المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشكروا الشّيخ نمر بدلاً من اعتقاله!!...بقلم أمل طنانة


تراب البقيع
25-03-2009, 07:15 PM
أشكروا الشّيخ نمر بدلاً من اعتقاله!!




http://rahiq.net//uploads/images/domain-be75db921d.jpg


أمل طنانة (wlmailhtml:{CA7EA3B8-5BF8-40FD-AF14-2CC3EAB96452}mid://00000474/!x-usc:http://www.rasid.com/writers.php?id=2341)* (wlmailhtml:{CA7EA3B8-5BF8-40FD-AF14-2CC3EAB96452}mid://00000474/!x-usc:http://www.rasid.com/artc.php?id=27640#writer_desc) - 17 / 3 / 2009م - 5:32 م




بعد أقلّ من شهر تصادف ذكرى الحرب الأهليّة اللّبنانيّة «تنذكر وماتنعاد» الّتي اندلعت شرارتها الأولى سنة 1975، ومازال المواطن اللّبناني حتّى هذه السّاعة يدفع ضريبتها وثمنها، وسيظلّ يفعل لأجيال لاحقة...



فأين العبرة من تلك الحرب الّتي انهزم فيها الجميع، وانتصر التّسامح والتّعايش، وقبول الآخرين؟



وماذا استفاد أشقّاؤنا العرب من قتالنا الطّائفي الّذي فاق عدد ضحاياه المائة ألف شهيداً، دون أن تنجح طائفة في القضاء على طائفة، بل عاد الجميع مرغمين بعد أكثر من عقدين ليجلسوا على طاولة الحوار ويقرّوا بالتّالي:



«لايمكن لأحد أن يلغي أحداً في لبنان، ولايمكن للأكثريّة أن تطغى على الأقلّيّة مهما حشدت من قوى العالم!»...



لم تبق دولة كبرى في العالم لم تتدخّل لنصرة فريق ضدّ آخر في لبنان، وتلوّنت أعلام البوارج الغريبة على سواحل لبنان، وقصفت وأرهبت وقتلت، وعادت إلى بلادها تجرّ أذيال الخيبة..



هم ذهبوا.. ونحن بقينا... فمن يتّعظ؟؟؟



البارحة سمعت بخبر اعتقال أو محاولة اعتقال سماحة الشّيخ نمر باق النّمر في القطيف بسبب كسره حظراً رسميّاً مفروضاً عليه بعدم إقامة صلاة الجمعة، وقد دام هذا الحظر أكثر من ستّة أشهر..



بعض الأخبار تقول: إنّ سماحته هدّد بالانفصال الشّيعي عن أرض المملكة، وأنّه قال: «إذا حال الوضع بيننا وبين كرامتنا، سندعو إلى الانفصال عن هذه البلد. سندعو إلى الانفصال وليكن مايكون. كرامتنا أغلى من وحدة هذه الأرض.»..



منذ البارحة إلى اليوم وأنا أتابع الوضع السّعودي في الإعلام، فترعبني الصّورة الّتي كما يبدو: لاتشكّل إلاّ الشّرارة الأولى لاندلاع حرب أهليّة - لاسمح الله - بين المسلم وأخيه من أبناء الوطن الواحد..



والسّؤال: أين السّلطة من كلّ هذا؟؟



من عادة المسؤول العربي أن يعالج النّتيجة ويغضّ النّظر عن الأسباب.. هذه حقيقة تثبت أنّه ضالع في كلّ مصيبة يتعرّض لها الوطن، مهما حاول إخفاء تورّطه!!



فهل قال سماحة الشّيخ ماقاله بدون أسباب ولامبرّرات؟



هل يعيش المواطن السّعودي الشّيعي المساواة بشقيقه السّنّي، ثمّ خرج سماحة الشّيخ ليقول كلاماً غير مسؤول، مجافياً الصّواب ومحرّفاً الحقيقة؟؟!!



لايمرّ يوم دون أن نسمع عن اعتداءات تطاول الشّيعة من مصادر مختلفة، وبعضها مغطّى برضى الحكومة أو صمتها..



أقلّ هذه الاعتداءات: حملة الشّتم والسّباب الّتي تطاول الشّيعة وتنعتهم بالكفرة والمرتدّين والمشركين وأتباع الفرس والمجوس!!.. وسيل الشّتائم الّتي حفظناها عن ظهر قلب..



هذه الأمور ليست جديدة عليّ - كلبنانيّة - فقد سبق لوالدتي السّنّيّة - رحمها الله - أن أخبرتني بعد عودتها من الحجّ منذ أربعة أعوام، أنّها تعرّضت لشتم أحد رجال «المطاوعة»، ونعَتها الرّجل الّذي يفترض أن تكون مهمّته: حماية الحجّاج.. نعتها بالرّافضيّة المشركة! لمحاولتها الاقتراب من مقبرة البقيع مع مجموعة من السّيّدات، والتّبرّك بثراها الطّاهر!!



ياترى: هل تجهل السّلطات السّعوديّة مايعانيه المواطن الشّيعي من ظلم واضطهاد، تُظهره أمام نفسه والعالم وكأنّه مواطن من الدّرجة الثّانية؟؟



وهل تجهل السّلطات أنّ المواطن الشّيعي السّعودي لو كان يشعر بانتمائه إلى خارج حدود بلاده، لما رفع صوته عالياً وطالب بإنهاء هذه السّلوكيّات العنصريّة بحقّه في ظلّ البلد الواحد والأرض الواحدة؟؟



هل تجهل السّلطات أنّ التّعامل مع طائفة كبيرة من أصحاب المعتقدات كأقلّيّة يسيء إلى شعور النّاس بالانتماء إلى الوطن، ويجعلهم يفتّشون عن أيّ سبيل للخلاص والتّحرّر؟



لقد تغيّر العالم اليوم، وبات الدّين في القانون الدّولي: ممارسة خاصّة لكلّ بشريّ، وعلاقة خاصّة تربط العبد بالمعبود، لاشأن لأحد بتحديد شكلها ولونها ومعرفة كنهها.. طالما أنّها لاتُلغي الآخر ولاتسيء إليه.. فلماذا مازال السّعودي الشّيعي يمارس عبادته خائفاً مترقّباً؟



كلّما كتبنا عن خطورة هذه الممارسات الّتي تؤسّس للتّفرقة والتّمذهب، جاءنا الرّدّ من معظم الأطياف: السّنّي فوق، والشّيعي تحت!! فإلام يؤدّي كلّ هذا؟



هل يمكن أن يكون الحلّ بالتّضييق والتّكبيل وكمّ الأفواه؟؟ وبالملاحقة والاعتقال والاضطهاد؟؟



أين الدّين الّذي يتوارى خلفه المطالبون بإقصاء الشّيعة ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدّينيّة بحريّة وراحة؟



هل يرضى الدّين بإثارة الحقد والبغضاء والفتن بين النّاس؟



وهل ترى السّلطات اليوم أنّ الوقت مناسب للدّخول في حرب أهليّة لاأحد يعلم أين يمكن أن تنتهي إلاّ الله؟



إنّ شعوبنا الغارقة في الفقر، ماعادت تلهث إلاّ خلف استقرارها ولقمة عيشها.. وسياسة التّهييج الانفعالي تعبّئ النّاس، وتهيّج عصبيّاتهم، وتثير أحقادهم.. نعم، ولكن من يضمن أن تكون الرّصاصة الأولى هي الرّصاصة الأخيرة في مثل صدامات كهذه؟



ومن يضمن أن يظلّ الغرب متفرّجاً، وقد حانت له فرصة الانقضاض التّاريخيّة على أكبر منبع نفطيّ في العالم بحجّة: نشر الدّيمقراطيّة؟



خلاصة ماأريد قوله: إنّ الغليان العاطفي لايفيد.. مايفيد هو شيء واحد فقط:



مساواة المواطن الشّيعي ببقيّة المواطنين السّعوديّين، له مالهم، وعليه ماعليهم.. هكذا لايكون هناك حجّة لمن يطرح أيّ شعار بعيد الأهداف... فالمعارضة عادة لاتكون للأشخاص، بل للنّهج والسّلوك.. هذه هي النّهاية المنطقيّة..



وأعتقد أنّ الملك السّعودي حكيم وعاقل، وستنتهي المشكلة على خير.. لكن الأهمّ هو أن توأد الفتنة مستقبلاً، وتسنّ القوانين الّتي تمنع إثارة النّزعات الطّائفيّة والتّحريض المذهبي عند الجميع، كي لاتعود إلى الظّهور مجدّداً..



إنّ سماحة الشّيخ نمر قدّم لوطنه وأهله خدمة جليلة بأن قرع ناقوس الخطر ممّا يحدث الآن، وبيّن العواقب وحذّر منها، وعلى محبّي الوطن، والمخلصين الأوفياء أن يشكروه بدلاً من أن يعتقلوه!!!




اللهم صل على محمد و ال محمد و عجل فرجهم و سهل مخرجهم))