المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبذه عن حياة الامام الباقر عليه السلام


ابوجعفرالديواني
05-12-2008, 10:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وبارك على محمد واله الطيبين الطاهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنيئاً لكم , والف مبروك مولد الامام محمد الباقر عليه السلام
.................................................. ...................................
ولادة الإمام الباقر ( عليه السلام )
وُلد الإمام الباقر ( عليه السلام ) في الأول من شهر رجب المبارك ، في سنة ( 57 هـ ) ، وتَلَقَّفَهُ أهل البيت ( عليهم السلام ) بالتقبيل والسرور ، إذ لطالما كانوا ينتظرون ولادته التي بَشَّر بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منذ عشرات السنين .
وابتهج الإمام السجاد ( عليه السلام ) بهذا الوليد المبارك ، الذي بَشَّر به جدّه الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، وأعلن غير مَرَّة أنه وارث علوم آل محمد ( عليهم السلام ) .
والذي من مزاياه أنه ملتقى ورابط بين أسرة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأسرة الإمام الحسن ( عليه السلام ) .
فهو أول هاشمي علوي ، يولد من جهة الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، لأن أباه علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، وأمُّه فاطمة بنت الحسن .
فكان الإمام الباقر ( عليه السلام ) ملتقى الكرامات ، وآصرة علوية ، أثلج بولادته قلوب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فما أكرمه وما أعظمه ( عليه السلام ) .
وتلقَّاه الإمام السجاد ( عليه السلام ) بالآداب ، والسنن الإسلامية ، كما فعل النبي ( صلى الله عليه وآله ) مع الحسن والحسين ( عليهما السلام ) .
وقد صُنع الإمام الباقر ( عليه السلام ) على عين الرسالة الإلهيَّة ، من خلال الجو الذي وفَّره له والده الإمام السجاد ( عليه السلام ) ، لينهض بأعباء الإمامة الشرعية ، طِبقاً لما رسم الله تعالى لعباده في الأرض .
ومن هنا فإن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قد بلغ الذروة في السمو ، نسباً ، وفكراً ، وخُلُقاً ، مما مَنَحهُ أهليَّة النهوض بأعباء المرجعيَّة الفكريَّة والاجتماعية للأمّة بعد أبيه ( عليه السلام ) .
ويبدوا أن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قد استأثر جدُّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأمر تحديد اسمه ولقبه ، كما في رواية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضوان الله عليه ) ، حيث يقول :
قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( يوشك أن تبقى حتى تلقى وَلداً لي من الحسين يقال له محمد ، يبقر علم الدين بَقْراً ، فاذا لقيتَه ، فأقرِئْه مِنِّي السلام ) .
وبناءً على ذلك لُقِّب محمد بن علي ( عليه السلام ) بـ( الباقر ) ، أي المتبحر بالعلم ، والمستخرج لغوامضه ولبابه وأسراره ، والمحيط بفنونه ، وهذا المعنى تشير إليه معاجم اللغة العربية المعتبرة ، ومن شاء فليراجع .

حكم الإمام الباقر ( عليه السلام )
هذه بعض الحكم والمواعظ للإمام الباقر ( عليه السلام ) جاءت من فوح القرآن الكريم ، وبوح وجدانه العظيم .
ولنا ملء الأمل أن تؤخذ لدى طلاب العلم للبحث والتفكير ، والدراسة والتمحيص ، ثم العمل على تطبيقها في الحياة الفردية والجماعية .
وكذلك والالتزام بما اشتملت عليه من تعاليم اجتماعية ، ودروس أخلاقية ، ليتحقق الغرض الأسمى الذي أراده ( عليه السلام ) من هدف هذه الحكم الخالدة على صدر الزمن .
1ـ قال ( عليه السلام ) : ( قُم بالحق ، واعتزل ما لا يعنيك ، وتجنب عَدوَّك ، واحذر صديقك من الأقوام ، إلا الأمين من خشي الله ، ولا تصحب الفاجر ، ولا تطلعه على سِرِّك ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله ) .
2ـ قال ( عليه السلام ) : ( ثلاثة من مَكَارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عَمَّن ظَلَمَك ، وتَصِلْ مَن قطعك ، وتَحلَم إذا جُهل عليك ) .
3ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَا من عِبادة لله تعالى أفضل من عِفَّة بَطنٍ أو فرج ، وما من شيء أحب إلى الله تعالى من أن يُسْأل ، وما يَدفَع القضاء إلى الدعاء ، وإنَّ أسرَعَ الخير ثواباً البِرّ والعدل ، وأسرع الشَّرِّ عقوبة البغي ) .
4ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَن صَدَق لسانُه زَكا عَملُه ، ومن حَسنت نِيَّته زِيدَ في رزقه ، ومن حسن بِرُّه بأهله زِيدَ في عُمره ) .
5ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنَّ أشَدَّ الناس حَسرَةً يوم القيامة عَبدٌ وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره ) .
6ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَنْ أعطى الخُلق والرفق فقد أعطى الخير والراحة ، وحَسُن حاله في دنياه وآخرته ، ومن حَرَم الخلق والرفق كان ذلك سبيلاً إلى كل شَرٍّ وبَليَّة ، إلا من عَصَمَه الله ) .
7ـ قال ( عليه السلام ) : ( اِعرف الموَدَّة في قلب أخيك بما له في قلبك ) .
8ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَا دَخل قلبَ امرئٍ شيءٌ من الكِبَر إلا نقص من عقله مثل ذلك ) .
9ـ قال ( عليه السلام ) : ( لَمَوت عَالِمٍ أحبُّ إلى إبليس من موت سبعين عابداً

الحياة العلمية والسياسية في زمن الإمام الباقر ( عليه السلام )
أولاً : الحياة العلمية والثقافية :
لقد أثرت الحياة السياسية وما سادها من قلق واضطرابات على الحياة العلمية تأثيراً سلبياً واضحاً ، ظهرت معالمه بكثير من الجمود والخمول في عصر الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
فالتيارات السياسية التي حَرَّفت الناس وتهالكت من خلالها البيوتات الرفيعة على الظفر بالحكم ، والطاقات البشرية والمالية استهلكت جميعها في حروب طاحنة ومذهلة .
والنكبات الفظيعة التي مُنِيت فيها الأمّة ، وجرت عليها أفدح الخسائر المادية والبشرية .
كل ذلك أثَّر على الحركة العلمية ، وجعلها تتردَّى ضموراً وانحلالاً .
أما الحياة الثقافية في عصر الإمام الباقر ( عليه السلام ) فقد مَرَّت بحالة من الجمود ، وكانت ضحلة للغاية .
لأنَّ معظم الناس من حُكَّام ومحكومين ابتعدوا عن الأخلاق النبيلة ، والمثل العليا التي جاء بها الإسلام ، وعادوا إلى جاهليتهم الأولى من عصبية قبلية ، وتفاخر بالآباء والأنساب .
وكان الطابع العام للأدب في ذلك العصر هو التفاخر والتنابز ، ولم يكن يمثل وعياً فكرياً ، بل كُلّه شَرٌّ وضرر للناس جميعاً .
ثانياً : الحياة السياسية :
أصبحت الحياة السياسية بسبب التنازع الداخلي ، والعصبية القبلية المدمرة في ذلك العصر وضيعة وبشعة للغاية .
فالفتن والاضطرابات عَمَّت بين الناس في البلاد ، وبدأت أحداث رهيبة ومفجعة أدَّتْ إلى فقدان الأمن ، وانتشار الخوف .
ثم تطوَّرَت هذه الأحداث ، فقامت ثورات دامية ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء ، وهذا بلا ريب نتيجة السياسة الأموية الخاطئة ، التي كان كل هَمُّها تحقيق أهدافها الخاصة ، ومآربها الشخصية ، بعيداً عن مصالح شعوبها العامة .
ونتج عن ذلك وجود أحزاب سياسية كل منها كان يسعى لتحقيق غاياته ، ونشر مبادئه ، التي تتعارض مع الأحزاب الأخرى .
دورالإمام الباقر ( عليه السلام ) :
أطلَّ الإمام الباقر ( عليه السلام ) على عالم مليء بالاضطرابات ، والفتن ، والأحداث الدامية .
فنظر ( عليه السلام ) إلى الحياة من حوله ، فوجدها قد فقدت جميع مقوِّمَاتها ولم تعد كما أرادها الله في وحدتها ، وتطورها ، في ميادين العلم والعطاء .
فلم يجد ( عليه السلام ) بُداً إلا أن يقوم بواجبه الشرعي لإعادة مَجْد الأمة الإسلامية ، ورَدِّها إلى الخط السليم ، وبناء كيانها الحضاري ، ولا يتم ذلك إلا عن طريق منائر العلم وصروح الفكر .
فانصرف ( عليه السلام ) عن كل تحرك سياسي ، واتَّجه صوب العلم وحده ، متفرغاً له في عزلته في المدينة المنورة ، حصن الإسلام الأمين .
وفي هذا الحصن المنيع كان يَخفُّ إليه العلماء من أعيان الأمة ، وسائر الأقطار ، للاستفسار والشرح والتحصيل .
وكان مِمَّن وفد إليه العالم الكبير جابر بن يزيد الجعفي ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، وأبو بصير المرادي ، وأبو حمزة الثمالي ، ووفود علمية تترى جاءت لتأخذ عنه ( عليه السلام ) العلوم والمعارف .
وقد تميَّز الإمام ( عليه السلام ) بمواهب عظيمة ، وطاقات هائلة ، وعبقريات ضخمة من العلم ، شملت جميع أنواع العلوم ، وشَتَّى المعارف من فقه ، وعلم كلام ، وحديث ، وفلسفة ، وحِكَم إنسانية عالية ، وآداب أبديَّة سَامية .
مضافاً إلى علم خاص زود به بأخبار عن أحداث قبل وقوعها ، ثم تحققت على مسرح الحياة .
وفي زمنه ( عليه السلام ) حَمَلت بعض العناصر الحاقدة على الإسلام ، والباغية عليه إلى البلاد الإسلامية ، موجات من الكفر والإلحاد والزندقة .
وقد أعرض الحكّام الأمويون عن ملاحقة دعاتها ، مما أوجب انتشارها بين المسلمين .
وقد تصدَّى لها الإمام الباقر وولده الإمام الصادق ( عليهما السلام ) إلى نقدها وتزييفها .
من ذلك ما عرض للإمام الباقر مع رجل مُلحِد ، حيث كان ( عليه السلام ) جالساً في فناء الكعبة ، فقصده رجل وقال له : هل رأيتَ الله حتى عبدتَه ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( ما كنتُ لأعبدَ شَيئاً لمْ أرَه ) .
قال الرجل : فكيف رأيته ؟
أجاب ( عليه السلام ) : ( لم تره الأبصار بمشاهدة العيان ، ولكنْ رأته القلوب بحقائق الإيمان ، لا يدرك بالحواس ، ولا يقاس بالناس ، معروف بالآيات ، منعوت بالعلامات .
يجوز في قضيته ، بان من الأشياء ، وبانت الأشياء ، ليس كمثله شيء ، ذلك الله لا إله إلا هو ) .
فلما سمع الرجل الجواب تفنَّدَتْ أوهامه ، واقتنع من كلام الإمام ( عليه السلام ) لأنه كلام واقعي ، مشرق ، مبني على جوانب التوحيد .
فراح يقول : الله أعلمُ حيثُ يجعل رسالته فيمن يشاء .
وخلاصة القول :
إن العالم الإسلامي استمد من الإمام الباقر ( عليه السلام ) جميع مقومات نهوضه وارتقائه في المنهج الحضاري .
ولم يقتصر المَد الثقافي والحضاري على عصره ، وإنما امتد إلى العصور التالية .

وقد جاء ( عليه السلام ) لِيُكمِل رسالة أهل البيت ( عليهم السلام ) في تطور الحياة العلمية في الإسلام
وصية الإمام الباقر لولده الإمام الصادق ( عليهما السلام )
الوصية زبدة الأفكار وخلاصة الآراء ، تتجمّع في وجدان الإنسان بعد تجارب عديدة في الحياة ، وعندما يثقل وزنها تنطلق من صدور أصحابها غنية بمادّتها ، مصيبة في أهدافها لأنّها صادرة من عقل راجح ، وفكر طامح ، وشعور عميق ، وفكر دقيق .
وقد أثر عن حفيد النبوّة الإمام الباقر ( عليه السلام ) وصايا كثيرة ، وجّه بعضها لأبنائه ، وبعضها الآخر لأصحابه ، وهي تزخر بآداب السلوك ، وتفيض بالقيم العظيمة ، والمثل العليا الكريمة .
قالها ( عليه السلام ) من أجل التوجيه الصالح الذي يصون الإنسان من الانحراف ، والإرشاد الصحيح الذي يحفظ الأمّة من الانزلاق في المتاهات المظلمة ، والمنعطفات الخطرة .
من هذه الوصايا الخالدة نذكر : وصيته لولده الإمام الصادق ( عليهما السلام ) : قال ( عليه السلام ) : ( يا بني إنّ الله خبّأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء : خبّأ رضاه في طاعته ، فلا تحقرن من الطاعة شيئاً فلعل رضاءه فيه ، وخبّأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئاً فلعل سخطه فيه ، وخبّأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحداً فلعله ذلك الولي ) .
يرشح من هذه الوصية الأخلاق العالية ، والترغيب في طاعة الله تعالى والحث عليها ، كما تتضمّن التحذير من المعصية ، والتشديد في أمرها ، وأنهاها بالحث على تكريم عباد الله وعدم الاستهانة بأي أحد منهم .
ثمّ روى الإمام الصادق ( عليه السلام ) إحدى وصايا أبيه إلى سفيان الثوري ، فقال له : ( يا سفيان أمرني أبي بثلاث ، ونهاني عن ثلاث ، فكان فيما قال لي : يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم ، ومن يدخل مداخل السوء يتهم ، ومن لا يملك لسانه يندم ، ثمّ أنشدني :
عوّد لسانك قول الخير تحظ به إنّ اللسـان لمـا عوّدت يعتـاد
موكل بتقاضـي ما سـننت له في الخير والشر فانظر كيف تعتاد
فتأمّل هذه الوصايا التي تفيض الحكم الرائعة ، وتحفل بجميع مقوّمات الآداب السلوكية ، والآداب الأخلاقية ، والفضائل الإنسانية

ونسئلكم الدعاء

محـب الحسين
06-12-2008, 11:42 AM
جزاك الله كل خير وحشرك مع إمامك

ابوجعفرالديواني
06-12-2008, 08:44 PM
بارك الله بك اخي
الكريم

انوار ولائيه
07-12-2008, 03:42 AM
جزاك الله خير

خادم الباقرع
07-12-2008, 10:51 AM
جزاك الله كل خير وحشرك مع محمد وال محمد