المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حياء فاطمة الزهراء عليها السلام


عاشقة النور
01-05-2009, 08:11 PM
http://www.kaifkom.com/up/images/fa3va07jltl0b7aj0nt.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



يحدّثنا التاريخ أنّ الزهراء البتول عليها السّلام حزنت على أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله بعد وفاته حُزناً لم يَعَهد الناس مِثله قطّ، وأنّها بكت عليه حتّى تأذّى من بكائها أهلُ المدينة، فسألوها إمّا أن تبكي في الليل وإمّا أن تبكي في النهار، وأنّها لم تُشاهَد مبتسمة قطّ بعد وفاته إلاّ مرّة واحدة، في قصة لها مع أسماء بنت عميس:

• روى المجلسي عن ابن عبّاس، قال:

مَرِضتْ فاطمة ( بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله ) مرضاً شديداً، فقالت لأسماء بنت عُميس: ألا ترينَ إلى ما بَلَغتُ، فلا تحمليني على سرير ظاهر. فقالت: لا لَعَمرْي، ولكن أصنع نعشاً كما رأيتُ يُصنع بالحبشة. قالت: فأرينِيه! فأرسلت ( أسماء ) إلى جرائد ( من سعف النخيل ) فقُطعت من الأسواق، ثمّ جُعِلتْ على السرير نعشاً ـ وهو أوّل ما كان النعش ـ فتبسّمت ( فاطمة عليها السّلام ) وما رُئيتْ متبسّمةً قطّ إلاّ يومئذٍ

• وروى عن أسماء بنت عُميس، أنّ فاطمة عليها السّلام بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله قالت لأسماء: إنّي قد استقبحتُ ما يُصنع بالنساء، أنّه يُطرح على المرأة الثوبَ فيصفها لمن رأى

فقالت أسماء: يا بنت رسول الله، أنا أُريكِ شيئاً رأيتُه بأرض الحبشة

قال ( الراوي ):

فدعت ( أسماء ) بجريدة رطبة ( أي جريدة سعف النخيل ) فحسّنَتْها ثمّ طَرَحتْ عليها ثوباً، فقالت فاطمة عليها السّلام: ما أحسنَ هذا وأجملَه، لا تُعرف به المرأةُ مِن الرجل

نرى في الحديثَين السابقين أنّ الزهراء عليها السّلام تأمر أسماء أن لا تحملها على سرير ظاهر، ثمّ تُعلّل ذلك بأنّها استَقْبحتْ ما يُصنع بالنساء، لأنّهم كانوا يطرحون على المرأة المتوفّاة الثوب، فيحكي حجمَ بدنها ويصفه لمن ينظر إليها، ثمّ يُعمل لها نعش فتبتسم ابتسامةً لم تُشاهد متبسّمة قبلها منذ أن توفّي رسول الله صلّى الله عليه وآله، وفي هذا إشارة إلى الأهميّة البالغة التي أولتها الصدّيقة الزهراء عليها السّلام إلى مسألة الحجاب، ولو بعد الموت ومفارقة الدنيا، وفي ذلك عِبرة للمؤمنات في أنّ واجب المرأة في الحجاب لا ينتهي بمفارقتها الدنيا، بل الأحرى بها أن تُراعي الحجاب ما دامت في الدنيا، ولو بدناً هامداً على نعش محمول!!

صور من حياء الزهراء عليها السّلام

ينقل لنا التاريخ صوراً مشرقة لخصلة أخرى من الخصال الحميدة التي امتازت بها سيّدة النساء عليها السّلام، فقد كانت حَيِيّةً يغلب عليها الحياء، كما هو المفترض من المرأة المؤمنة الصالحة العفيفة

وقد رسمت الزهراء البتول عليها السّلام صورة الحياء المثالي في معناه الحقيقيّ، لأنّها ترى الحياء على أنّه حياءٌ من الأب، ومن الخطيب، ومن الزوج، ومن الله تعالى، ولنترك الروايات ترسم لنا هذه الصور المدهشة عن حياء سيّدة نساء العالمين عليها السّلام

حياء العذراء الطاهرة

• يروي الشيخ الطوسي عن الضحّاك بن مزاحم، قال: سمعتُ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يقول ( وذكر قصّة خِطبة أمير المؤمنين للزهراء عليها السّلام، إلى أن يصل إلى قوله: )

فقلت: يا رسول الله، فاطمة تُزَوِّجنيها ؟

فقال: يا عليّ، إنّه قد ذَكَرها قبلك رجال، فذكرتُ لها ذلك، فرأيتُ الكراهةَ في وجهها، ولكنْ على رَسْلك حتّى أخرج إليكَ. فدخل عليها فقامت إليه فأخذت رداءه ونَزَعتْ نعلَيه وأتته بالوَضوء ( أي ماء الوضوء )، فوضّأتْه بيدها، وغَسَلتْ رِجلَيه، ثمّ قَعَدتْ، فقال لها: يا فاطمة!

فقالت: لبّيكَ، حاجتك يا رسول الله ؟

قال: إنّ عليّ بن أبي طالب مَن قد عَرَفتِ قرابتَه وفضلَه وإسلامَه، وإنّي قد سألتُ ربّي أن يُزوّجكَ خيرَ خلقِه وأحبَّهم إليه، وقد ذَكَر مِن أمركِ شيئاً، فما تَرَين ؟ فسكتتْ ولم تُوَلِّ وجهَها ولم يَرَ فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله كراهة، فقام وهو يقول: الله أكبر، سكوتُها إقرارُها. فأتاه جبرئيل عليه السّلام فقال: يا محمّد، زوِّجها عليّ بن أبي طالب، فإنّ الله قد رضيها له، ورضيه لها

• ويروي المجلسي حديثاً عن عبدالله بن مسعود، تحدّث فيه عن زواج أمير المؤمنين وفاطمة عليها السّلام، جاء فيه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله استدعى فاطمة عليها السّلام بعد انتهاء وليمة الزواج، فأقبلت عليها السّلام فلمَّا رأتْ عليّاً عليه السّلام جالساً إلى جنب رسول الله صلّى الله عليه وآله حصرتْ وبكت ( أي استحيت وانقطعت )، فقال لها النبيّ صلّى الله عليه وآله: ما يُبكيكِ ؟ فواللهِ ما ألوُتكِ ونفسي فقد أصبتُ لكِ خيرَ أهلي. وأيمُ الذي نفسي بيده، لقد زوّجتُكَهِ سيّداً في الدنيا، وإنّه في الآخرة لمن الصالحين، فَلانَ منها وأمكنتْه من كفّها

• وروى الإربلي في ( كشف الغمّة ) عن أسماء بنت عميس قالت:

كنتُ في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله. فلمّا أصبحنا جاء النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى الباب فقال: يا أمّ أيمن، إدعي لي أخي. قالت: هو أخوك وتُنكحه ابنتك ؟!

قال: نعم يا أمّ أيمن

ثم قال: ادعي لي فاطمة، فجاءت خرقة ( أي لا تدري ما تفعل ) من الحياء، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله: اسكني، لقد أنكحتُك أحبَّ أهل بيتي إليّ. ثمّ نضح عليها من الماء ودعا لها

• وروى الشيخ الطوسي في الأمالي عن الإمام الصادق عليه السّلام قصّة خِطبة أمير المؤمنين عليه السّلام وزواجه، ذكر فيها وليمة الزفاف، ثمّ قال: حتّى إذا انصرفت الشمس للغروب قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا أمّ سلمة، هلمّي فاطمة؛ فانطلقتْ فأتت بها وهي تسحب أذيالها وقد تصبّبتْ عَرَقاً حياءً من رسول الله صلّى الله عليه وآله، فعثرت، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله: أقالكِ اللهُ العثرة في الدنيا والآخرة، فلمّا وقفتْ بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتّى رآها عليّ عليه السّلام، ثمّ أخذ يدها فوضعها في يد عليّ عليه السّلام، فقال: بارك الله لكَ في ابنة رسول الله، يا عليّ، نِعم الزوجة فاطمة؛ ويا فاطمة، نِعم البعلُ عليّ

• وروى المجلسي عن شرحبيل بن سعيد الأنصاري، قال:

لمّا كانت صبيحة العرس أصاب فاطمة عليها السّلام رِعدة، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله: زوّجتُك سيّداً في الدنيا، وإنّه في الآخرة لمن الصالحين

حياء الزهراء الطاهرة عليها السّلام من الله تعالى

• روى ابن بابويه في كتاب « مولد فاطمة عليها السّلام » عن الإمام زين العابدين عليه السّلام قال: قال عليّ بن أبي طالب لفاطمة عليهما السّلام: سألتِ أباكِ ـ فيما سئلتِ ـ أين تَلقَينه يوم القيامة ؟ قالت: نعم، قال لي: اطلبيني عند الحوض

قلتُ: إن لم أجدك ها هنا ؟ قال: تجديني إذاً مستظلاً بعرش ربّي، ولن يستظلّ به غيري

قالت فاطمة: فقلت: يا أبه، أهل الدنيا يوم القيامة عُراة ؟

فقال: نعم يا بُنيّة... وإنّه لا يلتفت فيه أحدٌ إلى أحد

قالت فاطمة: فقلت له: واسوأتاه يومئذٍ من الله عزّوجلّ!

فما خرجتُ حتّى قال لي: هبط عليّ جبرئيل الروح الأمين عليه السّلام فقال لي: يا محمّد، إقرأ فاطمة السلام وأَعْلِمها أنّها استحيت من الله تبارك وتعالى، فاستحيى الله منها، فقد وعدها أن يكسوها يوم القيامة حُلَّتَين من نور

قال عليّ عليه السّلام: فقلتُ لها: فهلاّ سألتيه عن ابن عمّك ؟

فقالت: قد فعلتُ، فقال: إنّ عليّاً أكرم على الله عزّوجلّ من أن يُعريه يوم القيامة

• وروى فرات الكوفي في تفسيره عن أبي سعيد الخدري، قال:

أصبح عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ذات يوم ساغباً، فقال: يا فاطمة، هل عندكِ شيء تغذّينيه ؟ قالت: لا والذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمكَ بالوصيّة، ما أصبح الغداةَ عندي شيء، وما كان شيء أُطعمناه مُذ يومَين، إلاّ شيء كنتُ أُؤثركَ به على نفسي وعلى ابنيَّ الحسن والحسين، فقال عليّ: يا فاطمة، ألا كنتِ أعلمتيني فأبغيكم شيئاً ؟!
فقالت: يا أبا الحسن، إنّي لأستحيي من إلهي أن أُكلّف نفسك ما لا تقدر عليه

حياء الزهراء عليها السّلام من أمير المؤمنين عليه السّلام

• روى الشيخ الطوسي في الأمالي عن الإمام الصادق عليه السّلام قصّة خِطبة أمير المؤمنين عليه السّلام لفاطمة الزهراء عليها السّلام، جاء فيها:

قال عليّ عليه السّلام: فأخذتُ بيد فاطمة وانطلقتُ بها حتّى جلستْ في جانب الصُّفّة، وجلستُ في جانبها، وهي مُطرقة إلى الأرض حياءً منّي، وأنا مُطرقٌ إلى الأرض حياءً منها، ثمّ جاء رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: مَن ها هنا ؟ فقلنا: ادخل يا رسول الله، مرحباً بك زائراً وداخلاً. فدخل فأجلس فاطمة عليها السّلام من جانبه، وعليّاً عليه السّلام من جانبه، ثمّ قال: يا فاطمة إئتيني بماء، فقامت إلى قَعْبٍ في البيت فملأته ماءً ثمّ أتته به، فأخذ منه جُرعة فتمضمض بها ثمّ مجّها في القعب، ثمّ صبّ منها على رأسها، ثمّ قال: أقبِلي، فلمّا أقبلتْ نَضَح منه بين ثدييها، ثمّ قال: أدبِري، فلمّا أدبرتْ نضح منه بين كتفَيها، ثمّ قال: اللهمّ هذه ابنتي وأحبّ الخلق إليّ، اللهمّ وهذا أخي وأحب الخلق إليّ، اللهمّ لك وليّاً، وبك حفيّاً، وبارِك له في أهله. ثمّ قال: يا عليّ، ادخل بأهلك، بارك الله لك، ورحمة الله وبركاته عليكم، إنّه حميد مجيد


نسألكم الدعاء

"عاشقة النور"

محـب الحسين
01-05-2009, 08:18 PM
جزاكِ الله خير الجزاء

ينقل لقسم يازهراء

تراب البقيع
02-05-2009, 08:47 PM
http://www.abdullhameed.net/vb/imgcache/10231.imgcache.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرج وليهم ..
اللهم كن لوليك الحجه ابن الحسن صلوتك عليه وعلى أبائه في هذى الساعه وفي كل ساعه ولياً وحافطاً وقائداً
ونصراً وذليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعه وتمتعه فيه طويله برحمتك يأرحم الرحمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع مميز مثبت
احسنتم الطرح اختي عاشقة النور
جعل الله ثواب هدى العمل في ميزان حسناتك
جزاك الله عنا كل خير ان شاءالله
تحياتي
موفقين للخير
اخوك تراب البقيع
http://www.abdullhameed.net/vb/imgcache/8884.imgcache (http://up.damasgate.com/)
دمتم بحب الزهراء عليها السلام

لحظات الصمت
05-05-2009, 02:34 AM
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم

طيب الله انفاسكِ بذكر محمد وآله الاطهار
بارك الله فيكِ غاليتي
دمتِ موفقه ومحروسه

مودتي

*llعاشقة الزهـراءll*
05-05-2009, 08:14 PM
سلمت الاياااااااادي
وانالك المولى شفاعتها بالاخره وزيارتها العاجله القريبه في الدنيااا

شيعيه والفخر ليه
07-05-2009, 03:27 PM
:a::a:مشكـــــــــــــــــــوره وجعلــــــــــــــــــــــــته اللــــــــــــــــــــــه فـــــــي ميـــــــــــزان حسناتك مــــــــــــــــع خالــــــــتص التحايا:a:

سكون الليل
16-05-2009, 09:41 AM
احسنتم الطرح اختي عاشقة النور
جعل الله ثواب هدى العمل في ميزان حسناتك
جزاك الله عنا كل خير ان شاءالله
تحياتي
موفقين للخير تقبلي مروري

خادم الائيمه
19-06-2009, 08:26 PM
سلمت الاياااااااادي
وانالك المولى شفاعتها بالاخره وزيارتها العاجله القريبه في الدنيااا

خادم البرايه
22-06-2009, 11:57 AM
سلمت الاياااااااادي

العباس نور14
22-06-2009, 02:54 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مكآرم}*
22-06-2009, 02:57 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ناعية الحسين
13-07-2009, 12:29 AM
سلام الله عليك يا مولاتي يافاطمة الزهراء000موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . :65::menokia86[1]:

افنان
29-08-2009, 10:07 PM
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم

طيب الله انفاسكِ بذكر محمد وآله الاطهار
بارك الله فيكِ غاليتي
دمتِ موفقه ومحروسه

مودتي:65::65:

جـــرح الحبيــب
29-08-2009, 10:19 PM
بااارك الله فيك خيتووو
في ميزااان حسناااتك
باانتظاارجديد اطروحاااتك
دمتِ بحب وعناايه الزهرااء..سلام الله عليهااا

علويه حسينيه
31-08-2009, 09:52 PM
:55555"::55555"::55555":
اللهم صلي على فاطمه وابيها والسر المستودع فيها عدد خلقك ورضا نفسك ومداد كلماتك
:65::65::65::65::65::65::65::65::65::65::65:

علويه حسينيه
31-08-2009, 10:02 PM
:55555"::55555"::55555":
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
:65::65::65::65::65::65::65::65::65:

سـر الوجود
31-08-2009, 10:11 PM
جزاكِ الله خير الجزاء

ناعية الحسين
14-09-2009, 08:47 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ميساء
03-10-2009, 11:25 PM
سلمت الاياااااااادي
وانالك المولى شفاعتها بالاخره وزيارتها العاجله القريبه في الدنيااا