شاي الضحى
( 1 )
اعتادت نساء الحي على قضاء معظم فترات الصباح وبعد أن يغادر الأولاد لمدارسهم والزوج ( يغور ) لعمله في منزل الحاجة أم مرزوق , كانت جلسه حميمية تجمع النساء , يجلسون حول ( قوري ) الشاي الكبير وصحن ( الفصفص ) ويتناقلن فيما بينهم أخبار الحي والقرية قليلاً بالخير وكثيراً كثيراً بالحش ..!!
( 2 )
لا تختلف أخبار الحي اليوم عن أخباره بالأمس , موت , مرض , شجار , طلاق , وفلانه قالت وفلتانة سوت وذيك فيها ووو.. هات يا حششش ..
أم مرزوق جمعتهم لذلك , أم مرزوق أكثرهم فقدان للحسنات واكتساب السيئات ..!!
( 3 )
في ليلة ما , ربما تكون ليلة خميس ( الواحد ما يبي يحط بذمته ) شكا أبو مرزوق الوضع المزري الذي وصلت إليه جلسات شاي الضحى وخبرها في أنحاء القرية بأنها إحدى أهم جلسات الغيبة والنميمة , أم مرزوق أنكرت ذلك ولكنها لم تستطع أقناع زوجها بجدوى استمرار جلسات الضحى في منزلهم , حاولت أن تقنعه بالطيب والقوة والتذلل ولم تفلح في ذلك , أبو مرزوق مصر على جز مجلس السوء من جذوره ..
أم مرزوق وقد فقدت الأمل في إقناعه كانت تقول في نفسها : اووه يعني بعد ثلاثين سنة على الجلسه يبي يفضها , يعني البنات بيرحون يجلسون في بيت وحده ثانية , ايه علشان أول وحده يحشون فيها بكون انا , ربعي وأعرفهم ..!!
( 4 )
لم يختلف هذا الصباح عن غيره , نفس الوجوه , نفس التعابير الانفعالية مع نقل كل خبر , لم تتأثر جلسه شاي الضحى بتغير المكان من منزل أم مرزوق إلى منزل أم معتوق , فقد كان الأساس الأهم الذي بنيت عليه الجلسة موجود , ومع أول دورة لبيالات الشاي كانت دائرة الحديث تخترق ضلوع الغائبات وأولهم أم مرزوق ..
مغرورة , كسولة , شايفة حالها , حنانة , راعية طلبات , ما ندري على شنو يعني اللي يشوفها يقول هي على سن ورمح ..!!
( 5 )
وكما جرت العادة في كل صباح تنفض الجلسة مع دعاء الأذان عن موعد الصلاة , فتبدأ النساء بذكر العلي القدير والاستغفار وتغادرن تباعاً ..
عند بوابة منزل أم معتوق همست إحدى الجارات لمن حولها : يمه على بخلها وش هالشاي شكله نشارة خشب مو شاي الله يذكرك بالخير يا أم مرزوق الحاجة الزينة الوحيدة فيها ( تعرف شلون تخدر الشاي ) ...!!!!
من كتابات
المرحوم سهل
تحياتي // عاشقة الابتسامه
( 1 )
اعتادت نساء الحي على قضاء معظم فترات الصباح وبعد أن يغادر الأولاد لمدارسهم والزوج ( يغور ) لعمله في منزل الحاجة أم مرزوق , كانت جلسه حميمية تجمع النساء , يجلسون حول ( قوري ) الشاي الكبير وصحن ( الفصفص ) ويتناقلن فيما بينهم أخبار الحي والقرية قليلاً بالخير وكثيراً كثيراً بالحش ..!!
( 2 )
لا تختلف أخبار الحي اليوم عن أخباره بالأمس , موت , مرض , شجار , طلاق , وفلانه قالت وفلتانة سوت وذيك فيها ووو.. هات يا حششش ..
أم مرزوق جمعتهم لذلك , أم مرزوق أكثرهم فقدان للحسنات واكتساب السيئات ..!!
( 3 )
في ليلة ما , ربما تكون ليلة خميس ( الواحد ما يبي يحط بذمته ) شكا أبو مرزوق الوضع المزري الذي وصلت إليه جلسات شاي الضحى وخبرها في أنحاء القرية بأنها إحدى أهم جلسات الغيبة والنميمة , أم مرزوق أنكرت ذلك ولكنها لم تستطع أقناع زوجها بجدوى استمرار جلسات الضحى في منزلهم , حاولت أن تقنعه بالطيب والقوة والتذلل ولم تفلح في ذلك , أبو مرزوق مصر على جز مجلس السوء من جذوره ..
أم مرزوق وقد فقدت الأمل في إقناعه كانت تقول في نفسها : اووه يعني بعد ثلاثين سنة على الجلسه يبي يفضها , يعني البنات بيرحون يجلسون في بيت وحده ثانية , ايه علشان أول وحده يحشون فيها بكون انا , ربعي وأعرفهم ..!!
( 4 )
لم يختلف هذا الصباح عن غيره , نفس الوجوه , نفس التعابير الانفعالية مع نقل كل خبر , لم تتأثر جلسه شاي الضحى بتغير المكان من منزل أم مرزوق إلى منزل أم معتوق , فقد كان الأساس الأهم الذي بنيت عليه الجلسة موجود , ومع أول دورة لبيالات الشاي كانت دائرة الحديث تخترق ضلوع الغائبات وأولهم أم مرزوق ..
مغرورة , كسولة , شايفة حالها , حنانة , راعية طلبات , ما ندري على شنو يعني اللي يشوفها يقول هي على سن ورمح ..!!
( 5 )
وكما جرت العادة في كل صباح تنفض الجلسة مع دعاء الأذان عن موعد الصلاة , فتبدأ النساء بذكر العلي القدير والاستغفار وتغادرن تباعاً ..
عند بوابة منزل أم معتوق همست إحدى الجارات لمن حولها : يمه على بخلها وش هالشاي شكله نشارة خشب مو شاي الله يذكرك بالخير يا أم مرزوق الحاجة الزينة الوحيدة فيها ( تعرف شلون تخدر الشاي ) ...!!!!
من كتابات
المرحوم سهل
تحياتي // عاشقة الابتسامه
تعليق