المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاطمة (عليها السلام) الكوثر


عاشقة النور
07-05-2009, 09:38 PM
فاطمة الزهراء (عليها السلام) عطاءٌ متنوع

ثمانية عشر عاماً هو العمر الذي قضته الزهراء فاطمة بنت رسول الله (صلوات الله عليهما) في هذه الدنيا، وهو قصير في عمر الزمن، إلا أنه كان حافلاً بالعطاء والسمو والكمال

منذ بداية وجودها وتكوّنها وهي تؤدي وظيفتها الرسالية بمؤانسة أمها خديجة الكبرى وردّ الوحشة عنها حيث عاشت عزلة ومقاطعة من نساء قريش بسبب إيمانها بما جاء به زوجها الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فكانت خديجة تفرح بذلك وتذكره لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيفرح أيضاً ويخبر زوجته بعظمة شأن هذه الوليدة

وتحمّلت مع أبيها (صلوات الله عليهما) وهي في السنين الأولى من عمرها أذى قريش فكانت تواسيه وتسلّيه وترفع عنه الأذى وتحمّلت معه (صلى الله عليه وآله وسلم) المعاناة والألم والجوع في شِعب أبي طالب ثلاث سنين حين فرضت قريش على بني هاشم ومن آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مقاطعةً اقتصادية واجتماعية وعزلتهم في الشعب، وما انتهت هذه السنوات العجاف إلا بوفاة عضدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وركنيه عمّه أبي طالب وزوجته خديجة فسمي عام الحزن فعاشت الزهراء (عليها السلام) اليتم وفقدان هذه الأم العظيمة وهي لم تكمل ثمان سنين

ولم يفتّ ذلك في عزيمتها وإرادتها في نصرة أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومؤازرته بل أغدقت عليه من العواطف والحنان والرحمة ما عوّضه عن أمه وزوجته حتى سمّاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بـ(أم أبيها) فكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يجد عندها قلب الوالدة الرحيمة ودفء عواطف الزوجة الودودة وأنس الخليل المؤالف

وعندما عزمت قريش على استئصال وجود رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة وأمره ربه بالهجرة إلى المدينة فخرج (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلّف علياً (عليه السلام) في فراشه للتمويه على الأعداء ثم لحقه بالفواطم نهاراً على مرأى ومسمع من طواغيت قريش الذين شعروا بالذل والهوان من هذا التحدي فأخرجت مجموعة مقاتلة لإعادة علي والنساء إلى مكة فواجههم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقتل مقدمتهم فولّوا منهزمين وكانت الزهراء (عليها السلام) في ذلك الركب وتلك الرحلة الشاقة المحفوفة بالمخاطر

وفي المدينة المنوّرة توسّعت المسؤولية وتنوعت أكثر فقد بدأ الجهاد من أجل بناء الدولة الإسلامية وبناء الأمة الإسلامية وبناء الأسرة الصالحة والمواجهة المسلحة مع أعداء الرسالة والدولة الفتية، وكانت الزهراء في قلب هذه المسؤوليات وقطب الرحى منها:

فهي المجاهدة التي تخرج مع أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجها أمير المؤمنين في المعركة لتداوي الجرح وتخفف الألم وتقدم المساعدة وتجهّز عدة القتال

وهي الأم التي تعين ولديها سبطي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيدي شباب أهل الجنة وتيسّر لهم سبل الكمال، ففي كتاب مفاتيح الجنان أنها كانت توفّر لهما قسطاً من الراحة في النهار ليتقويا على إحياء الليل بالعبادة خصوصاً في ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان بالعبادة

وهي الزوجة الصالحة المتكاملة وقد شهد لها بذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) حين سألته وهي توصي في ساعاتها الأخيرة: (يا ابن العم ما عهدتني كاذبة أو خائنة أو خالفتك منذ عاشرتني) فكان جوابه (عليه السلام): (معاذ الله أنت أبرّ وأوفى وأتقى من أن أوبّخك بمخالفتي) وقد جمعت (سلام الله عليها) بسؤالها كل أسباب الخلافات التي تحصل بين الزوجين وتؤدي إلى انهيار بيت الزوجية

وهي المتابعة لتعاليم أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتوجيهاته وهمومه أولاً بأول فكانت كلما يعود ولداها الحسن والحسين (عليهما السلام) من مسجد جدهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تسألهما عما حدث من نزول وحي أو صدور أمر أو جواب مسألة وغيرها

وهي العابدة التي تزهر في محرابها أنساً بلقاء ربها؛ قال الإمام الحسن (عليه السلام): (رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه لمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني الجار ثم الدار

وهي المبادِرة لعمل كل ما يرضي الله ورسوله ويريده الله ورسوله وإن لم يصدر به أمر وإنما تندفع إلى العمل بمجرد علمها بإرادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) له؛ (دخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للسلام عليها بعد قدومه من سفرٍ له وفي عنقها قلادة من ذهب كان اشتراها لها علي بن أبي طالب من فيء وغنيمة أصابها فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا فاطمة لا يقول الناس إن فاطمة بنت محمد تلبس لباس الجبابرة فقطعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها فسُرَّ بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وهي المصونة العفيفة، روى الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (تقاضى علي وفاطمة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الخدمة فقضى على فاطمة بخدمة ما دون الباب وقضى على عليٍ بما خلفه، قال: فقالت فاطمة فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحمّل رقاب الرجال

وكان التحدي الأكبر ينتظرها بعد رحيل أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أعدّها (صلى الله عليه وآله وسلم) لمواجهته وأنبأها بما سيحصل ولخّصه (صلى الله عليه وآله وسلم) لأهل بيته وخاصته بقوله: (أنتم المستضعفون بعدي)

فمن جهة كان عليها أن تدافع عن الإمامة الحقّة المتمثلة بأمير المؤمنين (عليه السلام) وتثبت حقه بخلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتدمغهم بالحجج الواضحة
ومن جهة ثانية تنوّر بصائر الأمة وترفع عنهم الغشاوة وتبين الازدواجية في المعايير التي يتبعها القوم إذ ترث الأزواج من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتحرم البنت بحجة أنهم سمعوه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (إنا معاشر الأنبياء لا نورّث) ويحتجّون على الأنصار وغيرهم بأنهم أحق بالخلافة لأنهم شجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتركون ثمرته وهم أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً



"اسألكم الدعاء"


"عاشقة النور"

ابوجعفرالديواني
07-05-2009, 10:17 PM
عظم الله لك الاجر اختي
وبارك الله بك

شيعيه والفخر ليه
07-05-2009, 11:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . مـــــــــــــــــع خـــــــــالص التحــــــايـا مني لكي


:a::a:

تراب البقيع
08-05-2009, 08:02 AM
http://www.abdullhameed.net/vb/imgcache/10231.imgcache.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرج وليهم ..
اللهم كن لوليك الحجه ابن الحسن صلوتك عليه وعلى أبائه في هذى الساعه وفي كل ساعه ولياً وحافطاً وقائداً
ونصراً وذليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعه وتمتعه فيه طويله برحمتك يأرحم الرحمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنتم الطرح اخjي المؤمنه
عاشقة النور جعل الله ثواب هدا
العمل في ميزان حسناتك
ان شا ء الله
تحياتي
موفقين للخير
عظم الله لكم الاجر بهدا المصاب الاليم
اخوك تراب البقيع
http://www.abdullhameed.net/vb/imgcache/8884.imgcache (http://up.damasgate.com/)
دمتم بحب الزهراء عليها السلام