، فقصدوا الحقّ مبتغين مرضاة الله




اللهم صلِ على محمد وآل محمد..
مناظرة الامام الكاظم مع أبو حنيفة

رُويَ أنّه دخل أبو حنيفة المدينة ومعه عبدالله بن
مسلم، فقال له عبدالله: يا أبا حنيفة، إنّ هاهنا جعفر بن محمّد من علماء آل
محمّد، فاذهبْ بنا إليه نقتبسْ منه علماً. فلمّا أتيا، إذا بجماعة من علماء
شيعته ينتظرون خروجه أو دخولهم عليه.. فبينما هم كذلك إذ خرج غلام حدث، فقام
الناس هيبةً له، فالتفت أبو حنيفة فقال:

ـ يا ابن مسلم، مَن هذا.

قال: موسى ابنه.

قال: واللهِ أُخجلُه بين يدَي شيعته.. قال له عبدالله: لن تقدر على ذلك.

قال: واللهِ لأفعلنّه.

ثمّ التفت ( أبو حنيفة ) إلى موسى عليه السّلام فقال: يا غلام، أين يضع الغريب
في بلدتكم هذه ؟ ( أي: أين يتخلّى ويقضي حاجته ؟ ) قال عليه السّلام: يتوارى
خلف الجدار، ويتوقّى: أعينَ الجار، وشطوطَ الأنهار، ومسقط الثمار.. ولا يستقبل
القِبلةَ ولا يستدبرها، فحينئذٍ يضع حيث شاء.

ثمّ قال: يا غلام، مِمّن المعصية ؟ قال عليه السّلام: يا شيخ! لا تَخْلو من
ثلاث: إمّا أن تكون من الله وليس من العبد شيء.. فليس للحكيم أن يأخذ عبده بما
لم يفعله. وإمّا أن تكون من العبد ومن الله، والله أقوى الشريكَين.. فليس
للشريك الأكبر أن يأخذ الشريك الأصغر بذَنبه. وإمّا أن تكون من العبد وليس من
الله شيء.. فإنْ شاء عفا، وإن شاء عاقب.

فأصابت أبا حنيفة سكتةٌ.. كأنّما أُلقم فوه الحجر.

قال عبدالله بن مسلم: فقلت لأبي حنيفة: ألَم أقلْ لك: لا تتعرّض لأولاد رسول
الله .

• عن عليّ بن إبراهيم القمّي ( صاحب تفسير القمّي ) عن
محمّد بن مسلم قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام
فقال له: رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرّون بين يدَيه فلا ينهاهم، وفيه ما
فيه!

فقال أبو عبدالله عليه السّلام: ادعوا لي موسى. فدُعيَ فقال له: يا بُنيّ، إنّ
أبا حنيفة يذكر أنّك كنت تصلّي والناس يمرّون بين يديك.. فلم تَنْهَهم. فقال:
نعم يا أبتِ، إنّ الذي كنت أُصلّي له كان أقربَ إليّ منهم، يقول الله عزّوجلّ:
« ونحنُ أقربُ إليهِ مِن حبلِ الوريد .

قال محمّد بن مسلم: فضمّه أبو عبدالله عليه السّلام إلى نفسه، ثمّ قال: بأبي
أنت وأُمّي يا مُودَعَ الأسرار .

• روى محمّد بن سنان عن داود الرّقّي أنّ أبا حنيفة قال
لابن أبي ليلى: مُرَّ بنا إلى موسى بن جعفر لنسأله عن أفاعيل العباد، وذلك في
حياة الصادق عليه السّلام، وموسى عليه السّلام يومئذ غلام..

فلمّا صارا إليه سلّما عليه ثمّ قالا له: أخبِرْنا عن أفاعيل العباد مِمّن هي ؟


فقال لهما:

إن كانت أفاعيل العباد من الله دون خَلْقه.. فاللهُ أعلى وأعزُّ وأعدل من أن
يُعذِّب عبيده على فعل نفسه. وإن كانت من الله ومِن خَلْقه.. فإنّه أعلى وأعزّ
مِن أن يعذّب عبيده على فعلٍ قد شاركهم فيه. وإن كانت أفاعيل العباد من
العباد.. فإنْ عذّب فبعدلِه، وإن غفر فهو أهل التقوى وأهل المغفرة.

سلامـ الله عليكمـ اهل البيت ..

دمعة اشتياق
04-03-2009, 10:20 PM
سلامـ الله عليكمـ اهل البيت
يسلمووووو اخوي على الطرررررررررح
تحيآآآآآآآتي