المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماتت وهي ترقص ودفنت وهي ترقص


عاشقة الحسين
21-03-2009, 12:03 AM
انظرو يا اخوان ويا اخوات هذه الميته المفزعة نسأل الله الستر
ركبت السيارة ، كشفت الغطاء عن وجههاأصلحت من حال عباءتها ، تأكدت من حقيبتها الهاتف النقال ،المال ، عطرها .... لم تنس شيء ....


انطلقت السيارة بهدوء نحو صالون التجميل، وتجولت هي بنظرها ...

وقفت السيارة ، ارجع إلينا الساعة الثانية عشر ...

النساء كثير في الداخل ، لا بأس فأنا عميلةدائمة ومميزةلابد أن تراعي صاحبة الصالون هذا الأمر وإلااستقبال حافل ، تبادلن الابتسامات ، ذهب الخوف ، لن نتأخر كثيراً ...

هذا حمام زيتي، انتظري ساعة ...


مجلة أزياء ، عرض لبعض التسريحات ، قلبت الصفحاتتنقلت بين المجلات المختلفة...

مضت الساعة ، ارتفع آذان المغرب ،أسلمت نفسها لمصففة الشعرجففت شعرها ، غاب الآذان ، ومضت الصلاة ...

أزالت الشعر ونظفت البشرة ، أنصتت لموسيقى هادئة ، تحولت لأخذحمام مائي ...

ارتفع الآذان ، إنها صلاة العشاء ، لم يتبق على الفرح سوى بضعساعات ...

وضعت رأسها بين يديّ المصففة ، اختارت التسريحة ، تناثر الشعر بين يديها ، يودعها وداعاًحزيناًألقت نظرة إلى المرآة لم تعرف نفسها ، ارتسمت ابتسامة على شفتيها،لن يسبقني أحد ...

رسمت وجهها لطخته بالألوان ، تغيرت ملامحها ،نظرت إلى الساعةالواحدة ، ألقت العباءة على كتفها ، وبحذر شديد و ضعت الغطاء علىرأسها ...

ركبت السيارة ... إلى المنزل بسرعة لقد تأخرت ...

لبست فستانها ، تعرت من حيائها ، بدت بطنها ، وسائر ظهرها أنكمش الفستان عن ركبتيها ، دارت حول نفسها ، لن يغلبني أحد ...



العيون ترقبها ، الكل يتأملها ، نظرات الإعجاب تحيط بها ، تقتربمنها ...

نظرات السخط تنفر منها ، تغمض عينيها تقززاً من مثل حالها ...

السفيهات يلاحقنها بالتعليقات الساخرة ...

رقصت على أنغام الموسيقى ، اهتز جسدها ...

تنوعت الأغاني وتنوع رقصها ... لم يسبقها أحد ،ولم يغلبها أحد ...

الكل يتابعها ، الكل يتحدث عنها ...

من أين أتت بكل هذا ؟

كيف تعلمت كل هذا ؟ وكيف حفظت كل هذه الأغاني ؟الكل يعرف الإجابة ...

توقفت عن الرقص ، سقطت على الأرض ، ارتفع الصراخ تدافع النساء إلى المسرح ، نادوها فلم تجب ، حركوها فماتحركت ارتفع الصراخ ، حملوها ، أحضروا الماء ، مسحوا وجهها ، بكت الأم والأخوات
ارتفع العويل ، علا النحيب ، تدخل الأب والأخ
اختلطت الأمور تحول الفرح إلى حزن ، والضحكات إلى بكاء ، توقف كل شيء ...

ألبسوها ... غطوا ما ظهر من جسدها ...



حضر الطبيب ، أمسك بيدها ، وضع سماعته على صدرها أرخى رأسه قليلا ، انطلقت الكلمات من شفتيه
لقدماتت ... لقد ماتت ...

ارتفع النحيب ، جرت الدموع ...


ألقت الأم بجسدها على صغيرتها الجميلةأخفى الأب وجهه بين يديه ، الأخ يدافع عبراته خلاص يا أمي خلاص ...


قامت الأم مذهولة ،صرخت ، لقد تحركت ، تحولت الأنظار نحوهالقد جنت ، لقد ماتت هكذا قال الطبيب ...


أسرع الأب والأخ والأخوات نحو الأم ...


المشهد رهيب ، والمنظرمؤلم ...


سقطت الأم على الأرض...


الأخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن ...


والأخ يصرخ ... لا ... لا ... مستحيل ...


تجلد الأب ، أمسك بالأخ ، وبلهجة حازمة أخرج الأخوات وهن يحملن أمهن ...


حضر بعض النسوة من الأسرة ...


نظروا إلى الميتة ، ترقرقت الدموع ، وضعت الكبيرة منهن يدها على رأسهاانطلقت منها كلمة : فضيحة ... فضيحة ...


أسرعت نحو الأب ، يجب أن تستر عليها ، أحضروا المغسلةهناادفنوها بين الصلوات ، إنها فضيحة ، ماذا يقول الناس عنا ...


أرخى الأب رأسه ، نعم ، نعم ...


إنا لله وإنا إليه راجعون ...


جاءت المغسلة ، جهزت سرير الغسل ، وضعت الأكفان والطيب ، جهزت الماء ...


أين جثة المتوفاة ؟...

سارت العمةأمامها ، فتحت الباب ...


الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك ..


وبجانب السرير وقفت الأم تكفكف دموعها ...


أمسكت بورقة الوفاة ،الاسم ............ العمر : ثمانية عشر عاماسبب الوفاة : سكتة قلبية ...


شعرت بالحزن ، نطقت بكلمات المواساة للجميع ...


كشفت الغطاء ،تحول الحزن إلى غضب ، لماذ تركتموها على هذا الوضع لقد تصلبت أعضاؤها ، كيف نكفنها ؟...


الحاضرات لم يستطعن الإجابة ، سكتن قليلاً ...


زاد حنق المغسلة ، انبعث صوت الأم ممزوجاً بالبكاء ...


لم تكن هكذا حينما ماتت ، لقداتخذت هذا الوضع بعد لحظات من موتها ...


لقد سقطت على المسرح وهي ترقص حملناها جثة هامدة ، حضر الطبيب ، كتب التقريرأيقنت حينها بأنني قد فارقت ابنتي ، ألقيت بجسدها عليهارحت أقبلها ، وأبكي ، شعرت بيدها اليمنى ترتفع ويدها اليسرى تعود وراء ظهرها ، أما قدمها اليسرى فقدتراجعت للوراء أرعبني الموقف ، صرخت حينها ثم سقطت على الأرض لأجد نفسي في غرفتي ومن حولي بناتي يبكين أختهن ويبكين نهايتها المؤلمة ...


انتحبت بالبكاء ، أنا السبب أنا من فرط في تربيتهاأنا من غشها ،ياويلي وياويلها من عذاب الله ياويل أباها وياويلنا جميعاً ...


كانت تحب الرقص والغناء ، فماتت ......


وستدفن في قبرها ........ يارب ارحمها يارب ارحمني يارب اغفر لها ...


محاولات لإعادة جسدها إلى وضعه الطبيعي ، الفشل كان النتيجة ...


بذلت المغسلة مجهوداً جباراً في تكفينها ...


وفي لحظة هدوء وبعيداً عن العيون ، نقلت الجنازة إلى المقبرة ...


وهناك صلى عليها الأب والأخ وبعض المقربين ...


نعم لقد دفنت وهي في وضع راقص ...

:: بحر ::
23-03-2009, 09:53 PM
لا حول ولا قوة الا بالله
مشكورة عالقصة اختي

عاشقة الحسين
25-03-2009, 07:33 AM
مشكوره أختي على المرور.