المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللواء حبيب غطاس من المسيحية الى السنة ثم مذهب اهل البيت


قلب الأسد
18-01-2011, 04:20 PM
اللواء حبيب الغطاس
في بداية إسلامه اعتنق الإسلام السني
وبعد بحوث دامت سنوات اعتنق الإسلام الشيعي
* لبنان ـ مواليد عام (1890م)
* اعتنق التشيع عام (1955م)
* توفي عام (1965م)

بقلم العلامة الشيخ محمد حسن القبيسي(رض) بيروت - الشياح - مؤلف كتاب (ماذا في التاريخ، في التاريخ حكم وعبر لأولي الألباب) 75 مجلداً.
هذا القائد يعتنق دين الإسلام وبالخصوص مذهب الشيعة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ويعلن إسلامه وتشيعه على رؤوس الإشهاد بكل افتخار واعتزاز.
كان حبيب غطاس سائراً مع والدته - وكان عمره نحو الثانية عشر سنة - فصادف مرورهما على شارع البسطة في بيروت عند منتصف النهار. فسمع حبيب صوتاً رفيعاً في أعلا المأذنة يدعو المسلمين لصلاة الظهر. فأعجبه ذلك الصوت. فقال لأمه قفي رويداً لنسمع ما يقول هذا المتكلم. فقالت له والدته دعنا من ذلك: فإن ذلك صوت المؤذن. فقال لها وما معنى المؤذن يا والدتي فقالت له: يا بني إن هذا مسجد للمسلمين يضعون فيه مؤذناً ليرفع صوته في أوقات صلاتهم ويدعوهم للاجتماع لأداء فرض الصلاة التي يصلونها في مثل هذا الوقت.
فقال لوالدته فلنقف قليلاً لنستمع ماذا يقول هذا المؤذن وكيف يدعو المسلمين إلى الصلاة وأصر على الوقوف... فبدأ المؤذن بصوته العالي قائلاً:
(الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله... أشهد أن محمداً رسول الله.. حي على الصلاة. حي على الفلاح..).
فأعجب حبيباً ذلك الكلام الذي سمعه من المؤذن في ذلك الموقف البسيط وكأنه ما سمعه نواة غرست في قلبه من ذلك الحين. - وهكذا تفعل الحقائق في القلوب النقية -، وجعلت تلك النواة تنمو وتكبر وتتسع وتزدهر حتى أصبحت ذات أغصان وأوراق وأزهار وثمار. ثم نضجت وأينعت ثمارها وأصبحت لذة للآكلين.
ودخل الشاب النبيل حبيب غطاس سلك الجيش اللبناني. وجعل ينتقل ويترقى ويعلوا ويسمو من رتبة إلى أعلا. ومن درجة إلى أرقى. حتى استحق وسام الأرز. ورتبة كولونيل في الجيش اللبناني الباسل وأحبه كل من عاشره ورافقه وعظمه كل من عرف أخلاقه ومزاياه الحميدة. وأكبره كل من رأى تواضعه وميله لكل خير وإحسان وعدل وإنصاف.
ومع ما وصل إليه من سمو المقام والمرتبة الرفيعة فلم يشغله جميع ذلك عن تعهد تلك النواة التي غرست في قلبه وفؤاده ووعاها عقله وضميره. من تلك الساعة التي سمع فيها صوت المؤذن في جامع البسطة وهو يعلن بصوته الرفيع:
الله أكبر. الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمداً رسول الله. حي على الصلاة. حي على الفلاح... الخ.
فجعل الكولونيل غطاس يقرأ ويطالع. ويتأمل ويتفهم بكل ما يقرأ ويسمع ويرى ويبصر حتى تحقق لديه بداية الارتياب والتردد. إن دين الإسلام هو دين الله الصحيح الذي لا يقبل الله تعالى عبادة عابد من خلقه - بعد ظهور الإسلام - إلا أن يكون معتنقاً لدين الإسلام ومطبقاً لشريعته الغراء ومتمسكاً بقرآنه المجيد بدون أدنى هوادة.
لقول تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).
فآمن الكولونيل غطاس بدين الإسلام وتمسك بالقرآن، وأعلن إسلامه على رؤوس الإشهاد. وذلك سنة 1960م تقريباً. وكان رئيس جمهورية لبنان في ذلك الزمان الرئيس فؤاد شهاب.
فلما وصل إليه الخبر وتحقق صحته أرسل إلى الكولونيل غطاس وسأله عما بلغه عنه فأجاب الباسل بصحة ما نسب إليه من إسلامه واعتناقه لدين الإسلام بكل جرأة وبسالة وقال لرئيسه شهاب ما بلغك عني فهو حق وصواب فقد اعتنقت دين الإسلام وتبرأت من كل ما سواه، لأنه قد تحقق لي أنه هو دين الله الصحيح. وما سواه ادعاء وتلفيق ليس لدى أهله أدنى دليل أو برهان يصلح لإثبات ما يدعونه وما ينتحلونه من الأديان.
فقال له الرئيس شهاب ألم تدر أن هذا الاعتراف سيكلفك حملاً ثقيلاً فهل أنت مستعد لقبول ذلك. فأجاب القائد الباسل لا أبالي بكل ما يجري ويصير بعد أن أكون مع الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد. ومتبعاً لدينه الصحيح ومتمسكاً بشريعته الغراء. وقرآنه المجيد عن دليل وإقناع واطمئنان وإني لأرى نفسي أسعد مخلوق على وجه الأرض لهدايتي لدين الإسلام وتمسكي بشريعته الغراء.
فقال له الرئيس شهاب إذا كان كذلك فيلزمك إما أن تتنازل عن رتبتك إلى درجة يستحقها المسلمون من وظائف الجيش أو تستقيل نهائياً من سلك الجيش اللبناني ولك الخيار في ذلك لأن المرتبة التي أنت فيها من مختصات النصارى دون المسلمين حسب اتفاق الاستقلال اللبناني عند تسلمه من الفرنسيين وما ينص عليه دستور لبنان. أو ترجع عن إسلامك إلى دينك السابق فتبقى على مقامك ولك المزيد من الإكرام والاحترام.
فعندئذ تقدم القائد الباسل والمسلم الصحيح. وأعلن استقالته من خدمة الجيش بكل رغبة وصراحة. وأظهر تمسكه بدين الإسلام، مهما كلفه الزمان بكل رغبة واطمئنان وأعرض عن تلك المرتبة العالية بنظر طلاب المادة وعشاق الدنيا الدنية الفانية التي هي لا شيء بنظر العقل السليم. إذا هي تصادمت مع الدين الصحيح والحق المبين والعدل المستقيم.
وكان لحبيب غطاس في ذلك الوقت زوجة نصرانية وولد قد بلغ مبلغ الرجال وأصبح له الخيار التام. فعرض الإسلام على زوجته وولده فأبت الزوجة وأجاب الولد ثم رجع والتحق بوالدته. لأسباب الله أعلم بها.
فما كان من المسلم الصحيح حبيب غطاس إلا أنه أعرض عن ولده وزوجته وتركهما وشأنهما، وتزوج بامرأة مسلمة وهي من أبناء السنة الآن إسلام غطاس كان في بدأ أمره مسلماً حسب ما اتصل لديه عند بحثه واطلاعه.
ثم جعل القائد المجاهد يقرأ ويناظر. ويطلع ويحقق في كافة فرق المسلمين حتى تحقق لديه بالأدلة القطعية والبراهين الوجدانية، إن مذهب الشيعة مذهب أهل بيت النبوة. هو المذهب الحق حيث انحصرت النجاة والفوز باعتناقه واتباعه. لأنه أحد الثقلين اللذين أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالتمسك بهما حيث يقول: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبد وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. وإني سائلكم عنهما فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
ومنها قوله (صلى الله عليه وآله) : (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة ناجية فقط والباقي في النار).
وقد أبان بنفسه تلك الفرقة الناجية وعينها وشخصها فقال (صلى الله عليه وآله) : (أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى) يعني غرق في بحور الضلال والفتن الزيغ والانحراف عن الحق المبين. وغير ذلك من الأدلة والبراهين التي تقنع العقل السليم ويطمأن بها الضمير والوجدان بعد أن تسالمت جميع المذاهب على صحة هذه الأحاديث وثبوتها.
وحين تحقق للمجاهد العظيم والقائد الباسل حبيب غطاس إن مذهب الحق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) أسرع إلى اعتناقه وأعلن ذلك بكل شجاعة وبراعة. وعرض ذلك على زوجته فأبت فطلقها واستقل بذاته حيث رأى أنه ليس مع الله والحق وحشة كما قال مولاه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) :
(لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله فليس مع الله وحشة).
وعاش بقية حياته حراً نزيهاً ومؤمناً عزيزاً في نفسه وعند ربه وعند أوليائه وإن كان قد جهله بعض الأغبياء البسطاء. ونبذه، وكافحه أهل الضلال والفساد ولكن الإنسان الرفيع الذي يعيش بروحه وعقيدته دون جسمه وبدنه لا يبال بكل ما يصيب جسمه وماله. إذا سلم له دينه وعقيدته.
فإيمان قائدنا الكبير بربه العظيم وإحرازه لدينه القويم ومذهبه المستقيم جعله يعيش عزيزاً رفيعاً ويزداد سمواً وارتفاعاً كلما صبت عليه المصائب والبلايا وازداد له الأعداء كيداً وحسداً وبغضاً وإرصاداً.
كما قال مولاه أمير المؤمنين (عليه السلام) كما في نهجه القويم حين يصف أولياء الله الذين تمسكوا بعروته الوثقى التي لا انفصام لها أبداً.
(اللهم إنك آنس الآنسين لأوليائك وأحضرهم بالكفاية. للمتوكلين عليك تشاهدهم في سرائهم، وتطلع عليهم في ضمائرهم وتعلم مبلغ بصائرهم فأسرارهم لك مكشوفة وقلوبهم إليك ملهوفة).
(إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك، وإن صبت عليهم المصائب لجئوا إلى الاستجارة بك. علماً بأن أزمة الأمور بيدك ومصدرها عن قضائك).
وحيث أن الصادق الأمين والنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وآله) قد أخبرنا بقوله:
(حفت الجنة بالمكاره. وحفت النار بالشهوات).
فلا يبقى وزن أو قيمة لكل نوائب هذه الحياة ومصائبها لأنها محدودة معدودة وزائلة منقطعة. فلا يبالي العقلاء بكل ما يرد عليهم من سرائها وضرائها. لأنهم قد انكشفت لهم الحقائق فانسوا بما استوحش منه الجاهلون واستلانوا ما استوعره المترفون. وصحبوا الدنيا بأبدان معقلة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه.
وهاهو المسلم الصحيح والمجاهد الكبير الكولونيل حبيب غطاس يظهر لنا بعض نفحات إيمانه ولواعج مصائبه وأحزانه ويبث شكواه إلى سيده ومولاه أمير المؤمنين (عليه السلام) فاستمع إليه حين يقول من فؤاد مكبوت:

شكوى إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) :

أنين أم صراخ الموجعين
أمير المؤمنين أم الليالي
تطاردنا الذئاب ونحن قوم
ولكن ليس ترضى الناس عنا
يعيرنا سفيههموا بدين
وهم براؤا حيث كانوا
لقد اتخذوا من الدينار عجلا
فضلوا عن سبيل الحق حتى
وليس نرى بما قالوه إلا
فهم طعنوا بسكين فؤادي
فها أن اليراع يسيل حقاً
أمير المؤمنين هواك ديني
فما بال الأولى من رمونا
ولست بعابد شمساً وبدراً
وإني مسلم قلباً وروحاً
أمير المؤمنين فدتك روحي
لأحلم ظلم قومي ثم أهلي
لقد حاربت ما حاربت عمري
ولكن الزمان وقد تصدى
ليرميني بآفات الليالي
فما لانت قناتي ورب عيسى
وجئت لبابك العالي أنادي
أغثني يا أبا الحسنين إني
فمد إلي باعك وانتشلني
وزدني من عطائك ما يقوي
فألقى وجه ربي وهو راض
عليك تحية الرحمن تتري
على جمر الغضى ناموا السنينا
أرادت أن نكون معذبينا
قبعنا في البيوت مسالمينا
لأن الناس أضحوا فاسقينا
رضيناه بإذن الله دينا
فلا صلوا ولا صاموا يقينا
وقد جعلوه لله القرينا
رمونا بالضلالة ظالمينا
عتوا بئس قول الجاهلينا
لكي تجري دمانا ما حيينا
كما شاؤوا ولكن لن نلينا
وإسلامي لرب العالمينا
بكفر لم يروا فينا الأمينا
لأني لا أحب الآفلينا
ومتبع كلام المرسلينا
فهلا كنت لي حقاً معيناً
وجيراني قضى فيه السنينا
لأدفع من حوالي الظنونا
وجاء مخالف الدهر الخؤونا
ويكسرن من الظهر المتينا
ولكن زدت إيماناً ودينا
أغثني يا أمير المؤمنينا
ببابك واقفٌ عبداً أمينا
فقد أوتيت سلطاناً مبينا
على طول المدى قلبي الحزينا
ووجهك عندما أجد المنونا
أبا حسن وخير المتقينا
الكولونيل حبيب غطاس:
نقلت هذه الموجزات عن دفتر بخط الناظم العظيم السيد حبيب غطاس الذي تنازل عن رتبة الكولونيل
حفاظاً على عقيدته ومذهبه الصحيح
وقد أرخه في 18/6/1960
بعنوان

(رسول الله (صلى الله عليه وآله) ).

أحبك يا رسول الله حبا
وما أبقى بقلبي غير روح
عشقتك مذ رأيت النور يبدو
ووحدت الذي سواك أحلى
جمالك سالب عقلي ولبي
وكل جوانحي لبهاك تهنو
عليك صلاة ربك مع سلام
برى جسدي وفتت لي عظامي
تود لقاك في دار السلام
من القرآن للعرب الكرام
من القمرين يا بدر التمام
وحسنك ماثل دوماً أمامي
فعجل بالشهادة والحمام
تضوع منها مسك الختام

الإمام علي (عليه السلام)

أبا الحسنين حيتك السماء
وأنت دعامة الملهوف حقاً
لقد وحدت بك مذ تبدى
ولم تسجد لمعبود سواه
وأحمد سر هذا الكون طرا
أنا أسلمت والمولى شهيد
سألت الله أن يرضاني عبداً
فأنت لها وللأرض الضياء
بمشرقها ومغربها سواء
من الدين الحنيف لك البهاء
ولم يغررك في الدنيا علاء
أخوك فمهجتي لكما الفداء
لحبكما وعادني الوفاء
لأهل البيت بيع أو هباء

سيدتنا فاطمة (عليها السلام)

أفاطمة الزهراء أن محمداً
فلا غرو أن دانت بحبك شيعة
فأنت من المختار حبة قلبه
حفظت لنا نسل النبي ومن بهم
هو الحسن المغوار من بجبينه
وثانية مولاي الحسين وسيدي
عليكم صلاة الله ثم إسلامه
أحبك حباً لا يفيه التصور
تفاخر أهل الأرض فيك وتكبر
وأنت من الأبرار أصفى وأطهر
على كل مخلوق نتيه ونفخر
مهابة أهل البيت تزهو وتزهر
ومن فيه أخلاق النبوة تظهر
بكل أذان فيه الله أكبر

سيدنا الإمام الحسن (عليه السلام)

حسن محياك البديع المشرق
سمتك زوجك وهي تطمع بالعلى
ومصير من قد دس سماً قاتلاً
روحي فداكم أهل بيت محمد
وحدتم الله العظيم فأشرقت
فأنا لكم عبد وكل جوانحي
وجبينك الوضاح والمتألق
فإلى الجحيم مصيرها المتحقق
بالشهيد فهو في الحميم ليلعق
فجمالكم للخافقين الرونق
شمس الرسالة بلبها تتدفق
بغرامكم في كل وقت تخفق

سيدنا الإمام الحسين (عليه السلام)

روحي فداك حسين ما بدا قمر
أنت الشهيد الذي أدميت أفئدة
صدوك عن مورد الماء المباح فلا
وما أرعوى عن حياض البغي سادتهم
يا كربلاء سقتك المزن هاطلة
يلقي المنية عطشاناً ومبتسما
صلى عليه آله العرش ما بزغت
بالليل أو أشرقت في الصبح أنوارُ
لولاك لم يدمها والله بتار
سألت بأرضهم سحب وأنهار
حتى رموك بسهم الحقد غدار
على رفاة حسين فهو مغوار
إن المنية في عينيه أقدار
شمس وما طلعت بالليل أقمار

سيدنا الإمام زين العابدين (عليه السلام)

أزين العابدين عليك منا
شهدت بكربلاء وكنت طفلاً
مريضاً يستقي ماء مباحاً
ومات علي البكر المفدى
ومات علي الثاني بسهم
وقد نجاك من تلك الرزايا
عليكم أجمعين سلام ربي
سلام الله ما هب النسيم
حروباً منها قد شاب الفطيم
لتشربه فيمنعك اللئيم
بسيف سله رجل أثيم
رماه عليه شيطان رجيم
إله العرش والمرض الأليم
هو الرحمن والله العظيم

سيدنا الإمام محمد الباقر (عليه السلام)

أبا جعفر مني إليك تحية
فقد كنت قديساً يحاسب نفسه
ويدعوا إلى الخير العميم مبينا
وتتبع القرآن في كل آية
ويستنبط التفسير مما رواه عن
وطلعته من زهده خير طلعة
عليك سلام الله ما هبت الصبا
تدل على حب يخالطه دمي
بكل شؤون العيش حتى التكلم
هدى الله من أمر حلال ومحرم
بعين الخبير الفاحص المتوسم
جدود كرام من نبي وملهم
كأنه في الدنيا المسيح بن مريم
وأذن داع للصلاة بمسلم

سيدنا الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)

صدقت القول كالرجل العفيف
وأنت إمامنا في كل حال
فمذهبنا كنوز الشمس باد
يراه المرء من معنى ومبنى
أجعفر قد أبنت الحق حتى
وغيرهما عليك فأنت حقاً
عليك تحية الرحمن تترى
وقلت الصدق في الدين الحنيف
ولو جاؤونا بالقول العنيف
وفيه كل تفسير طريف
كأنه باقة الورد الظريف
تتلمذ مالك وأبو حنيفي
معلمهم وأنت ابن الشريف
تفوح عليك بالعطر اللطيف

سيدنا موسى الكاظم (عليه السلام)

كظمت الغيظ حتى كدت تبكي
وأنك لو كتمت الأمر حيناً
أموسى كنت لا تلهو صبياً
وتتلوا سورة القرآن ليلاً
فقد أوصى أبوك بها خفاء
عليك تحية الرحمن عنا
من الكتمان في أمر الإمامة
فكل إمامة ولها علامة
وتسجد خاشعاً يوماً تمامه
فيبكي كل عاص من ندامه
إليك وقد وعى جمع كلامه
فأنت إمامنا وبك السلامة

سيدنا الإمام علي الرضا (عليه السلام)

أرضيت ربك عابد متسترا
والجور يأباه الكريم تحاشياً
فأبوك مات مكبلاً في سجنه
ولقيت أنت من الأذى من بعده
ولقد عجبت لأهل بيت محمد
روحي فداهم من كرام أئمة
فعليهم صلوات ربي قد قضي
زمن الرشيد ولم تشأ أن تظهرا
لا خشية من أن يموت ويقبرا
كالليث تخشاه الذئاب إذا انبرى
ما يجعل الأرواح أن تنفطرا
يجري الشقاء عليهم دون الورى
قتلوا وماتوا في الحبوس وفي العرا
في حكمة لدمائهم أن تهدرا

معاوية
معاوية مضى زمن التصابي
وظهرك منحن ما علاه
وفوك فيه من عفن الخطايا
وقد رجفت يداك كمن علاه
وها رجلاك إحداها بقبر
ورجل فوق عرش الملك تحكي
خبتَ خادعاً رباً كبيراً
وأنت تموت من هلع وخوف
وما هذا الجحيم وأنت حي
ألم تعرف معاوية علياً
صراط مستقيم ليس فيه
وقد نزلت به الآيات تترى
ألم تقرأ كتاب الله يوماً
ففي بدر أمات الشرك سيف
وفي أحدِ وقى المختار حقاً
وفي ذات السلاسل قد رؤوه
كأنهم نعاج في قيود
يريد الموت حيدرة ليرقى
وفي الأحزاب قام يريد عمروا
وكل القوم في ذعر ورعب
فقام إليه ساعتها علي
وسيف ذو الفقار يشع ناراً
وكبر أحمد فرحاً وبشرى
ألم تعلم بزوجته عليها
وفي بطي رسول الله فخر
فأنت سقيته سما ليس يعفو
فدى حسن عيالي ثم أهلي
غدرت به بأرض ليس فيها
أبا الدينار يا ولد الأفاعي
يعاون شخصك المنبوذ عاص
وقد جاء ابنك الملعون يوماً
فحز من الحسين فدته نفسي
فيا ويلك من الديان حقاً
لقد خشع الزمان لهول جرم
وإني أعاديه وليس أخشى
وأنت يزيد شيطان رجيم

وشعرك أبيض رغم الخضاب
من الآثام في زمن الشباب
جراثيم تراها في اللعاب
من الشيطان مس من عذاب
به النيران كالبحر العباب
أمان الناس في طلب السراب
شديد البأس في يوم الحساب
كمن لاقى الأفاعي وسط غاب
بقصرك تشتكي رثى الثياب
أخا المختار في أم الكتاب
اعوجاج والتواء عن جواب
كسيل جاء من أعلا الهضاب
فتعرف أنه عال الجناب
له لله من قطع الرقاب
بروحه وبالجسد العجاب
يجر القوم في تلك الرّواب
تؤب بذلة بعد اقتراب
يفر الموت منه في ارتياب
فاقعده النبي بلا عتاب
يعيد رقابهم هو المصاب
كما أن الأسود إلى الوئاب
فجند له علي في التراب
وهللت الملائكة في السحاب
سلام الله أم للشباب
وجاه قد علا فوق السحاب
ليكرعها ويدفن في الرحاب
شبيه المصطفى من ألف باب
له إذ ذاك غير الانسحاب
فأنت جحفته بالانتهاب
شريك في الخداع وفي الشراب
وفي أحشائه أم الحباب
نياط العنق من زين الشباب
وويلكما أيافعتي الكلاب
خشوع الناس في يوم الحساب
وربي حر نار في المآب
عن الإسلام والقرآن حابي

التوقيع الكولونيل حبيب غطاس
الأربعاء في 28/7/1965م
وقد توفي هذا العظيم رحمه الله يوم الثلاثاء 27/8/1965م في المستشفى العسكري في الساعة العاشرة، نقل هذا الخبر عن جندي في المخفر كان يلازم الكولونيل حبيب غطاس في مرضه الذي مات فيه.
أقول: وبعد فهنيئاً لك يا حبيب القلب والفؤاد لقد عشت في الدنيا عزيزاً وانتقلت إلى الآخرة سعيداً.
أما كونك عشت عزيزاً فلأنك لم تجعل لهواك وغرائزك عليك سبيلاً. وأما كونك انتقلت سعيداً فلأنك ركبت في سفينة النجاة وتمسكت بالثقلين كتاب الله وعترة الرسول (صلى الله عليه وآله) . وهنا السعادة والفوز العظيم.
فقد نلت في حياتك الأولى الحرية السامية والعز الرفيع.
ونلت في حياتك الثانية النعيم الدائم والمقام العالي بجوار محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. ولمثل هذا فليعمل العاملون.
ولو أن الحظ أسعدني برؤيتك لأفضيت إليك نفثات تؤجج في فؤادي ولم أجد لها موضعاً صالحاً أفضيها إليه.
وأملي كبير أن قلبك كان صالحاً لاستقرارها فيه. لأن العبر قد نظفته والتوبة قد طهرته فأصبح نظيفاً طاهراً. وهذا هو الموضع المقصود.
وأخيراً نم قرير العين فقد خلفت بفعلك عظة وعبرة لمن شاء أن يتعظ أو يعتبر. فسلام عليك من أخ لك في الله لم ينساك في الترحم عليك دائماً وأبداً.
بقلم الشيخ محمد حسن القبيسي (رض)
الشياح - لبنان
14 / 9 / 1974م

محـب الحسين
18-01-2011, 04:51 PM
حقاً انها شخصية رائعه
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
أحسنت اخي العزيز
وفقك الباري سبحانه لكل خير

قلب الأسد
19-01-2011, 02:59 PM
له الجنة ان شاء الله
ان الله يهدي من يشاء