المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكرى وفاة السيدة مريم بنت عمران (ع) 25 صفر


دمعة الكرار
06-01-2013, 10:13 AM
{{اللهٌمًُ صٌٍلِ ع محٌُمًُدٍُِ وع آِل محٌُمًَد ٍوعًُجٍُل فرٌجٍ قآٌئم آلٍ محٌمُِد}}
((ذكرى وفاة السيدة مريم بنت عمران (ع) 25 صفر ))
http://www.mollajalil.com/media/pics/1261361194.jpg
http://up.bahrain2day.com/pic2/hussen1910.gif
http://www.7ozn.com/files46/17_01_2012_518d13267718221.png
{في ذكرى وفاة السيدة مريم بنت عمران {عليها السلام}
عاشت مريم (عليها السلام) مع ولدها عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام دهرا طويلا في الجبل يعبدان إلههما الجبار يقومان الليل ويصومان النهار وياكلان من ورق الاشجار ونبات الارض ويشربان من ماء الامطار ، ثم ان عيسى ذات يوم نزل من الجبل يلتقط من نبات الارض ما يفطر به هو وامه إذ هبط ملك على مريم وهي معتكفة في محرابها وقال : السلام عليك يامريم الصائمة القائمة فخرت مغشيا عليها من شدة هول ملك الموت ، فلما أفاقت من غشوتها قالت له : من أنت يرحمك الله ؟ فلقد اقشعر جسمي وارتعدت فرائصي وذهب عقلي وتلجلج لساني وتغيرت من مخافتك الواني وخريت من خوفك مغشية على وجهي ؟ قال لها : يا مريم أنا ملك الموت الذي لا أرحم الصغير لصغره ولا الكبير لكبره ولا الشاب لشبابه ، أنا هادم اللذات ، أنا مفرق الجماعات ، أنا منغص الشهوات ، أنا قاطع الأمنيات ، أنا مرسول لقبض الأرواح ، أنا مخرب القصور ، أنا عامر القبور ، أنا الذي لا أستأذن على أحد بدخولي عليه من الملوك والجبابره ، أنا ملك الموت
http://www.amal-alalam.net/forum/imgcache/2/34894alsh3er.png
فقالت مريم : جئت زائراً أم جئت قابضاً ؟ قال : بل قابضاً فاستعدي يا مريم ، فقالت : يا ملك الموت لا تعجل علي حتى يجيء قرة عيني وثمرة فؤادي وريحانة قلبي وفلذة كبدي عيسى ، فقال لها ملك الموت : ما أمرني الله تعالى بذلك وأنا عبد مأمور من الله تعالى الحي الذي لا يموت ، وقد أمرني أن لا أرفع قدم حتى أقبض روحك في موضعك هذا ، فقالت : يا ملك الموت قد سلمت أمري لله تعالى ورضيت بقضائه
فدنى ملك الموت (عليه السلام) منها وقبض روحها الى رحمة الله تعالى
فأمسى عيسى تلك الليلة لم يصعد إلى الجبل حتى دنى وقت العشاء الآخرة ، فلما صعد الجبل نظر الى أمه فإذا هي ممدده فظن انها نائمة ، وقد أدت الفريضة لربها ، ونامت لتستريح ولم يعلم عيسى بما نزل عليها من امر الله تعالى ، فوضع ما كان عنده من حشيش الارض ولم يفطر بشيء كل هذا لأجل أمه يريد أن يفطر معها ولم يعلم أن ملك الموت قد نزل بها
وقام عيسى {عليه السلام }في محرابه وجعل يصلي حتى مضى من الليل ثلاث ساعات ، فجاء ووقف عند رأسها وناداها بصوت خفيف وقلب يدها وقال : السلام عليك يا أماه قد انتصف الليل وأفطر الصائمون وقام العابدون الى عبادة الجبار ، فلم تكلمه ، فقال في نفسه لكل نومة لذة وهي الآن في لذة نومها فما أنا بالذي منغص عليها لذتها
فعاد الى محرابه فصلى ثلث الليل الثاني وجاء ووقف عند رأسها وبكى وقال : السلام عليك يا أماه قد انصرم الليل وأفطر الصائمون وقام العابدون الى عبادة الرحمن فلم تكلمه ، فظن أنها تعبانه من العبادة وقد نامت لتستريح ثم عاد الى المحراب ولم يفطر تلك الليلة بشيء حتى كان عند الفجر جاء إليها ووقف عند رأسها وناداها فلم تجبه فأنكر شأنها فوضع فمه على فمها وخده على خدها وهو يقول : يا أماه حملتيني في بطنك ورضعتيني من ثديك وسهرت علي ليلك وتعبت عليّ نهارك ، يا أماه مضى الليل وجاء النهار وقد جاءت فريضة رب العالمين التي لا بد منها ، فبكت عند ذلك ملائكة السماوات رحمة لهما ، وأوحى الله تعالى الى الملائكة يا ملائكتي ما يبكيكم ؟ فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا نبكي رحمة على عيسى وأمه عبديك وكلمتك وروحك ، فإذا منادي ينادي في السماء يا عيسى إرفع فمك وخدك عن أمك الصائمة القائمة فإنها عرج بروحها الى ربها
فلما سمع ذلك الكلام خرّ مغشياً عليه ، فلما أفاق من غشوته نادى بأعلا صوته واحسرتاه وانقطاع ظهراه ، واغربتاه ، واوحشتاه يا أماه من يؤنسني في وحشتي ، ومن يعينني على عبادة ربي ، فأوحى الله تعالى إلى الجبل أن يكلم عيسى فكلمه وقال : يا روح الله ما هذا الجزع أتريد أحسن مني مؤنساً ؟ فقال : أعوذ بعزة ربي ورأفته ، ثم ان عيسى عليه السلام صبر على قضاء الله وقدره وشكره على نعمته وحكمته
كانت الحياة الدنيوية لروح الله وكلمته ورسوله الخاتم لرسل لبني إسرائيل عيسى بن مريم، ولأمه مريم بنت عمران عليهما السلام سلسلة متواصلة من الابتلاءات والاختبارات، وكانت حياتهما الدنيوية نموذجاً للزهد والبعد عن الدنيا، والرغبة فيما عند الله
http://www.amal-alalam.net/forum/imgcache/2/34896alsh3er.jpg
فأما مريـم {عليها السلام} فإن الله سبحانه وتعالى اصطفاها واختارها على كل نساء الأرض. قال تعالى
{وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين}
وقال :{صلى الله عليه وآله وسلم}
[كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد..]
الحديث
جاءت أنثى فيما ترجو أمها أن يكون مولودها ذكراً
وأول امتحان لمريم {عليها السلام} أن أمها التي كانت ترجو أن ترزق غلاماً لتهبه لخدمة بيت المقدس رزقت بنتاً، والبنت لا تقوم بالخدمة في المسجد كما يقوم الرجل، وأسفت أم مريم امرأة عمران واعتذرت للرب جل وعلا فقالت
{رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت -وليس الذكر كالأنثى- وإني سميتها مريم، وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم}
وأوفت بنذرها كما اشترطته على الله
{رب أني نذرت لك ما في بطني محرراً}
وكان لا بد من الوفاء بالنذر
وقبل الله سبحانه وتعالى هذا النـذر وجعله نذراً مباركاً.. بل لا يعرف نذر أعظم منه بركة، فقد أعقب خير نساء العالمين ورسولاً من أولي العزم من الرسل يجعل الله ولادته وحياته، ورفعه إلى السماء، ونزوله آخر الدنيا، وما أجرى على يديه من المعجزات آية كبرى من آيات الله سبحانه وتعالى... فأي نذر أعظم من هذا؟
{مريم عليها السلام اليتيمة في بيت الله}
ولدت مريم {عليها السلام} يتيمة فآواها الله عند زوج خالتها -والخالة بمنزلة الأم- وزوج خالتها هو زكريا {عليه السلام} وهو نبي قومه
وكان هذا من رحمة الله بمريم، ورعايته لها
قال تعالى:{فتقبلها ربها بقبول حسن، وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا}
وشبت مريم {عليها السلام} وبيتها المسجد، وخلوتها فيه، ويلطف الله بها فيأتيها الطعام من الغيب وكلما زارها زوج الخالة، وجد عندها رزقاً، وهو الذي يقوم بكفالتها فمن أين يأتيها شيء لم يأت هو به؟!
ويقول لها:{يا مريم أنى لك هذا}
فتقول:{هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}
ولم تكن في هذا في جنة قبل الجنة، وإنما هو بلغة من الرزق يتحف الله به أولياءه، ويكرم به أهل طاعته اتحافاً وإكراماً، إذا ضاق بهم الحال واشتد بهم الأمر، وتذكيراً لهم بأن الله لا يضيع أهله، كما صنع الرب الإله لهاجر عليها السلام وابنها اسماعيل فقد فجر الله لهما زمزم ماءاً معيناً عندما تركهما إبراهيم في هذا المكان القفر
http://sphotos-a.xx.fbcdn.net/hphotos-snc7/c0.15.795.380.05338078292/p843x403/293917_419628651438685_344240533_n.jpg
وكما فعل الرب سبحانه بخبيب بن عدي رضي الله عنه صاحب رسول الله الذي حبسه أهل مكة ليقتلوه، فرأوا في يده وهو في سجنهم قطفاً من عنب يأكل منه، وليس بمكة كلها عنب، ولا هو بأوان عنب، وإطعام الله أهله وأولياؤه من الغيب، وهم في الدنيا هو من باب اللطف بهم، وإظهاره معجزاته لهم فكم نبع الماء من بين أصابع النبي الخاتم محمد بن عبدالله {صلوات الله وسلامه عليه}؟! وكم بارك النبي صلى الله عليه وسلم في الطعام القليل الذي لا يكفي خمسة من الناس فيأكل منه الجيش كله، وكانوا ثمانمائة رجل أكلوا لحماً وثريداً حتى شبعوا من عناق واحدة، وصاع من شعير
{ مريم العذراء... ينصب لها مأتم في البحرين}


من صلاتهم لمريم



«ايتها العذراء، مريم فائقة القداسة، لقد سررت بأن تظهري لأطفال فاطيماً»، انها مريم القديسة، مريم البتول، مريم الطاهرة، مريم العذراء المباركة، مريم الحالة الخاصة والفريدة، مريم التي اجمع البشر قاطبة على حبها، في الخامس والعشرون من صفر تحيي المآتم النسائية في البحرين ذكرى وفاة مريم حيث يوزع خبز مريم، وتنهال بركات مريم، ليبقى السؤال المحير لم مريم؟


http://img18.imageshack.us/img18/1262/kazemein20.jpg
ولدت هذه العذراء في مدينة عبرانية تسمى «ساعير» ومنها بشرت بالمسيح {عليه السلام}، ولهذا سميت المدينة بالناصرة وسمي اتباعه بالنصارى. لم يٌذكر عن تاريخ مريم الشخصي في في انجيل لوقا او ما يعرف بالعهد الجديد من الكتاب المقدس الكثير، تتلخص قصة مريم حسب ما يذكر في السجلات المسحية هو ان أمها حنة نذرت لله نذراً (إذا أعطيتني ثمرة فإني أقدمها نذرًا لهيكلك المقدس)، فولدت مريم وسكنت في مدينة الناصرة في الجليل مع ابويها، وقد تم خطبتها إلى رجل يدعى يوسف من بيت داوود، وخلال فترة خطوبتها، ظهر الملاك جبرائيل، وقال لها بانها ستكون ام المسيح المنتظر وستحبل به بواسطة الروح القدس. وعلم يوسف بحمل مريم عن طريق حلم ظهر له على صورة ملاك، اخبرهٌ بأنه يجب عليه ان يتم تمت مراسيم الزواج، ففعل يوسف ما أمر به، ثم انتقلت مريم مع زوجها يوسف الى بيت لحم من أجل التعداد، اذ ان القيصر الروماني اغسطس أمر باجراء بأحصاء لسكان الامبراطورية في مناطق محددة، وهناك تمت ولادة المسيح، وسمي يوسع وقدم إلى الهيكل في اورشليم بحسب القانون الخاص بالمواليد البكر، بعدها هاجرت الى مصرثم عادت الى الناصرة، وبقيت فيها لمدة 30 عاماً خالية من الاحداث. عندما اصبح يسوع ابن الثانية عشرة، فارق مريم ويوسف و بدأ رسالته، ولم تذكر مريم بعد ذلك الا في اشارات قليلة منها انها كانت حاضرة عند صلب ابنها اذ يشار الى انها احتضنت جثته، لكن تاريخ وفاة السيدة العذراء غير مذكور في سجلات المسيح الا ان الكنيسة الرومانية الكاثوليكية و الكنيسة الشرقية الارثدوكسية تذكر الى ان مريم توفيت في السنة الثالثة او الخامسة عشرة من صعود المسيح الى السماء، ووافتها المنية وهي محاطة بالتلاميذ ابنها، وبعد فترة من موتها فتح التلاميذ قبرها، فوجدوه فارغا، فقيل بان مريم»رٌفعَت إلى السماء بالنفس والجسد»
الارثذوكس والكاثوليك والكثير من البروتستانت يشيرون إلى مريم بمريم العذراء ومن لايؤمن بذلك يعتبر منشق ومٌهرطق، لكن معظم البروتستانتيين اليوم يرفضون مبدأ البتولية الدائمة لمريم، ويستندون على النص الوارد في الانجيل «أخوة يسوع»، ويعتقدون انهم اخوة يوسع من مريم ويوسف بعد ولادته، اذ لم يجدوا نصاً يدل على عدم وجود ابناء لمريم، اما التعاليم الكاثوليكية والارثدوكسية فتشير الى ان كلمة اخوان يوسع تدل على اقاربه أو اخوانه من يوسف من زواج سابق له، هذا الاختلاف جعل احتفاليات تكريم الكنيسة البروتستانتية لمريم العذراء اقل بكثير مما تقوم به الكنيسة الانغليكانية، والارثدوكسية والكاثوليكية على رغم المصلح البوتستانتي مارتن لوثر دعى مريم بـ «اعظم امرأة»
يتفق كل من العهد الجديد والقرآن الكريم على الحالة الخاصة والمكانة المميزة لمريم العذراء، لكنهما يختلفان في أمور عدة ابرزها ان العهد الجديد يعتبر أن مريم من نسل داوود، والقرآن يعتبرها من آل عمران، يشير القران الى تعبد مريم كجزء اساسي من سيرتها بينما يغفل العهد الجديد ذلك، كما يركز العهد على خطوبتها على يوسف من نسل داود والذي يمتهن النجارة، لكن القرآن لم يشر الى ذلك، ويحدد العهد الجديد مكان بشارتها بعيسى في الناصرة، أما القرآن فيحدده «إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا»، كما يحدد العهد الجديد المكان التي وضعت به وليدها وهو بيت لحم، أما القرآن فيحدده

«فحملته فانتبذت به مكانا قصيا»
الغريب في الامر ان المأتم النسائية في البحرين تحي ذكرى وفاة مريم بنت عمران السادس والعشرين من صفر، ويعتمد النساء في قراءة الذكرى على كتاب قديم جاء في مقدمته: (فيقول الفقير الذنب الأسير القاني محمد بن أحمد ابن ابراهيم المقابي البحراني اني أسرد في هذت الكتاب الجليل بعض فضائل صاحب الانجيل وما جرى له)، القصة التي رودها المولف مطابقة لما جاء في القرآن الكريم، الا انه يتفرد برواية خاصة بمولد المسيح اذ يقول (فلما كمالمريم ستة أشهر وقرب وقت وضعها اشتد بها الطلق وأدركها المخاض... فأقبلت مريم تمشي من دمشق فناداها جبرئيل وقال يامريم عليك بموضع النخلة فهي خير بقاع وأشرفها... فلما أصبح الصباح وكان ذلك يوم سوق فاستقبلها الحاكة وكانت الحاكة أنبل صناعة في ذلك الزمان... فقالت لهم مريم أين النخلة اليابسة التي في أرض كربلاء فاستهزوا بها وزجروها... ثم استقبلها قوم من التجار فلوها على النخلة اليابسة عند ضريح الحسين... فوضعت في موضع قبر الحسين)، معتمداً على ما اشارته الاية الكريمة «فحملته فانتبذت به مكانا قصيا»، لكن التفاسير الشيعية كتفسير الميزان في تفسير القران للعلامة محمد حسين الطبطبائي و مجمع البيان في تفسير القران للعلامة الفضل بن حسين الطبرسي اتفقوا على ان المكان القصي هو المكان البعيد، الذي لم يحدد موقعه، اما المخاض فكان عند جذع نخلة والتعبير بجذع النخلة دون النخلة لكونها يابسة غير مخضرة
عندما سألت النسوة لم تحيون ذكرى وفاة مريم؟ اشارت احداهن نظراً لقداستها وعبادتها وطاهرتها، وقالت الاخرى لانها تشبه السيدة فاطمة الزهراء في طهارتها وقدسيتها وماجرى على ابنيهما من ظلم من الامة، وقالت اخرى ربما لان موضع ولادة المسيح هو موضع اسشتهاد الامام الحسين (علية السلآم )، لكن جميهن اشرن الى ان انها عادة موروثة من الامهات، تستوجب النذورات الخاصة بما توكله مريم من فواكه وعشب الارض، لتعاد الذكرى في كل عام، ومعها تبقى مريم العذراء في النفوس، شاهداً على انها للجميع
رملة عبد الحميد - صحيفة الوسط
{السيدة الطاهرة مريم بنت عمران سيدة نساء العالمين}
الحمد لله رب العالمين له الفضل و له النعمة و له الثناء الحسن، صلوات الله البر الرحيم و الملائكة المقربين على سيدنا محمد سيد المرسلين و على جميع إخوانه من النبين و المرسلين وءال كل و صحب كل أجمعين
أما بعد يقول الله تبارك و تعالى في القرآن الكريم
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً}
و يقول ربنا عز من قائل
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ}
وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ، السيدة مريم {عليها السلام} أم النبي عيسى المسيح هي أفضل نساء العالمين و هي إمرأة جليلة عفيفة طاهرة صبرت على أذى قومها و كانت تقية عارفة بالله تعالى فقد أكرمها الله عز و جل بكرامات ظاهرة و اصطفاها من بين جميع النساء لتكون أماً لنبيه عيسى المسيح {عليه الصلاة و السلام} دون أن يكون لها زوج أو يمسها بشر و السيدة الجليلة مريم {عليها السلام} هي أفضل نساء العالمين بنص القرءان الكريم و الحديث النبوي الشريف فقد قال الله عز و جل في محكم تنزيله: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}،
فقوله تعالى {اصطفاك أي اختارك و اجتباك و فضلك}
قال النبي:{ عليه الصلاة و السلام}
و خير النساء مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثم ءاسية بنت مزاحم" رواه الحافظ ابن عبد البر
فهذا الحديث الشريف فيه نص على أفضلية السيدة مريم {عليها السلام }على سائر نساء العالمين ثم يليها في الأفضلية فاطمة بنت محمد {صلى الله عليه و سلم} ثم خديجة بنت خويلد زوج النبي {عليه السلام }ثم ءاسية بنت مزاحم ثم يلي هؤلاء النساء في الأفضلية عائشة بنت أبي بكر زوج النبي {صلى الله عليه و سلم} كما قال بذلك العلماء
وأما ولادة السيدة مريم {عليها السلام} و نشأتها فقد كانت أمها و اسمها ((حنة)) وهي امرأة عمران لا تلد فرأت ذات يوم طيراً يزق فرخه فتحركت فيها عاطفة الأمومة و طلبت من الله عز و جل أن يرزقها ولداً صالحاً و نزرت أن تجعله خادماً في بيت المقدس لأنها كانت تظن أنه سيكون ذكراً و لأن الذكر عادة يصلح للإستمرار على خدمة بيت المقدس موضع العبادة و لا يلحقه عيب بذلك و لكن الله تبارك و تعالى شاء لحنة امرأة عمران أن تحمل بأنثى تكون سيدة نساء العالمين و أماً لنبي من أولي العزم من الرسل و هو عيسى المسيح {عليه الصلاة و السلام}، و لما ولدت امرأة عمران مولودتها الجديدة أسمتها مريم و تولاها الله سبحانه و تعالى برحمته و عنايته و شاء الله عز و جل لنبيه زكريا {عليه السلام}، و كان زوج أخت مريم، أن يتكفلها دون غيره من الرجال
فكان زكريا {عليه السلام} يعلمها تعاليم دين الإسلام و الأخلاق الحسنة و ينشئها على الأخلاق الفاضلة، فنشأت مريم عليها السلام صالحة عفيفة طاهرة من الذنوب و المعاصي عارفة بالله عز و جل و تقية و ولية تداوم على طاعة ربها عز وجل ءاناء الليل و أطراف النهار فأكرمها الله سبحانه بالكرامات الظاهرة التي كانت ءايات عجيبة دالة على عظيم قدرة الله سبحانه و تعالى، فقد كان نبي الله زكريا {عليه السلام }يرى عندها في المحراب و بعد أن يغلق عليها أبواب المسجد كان يرى فاكهة الصيف في الشتاء و فاكهة الشتاء في الصيف كرامة لها من الله عز وجل يقول الله تعالى:{ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
ثم ان الله عز و جل قدر في الأزل أن يوجد نبيه عيسى {عليه السلام }من غير أب و كان هذا أمراً محكوماً به سابقاً في علم الله كونه فتنفذت مشيئته تعالى و كان و تحقق ما شاء الله و قدر في الأزل يقول الله تعالى :{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}
و يقول ربنا عز من قائل: {إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}
و المعنى أن ما شاءه الله تعالى و قدره في الأزل فإنه يكون و يوجد بلا تأخر و لا ممانعة له من أحد و هذا ما حصل في أمر عيسى المسيح {عليه السلام }فذات يوم تنحت السيدة الجليلة مريم {عليها السلام} عن الناس و اعتزلت من أهلها لتقضي أمراً ما فخرجت إلى شرق المحراب الشريف الذي كانت تعبد الله عز و جل فيه حتى صارت بمكان يلي المشرق و كانت الشمس المشرقة قد أرسلت عليها أشعتها فأظلتها حتى لم يعد يراها أحد من الخلق و في تلك اللحظات التي كانت فيها مريم {عليها السلام} تقضي حاجتها متوكلة على الله عز و جل أرسل الله سبحانه و تعالى إليها أمين الوحي جبريل {عليه السلام} و كان متشكلاً فظنته مريم {عليها السلام} إنساناً و خافت أن يتعرض لها بسوء و أذى فقالت له " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً "، أي إذا كنت تقياً فلا تتعرض لي بسوء فطمأنها جبريل {عليه السلام} و أخبرها أن الله تعالى أرسله إليها ليهبها ولداً صالحاً طاهراً من الذنوب و هنا قالت له مريم {عليها السلام} على سبيل التعجب و الإستعلام " أنى يكون لي غلام و لم يقربني زوج و لم أكن فاجرة زانية"، فأجابها ملك الوحي جبريل {عليه السلام}:" هكذا قال ربك، إن خلق ولد من غير أب هين عليه و ليجعله علامة للناس و دلالة على عظيم قدرته سبحانه و تعالى و ليجعله رحمة و نعمة لمن اتبعه و صدقه و ءامن به و كان خلقه أمراً محكوماً شاءه الله تبارك و تعالى و قدره فلا يرد و لا يبدل"، و كان أمين الوحي جبريل عليه السلام لما جاء مريم {عليها السلام} حاملاً روح نبي الله عيسى المسيح المشرف المكرم فنفخه في جيب درعها و كان مشقوقاً من قدامها فدخلت النفخة في صدرها فحملت من وقتها بقدرة الله و مشيئته بعيسى {عليه السلام }و تنفذت مشيئة الله تعالى في مريم {عليها السلام }كما شاء ربنا تبارك و تعالى و قدر في الأزل يقول الله عز و جل:
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
و استمر حمل مريم {عليها السلام} بعيسى المسيح كحمل بقية النساء بعدد من الأشهر ثم تنحت مريم {عليها السلام} بحملها إلى مكان بعيد عن الناس خوفاً من أن يعيرها الناس بولادتها من غير زوج و بعد أن صار بعض الناس من قومها يطعنون بعفتها و شرفها و يطعنون في نبي الله زكريا {عليه السلام} الذي كان يكفلها و يشرف على تربيتها و تعليمها أحكام دين الإسلام حتى تضايقت مريم{ عليها السلام }من كلامهم تضايقاً شديداً فصبرت على مصيبتها صبراً جميلاً و لما حان لمريم {عليها السلام} وقت وضع حملها الجديد جاءها المخاض و هو وجع الولادة الذي تجده النساء عند الوضع فألجأها هذا الألم إلى ساق نخلة يابسة فأسندت ظهرها إلى جذع تلك النخلة و قد اشتد همها و كربها و قالت:" يا ليتني مت قبل هذا الأمر و قبل هذا اليوم و لم أكن شيئاً "، و هنا جاءها الفرج و اليسر بعد العسر فقد جاءها الملك جبريل {عليه السلام} أمين الوحي بأمر من الله تعالى فطمأنها و نادها من مكان منخفض من المكان الذي كانت فيه " ألا تحزني "، و كان الحزن قد انتاب مريم عليها السلام بسبب أنها ولدت من غير زوج و بسبب جدب المكان الذي وضعت فيه مولودها الجديد عيسى المسيح {عليه الصلاة و السلام }فطمأنها جبريل {عليه السلام }و بشرها بأن الله عز وجل قد أجرى تحتها نهراً صغيراً عذباً فراتاً و أنه يطلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني و أن تأكل و تشرب مما رزقها الله عز و جل و أن تقر عينها و تفرح بمولودها الجميل عيسى عليه السلام و أن تقول لمن رءاها و سألها عن ولدها إنها نذرت للرحمن أن لا تكلم أحداً؟ و بعد أن ولدت السيدة الجليلة مريم {عليها السلام} مولودها الجميل عيسى {صلى الله عليه و سلم} انطلقت به إلى قومها و كان قومها قد انطلقوا يطلبونها و يبحثون عنها فلما رأتهم من بعيد حملت ولدها عيسى {عليه السلام} و ضمته بين ذراعيها برأفة و حنان ثم أتتهم به و هي تحمله و كان ذلك بعد أربعين يوماً من ولادتها له فتلقتهم به و هي تحمله و قلبها كله ثقة و توكل على الله عز و جل و حين كلمها قومها في شأن مولودها الجديد أشارت السيدة مريم {عليها السلام} إلى ولدها عيسى المسيح أن كلموه فتعجبوا من ذلك و قالوا لها مندهشين " من يكن في المهد صبياً كيف نكلمه " فأنطقه الله تبارك و تعالى الذي أنطق كل شىء أنطقه الله تعالى فقال لهم بلسان فصيح
(إني عبد الله اتاني الكتاب و جعلني نبياً و جعلني مباركاً أينما كنت و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حياً و براً بوالدتي و لم يجعلني جباراً شقياً و السلام علي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حياً)
أنطقه الله عز و جل ليخفف عن أمه مريم {عليها السلام} الوطأة، فهذه صورة مشرقة عن قصة السيدة الجليلة مريم {عليها السلام} مع ابنها عيسى المسيح {صلى الله عليه و سلم} تلك الصالحة التقية الصديقة العارفة بالله سبحانه و تعالى و التي انقطعت لعبادة ربها و خالقها عز و جل و كانت خير مثال للمرأة التقية التي تحملت المصائب من قومها بنفس راضية مرضية غير معترضة على ربها حتى نالت هذه المنزلة عند خالقها فكانت سيدة نساء العالمين لذلك ذكرها الله تعالى بإسمها في القرءان الكريم من بين النساء و أثنى عليها الثناء الحسن يقول الله تعالى في القرءان الكريم: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}، و يقول الله تعالى أيضاً في الثناء على السيدة مريم
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ}
http://img18.imageshack.us/img18/940/kazemein24.jpg
فكم هو حري بالنساء في كل زمان و مكان و على مر الدهور و الأجيال أن يقتدين بالسيدة الجليلة مريم عليها السلام و يتخذنها قدوة حسنة في حياتهن و سلوكهن ليكتسبن المعالي و الدرجات العالية و ليحُزن رضى خالقهن سبحانه و تعالى و نسأل الله تبارك و تعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة و يرزقنا حسن الختام بجاه النبي محمد {صلى الله عليه و سلم} و ءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
عاشت مريم {عليها السلام} مع ولدها عيسى {عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام} دهرا طويلا في الجبل يعبدان إلههما الجبار يقومان الليل ويصومان النهار وياكلان من ورق الاشجار ونبات الارض ويشربان من ماء الامطار ، ثم ان عيسى ذات يوم نزل من الجبل يلتقط من نبات الارض ما يفطر به هو وامه إذ هبط ملك على مريم وهي معتكفة في محرابها وقال :




السلام عليك يامريم الصائمة القائمة فخرت مغشيا عليها من شدة هول ملك الموت ، فلما أفاقت من غشوتها قالت له : من أنت يرحمك الله ؟ فلقد اقشعر جسمي وارتعدت فرائصي وذهب عقلي وتلجلج لساني وتغيرت من مخافتك الواني وخريت من خوفك مغشية على وجهي ؟ قال لها : يا مريم أنا ملك الموت الذي لا أرحم الصغير لصغره ولا الكبير لكبره ولا الشاب لشبابه ، أنا هادم اللذات ، أنا مفرق الجماعات ، أنا منغص الشهوات ، أنا قاطع الأمنيات ، أنا مرسول لقبض الأرواح ، أنا مخرب القصور ، أنا عامر القبور ، أنا الذي لا أستأذن على أحد بدخولي عليه من الملوك والجبابره ، أنا ملك الموت


فقالت مريم: جئت زائراً أم جئت قابضاً ؟ قال : بل قابضاً فاستعدي يا مريم ، فقالت : يا ملك الموت لا تعجل علي حتى يجيء قرة عيني وثمرة فؤادي وريحانة قلبي وفلذة كبدي عيسى ، فقال لها ملك الموت : ما أمرني الله تعالى بذلك وأنا عبد مأمور من الله تعالى الحي الذي لا يموت ، وقد أمرني أن لا أرفع قدم حتى أقبض روحك في موضعك هذا ، فقالت : يا ملك الموت قد سلمت أمري لله تعالى ورضيت بقضائه.
فدنى ملك الموت عليه السلام منها وقبض روحها الى رحمة الله تعالى
فأمسى عيسى تلك الليلة لم يصعد إلى الجبل حتى دنى وقت العشاء الآخرة ، فلما صعد الجبل نظر الى أمه فإذا هي ممدده فظن انها نائمة ، وقد أدت الفريضة لربها ، ونامت لتستريح ولم يعلم عيسى بما نزل عليها من امر الله تعالى ، فوضع ما كان عنده من حشيش الارض ولم يفطر بشيء كل هذا لأجل أمه يريد أن يفطر معها ولم يعلم أن ملك الموت قد نزل بها
وقام عيسى عليه السلام في محرابه وجعل يصلي حتى مضى من الليل ثلاث ساعات ، فجاء ووقف عند رأسها وناداها بصوت خفيف وقلب يدها وقال : السلام عليك يا أماه قد انتصف الليل وأفطر الصائمون وقام العابدون الى عبادة الجبار ، فلم تكلمه ، فقال في نفسه لكل نومة لذة وهي الآن في لذة نومها فما أنا بالذي منغص عليها لذتها
فعاد الى محرابه فصلى ثلث الليل الثاني وجاء ووقف عند رأسها وبكى وقال : السلام عليك يا أماه قد انصرم الليل وأفطر الصائمون وقام العابدون الى عبادة الرحمن فلم تكلمه ، فظن أنها تعبانه من العبادة وقد نامت لتستريح ثم عاد الى المحراب ولم يفطر تلك الليلة بشيء حتى كان عند الفجر جاء إليها ووقف عند رأسها وناداها فلم تجبه فأنكر شأنها فوضع فمه على فمها وخده على خدها وهو يقول : يا أماه حملتيني في بطنك ورضعتيني من ثديك وسهرت علي ليلك وتعبت عليّ نهارك ، يا أماه مضى الليل وجاء النهار وقد جاءت فريضة رب العالمين التي لا بد منها ، فبكت عند ذلك ملائكة السماوات رحمة لهما ، وأوحى الله تعالى الى الملائكة يا ملائكتي ما يبكيكم ؟ فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا نبكي رحمة على عيسى وأمه عبديك وكلمتك وروحك ، فإذا منادي ينادي في السماء يا عيسى إرفع فمك وخدك عن أمك الصائمة القائمة فإنها عرج بروحها الى ربها
فلما سمع ذلك الكلام خرّ مغشياً عليه ، فلما أفاق من غشوته نادى بأعلا صوته واحسرتاه وانقطاع ظهراه ، واغربتاه ، واوحشتاه يا أماه من يؤنسني في وحشتي ، ومن يعينني على عبادة ربي ، فأوحى الله تعالى إلى الجبل أن يكلم عيسى فكلمه وقال : يا روح الله ما هذا الجزع أتريد أحسن مني مؤنساً ؟ فقال : أعوذ بعزة ربي ورأفته ، ثم ان عيسى عليه السلام صبر على قضاء الله وقدره وشكره على نعمته وحكمته
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا



فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا

قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا
قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا
فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا
فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا
فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا
فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا
فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا
ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ
مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ
السلام عليكِ يا مريم ابنت عمران ايتها الصديقة الطاهرة
مريم بنت عمران من سلالة نبي الله داود {عليه السلام}وأم عيسى {عليها السلام}
نشأت مريم {عليها السلام} نشأة طهر




وعفاف وتربت على التقوى, تؤدي الواجباتوتكثر من نوافل الطاعات

وقبل أن تولد السيدة مريم كانت أمها لا تلد فرأت ذات يوم طيراً يزق فرخه أي يطعمه فطلبت من الله تعالى أن يرزقها ولداًونذرت أن تجعله خادماً في بيت المقدس لأنه كانت تظن أنه ذكر، فإذا هي أنثى، فسمتهامريم وتكفّلها نبي الله زكريا {عليه السلام}الذي تزوج من إيشاع بنت عمران أخت مريم
و كان زكريا يعلّم مريم الدين الإسلامي فنشأت صالحة طاهرة وصارت وليّة وعاشت في جوار بيت المقدس
وقد وصفها الله تعالى في القرءان الكريم بالصديقة
وكانت الملائكة تأتي إلى مريم عليها السلام وتزورهاإلى أن جاءت إليها في وقت وبشرتهاباصطفاء الله تعالى لها من بين سائر النساءوبتطهيرها من الأدناس والرذائل وبشرتها كذلك بمولود كريم يكون له شان عظيم في الدنيا والاخره ويكلم الناس صغيرًا وفي المهد ويكون كهلا ومن الصالحين
آتاها الله من كرامة الدنيا والآخرة واصطفاها على نساء العالمين من زماننا وأثنى الله تعالى عليها بأنها أحصنت فرجها وأنها صدقت بكلمة ربها وهى الصحف المنزلة على إدريس عليه السلام وغيره وكتبه وهى التوراة والإنجيل والزبور وأنها كانت من القانتين أي المواظبين على طاعة الله تعالى وعبادته
وهى من نسل هارون أخي موسى عليهما السلام ولم تكن نبيه , لأنه لا نبي من الإناث
وانما هي سيدة نساء زمنها ومن أكملهن عندما نتحدث عن السيدة مريم أم المسيح {عليهماالسلام} نجد أنفسنا أمام شخصية أم ليست كمثلها أخرى من الأمهات بمن فيهن أمهات الأنبياء {عليهم السلام}
فهى وإن كانت أماً بشخصيتها تظل أبداً ماثلةفي سيرة ابنها ورسالته وهى تأخذ مكانتها
مع أمهات الأنبياء أصحاب الرسالات الأربع الكبرى ويعلي من قدر أمومتها
كونها سابقة على الإسلام
ومع كثرة الشخصيات النسوية في القرآن الكريم اختصت السيدة مريم أم المسيح بذكرها بصريح اسمها مع ابنها {عليهما السلام} دون سائر النساء وفيهن أمهات الأنبياء إن الله اصطفى آل عمران إذ جعل فيهم عيسى {عليه السلام }الذى اتاه البينات وأيده بروح القدس." والمراد بعمران والد مريم أم عيسى عليه السلام
فهو عمران بن باشم بن ميشان حزقيا وينتهى نسبه إلى إبراهيم عليه السلام إ ن في ذلك التسلسل لدليلاً على أن الله تعالى قد اقتضت حكمته أن يجعل في الإنسانية من يهديها إلى صراط مستقيم فبدأت بآدم وختمت بمحمد {عليه الصلاة والسلام}. وامرأة عمران هذه هى حنة بنت فاقوذا وهي أم مريم وجدة عيسى {




عليه السلام} وزوجة عمران ونرى في الدعاء الخاشع الذي دعته لربها «النذر» وهو من أسمى ألوان التقرب إلى الله قد توجهت إلى ربها بأعز ماتملك... وهو الجنين الذي فى بطنها ملتمسة منه سبحانه أن يقبل نذرها الذى وهبته لخدمة بيته وقيل إن هذا النذر يلزم صاحبه في شريعتهم في ذلك الوقت أى أن المحرر عندهم إذا حرر جعل فى الكنيسة يخدمها ولايبرحها مقيماً فيها حتى يبلغ الحلم ثم يتخير فإن أحب ذهب حيث شاء وإن اختار الإقامة لا يجوز له بعد ذلك الخروج. ولم يكن أحد من أبناء بني إسرائيل وعلمائهاإلا ومن أولاده من حرر لخدمة بيت المقدس ولم يكن يحرر إلا الغلمان ولا تصلح الجارية لما يصيبها من الحيض والأذى وقد أجاب الله حنة لدعائها وحكى سبحانه ذلك فى قوله تعالى

(فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً) (آل عمران: 37)
والمعنى أن الله تقبل مريم قبولاً مباركاً وخرق بها عادة قومها فرضى أن تكون محررة فى بيته كالذكور مع أنها أنثى وفاءبنذر الأم التقية ورباها تربية حسنة وصانها من كل سوء فكان حالها كحال النبات الذى ينمو فى الأرض الصالحة حتى يؤتي ثماره الطيبة. وهكذا وفر الله تعالى لمريم كل الوان السعادة الحقيقية فقد قبلها لخدمة بيته مع أنها أنثى وأنشأها نشأة طيبة بعيدة عن كل نقص خلقى أو خلقى, وهيأ لها وسائل المعيشة الطيبة حيث لا تحتاج وهذه التهيئة السابقة لمريم كانت إعداداً لأن تستقبل نفخة الروح وكلمة الله وأن تلد
عيسى {عليه السلام} على غير مثال من ولادة البشر. وقد جاءت قصة مريم في القرآن الكريم أنها فتاة عذراء وقديسة وهبتها أمها وهي فى بطنها لخدمة المعبد ولا يعرف عنها إلا الطهر والعفة حتى لتنتسب إلى هارون أبى سدنة المعبد الإسرائيلى المتطهرين ولا يعرف عن أسرتها إلا الطيبة والصلاح من قديم الزمن
سلام الله عليكِ أيتها العفيفه سلام الله عليكِ ياأم نبي الله سلام الله عليكِ سيدتي مريم العذراء ماتت موتت العين
لاحرقوا لها دار ولا تسقط لها الجنين سلام الله عليكِ سيدتي
رحِمكِ الله يا آية الله على خلقه يا من أختاركِ الله لتحملي في جوفكِ المبارك آيته وكلمته السلامُ عليكِ يوم ولدتِ ويوم متِ ويوم تبعثين حية والسلام على ولدك السيد العظيم يوم ولد ويوم رُفع للسماء ويعود للحياة
إن للسيدةِ العذراء مكانةً عالية الشان رفيعة المقام عند الله الذي جل شأنه اصطفاها على نساء قومها
فعظم الله لكم الأجر



http://up.bahrain2day.com/pic2/hussen1910.gif

نسآالكم خالص الدعآء ..~

محب الرسول
06-01-2013, 04:43 PM
أعظم الله اجورنا واجوركم اختي

دمعة الكرار

وجزاك الله خيرا على هذا المجهود




ولكِ مني كل الشكر والتقدير

تحياتي لكِ

صدى المهدي
10-09-2023, 08:07 PM
احسنتم ويبارك الله بكم
شكرا لكم كثيرا
مأجورين