المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الاعتداء على صادق علي الحرز (الشهيد الحي)‎


تراب البقيع
18-03-2009, 10:00 PM
قصة الاعتداء على صادق علي الحرز (الشهيد الحي)



لقد توجهت مع والدتي وأخواتي الثلاث وإخوتي الثلاثة إلى الحرم النبوي للزيارة والصلاة يوم الثلاثاء 29/2/1430 الموافق 24 فبراير 2009 الساعة الخامسة والربع عصرا ذهبنا بأمي وأخواتي لمكان النساء وأنا وإخوتي توجهنا إلى داخل المسجد وكان أخي رضا 20 سنة ممسكا بأخي حسين 10 سنوات وأنا صادق علي الحرز 18 سنة ممسك بأخي محمد 8 سنوات فأراد حسين الذهاب إلى دورة المياه فلما وصلنا إلى مدخل دورة المياه قلت لأخي رضا بأنني سأسبقه إلى داخل الحرم.




ولما أردت التوجه للحرم فوجئت باندفاع مجموعة من المتشددين ناحيتي وركلني احدهم فوقعت وقمت وحاولت الفرار ولكنهم أسقطوني وانهالوا علي ضربا ولكما وهم يشتمونني لكوني انتمي للطائفة الشيعية وقد طعنوني في ظهري طعنتين نافذتين وركلوني بالأرجل وقد أصبت بكسر في وجهي أسفل العين وكان ذلك قريبا من باحة الحرم قرب السور المجاور للبقيع وجاء أفراد من قوات الطوارئ ورأوني مطعونا وانزف الدماء ولم يقبضوا على الفاعلين الجناة ولم يطلبوا سيارة إسعاف لنقلي إلى المستشفى وأوقفوني فسقطت وطلبوا مني المشي ولكني لم أستطع فسحبتني مجموعة وكان احدهم يشتمني والأخر ركلني بحذائه على ظهري ويقودهم رجل مباحث



http://www.alhsa.com/forum/imgcache2/111276.gif
http://www.alhsa.com/forum/imgcache2/111277.gif




حاسر الشعر ويلبس بنطلونا وقميصا من عند سور باحة الحرم إلى مكتب هيئة الأمر أسفل البقيع وأنا في حالة صحية حرجة ولا أتنفس إلا بصعوبة بالغة , وهناك تم تفتيشي ولم يكن معي شيء يذكر وسألوني هل أنت من الإحساء أم من القطيف ؟ فقلت من الإحساء وقد تعرضت للشتائم الكثيرة التي تمس بالكرامة الإنسانية من العديد من الأشخاص وقال أحدهم بأن محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بريء منكم أيها الشيعة وقد كبلوني بقيد بلاستيكي من الخلف.




وقد ضربني شخص من عائلة الحربي من أفراد قوات الطوارئ لازلت أتذكر وجهه وقام أحد أفراد قوات الطوارئ بتصويري بجواله وحيث كنت انزف فقد تم فتح قيدي بأمر رجال المباحث ولكن الحربي الذي ضربني رجع قيدني مرة أخرى من الأمام فأمروه رجال المباحث بفتح القيد والجدير بالذكر أن من يتبين كونه سنيا يتم إطلاقه أما من يتبين كونه شيعيا يتم التحفظ عليه.




ولما أرادوا إخراجي لسيارة الإسعاف من الباب الرئيسي قال احدهم يجب إخراجه من الباب الخلفي لان ملابسي ملطخة بالدماء فأخرجوني من باب خلفي تبين انه يؤدي إلى بوابة تجهيز الموتى ومن هناك انطلقت سيارة الإسعاف إلى مستشفى الأنصار.




في مستشفى الأنصار حضر أبي ورآني ممددا والدكتور فتح لي فتحتين في جانبي الصدر لإدخال أنبوبين بلاستيكيين متصلين بقنينتين زجاجيتين لتسهيل التنفس وتنظيف الرئتين .




تم نقلي بالإسعاف من مستشفى الأنصار إلى مستشفى الملك فهد لخطورة الحالة , وكان أبي معي في الإسعاف وصلنا وأدخلونا الطوارئ والكثير من العسكر هناك والحالات الطارئة وكان العديد من العسكر يأتون ويسألون أبي ما اسم المريض ويجيبهم وكان من المفروض ألا يجيب إلا مقرر قسم الشرطة فقط , جاء مقرر القسم وطلب من أبي كتابة محضر للقسم فسألني أبي هل تستطيع الرد فحركت رأسي بعدم مقدرتي على الكلام فقال المقرر إن الدكتور قرر عدم مقدرتي على الاستجواب.





الساعة العاشرة تم نقلي إلى غرفة 266 مع الشيخ جواد الحضري والشاب مؤيد المعيرفي 19 سنة و الأطفال علي حسين اليوسف 15سنة و زكي الحساني 16 سنة .
http://www.alhsa.com/forum/imgcache2/111278.gif



http://www.alhsa.com/forum/imgcache2/105813.gif
وحيث إن أبي لم يكن بجانبي وقت نقلي للغرفة واتى ابي إلى رجل الأمن (الحارس) يطلب الصعود كمرافق فرفض رجل الأمن (الحارس) كما انه من الضروري رجوعه إلى الفندق لطمأنة الأسرة وهناك حدثت لهم قصة مأساوية مرعبة فلم يناموا إلا بعد صلاة الفجر وهذا ما سبب تأخر حضورهم إلى المستشفى لزيارتي إلى وقت الظهيرة.





قبل الظهيرة أتى مقرر قسم الشرطة المستشفى وكتب المحضر واخذ أقوالي وأمر دكتور الصدر حسن سعد بتحويلي لعيادة الوجه والفكين في يوم السبت ولكن للأسف إن أطباء هذه العيادة غير كفوئين فلم يتم اكتشاف وجود كسر بالوجه أسفل العين إلا يوم الاثنين بواسطة الدكتور شهير رئيس قسم الوجه والفكين الذي حضر يوم الاثنين وقرر إجراء عملية لإصلاح الكسر ,هنا بدأ أبي بطلب تحويلي إلى المستشفى التعليمي بالخبر يوم الثلاثاء وفعلا تم كتابة التحويل ولكن للأسف تعرقل ذلك من قبل الادعاء العام الذي رفض التحويل واستغربنا جوابهم إنني قيد التحفظ أي بمعنى آخر إني كنت سجينا بالمستشفى طيلة الأيام الثمانية أليس هذا شيئا مثيرا للاستغراب أن يكون شخصا مطعونا في ظهره طعنتين ومكسورا وجهه ويكون سجينا وهو معتدى عليه فوا عجبا.




أخيراً اضطر أبي أن يوقع الموافقة على إجراء عملية إصلاح كسر الوجه لأنه إن رفض سيتم
تحويلي للسجن وقع والدي الموافقة على العملية يوم الأربعاء صباحا.




والحمد لله جاء أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإطلاق الجميع فقرر أبي إخراجي على
مسؤوليته وإجراء عملية إصلاح كسر الوجه في مستشفى الحرس بالأحساء .