المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى قصد القربة


ابوجعفرالديواني
10-12-2008, 09:15 PM
معنى قصد القربة

قصد القربة التي اشترطها الإسلام في العبادات، لابدَّ أن نستبعد منه قصد التقرب المكانيِّ أو الزمانيِّ أو الرتبي، وكلَّ أمرٍ ثبت بالدليل القطعيِّ بأنَّ الله سبحانه يجلُّ عن الإتصاف به. إذن فالقربة بهذه المعاني غير مقصودةٍ لا محالة. وكلُّ من قصدها فقصده باطلٌ، ومن ثمَّ تكون عباداته باطلةً لا محالة.
وإنما يبدأ قصد القربة بمعناه الصحيح من الجانب المعنويِّ لا محالة، ويمكن انطباقه على عدَّة أمورٍ، ذكر أكثرها الفقهاء المتأخرون:
1ـ قصد الثواب الأخرويِّ، وهو أيُّ درجةٍ من درجات الجنة.
2ـ خوف العقاب الأخرويِّ، وهو أيُّ دركٍ من دركات جهنَّم.
3ـ قصد الشكر على نعم الله التي لا تحصى.
4ـ قصد التقرب المعنويِّ إليه سبحانه بالتكامل إلى المقامات العليا.
5ـ قصد امتثال أمره التشريعيِّ في الكتاب والسنة.
6ـ قصد تطبيق العبودية له سبحانه.
7ـ قصد الحصول على رضاه أو رضوانه جلَّ جلاله. إلى غير ذلك من القصود الصالحة.
وهناك عدَّة أمورٍ يمكن أن تكون تفسيراً لقصد القربة، ولكن يشكل صحَّة العبادة بها، بل لا إشكال من فساد العبادة إن قصد بعضها، بالرغم من أنَّ بعضها أو الكثير منها هي مقاصدُ صحيحةٌ بأنفسها، ولكن لا ينبغي أن تكون دخيلةً في العبادات بالمعنى الأخصِّ. فمن ذلك ما يلي:
1ـ قصد المصلحة الإجتماعية العامة، كما فسره به بعض أساتذتنا[ ]. ولعلَّنا نوضح ذلك بعد هذا بعونه سبحانه.
2ـ قصد غفران الذنوب وستر العيوب.
3ـ قصد الحصول على الثواب الدنيويِّ[ ] كسعة الرزق وإطالة العمر.
4ـ قصد الحصول على الثواب المعنويِّ في الدنيا، كصفاء النية ونور الوجه، وحسن ظنِّ الآخرين بالفرد.
5ـ قصد دفع واجتناب البلاء الدنيويِّ الذي ينزل، أو يحصل عادةً كعقابٍ مؤقتٍ على الذنوب، كالمرض أو الفقر[ ].
6ـ قصد دفع واجتناب البلاء المعنويِّ في الدنيا، كسوء السريرة وظلام القلب أو الوجه أو سوء الظنِّ الآخرين به.
7ـ قصد الشكر على نعمة معينة. فانها تكون عندئذ [صلاة شكر] لا [صلاة ظهر].
8ـ قصد الحصول على نعمة معينة، كشفاء مريض أو عودة مسافر أو غيرها.
9ـ قصد الحصول على أثرٍ دنيويٍّ معين، كالرياضة في الصلاة والتنـزه في الحجّ، وتنظيم الجهاز الهضميِّ في الصوم.
إلى غير ذلك من المقاصد. وأغلبها، بل كلُّها منافٍ مع قصد القربة الصحيح للعبادات بالمعنى الأخصّ.

مقتبس من كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمدمحمدصادق الصدر(قدس سره)

محـب الحسين
10-12-2008, 10:29 PM
احسنت اخي ابو جعفر
على التوضيح الوافي
وفقك الله سبحانه لخير الدارين