المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا فلنبعث الامل فى نفوس المذنبين


ابوجعفرالديواني
05-12-2008, 11:03 PM
إن من الملاحظ في سيرة أئمة الهدى عليهم السلام - وهم مظاهر تجلي رحمة الله الواسعة - أن هناك مواقف أنقذوا بها بشرا كثيرا من اليأس والهلاك، وكما هو معروف بأن اليأس من رحمة الله من كبائر الذنوب.

(قال أبو بصير: كان لي جار يتبع السلطان، فأصاب مالاً فاتّخذ قياناً، وكان يجمع الجموع).. لأن أهل المعاصي يأنسون بكثرة الفسقة حولهم، فهم يريدون أن يدخلوا جهنم يوم القيامة مع أصدقائهم.. (ويشرب المسكر ويؤذيني، فشكوته إلى نفسه غير مرّة، فلم ينته.. فلما ألححت عليه قال: يا هذا!.. أنا رجل مبتلىً، وأنت رجل معافىً).. أي مبتلى بنفسي، فهذه النفس الأمارة بالسوء قد غلبتني، فهذا المسكين يعترف بأنه كله خطايا.. (فلو عرّفتني لصاحبك رجوت أن يستنقذني الله به).. إن عقائده صحيحة، فهو يعتقد بأن الإمام الصادق (ع) هو حجة الزمان، ولو دعا في حقه فإن دعاءه مستجاب.. والله تعالى يبارك هذه الولاية الخفية، وهذا النور الضعيف في القلب.

(فوقع ذلك في قلبي.. فلما صرت إلى الصادق (ع) ذكرت له حاله، فقال لي: إذا رجعت إلى الكوفة، فإنه سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمد: دع ما أنت عليه!.. وأضمن لك على الله الجنة).. فالأئمة (ع)هم ألسنة الله في الخلق، والوجه الذي منه يؤتى، والحبل الممدود بين الأرض والسماء.. (فلما رجعتُ إلى الكوفة، أتاني فيمن أتى فاحتبسته حتى خلا منزلي، فقلت: يا هذا!.. إني ذكرتك للصادق (ع) فقال: أقرئه السلام، وقل له: يترك ما هو عليه، وأضمن له على الله الجنة).. هنا جاءت الصعقة في قلب الرجل، الصعقة التي أرسلها الإمام من المدينة إلى الكوفة.

(فبكى ثم قال: الله!.. قال لك جعفر (ع) هذا؟.. فحلفت له أنه قال لي ما قلت لك، فقال لي: حسبك!.. ومضى.. فلما كان بعد أيام بعث إليّ ودعاني، فإذا هو خلف باب داره عريان، فقال: يا أبا بصير! .. ما بقي في منزلي شيء إلا وخرجت عنه، وأنا كما ترى).. يبدو أنه لم يتبق له ساتر يستتر به.. (فمشيت إلى إخواني فجمعت له ما كسوته به).. لأنه تخلص من الكسوة والأموال التي كان قد جمعها من السلطان، فهي مغصوبة.. (ثم لم يأت عليه إلا أيام يسيرة حتى بعث إلي أني عليل فائتني، فجعلت أختلف إليه وأعالجه حتى نزل به الموت.. فكنت عنده جالسا وهو يجود بنفسه ثم غُشي عليه غشية ثم أفاق فقال: يا أبا بصير!.. قد وفى صاحبك لنا، ثم مات.. فحججت فأتيت الصادق (ع) فاستأذنت عليه، فلما دخلت قال مبتدئاً من داخل البيت وإحدى رجلي في الصحن والأخرى في دهليز داره: يا أبا بصير!.. قد وفينا لصاحبك).

هذه القصة من قصصهم الكثيرة، التي توجد الأمل في النفوس.. والإمام الصادق (ع) توسل به الرجل وهو بالكوفة، ولكن بصدق.. فكيف بمن قصده عند قبره وعند محل رأسه؟!..

محـب الحسين
06-12-2008, 11:40 AM
لنا في أهل البيت (عليهم السلام) أسوة حسنه
يجب تشجيع التائبين وإقناعهم بأن رحمة الله واسعه

جزاك الله خير الجزاء

ابوجعفرالديواني
06-12-2008, 08:19 PM
وفقك الله اخي
على المرور
والتعليق