المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاطمة الزهراء مدرسة الاستقامة


خادم الباقرع
13-03-2009, 12:29 PM
فاطمة الزهراء مدرسة الاستقامة
وبالفعل كانت وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) كما ذكر القرآن الكريم أوّل امتحان لكلّ ما تعلمته الأمة وقدرتها على الالتزام به، وفي الوقت نفسه كانت أول فرصة تتاح لصمامات الأمان لممارسة دورها الموكل إليها، مشكّلة بذلك تياراً سياسياً عقائدياً في مقابل تيار آخر.
تيار فاطمة وزوجها ضمّ أغلب أصحاب الوعي المتغير وهم بالطبع أقلية متماسكة عقائدياً وفكرياً. بينما ضم التيار الآخر جماعات تفتقر إلى وحدة المنطلقات والأهداف، وإذا استعرضنا الجماعات السياسية بناء على ما نقلت المصادر التاريخية فإننا نجد:
http://www.14masom.com/aalam/07/images/abd-fraji.jpg
• أولاً: تيار الوعي الذي تعهده الرسول (صلى الله عليه وآله) بالتربية والتوجيه، وأشاد بأغلب عناصره بدءً بالسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وزوجها الإمام عليّ (عليه السلام) وعمار بن ياسر وأبي ذر وسلمان وآخرين ممن لا غبار على دينهم (رضي الله عنهم أجمعين).

• ثانياً: جماعة الأنصار التي اندفعت للحصول على الخلافة في خطوة مرتجلة انتهت إلى نتائج معاكسة، ولا مجال هنا للبحث في دوافع قيامهم بهذه الخطوة.

• ثالثاً: تيار المهاجرين السابقين الذين نظروا إلى المسألة كمنافسة بينهم وبين الأنصار.

• رابعاً: تيار المنافقين.

• خامساً: جماعة أبي سفيان الذين دخلوا حديثاً في الإسلام. لكل فئة من هذه الفئات التي بمجموعها المجتمع المسلم آنذاك رؤاها ومصالحها دون أن نستطيع أن نفترض في جميع هذه الفئات التطابق مع مراحل الشريعة للأمة فيما عدا الفئة الأولى. لكن استطاعت جماعة المهاجرين من الإمساك بالسلطة بالاستناد إلىمقولة (الخلفاء كلهم من قريش) وهذه المقولة المنسوبة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) أغلقت باب التنافس بين الأنصار والمهاجرين لكنها تركته مفتوحاً بين القرشيين، وبعبارة أخرى أنها لم تتمكن من سحب الشرعية عن تيار الوعي بنفس الطريقة التي فعلتها مع الأنصار.

فقريش التي أدّعت حق وراثة النبوّة (الخلافة) استندت إلى شرعية عرقية دينية ونفس هذا الاستناد يقود تلقائياً إلى استنتاج بأن آل الرسول هم أقرب أقرباء الرسول (صلى الله عليه وآله) وهم أيضاً أواسط قريش (احتجوا بالشجرة وتركوا الثمرة).
الأمر الذي حاصر تيار المهاجرين الذين قالوا (يا معاشر الأنصار منا رسول الله) وأيضاً أكدوا سيادتهم للعرب (لن تعرف العرب هذا الأمر إلاّ لهذا الحي من قريش هم أواسط العرب نسباً وداراً). وتحت ضغط هذا المأزق اندفع المهاجرون لإضفاء الشرعية على نتائج السقيفة واتجهوا لممارسة العنف كما جاء في بعض المصادر وكان على جماعة الوعي ان يعيدوا الأمور إلى نصابها، وبالاستناد إلى ما تمّ إرساؤه في عهد النبي (صلى الله عليه وآله)، فهناك شرعية ارستها الرسالة كان لابدّ من استمرارها ليندفع الإسلام بالاتجاه المرسوم له وتبقى أيضاً وتبعاً لحركة التاريخ سائرة في مسارها التاريخي التكاملي.

•• الأوضاع الطارئة وتقاطع الامتداد
وهنا يتقاطع الامتداد الأصيل لما بناه الرسول (صلى الله عليه وآله) مع الأوضاع الطارئة التي نشأت أثر وفاته والتي لم تتمكن من إرساء شرعية تفرض نفسها على جميع المسلمين، فإن الجماعات التي سكتت (الأنصار، المنافقون، أبو سفيان ورهطه) لم يكن سكوتها عن قناعة بل مجاراة للواقع وتربص بدليل الأحداث التي وقعت فيما بعد، لذا كان لابدّ من مكمل وهو العنف والمباغتة إذ أسرع فريق المهاجرين لانتزاع البيعة قبل دفن النبي (صلى الله عليه وآله)!
في هذا الواقع كان على صمام الأمان التحرك لفرز المواقف ولنزع سلاح الوجود الجديد وإبطاله من الأساس، والدعوة للتواصل مع الشرعيات الممتدة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان أول من تقاطع مع الواقع الجديد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) لأنها كانت تمثل نقطة القمة في إبطال حجج التيار الجديد، ففاطمة أقرب أقرباء الرسول (صلى الله عليه وآله) وهم احتجوا بالقرابة من الرسول وفاطمة لها حرمة وقدسية دينية حيث أكد الرسول (صلى الله عليه وآله) موقعها في عدة مناسبات وصار حديث (فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني) مشهوراً ومعروفاً لدى كل المسلمين، فضلاً عن أنها مشمولة بأحديث العترة عموماً. وبعد انتهاء صدمة وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) سعى فريق الخلافة إلى الوقوف بوجه فاطمة وانتزاع فدك منها لإثبات وتأكيد وشرعية الفريق وإقناع الناس بأن الصلاحيات التي للخلافة هي مساوية لصلاحيات الرسول (صلى الله عليه وآله)، ثمّ التقدم لزلزلة المكانة التي يملكها تيار الوعي وبدءً بقيمة التيار فكانت فدك نقطة الالتحام بين التيارين.
إن قضية فدك كانت قضية سياسية قانونية تتعلق بتحديد صلاحيات الحاكم، وتصدت فاطمة (عليها السلام) في خطبتها لبيان ذلك، كما وتطرّقت فيها على الأسس التي قام عليها الوضع السياسي كله، واستمرت تضرب على هذا الوتر أثناء مرضها ثم وصيتها ودفنها حيث منعت حضور وفاتها أو الصلاة عليها والوصول إلى قبرها... والتي تعتبر أدلة متوالية على الطعن بما أدّعته الخلافة من شرعية، إذ كيف يمكن أن تنسجم مسألة خلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أغضاب ابنته التي قال عنها (بضعة مني...) وغصب حقها.
ويبدو أنّ الخلافة وعت هذه الحقيقة وعملت على اتّهام الإمام (عليه السلام) بأنّه المحرض. وهذا الاتجاه يفترض انّ شخصية فاطمة شخصية جانبية في صنع التاريخ فهي أصبحت طرفاً تبعاً لأبيها ثمّ تبعاً لزوجها وهذا ما لا يلتقي مع موقفها المتصدي لأولئك الذين حضروا لأخذ البيعة من بني هاشم الذين كانوا في حينها مشغولين بتجهيز الرسول (صلى الله عليه وآله) بعد وفاته.
وطبعاً محاولة تفسير الأحداث بهذه الطريقة يقوم على تجاهل تام لأحد أهم أبعاد الإسلام إلا وهو منح المرأة أدواراً هامة وأساسية، ويتضمن تجاهلاً لكون السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي سيدة نساء العالمين والذي لا يمكن لها أن تستحقه لمجرد كونها بنت للرسول (صلى الله عليه وآله) أو زوجة لعليّ (عليه السلام)، لأنّ بنات الرسول الأخريات على علو مكانتهنّ لم ينلن هذه المكانة الدينية المقدسة، كما أن الإمام (عليه السلام) تزوج بعد وفاة فاطمة (عليها السلام) بنساء فاضلات لكنّهنّ لم يصلن إلى الزهراء لا من قريب ولا من بعيد.
وعلى هذا فإن هذه المكانة جاءت بسبب كون الزهراء أحد أبرز الشخصيات النسوية الإسلامية التي طبّقت أهم قاعدة أكد عليها الإسلام ألا وهي قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعبارة أخرى حافظت على المجتمع الإسلامي وأبقته على جادة التكامل وقلّصت مساحة الانحدار لأنها واجهته وهو وليد فكان لها قدم السبق، وهذا فضلاً عن أنها مثلت مدرسة في هذا الاتجاه.
فقضية التحدي قضية ضرورية لإدامة الصراع بين الاتجاهات المتناقضة، وبالتالي استمرار حركة المجتمع التاريخية، إذ لو قدر لاتجاه ما أن يغلب بصورة تامة لأغلق في النهاية فرض العودة للاتجاهات الأخرى، لكن عدم الغلبة تؤدي إلى استمرار الصراع والوصول إلى النتيجة الطبيعية.
كانت مهمة فاطمة (عليها السلام) المساهمة في أعمال ما بدأه أبوها، ومنع الثورة المضادة أو الخروج باجتهادات جديدة بعيدة عن الروح التي أرساها الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولم تكن المهمة هامشية أو غير مقصودة، إذ يمكننا اكتشاف القصد في كلّ ذلك من خلال نوع التربية التي تلقتها الزهراء (عليها السلام) على يد أبيها (صلى الله عليه وآله) والعناية الخاصة التي كان يوليها لها.
فإنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) كان ينمي في فاطمة عملية الاندفاع الذاتي نحو التمييز، ففي حادثة (الزينة) حيث عاد الرسول (صلى الله عليه وآله) من سفره ورآها قد اشترت قلادة ووضعت على باب دارها ستارة فعاد سريعاً دون أن يمكث كعادته، الأمر الذي دفعها إلى ارسال كلّ ذلك إليه ليتصدق به! لأنها فهمت عدم رضاه. ومن الواضح في هذا السلوك ممارسة توجه خاص في التربية، إذ أن الرسول (صلى الله عليه وآله) أشار إليها بصورة غير مباشرة إلى ترك المباحات التي تحل لكل المسلمين لأعدادها إلى الدور الخاص.
فالنقاط التي تشير إلى الوعي الخاص الذي يدفعها إلى هذا الموقف المستقل باعتبارها أحد المسلمين الذين يناصرون الحق فضلاً عن كونها ابنة الرسول (صلى الله عليه وآله) ولها تكليفها الخاص بهذا الاعتبار، حيث رأينا انّ القرآن أكد على أنّ الارتباط بالرسول (صلى الله عليه وآله) يفرض أحكاماً خاصة، فإذا كان العقاب والثواب ضعفين لنساء النبي فمن باب الأولى أن يكون لبنت الرسول موقف أكثر خصوصية وبالتالي فإنّ درجة العصمة التي يفترضها الفقهاء تصل بالأمر إلى نهايته، ونحن نلاحظ ان موقف فاطمة جاء بسبب ما يلي:
أولاً: عدم رضاها عن أسلوب تعيين الخلافة إذ قالت:
(وتا الله لو تكافؤوا نبذه إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسار بهم سيراً سمحاً لا يكلم خشاشه، ولا يتعتع راكبه، ولأوردهم نميراً فضفاضاً تطفح ضفتاه، ولأصدرهم بطاناً قد تحير بهم الرّي غير متحلي بطائل، إلاّ بعمر الناهل... ولفتّحت عليهم بركات من السماء والأرض، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون).
ونلاحظ في الكلام ما يدلل على الرفض وأسباب الرفض.. الأسباب العقائدية الأسباب الموضوعية. فالرسول نبذ زمام القيادة للإمام علي (عليه السلام) وعلى المسلمين الطاعة ثمّ إنّ نفس هذا العمل سيؤدّي إلى وصولهم إلى حالة الرضى والارتواء ثمّ أخيراً تحلّ عليهم بركات السماء.
ثانياً: ثمّ إنها لا تريد شيئاً لنفسها أو لزوجها فإنّ النتائج لمصلحة الناس بصورة كلية، حيث عقبت تقول: (.. ويحهم أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتّبع أمن لا يهدي إلاّ أن يهدى فما لكم كيف تحكمون).
ثم احتلبوا طلاع العقب دماً عبيطاً، ورعافاً ممقراً هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون عيب ما أسس الأولون).
فهي تعلم أنّ القيادة تحتاج إلى العلم والزهد وقد جمعها الإمام علي (عليه السلام) بإجماع المسلمين بما فيهم خصومه ولئن الإمام لم يصل إلى القيادة فإنّ صراعاً طويل الأمد سينشب.
عبدلله الفريجي

تراب البقيع
02-05-2009, 09:55 PM
http://www.abdullhameed.net/vb/imgcache/10231.imgcache.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرج وليهم ..
اللهم كن لوليك الحجه ابن الحسن صلوتك عليه وعلى أبائه في هذى الساعه وفي كل ساعه ولياً وحافطاً وقائداً
ونصراً وذليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعه وتمتعه فيه طويله برحمتك يأرحم الرحمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعنة الله على القوم الظالمين
احسنتم الطرح اخي خادم الباقر(ع)
جعل الله ثواب هدى العمل في ميزان حسناتك
وجعلك الله من انصار الزهراء عليه السلام
جزاك الله عنا كل خير ان شاءالله
تحياتي
موفقين للخير
اخوك تراب البقيع
http://www.abdullhameed.net/vb/imgcache/8884.imgcache (http://up.damasgate.com/)
دمتم بحب الزهراء عليها السلام