المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزهراء(ع)قدوة النساء


حبيبة الزهراء
22-05-2009, 02:07 PM
الزهراء (ع) قدوة النساء

إنَّ الحديث عن فاطمة الزهراء (ع) سيدة نساء العالمين، ذو شجون وتشعبات كثيرة، وقد يتهيب المرء الكلام عن هذه الشخصية الفريدة في صفاتها، ومكانتها، ودورها الكبير والمتميز في عالم النساء، وخصوصاً أنَّها عاشت في زمن كان يُنظر إلى المرأة نظرة دونية، إذ أنَّ تحقير المرأة في الجاهلية، كان أمراً عادياً، ومقبولاً، لا بل طبيعياً بحيث أنَّ وأد البنات كان من المسلَّمات التي لا يعترض عليها معترض، ويصوِّر القرآن الكريم، الحال بقوله تعالى:

وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظلَّ وجهه مسودّاً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشِّر به أيمسكه على هون أم يدسُّه في التراب ألا ساء ما يحكمون.

ويأتي الإسلام ليرفع هذا الحيف عن المرأة، كإنسان وكدور، وليعلن المساواة الواقعية بين المرأة والرجل، على أساس الطبيعة البشرية، وليجعل جزاء الأعمال، للذكر والأنثى، على حد سواء، لا تفاضل بينهما، في الأصل، أو الجنس.. قال تعالى: ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنَّة ولا يظلمون نقيراً.

إنَّ عملية التحول في وضعية المرأة، على يد رسول اللَّه (ص)، بلغت ذروتها، عندما اختار اللَّه تعالى، فاطمة بنت محمد (ص)، لتكون سيدة نساء العالمين، والقدوة والقائدة، لنساء زمانها، وكل زمان، لا بل القدوة للرجال وللنساء معاً، باعتبار أنها تمثّل الأنموذج الكامل للمرأة، في كل تفاصيل حياتها، منذ أنْ أبصرت النور، حتى آخر لحظات عمرها الشريف، وستبقى فاطمة الزهراء (ع) الكوكب المضي‏ء في عالم الإنسانية، تشرق على بني الإنسان كالشمس، فتملأ العقول بالفكر الصافي، والقلوب بالعواطف النبيلة، والحياة بالدور النسائي المميَّز، بحيث لا تجد في شخصية فاطمة إلا أسمى الصفات، وفي أعلى الدرجات.. إنّها الزهراء ..

القدوة لكل النساء اللواتي ينهلن من معين الحقيقة والنور الإلهيكما قال إمام الأمة الخميني (قده)، وكان لا بد لهنَّ أن يتمثَّلنَ بسيرة فاطمة (ع) التي كتبها اللَّه مع الأبرار، الذين قال فيهم: إن الأبرار يشربون كأساً كان مزاجها كافوراً.

فكم هي محظوظة المرأة التي تكون الزهراء (ع) مثالها وقدوتها، فالزهراء (ع) نبراس لكل امرأة تريد سبيل الرشاد، وتطلب معالي المعرفة والأخلاق ومفاخر التربية والتهذيب، وكم هي تعيسة، وطريقها مظلم تلك المسلمة المقلِّدة والمنبهرة بالمرأة الغربية، فهي تعاني من فراغ فكري هائل، فكل ما لديها مجرد أوهام وتقاليد عمياء، حتى أمست أكثر مرونةً، وأسهل تقبلاً لكل ما يرد إليها من فساد الموضات الثقافية والاجتماعية الهابطة، وأصبحت الحرية الممنوحة لها أعظم معول هدَّام لمجتمعها.

وإذا أردنا الوقوف عند بعض التفاصيل المتعلقة بالزهراء (ع)، في كافة مراحل حياتها المباركة، فإننا سنجد، باعتبارها المثال الأعلى للمرأة، أنها كانت في مرحلة الطفولة... كأفضل ما تكون الفتاة، وذلك لأنها ابنة لأعظم شخصية على وجه الأرض، حتى يرث اللَّه الأرض ومن عليها، وهو الرسول الأعظم محمد (ص)، وعندما أصبحت فاطمة (ع) زوجة للإمام علي بن أبي طالب (ع)، فإنها كانت الزوجة المثالية، إذ أعطت أبهى صورة عن الحياة الزوجية المنسجمة، الراقية.

وأما دورها كأم، فإنّه الدور الذي بلغ الذروة في عملية التربية، ذات المستوى الأعلى، كما يدعو إليها الإسلام من خلال الكتاب والسنَّة.. ولم يكن دور فاطمة (ع) كزوجة وكأم على حساب دورها العام، وهو الدور الذي ارتقى إلى درجة الانفتاح على عمق ما رسمه القرآن الكريم للمرأة، من دور ريادي في الحياة والمجتمع، وهذا الدور ابتدأ من كونها معلِّمة للجيل النسائي في زمنها، وللأجيال الأخرى الآتية في مستقبل الزمان، ولم يقتصر هذا الدور على أمور اعتيادية، بل تجاوز كل ذلك، ليكون دورها دور المناصرة للأمة والعقيدة والمبدأ، وهي التي أعلنت رأيها صريحاً واتخذت الموقف الواضح، من أخطر الموضوعات التي تعلقت بمصير الأمة كلِّها، في تلك اللحظات التاريخية الهامة..
وحتى لا نبقى في عالم التعميم يحسن بنا أن نتحدث، ولو بشكل موجز عن الزهراء (ع)، في مراحل حياتها المختلفة..