تراب البقيع
02-12-2008, 03:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
عقول قصرت .... فتاهت وكفرت
عند الكلام عن الدين الاسلامي مع من يعرفه حق المعرفة ، فان اول ما
يتبادر الى الذهن قول الله تبارك وتعالى : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ
الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ
يَعْلَمْ * ) . فهذه الايات هي اولى ايات القران الكريم ، وبدايات الدعوة
الى الدين الاسلامي اخر الديانات السماوية واكثرها عمومية للبشر الى يوم
القيامة.
وقد ركز الدين الاسلامي كثيرا على مسألة التعلم والتفكر في كافة مجالات
الحياة ، وليس كما يتصور البعض - او كما يصوره اعداءه - على انه يمنع
اصحابه من التفكر والتمعن في امور الحياة ، او انه يفرض وصاية على
عقولهم ، بل هو عكس ذلك تماما ، فقد جاءت الكثير من ايات القران الكريم
التي تحث على التفكر والتمعن في مخلوقات الله سبحان وتعالى ، بالاضافة
الى النظر الى سيرة الامم الماضية والاعتبار منهم ومن سيرتهم ، فذكر لنا
القران الكريم عدة امثلة من تلك الامم التي بادت واندثرت ولم يعد لها اي
اثر سوى بعض مساكنها التي كانوا يسكنونها ، فذكر لنا مثلا قصة قوم النبي
نوح على نبينا واله وعليه افضل الصلاة والسلام وما حدث لهم من الطوفان
وغرق القوم الكافرين ، كما ذكر لنا قصص العرب البائدة مثل قوم عاد وثمود
وغيرهم ، بالاضافة الى الكثير من الامم الاخرى التي سبقتنا ، وذلك من اجل
ان نمعن النظر فيها وفي سيرتها ، وناخذ العبرة منهم ، على الرغم من مرور
الزمن الطويل على اندثارهم وانتهاء عصورهم .
وعلى مر العصور والازمنة منذ بدايات الدعوة الى الاسلام والى الان - وقد
تستمر يوم القيامة - ، يخرج لنا بين حين وآخر من تقصر عقولهم عن فهم بعض
جوانب هذا الدين العظيم والكامل بكل معنى الكلمة ، ليدعو بانهم من
المشاركين في الدعوة الى الاسلام وانهم شركاء - سواء قالوها لفظا او
معنا ، وبقصد او من دون قصد - للنبي محمد صلى الله عليه واله في تبليغ
هذه الدعوة الى الناس ، وبان الدعوة كانت فيها اخطاء وانهم هم من الذين
سوف يصححوا هذه الاخطاء . وهناك البعض منهم من تقف عقولهم عند ابواب
الاسلام ولا تكون لهم القدرة على ان يخوضوا فيه - الاسلام - وفي اركانه
وثوابته ، ليصفوه بعد ذلك على انه دين قاصر لا يستحق ان يتعبد به .
ولنسير - في هذه العجالة - على نهج القران الكريم في دراسة قصص الماضين
للاعتبار منهم ، ولنأخذ قصة مدعي النبوة في عهد النبي محمد صلى الله عليه
واله وسلم ، وهو مسيلمة الكذاب
مسيلمة الكذاب هو : مسلمة بن حبيب الملقّب بالكذاب رجل من بني حنيفة ،
يقال إن اسمه مسلمة وأن المؤرخين المسلمين يذكرونه باسم مسيلمة استحقاراً
له .
عندما أتى بني حنيفة إلى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام تركوا مسيلمة
خارجا ليحرس القافلة فلما دخلوا على النبي قال لهم النبي الاكرم صلى الله
عليه واله وسلم : ( هل تركتم وراءكم من أحد ) فقالوا : نعم ، فقال النبي
صلى الله عليه واله وسلم : ( أقرؤوه مني السلام ) ، فلما سمع مسيلمة ذلك
قال : والله لو لم يكن لي شأن لما أقرأني السلامفبعث مسيلمة إلى النبي
صلى الله عليه واله وسلم كتابا يقول فيه : من مسيلمة رسول الله إلى محمد
رسول اللهأما بعد فقد أشركت في الأمر فاختر نصف الأرض ليكون لي النصف
الآخر.فرد عليه النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم : من محمد رسول
الله إلى مسيلمة الكذابأما بعد فإن الأمر لله يضعه حيث يشاء .
فلم يفهم مسيلمة هذا ان اقراء السلام عليه من قبل النبي محمد صلى الله
عليه واله وسلم هو من باب حسنة الخلق وطيب النفس والدعوة بالحسنى . ولكنه
قصر عقله على ان يفهمها من الجانب الذي ارادها النبي محمد صلى الله عليه
واله وسلم ، فهمها - بسبب قصور عقله وضيق منظوره - على انها من عظم شأنه
ورفع قدره ، فادعى النبوة وسار في ممارسة الدجل لاثبات الكرامات له ، وقد
تسمى بالرحمان فكان يقال له رحمان اليمامة ، وكان يعمل الكثير من أعمال
الدجل ، وقد شهد له أحد أتباعه أنه سمع النبي صلى الله عليه واله وسلم
يقول : أنه أشرك معه مسيلمة في الأمر . وتابعه كثير من أهل اليمامة ،
وخاصة من بني حنيفة ، وكان يدعي الكرامات . ورغم افتضاح امره ، وكشف زيف
ادعائه اكثر من مرة ، الا انه مضى هو اتباعه على نهجهم ، وذات مرة قال له
أتباعه : " إن محمدًا يقرأ قرآنًا يأتيه من السماء فاقرأ علينا شيئًا مما
يأتيك من السماء " ، فقال لهم : " يا ضفدع يا ضفدعين .. نُقِّي ما
تَنُقِّين .. نصفُكِ في الماء ونصفك في الطين " ، ( وقيل انه قال : الفيل
ذو الخرطوم الطويل ) فتقزز أتباعه مما سمعوا وعلموا أنه ليس وحي سماء بل
هذيان معتوه ، وانبرى له من بينهم أحد الأعراب قائلاً : " والله إني
لأعلم أنك كذَّاب ، وأعلم أن محمدًا صادقٌ ، ولكن كذابُ ربيعة أحبُ إليَّ
من صادق مضر " .
فاذا كانت هذه هي حال بعض العقول التي كانت تعيش في زمن النبي صلى الله
عليه واله وسلم وترى معجزاته ظاهرة وماثلة امامهم رأي العين ، فكيف
بالحال بعد وفاته صلى الله عليه واله وسلم بـ 14 قرن من الزمان ؟!
فليس من المستغرب ان يطلع لنا بين حين واخر من يدعي انه مصلح جاء لتعديل
أسس ومعتقدات الاسلام واصلاحها ، وانه - الاسلام - لم يكن يصلح الا للزمن
الذي جاء فيه قبل اكثر من 1400 عام ، راسمين صورة للدين من منظورهم الضيق
ونظرتهم القاصرة ، على انه لم يكتمل ولم يتم منذ اول انطلاقة له عندما
نزل الوحي في غار حراء على النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم باول
اية ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *) الى الان . وان الاسلام
بحاجة ماسة اليهم ليتمموا نواقصه ، ويكملوا اجزاءه التي لم تكتمل بعد ،
ويصححوا مساره المعوج بفعل مرور الزمن عليه . وليجعلوه صالح لكل زمان
ومكان ، بعد ان كان لا يصلح الا في مكة المكرمة والمدينة المنورة فقط ،
وفي زمن قد مضى عليه قرون طويلة .
فنرى هذه الايام بعض الفئات التي تريد تعديل الدين - وجعله على الموضة
بحسب فهمهم - وتصحيح مساره ، وذلك بالتنازل عن البعض من المعتقدات
الاسلامية التي قصرت عقولهم عن فهمها وادراك مضامينها . فلم يفهموا بانهم
اذا ما تنازلوا عن معتقدات اي دين او اي توجه كان ، فانهم بذلك يخرجوا
منه الى غيره من المضادين له ، سواء قصدوا ذلك ام لم يقصدوه .
فيا لها من عقول قصرت - عن فهم الدين الاسلامي وقبل ذلك جميع الرسالات
السماوية - ، فتاهت فيها وكفرت بها !
منقول
موفقين للخير
اخوكم تراب البقيع
------------------
دمتم بحب الزهراء عليه السلام
عقول قصرت .... فتاهت وكفرت
عند الكلام عن الدين الاسلامي مع من يعرفه حق المعرفة ، فان اول ما
يتبادر الى الذهن قول الله تبارك وتعالى : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ
الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ
يَعْلَمْ * ) . فهذه الايات هي اولى ايات القران الكريم ، وبدايات الدعوة
الى الدين الاسلامي اخر الديانات السماوية واكثرها عمومية للبشر الى يوم
القيامة.
وقد ركز الدين الاسلامي كثيرا على مسألة التعلم والتفكر في كافة مجالات
الحياة ، وليس كما يتصور البعض - او كما يصوره اعداءه - على انه يمنع
اصحابه من التفكر والتمعن في امور الحياة ، او انه يفرض وصاية على
عقولهم ، بل هو عكس ذلك تماما ، فقد جاءت الكثير من ايات القران الكريم
التي تحث على التفكر والتمعن في مخلوقات الله سبحان وتعالى ، بالاضافة
الى النظر الى سيرة الامم الماضية والاعتبار منهم ومن سيرتهم ، فذكر لنا
القران الكريم عدة امثلة من تلك الامم التي بادت واندثرت ولم يعد لها اي
اثر سوى بعض مساكنها التي كانوا يسكنونها ، فذكر لنا مثلا قصة قوم النبي
نوح على نبينا واله وعليه افضل الصلاة والسلام وما حدث لهم من الطوفان
وغرق القوم الكافرين ، كما ذكر لنا قصص العرب البائدة مثل قوم عاد وثمود
وغيرهم ، بالاضافة الى الكثير من الامم الاخرى التي سبقتنا ، وذلك من اجل
ان نمعن النظر فيها وفي سيرتها ، وناخذ العبرة منهم ، على الرغم من مرور
الزمن الطويل على اندثارهم وانتهاء عصورهم .
وعلى مر العصور والازمنة منذ بدايات الدعوة الى الاسلام والى الان - وقد
تستمر يوم القيامة - ، يخرج لنا بين حين وآخر من تقصر عقولهم عن فهم بعض
جوانب هذا الدين العظيم والكامل بكل معنى الكلمة ، ليدعو بانهم من
المشاركين في الدعوة الى الاسلام وانهم شركاء - سواء قالوها لفظا او
معنا ، وبقصد او من دون قصد - للنبي محمد صلى الله عليه واله في تبليغ
هذه الدعوة الى الناس ، وبان الدعوة كانت فيها اخطاء وانهم هم من الذين
سوف يصححوا هذه الاخطاء . وهناك البعض منهم من تقف عقولهم عند ابواب
الاسلام ولا تكون لهم القدرة على ان يخوضوا فيه - الاسلام - وفي اركانه
وثوابته ، ليصفوه بعد ذلك على انه دين قاصر لا يستحق ان يتعبد به .
ولنسير - في هذه العجالة - على نهج القران الكريم في دراسة قصص الماضين
للاعتبار منهم ، ولنأخذ قصة مدعي النبوة في عهد النبي محمد صلى الله عليه
واله وسلم ، وهو مسيلمة الكذاب
مسيلمة الكذاب هو : مسلمة بن حبيب الملقّب بالكذاب رجل من بني حنيفة ،
يقال إن اسمه مسلمة وأن المؤرخين المسلمين يذكرونه باسم مسيلمة استحقاراً
له .
عندما أتى بني حنيفة إلى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام تركوا مسيلمة
خارجا ليحرس القافلة فلما دخلوا على النبي قال لهم النبي الاكرم صلى الله
عليه واله وسلم : ( هل تركتم وراءكم من أحد ) فقالوا : نعم ، فقال النبي
صلى الله عليه واله وسلم : ( أقرؤوه مني السلام ) ، فلما سمع مسيلمة ذلك
قال : والله لو لم يكن لي شأن لما أقرأني السلامفبعث مسيلمة إلى النبي
صلى الله عليه واله وسلم كتابا يقول فيه : من مسيلمة رسول الله إلى محمد
رسول اللهأما بعد فقد أشركت في الأمر فاختر نصف الأرض ليكون لي النصف
الآخر.فرد عليه النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم : من محمد رسول
الله إلى مسيلمة الكذابأما بعد فإن الأمر لله يضعه حيث يشاء .
فلم يفهم مسيلمة هذا ان اقراء السلام عليه من قبل النبي محمد صلى الله
عليه واله وسلم هو من باب حسنة الخلق وطيب النفس والدعوة بالحسنى . ولكنه
قصر عقله على ان يفهمها من الجانب الذي ارادها النبي محمد صلى الله عليه
واله وسلم ، فهمها - بسبب قصور عقله وضيق منظوره - على انها من عظم شأنه
ورفع قدره ، فادعى النبوة وسار في ممارسة الدجل لاثبات الكرامات له ، وقد
تسمى بالرحمان فكان يقال له رحمان اليمامة ، وكان يعمل الكثير من أعمال
الدجل ، وقد شهد له أحد أتباعه أنه سمع النبي صلى الله عليه واله وسلم
يقول : أنه أشرك معه مسيلمة في الأمر . وتابعه كثير من أهل اليمامة ،
وخاصة من بني حنيفة ، وكان يدعي الكرامات . ورغم افتضاح امره ، وكشف زيف
ادعائه اكثر من مرة ، الا انه مضى هو اتباعه على نهجهم ، وذات مرة قال له
أتباعه : " إن محمدًا يقرأ قرآنًا يأتيه من السماء فاقرأ علينا شيئًا مما
يأتيك من السماء " ، فقال لهم : " يا ضفدع يا ضفدعين .. نُقِّي ما
تَنُقِّين .. نصفُكِ في الماء ونصفك في الطين " ، ( وقيل انه قال : الفيل
ذو الخرطوم الطويل ) فتقزز أتباعه مما سمعوا وعلموا أنه ليس وحي سماء بل
هذيان معتوه ، وانبرى له من بينهم أحد الأعراب قائلاً : " والله إني
لأعلم أنك كذَّاب ، وأعلم أن محمدًا صادقٌ ، ولكن كذابُ ربيعة أحبُ إليَّ
من صادق مضر " .
فاذا كانت هذه هي حال بعض العقول التي كانت تعيش في زمن النبي صلى الله
عليه واله وسلم وترى معجزاته ظاهرة وماثلة امامهم رأي العين ، فكيف
بالحال بعد وفاته صلى الله عليه واله وسلم بـ 14 قرن من الزمان ؟!
فليس من المستغرب ان يطلع لنا بين حين واخر من يدعي انه مصلح جاء لتعديل
أسس ومعتقدات الاسلام واصلاحها ، وانه - الاسلام - لم يكن يصلح الا للزمن
الذي جاء فيه قبل اكثر من 1400 عام ، راسمين صورة للدين من منظورهم الضيق
ونظرتهم القاصرة ، على انه لم يكتمل ولم يتم منذ اول انطلاقة له عندما
نزل الوحي في غار حراء على النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم باول
اية ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *) الى الان . وان الاسلام
بحاجة ماسة اليهم ليتمموا نواقصه ، ويكملوا اجزاءه التي لم تكتمل بعد ،
ويصححوا مساره المعوج بفعل مرور الزمن عليه . وليجعلوه صالح لكل زمان
ومكان ، بعد ان كان لا يصلح الا في مكة المكرمة والمدينة المنورة فقط ،
وفي زمن قد مضى عليه قرون طويلة .
فنرى هذه الايام بعض الفئات التي تريد تعديل الدين - وجعله على الموضة
بحسب فهمهم - وتصحيح مساره ، وذلك بالتنازل عن البعض من المعتقدات
الاسلامية التي قصرت عقولهم عن فهمها وادراك مضامينها . فلم يفهموا بانهم
اذا ما تنازلوا عن معتقدات اي دين او اي توجه كان ، فانهم بذلك يخرجوا
منه الى غيره من المضادين له ، سواء قصدوا ذلك ام لم يقصدوه .
فيا لها من عقول قصرت - عن فهم الدين الاسلامي وقبل ذلك جميع الرسالات
السماوية - ، فتاهت فيها وكفرت بها !
منقول
موفقين للخير
اخوكم تراب البقيع
------------------
دمتم بحب الزهراء عليه السلام