وسام البابلي
27-07-2011, 01:06 AM
قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت جئت إلى حجّام بمنى ليحلق رأسي ، فقال : ادن ميامنك ، واستقبل القبلة ، وسمّ الله ، فتعلّمت منه ثلاث خصال لم تكن عندي ، فقلت له : مملوكٌ أنت أم حرّ ؟.. فقال : مملوك ، قلت : لمن ؟. قال : لجعفر بن محمد (http://www.imshiaa.com/) العلوي (ع) ، قلت : أشاهدٌ هو أم غائب ؟.. قال : شاهد . فصرت إلى بابه واستأذنت علي (http://www.imshiaa.com/)ه فحجبني ، وجاء قومٌ من أهل الكوفة (http://www.imshiaa.com/) فاستأذنوا فأذن لهم ، فدخلت معهم ، فلما صرت عنده قلت له : يا بن رسول الله (http://www.imshiaa.com/) !.. لو أرسلت إلى أهل الكوفة (http://www.imshiaa.com/) فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمد (http://www.imshiaa.com/) (ص) فإني تركت بها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم ، فقال : لا يقبلون مني ، فقلت : ومَن لا يقبل منك وأنت ابن رسول الله (http://www.imshiaa.com/)( ص ) ؟.. فقال : أنت ممن لم تقبل مني ، دخلت داري بغير إذني ، وجلست بغير أمري ، وتكلّمت بغير رأيي ، وقد بلغني أنك تقول بالقياس ، قلت : نعم ، به أقول ، قال : ويحك يا نعمان !.. أول من قاس الله تعالى إبليس حين أمره بالسجود لآدم (ع) وقال : خلقتني من نار وخلقته من طين ، أيما أكبر يا نعمان القتل أو الزنا ؟.. قلت : القتل ، قال : فلِمَ جعل الله في القتل شاهدين ، وفي الزنا أربعة ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال : فأيما أكبر البول أو المني ؟.. قلت : البول ، قال : فلم أمر الله في البول بالوضوء ، وفي المني بالغسل ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال : فأيما أكبر الصلاة أو الصيام ؟.. قلت : الصلاة ، قال : فلِمَ وجب على الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال : فأيما أضعف المرأة أم الرجل ؟.. قلت : المرأة ، قال : فلِمَ جعل الله تعالى في الميراث للرجل سهمين ، وللمرأة سهما ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال : فلِمَ حكم الله تعالى فيمن سرق عشرة دراهم بالقطع ، وإذا قطع رجل يد رجل فعلي (http://www.imshiaa.com/)ه ديتها خمسة آلاف درهم ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال : وقد بلغني أنك تفسّر آية في كتاب الله وهي : ( ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ) أنه الطعام الطيب والماء البارد في اليوم الصائف ، قلت : نعم ، قال له : دعاك رجل وأطعمك طعاما طيبا ، وأسقاك ماء باردا ، ثم امتنّ علي (http://www.imshiaa.com/)ك به ، ما كنت تنسبه إليه ؟.. قلت : إلى البخل ، قال : أفيبخل الله تعالى ؟!.. قلت : فما هو ؟.. قال : حبنا أهل البيت.