المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيون وسيقان .. أم الكتاب والسنّة .؟


أبو مرتضى عليّ
10-12-2008, 02:08 PM
عيون وسيقان أمْ الكتاب والسنّة ..؟؟


السلام على أهل البصائر والبصيرة ورحمته تعالى وبركاته ..

.. تعالوا لنتناول صفحة من التّاريخ أرادوا لها أن تبقى مسبوغة بعتمة الافتراء ، ومطمورة تحت ركام التضليل .. لفئة من المؤمنين كان لهم الرسول الأعظم ـ صلى الله عليه وآله ـ شاهد ا وعمر بن الخطاب وابنه عبدا الله ، وأبو قتادة ، وجمع من الأنصار والمهاجرين ، والثقات من أعلام النقل والبحث .. فأثابهم الله أجر الشهداء ، على يد أحد سيوف البغي والأهواء . فكانت بذلك فاجعة البطاح . أو مالك بن نويرة و عشيرته ..
هو مالك بن نويرة بن حمزة بن شداد بن عبد بن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي سيد بني تميم و عرنين المجد في بني يربوع ، من أشراف العرب و ممن تضرب الأمثال بجدته و كرامته و شجاعته ، فقد حاز الفضائل بكلّ معانيها و هو من أرداف الملوك و يلقّب كذلك بالجفول أسلم و أسلم بنو يربوع بإسلامه و ولاه رسول الله (( صلّى الله عليه و سلم )) على صدقات قومه ثقة به و اعتماد عليه [1] و لكن هذا الرجل الكريم ذو الفضائل أصبح صعلوكًا مرتدّا خارج عن الإسلام حتّى تحفظ بذلك كرامة قاتله و المعتدي على عرضه و سافك دماء المسلمين من عشيرته رغم أن مصدر هذه الافتراءات و الأباطيل هو رجل واحد لا وجود له إلاّ في مخيّلة من نقل عليه هذه الدعاوي الكاذبة ، وهو سيف بن عمر التميمي فقد ذكر أمر مالك بن نويرة في سبع روايات أوردها الطبري في حوادث 11 هجري و عنه أخذ ابن الأثير و ابن الكثير و ميرخواند في تواريخهم و غيرهم ، وكذلك فعل ابن حجر في الإصابة ...

... وجاء ولو بعد حين بعض من أعلامهم المعاصرين وبعد أن تحرروا ولو باستحياء من قيود الموروث والتقليد الأعمى ليكشفوا عن عظم البليّة ..

.. فأمّا أوّلهم فقد تكرّم بنزع صفة الردّة من على مالك وقومه ..
وجاء آخر ليكشف عن سبب البليّة وحّكم النزوة .. وكانت هذه الحقيقة ومع إختصارها ترشد البصيرة لمن ملكها ...
.. فهذا طه حسين في كتابه ((تاريخ الإسلام السياسي)) قال : (( والحقّ أنّ العرب الذين حاربهم أبو بكر وسمّوا مرتدّين ، لم يكفروا بالإسلام ولم يرفضوه كما قد يتبادر إلى الذهن من تسميتهم مرتدّين . ففريق منهم منع إعطاء الزكاة ، وفي شأن هذا الفريق عارض عمر أبا بكر في حربهم محتجّا بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا لا إلاه إلاّ الله ، فمن قالها فقد عصم منّي ماله ونفسه إلاّ بحقّه ، وحسابه على الله ..)) والفريق الثاني ارتدوا عن الإسلام ولم يكونوا مسلمين حقّا ..
.. وجاء الأستاذ محمود العقّاد ليكشف المستور ، وربّما من حيث لا يشعر خطّ قلمه الحقيقة الكامنة وراء جريمة البطاح ، بعد وصفه زوجة مالك بن نويرة قائلا :(( كانت ليلى بنت المنهال أم تميم من أشهر نساء العرب جمالا ، ولا سيما جمال العينين والساقين ..؟ قال يقال أنّه لم يُرى أجمل من عينيها وساقيها ..)) [2] ...
.. وعندها يكون سيف الشيطان خالد من عشّاق العيون والسيقان ، فيقتل الزوج بعد الصلاة العصر وينكح زوجته عند العشاء ..؟؟؟
** ألا بُعدا للقوم الظالمين الفاسقين الكاذبين .**


وهكذا وعوضا على الكتاب والسنّة أصبح إستنباط الأحكام الشرعية وإقام حدود الله تعالى عندهم .. في جمال العيون والسيقان ..؟؟؟ وذاك دين الزّناة وأشياعهم
ثمّ جاؤوا ببدعة الإجتهاد ولو على حساب الأعراض والحرمات والأنفس الزكيّة .. والله مسائلهم غدا ومن شايعهم ..
والحكم يومئذ للاه الواحد الجبّار العدل ...
والسلام في البدء والخاتم
أبو مرتضى على

1] أسد الغابة ج 4 ص295 . والإصابة لأبن حجر ج3 ص 336 ..
2] عباس محمود العقّاد في كتابه ـ عبقرية خالد