المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علم الإمام الحسن ( عليه السلام )


الحيران
19-08-2011, 09:26 PM
علم الإمام الحسن ( عليه السلام )
يعتبر العقل إحدى الركائز الأساسية في الشخصية الإسلامية ، ومن المعلوم أن المعصومين ( عليهم السلام ) قد تَسنَّموا قِمَّة التسلسل في درجات الشخصية الإسلامية ، لخضوعهم للإعداد الإلهي المباشر في شَتَّى عناصر الشخصية ومكوناتها .
وعلى هذا يكون الإمام الحسن السبط ( عليه السلام ) قد توافر له من النشاط الفكري في شتى مجالات الحياة ما لم يتوفَّر لغيره من الناس ، ما عدى المعصومين ( عليهم السلام ) .
والسرُّ في ذلك يعود لطبيعة التلقِّي الذي يتوافر للأئمة ( عليهم السلام ) ، فالإمام ( عليه السلام ) إما أن يتلقَّى من الرسول ( صلى الله عليه وآله ) مباشرة ، أو يتلقَّاه بالوساطة عن طريق الإمام الذي قبله .
ويشهد للسعة المعرفية عند الأئمة ( عليهم السلام ) أن التاريخ لم يحدِّثنا أنه قد توقَّف أحدهم في مسألة عُرِضت عليه ، أو أنَّه قد أشكل عليه أمر من الأمور ، أو سُئِل ولم يتمكن من الإجابة .
ولنذكر شيئاً من الجانب العلمي للإمام الحسن ( عليه السلام ) :
كتب له الحسن البصري يسأله عن القضاء والقدر ، فأجابه ( عليه السلام ) : ( أمَّا بعد ، فَمَن لم يؤمن بالقدر خيره وشره أن الله يعلمه فقد كفر ، ومن أحال المعاصي على الله فقد فجر .
إن الله لم يُطَع مكرهاً ، ولم يُعصَ مغلوباً ، ولم يُهمِلِ العباد سُدىً من المملكة ، بل هو المالك لِمَا مَلَّكهم ، والقادرُ على ما عليه أقدرهم ، بل أمَرَهم تخييراً ، ونهاهم تحذيراً .
فإن ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صَادّاً ، وإن انتهوا إلى معصية فشاء أن يَمُنَّ عليهم بأن يحول بينهم وبينها فعل ، وإن لم يفعل فليس هو الذي حَمَّلَهم عليها جبراً ، ولا أُلزِموها كرهاً .
بل مَنَّ عليهم بأن بَصَّرَهم ، وعَرَّفَهم ، وحَذَّرهم ، وأمَرهم ، ونَهَاهم ، لا جبراً لهم على ما أمَرَهم به ، فيكونوا كالملائكة ، ولا جَبْراً لهم على ما نَهَاهم عنه ، ولله الحُجَّة البالغة ، فلو شاء لَهَداكم أجمعين ) .
فلاحظ كيف أنه ( عليه السلام ) يوضح بعبارة موجزة قضية تعتبر من أكثر القضايا الفكرية تعقيداً وعمقاً ، حتى أنَّها لِشِدَّة عُمقها قد ضلَّ فيها الكثيرون من رجال الفكر ، كما نشأت عنْها تيارات متطرِّفة ، كالأشاعرة ، والمعتزلة ، حول التفسير العقائدي السليم .
بينما نراه ( عليه السلام ) يتحدَّث بِمَنطقٍ يكشف عن عمق وأصالة ، في الفهم والمعرفة الإسلامية ، مِمَّا يعني ارتباطه ( عليه السلام ) بمنابع الرسالة الصافية ، ونهله من مفاهيمها الأصيلة .
وروي أنه قيل للإمام ( عليه السلام ) : ما الزُّهْد ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الرَّغبةُ في التقوى ، والزَّهادَة في الدنيا ) .
قيل : فَمَا الحِلْم ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( كَظْم الغيظ ، ومُلك النفس ) .
قيل : ما السَّداد ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( دَفعُ المنكَرِ بالمَعرُوف ) .
قيل : فما الشَّرَف ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( اصطِنَاع العَشيرَة ، وحَمْل الجَرِيرة ) .
قيل : فما النَّجْدة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الذبُّ عن الجار ، والصبرُ في المواطن ، والإقدام عِندَ الكريهة ) .
قيل : فما المَجْد ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أن تُعطِي في الغرم ، وأن تَعفُو عن الجُرم ) .
قيل : فَمَا المُرُوءة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( حِفظِ الدين ، وإِعزاز النفس ، ولين الكنف ، وتَعَهّد الصنيعة ، وأداء الحقوق ، والتحبُّب إلى الناس ) .
قيل : فما الكَرَم ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الابتداء بالعَطِيَّة قبل المسألة ، وإطعام الطعام في المحل ) .
قيل : فما الدَّنِيئَة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( النظر في اليسير ، ومنع الحقير ) .
قيل : فما اللُّؤْم ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( قِلَّة النَّدى ، وأن ينطق بالخنى ) .
قيل : فما السَّمَاح ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( البذْل في السَّرَّاء والضَّرَّاء ) .
قيل : فما الشُّح ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أنْ تَرَى مَا في يديك شَرَفاً ، وما أنفَقتَه تَلفاً ) .
قيل : فما الإِخَاء ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الإخاء في الشِّدَّة والرَّخاء ) .
قيل : فما الجُبْن ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الجُرأةُ على الصَّدِيق ، والنُّكول عن العدو ) .
قيل : فَمَا الغِنَى ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( رِضَى النَّفس بما قُسِم لَها وإنْ قَلَّ ) .
قيل : فما الفقر ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( شَرُّه النفسُ إلى كُلِّ شيء ) .
قيل : فما الجُود ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( بَذْل المَجْهود ) .
قيل : فما الكَرَم ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الحِفاظ في الشِّدَّة والرَّخاء ) .
قيل : فما الجُرْأة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( مواقَفَة الأقران ) .
قيل : فما المِنْعَة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( شِدَّة البأس ، ومُنَازعة أعزاء الناس ) .
قيل : فما الذُّل ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الفَرْقُ عند المَصْدُوقَة ) .
قيل : فما الخَرَق ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( مُنَاوَاتك أميرك ، ومن يقدر على ضرِّك ) .
قيل : فما السَّنَاء ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( إتيان الجميل ، وترك القبيح ) .
قيل : فما الشَّرَف ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( مُوافَقَة الإخوان ، وحفظ الجيران ) .
قيل : فما الحِرمَان ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( تَركُكَ حَظَّك وقد عُرِضَ عليك ) .
قيل : فما السَّـفَه ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( اتِّبَاع الدُّنَاة ، ومُصاحبة الغواة ) .
قيل : فما العَيّ ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( العَبَث باللِّحية ، وكثرة التنحنح عند المنطق ) .
قيل : فما الشُّجَاعة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( مُوافَقَة الأقران ، والصَّبر عند الطِّعَان ) .
قيل : فما الكُلْفَة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( كَلامُكَ فيما لا يَعنيك ) .
وقد سُئل ( عليه السلام ) في يوم عن السياسة ، فأجاب : ( هي أن ترعى حقوق الله ، وحقوق الأحياء ، وحقوق الأموات .
فأمَّا حقوق الله ، فأداء ما طَلَب ، والاجتناب عَمَّا نَهَى .
وأما حقوق الأحياء ، فهي أن تقوم بواجبك نحو إخوانك ، ولا تتأخَّر عن خدمة أُمَّتِك ، وأن تُخلِصَ لولي الأمر ما أخلَصَ لأُمَّتِه ، وأن ترفع عقيرتك في وجهه إذا ما حَادَ عن الطريق السَّوي .
وأما حقوق الأموات ، فهي أن تذكر خَيراتَهُم ، وتَتَغاضى عن مَسَاوِئِهم ، فإنَّ لَهُم رَبّاً يُحَاسبهم ) .

محب الرسول
19-08-2011, 09:36 PM
جزاك الله كل خير

** خـادم العبـاس **
19-08-2011, 10:53 PM
وفقك الله اخي الكريم
وجزاك الف خير

محب الصدر
20-08-2011, 12:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
موضوع في قمة الروعه
جزاك الله احسن الجزاء
ننتظر ابداعك الجميل

الحيران
21-08-2011, 12:22 AM
بارك الله فيكم محب الرسول واخي عاشق البطل عباس واخي فداء الصدر على مروركم الكريم وحياكم الله
ودمتم بحفظ الرحمن وتوفيقة

دمعة الكرار
23-10-2011, 03:55 PM
http://im10.gulfup.com/2011-10-23/13193744921910.gif (http://www.gulfup.com/show/X6tu78hpav4v7)

uaseen
11-06-2012, 01:28 PM
بابي انت و امي يا ابا عبد الله ،،،

جزاك الله خيرا

نور الزهراء
24-06-2013, 06:03 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/2210/2210263h624hgn05r.gif


جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ

بآرَكـَ الله فيكـِ عَ آلمَوضوعْ

آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ

دمْت بـِ طآعَة الله ..}