المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جرح حمامة الدوح.. في ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر( قدس)


احمد العراقي
09-04-2009, 04:07 PM
http://al-3abbas.com/bismilllah.gif
جرح حمامة الدوح
في ذكرى استشهاد صدر الأمة .. صدر الأمل .. الأمل المشرق لعراق الحسين .. الشهيد آية الله السيد ( محمد باقر الصدر) ( قدس )
تنويه : حمامة الدوح هي روح الشهيدة السعيدة العلوية (بنت الهدى رض):
جواد المنتفجي
على الجرف..
النازف سبخ وملحا،
والممتد على طول بحر النجف..
كانت حمامة الدوح تنشد في طريقها..
وتعّمد الجرح بالرمل والطين
ومن حين إلى حين،
وللمرة الرابعة..
كانت تصفق بجناحيها معتلية نخلة،
ظلت قامتها بالخلاء شامخة ..
عبر آلاف من السنين،
وبأنفاس واهنة لاهثة..
راحت تسامر وحشتها
صادحة خفق عشقها
بهديل حزين:
- ( حمامتي … وين أنت )..
الدوح قال نادبا حمامته الميتة،
وبربه راح يستعين :
- بينما كانت الحياة شمسا..
تلعب عند كل باب ..
فتصنع الأعاجيب للخلق،
وتوهج حب آل البيت للأحباب
وفجأة ، و في أحد الصباحات،
التي جاءت من تلك العهود المظلمة..
مرت بنا سحابات موت ..
أمطرت الدنيا بالجماجم،
وغطت الأرض بالجثث الهامدة
ولما صار الدفن جمعا..
كضّمة باسطة كف،
وهزت الربوع طوابير التوابيت..
بمسيرات صامته،
جاء بمخاوف أولى الجرائد والصحف :
-أن الحمائم الهائمة على بحر النجف ..
قد فرت مفزوعة،
لتحط بين منائر الأئمة المذهبة !
-أما الحمامة المجروحة الجناح هذه..
فقد هوت مقطعة الأطراف
ترفرف مقتولة في أروقة الصحن
الدوح قال والدموع كانت من عينيه تنهمل:
- ظمئ السؤال..
لما الحمام يذبح ويقتل
فنحن منذ عصور..
كنا نلف بين المنائر ،
وحول المآذن ندور..
نبيض هنا في أعشاشنا ..
حمامات السلام،
رغم أن النجف
منذ آلاف الأعوام..
كانت تطيب مهافيف شبابيكه
الجثث المقطعة الأطراف
وروائح اللحم المشتعل
وأنـّـا..
منذ خمس وثلاثون عام خبت..
كانت الرياح تصفر في قبور موتانا ،
ننظر أليها من بعد..
وعن كثب
حتى أمست وكأنها دور خوال ..
مبتليه بالغياب،
بعدما فقدنا منها أي أثر
وأنـّــا:
يوخز فينا جرب الملام
ينز من خواصرنا مر العتب
فالكلمة الخرساء تصم أفواهنا
ترتشف من رضاب شفاهنا..
لذعة لواع الآسف،
حتى بدت أضلاعنا..
تئن فينا كالمجروح،
وكأننا نيام منذ دهور
وما نحن بنيام
كغفوة أهل الكهف
والنجف..
منذ ألف عام،
منذ أن أعلن ( أبو الحسن ) ثورته
وراح سيفه البتار يظهر العجب..
كان يرفس الأرض المدماة بالدم..
يدمل ثقل الجرح الذي فينا انثلم،
ليعيد النحر للجسد
ليلتها بتنا نجفل لحظة..
ننتظر الفرج في كل الصدف،
وأيقنا ..
أن مكنون ثرثرة الندم،
ما عادت ألا أن توقظ الألم..
الذي فينا عصف
واليد الطولى..
سارت أينما تعدو كالجحافل
كل إصبع منها أمسى مشاعل
تنقر طبول الصدور..
تطّوح بسيف بطلها الحسين المنحور..
تزأر فينا:
- ( حيدرا … حيدرا … حي....درا )،
والدماء ملئت السماء..
فسقط غسقهم المدحور
مضرج بالدماء !
الدوح قال لما راح هلال ( الصدر) ،
في السماء يكتمل :
أن النجف..
ما عادت مقطعة الأطراف..
وأن قتلوا في الكوفة كل الحمام !
لو أدركت الصقور..
كل الحمائم الهائمة على بحر النجف !
فسيظل الوئام الذي انشده ( الصدر) الهمام..
ينير وادي السلام ..
يطيب مهافيف صحن أروقة ( أبي الحسن )