المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نياحة السيّدة زينب (ع) على سيّد الشهداء


محب الرسول
05-06-2012, 07:18 PM
http://www.ahbabhusain.com/vb/mwaextraedit4/extra/93.gif


نياحة السيّدة زينب (ع) على سيّد الشهداء
وفي يوم الحادي عشر من المحرّم لمّا أراد الأعداء أن يرحلوا بقافلة نساء آل رسول الله من كربلاء إلى الكوفة ، مرّوا بهنَّ على مصارع القتلى وهم جثث مرمّلة ومطروحة على التراب ، فلمّا نظرت النسوة إلى تلك الجثث صحنَ وبكينَ ولطمنَ خدودهنَّ .
وأمّا السيّدة زينب الكبرى (عليها السّلام) فقد كانت تلك الساعة من أصعب الساعات على قلبها ، وخاصّةً حينما نظرت إلى جثّة أخيها العزيز الإمام الحسين وهو مطروح على الأرض بلا دفن ، وبتلك الكيفيّة المقرحة للقلب .
يعلم الله تعالى مدى الحزن الشديد ، والألم النفسي الذي خيّم على قلب السيّدة زينب ، وهي ترى أعزّ أهل العالم ، وأشرف مَنْ على وجه الأرض بحالة يعجز القلم واللسان عن وصفها .
فقد مدّ اُولئك الذئاب المفترسة ـ الذين لا يستحقون إطلاق اسم


البشر عليهم ، فكيف باسم الإنسان ، وكيف باسم المسلم ـ أيديهم الخبيثة إلى جسد أطهر إنسان على وجه الكرة الأرضية آنذاك ، وأراقوا دماءً كانت جزءاً من دم الرسول الأقدس ، وقطعوا نحراً قبّله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مئات المرّات ، وعفّروا خدّاً طالما التصق بخدّ الرسول الأطهر ، ورضّوا وسحقوا جسداً كان يُحمل على أكتاف الرسول الأعظم ، وكان محلّه في حجر الرسول ، وعلى صدره وظهره .
لقد كان الرسول الكريم يحافظ على ذلك الجسم العزيز حتّى من النسيم والمطر ، فكيف من غيره ؟
نعم ، إنّ المجرمين الجناة كانوا في سكرة موت الضمير ، وفقدان الوعي والإدراك للمفاهيم ؛ فانقلبوا إلى سباع ضارية وذئاب مفترسة ووحوش كاسرة لا تفهم معنى العاطفة والشرف والفضيلة ، ولا تدرك إلاّ هواها الشيطاني .
فصنعت ما صنعت بذلك الإمام المتكامل شرفاً وعظمة ، وجعلت جسمه هدفاً لسيوفها ورماحها وسهامها ، وميداناً لخيولها ، وهم يحاولون أن لا يتركوا منه أثراً يُرى ، ولا أعضاء فتوارى .
كان هذا المنظر والمظهر المشجي ، المقرح للقلب ، الموجع للروح بمرأى من السيّدة زينب الكبرى ؛ فهي ترى نفسها بجوار جثمان إمامها وإمام العالم كلّه ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، فلا عجب إذا احتضنته تارةً ، وألقت


نفسها عليه تارةً اُخرى .
تبكي عليه بدموع منهمرة متواصلة ، وتندبه من أعماق نفسها ، ندبةً تكاد روحها تخرج مع زفراتها وآهاتها . تندبه بكلمات منبعثة من أطهر قلب ، خالية عن كلّ رياء وتصنّع ، وكلّ كلمة منها تعتبر إعلاناً عن حدوث أكبر فاجعة ، وأوجع مصيبة .
إنّها سجّلت تلك الكلمات على صفحات التاريخ لتكون خالدةً بخلود الأبد ، تقرؤها الأجيال قرناً بعد قرن ، واُمّةً بعد اُمّة ؛ كي تستلهم منها الدروس والعبر ، ولكي تبقى المدرسة الزينبيّة خالدةً بخلود كلّ المفاهيم العالية والاُصول الإنسانيّة .
نعم ، كلمات تقرع الأسماع اليقظة كصوت الرعد ، فتضطرب منها القلوب ، وتتوتّر منها الأعصاب ، وتسخن الغدد الدمعيّة المنصوبة على قمّة العينين ، فلا تستطيع الغدد حبس الدموع ومنعها عن الخروج والهطول ، وتضيق الصدور فلا تستطيع كبت الآهات والنحيب والزفير .
أجل ، إنّها معجزة وأية معجزة صدرت من سيّدة قبل أربعة عشر قرناً ، أراد الله تعالى لها البقاء ؛ لتكون تلك المعجزة غضّة ، وكأنّها حادثة اليوم وحدث الساعة .
أجل ،


كان المفروض أن تفقد السيّدة زينب الكبرى وعيها ، وتنهار أعصابها ، وتنسى كلّ شيء حتّى نفسها ، وتتعطّل ذاكرتها أمام جبال المصائب والفجائع والهموم والأحزان .
نعم ، هكذا كان المفروض ، ولكنّ إيمانها الراسخ العجيب بالله تعالى ، وقلبها المطمئن بذكر الله (عزّ وجلّ) كان هو الحاجز عن صدور كلّ ما ينافي الوقار والاتّزان ، والخروج عن الحالة الطبيعية .
وليس معنى ذلك السكوت الذي يساوي عدم الاهتمام بتلك الفاجعة ، أو عدم المبالاة بما جرى ، بل لا بد من إيقاظ الشعور العام بتلك الجناية العظمى ، التي صدرت من أرجس عصابة على وجه الأرض .
فلا عجب إذا هاجت أحزانها هيجان البحار المتلاطمة الأمواج ، وتفايض قلبها الكبير بالعواطف والمحبّة ، وجعلت تندب أخاها بكلمات في ذروة الفصاحة والبلاغة ، وتُعتبر أبلغ كلمات سجّلها التاريخ في الرثاء والتأبين ، وفي مقام التوجّع والتفجّع(1) .
قال الراوي : فوالله ، لا أنسى زينب بنت علي وهي تندب أخاها
ــــــــــــــــــــ
(1) وكان ذلك حينما مرّوا بقافلة الاُسارى على مصرع الإمام الحسين (عليه السّلام) يوم الحادي عشر من المحرّم .
---------------------
الحسين بصوت حزين وقلب كئيب : يا محمّداه ! صلّى عليك مليك السماء ، هذا حسين مرمّل بالدماء ، مقطّع الأعضاء ، مسلوب العمامة والرداء ، محزوز الرأس من القفا , ونحن بناتك سبايا .
إلى الله المشتكى ، وإلى محمّد المصطفى ، وإلى علي المرتضى ، وإلى فاطمة الزهراء ، وإلى حمزة سيّد الشهداء .
يا محمّداه ! هذا حسين بالعراء(1) ، تسفي عليه ريح الصبا ، قتيل أولاد البغايا .
وا حزناه ! وا كرباه عليك يا أبا عبد الله !
بأبي من لا هو غائب فيُرتجي ، ولا جريح فيُداوى .
بأبي المهموم حتّى قضى .
بأبي العطشان حتّى مضى .
فأبكت والله كلّ عدو وصديق(2) .
واعتنقت زينب جثمان أخيها ، ووضعت فمها على نحره وهي تقبّله وتقول : أخي ، لو خُيّرت بين المقام عندك أو الرحيل لاخترت
ــــــــــــــــــــ
(1) العراء : الأرض المنبسطة التي لا يستر فضاءها شيء .
(2) كتاب ( الملهوف ) لابن طاووس / 181 ، وكتاب الإيقاد / 140.
-------------------
المقام عندك ، ولو أن السباع تأكل من لحمي .
يابن اُمّي ، لقد كللت عن المدافعة لهؤلاء النساء والأطفال ، وهذا متني قد أسودّ من الضرب(1) .
ــــــــــــــــــــ
(1) معالي السبطين 2 / الفصل العاشر ، المجلس الرابع عشر .
----------------------









من كتاب زينب الكبرى (عليها السّلام) من المهد إلى اللحد
بقلم المرحوم السيد محمّد كاظم القزويني

محـب الحسين
05-06-2012, 08:27 PM
جزاك لله خير الجزاء
مأجور ان شاء الله

الـدمـع حـبـر العـيـون
06-06-2012, 12:21 AM
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
وعلى ام المصائب سيدتي ومولاتي زينب عليها سلام الله

جزَآك آللَه خَيِرا على طرحك الرائع والقيم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنأتكْ

الخادم الصغير
06-06-2012, 10:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لقد بكى النبي صلى الله عليه وآله على رزاياها ثمّ سمّاها (زينب)!


فمنذ أن أبصرت سيّدتنا هذي الحياة، وهي تعد نفسها لوقعة كربلاء.. ولا نظن أنّ دورها كان في رعاية وتسلية النسوة والأطفال!
هذا وقد وصل بها يقينها وشدّة صبرها أنْ كانت تُصبِّر حجة الله على العالمين بعد أبيه الحسين عليه السلام!!

يقول الإمام زين العابدين عليه السلام :
".. فإنّه لمّا أصابنا بالطف ما أصابنا، وقُتل أبي عليه السلام، وقُتل من كان معه من ولده وإخوته وسائر أهله، وحُمِلَتْ حرمه ونساؤه على الأقتاب يُراد بنا الكوفة، فجعلتُ أنظر إليهم صرعى ولم يُواروا، فعظم ذلك في صدري واشتدّ لِما أرى منهم قلقي، فكادتْ نفسي تخرج، وتبينتْ ذلك منّي عمّتي زينب الكبرى بنت علي عليه السلام، فقالتْ: مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدّي وأبي وإخوتي؟، فقلتُ: وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيّدي وإخوتي وعمومتي وولد عمّي وأهلي مضرّجين بدمائهم، مرملين بالعري، مسلّبين، لا يُكفّنون ولا يُوارون، ولا يعرج عليهم أحد، ولا يقربهم بشر، كأنهم أهل بيت من الديلم والخزر.
فقالت: لا يجزعنّك ما ترى، فوالله إنّ ذلك لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى جدّك وأبيك وعمّك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمّة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمّة، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرِّقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة، وينصبون لهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء عليه السلام، لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيّام، وليجتهدنّ أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علواً.." (كامل الزيارات ص449).


فما أثقل المصائب، ثمّ ما أشدّ يقينك وأعظم صبرك يا زينب!!


شكراً لك جزيلاً عزيزي محب الرسول،،
وعظّم الله أجورنا وأجوركم جميعًا..

محب الرسول
06-06-2012, 02:04 PM
شكرا على المرور الكريم

دمعة الكرار
08-06-2012, 03:46 AM
http://im25.gulfup.com/2012-06-08/1339115131771.gif (http://www.gulfup.com/show/X1xd0ur1ht00yt)

** خـادم العبـاس **
08-06-2012, 04:55 PM
http://www.ahbabhusain.com/vb/mwaextraedit4/extra/108.gif

ناصرة ام البنين
08-06-2012, 05:36 PM
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
وعلى ام المصائب سيدتي ومولاتي زينب عليها سلام الله

جزَآك آللَه خَيِرا على طرحك الرائع والقيم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنأتكْ

محب الرسول
08-06-2012, 07:21 PM
شكرا على المرور الكريم

عاشقة السيدة زينب ع
22-06-2012, 02:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطااهرين وعجل فرجهم وألعن أعداائهم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاااته

http://www.ahbabhusain.com/vb/mwaextraedit4/extra/107.gif

محب الرسول
22-06-2012, 03:28 PM
شكرا على المرور الكريم

حياكم الله

رونق الروح
25-06-2012, 02:06 PM
جزَآك آللَه خَيِرا على طرحك الرائع والقيم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنأتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حمآك آلرحمن ,

أصغر ملك
15-11-2012, 07:05 AM
ربي يعطيكـ ألف ألف ألف عافية
موضوع رائع .. جزاك الله خير الجزاء
ربي لا يحرمنا من جديدكـ ووجودكـ
سلمت يمينكـ .. بأنتظار جديدكـ بكل شوووق
تقبلوا مروري
http://smiles.al-wed.com/smiles/65/anyaflower264.gif (http://smiles.al-wed.com/smiles/65/anyaflower264.gif)

نور الزهراء
26-06-2013, 01:44 AM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/2210/2210263h624hgn05r.gif


جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ

بآرَكـَ الله فيكـِ عَ آلمَوضوعْ

آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ

دمْت بـِ طآعَة الله ..}