المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التكليف الاسلامي الصحيح خلال عصر الغيبة الكبرى ج1


احمد العراقي
25-05-2009, 09:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وددت أن أعرض هذا الموضوع لما له من أهمية كبيرة ومسؤولية ملقاة على عاتق كل مسلم يطلب النجاة حين الظهور وقبله لذا ارتأيت أن أنشر الموضوع على شكل أجزاء لتكون القراءة أسهل ولكي يكون هناك التواصل مع الموضوع
أرجو قراءة الموضوع كاملا وبتمعن لنستفيد منه استفادة كاملة



التكليف الاسلامي الصحيح خلال عصر الغيبة الكبرى
وما يقتضيه هذا التكليف من سلوك على المستوى الفردي والاجتماعي، وما يقتضيه من استعداد نفسي وثقافي على كلا المستويين. وفضل من يتبع هذا التكليف الاسلامي، وحال من يعصيه ويخرج عليه. وعرض ذلك انطلاقا من القواعد العامة في الاسلام من ناحية ومن الاخبار الخاصة الواردة في هذا الصدد من ناحية اخرى.
ويقع الكلام في هذا الفصل، ضمن عدة جهات، بمقدار ما هو المطلوب من التكاليف في الاسلام، وما قد يترتب على ذلك من نتائج.
الجهة الاولى:
من التكاليف المطلوبة اسلامياً حال الغيبة: الاعتراف بالمهدي  كإمام مفترض الطاعة وقائد فعلي للامة، وان لم يكن عمله ظاهراً للعيان، ولا شخصه معروفاً.وهذا من الضروريات الواضحات، على المستوى الامامي، للعقيدة الاسلامية، الذي اخذناه في هذا التاريخ اصلاً مسلماً وأجلنا البرهان عليه الى حلقات قادمة من هذه الموسوعة.
فانه الامام - الثاني عشر - لقواعده الشعبية، وهو المعصوم المفترض الطاعة الحي منذ ولادته الى زمان ظهوره. وقد عرفنا في تاريخ الغيبتين الصغرى والكبرى، الاعداد الكبيرة من الاخبار الدالة على ذلك، وفلسفة دخله في التخطيط الالهي، ومقدار تأثير الامام  في العمل في صالح الامة الاسلامية عموما، وقواعده الشعبية خصوصا. كما عرفنا مقدار تأثير وجوده في رفع معنويات قواعده وتمحيص اخلاصهم وتحسين اعمالهم.
وحسب الفرد المسلم ان يعلم ان إمامه وقائده مطلع على اعماله وملم بأقواله، يفرح للتصرف الصالح ويأسف للسلوك المنحرف، ويعضد الفرد عند الملمات... حسب الفرد ذلك لكي يعي موقفه ويحدد سلوكه تجاه إمامه، وهو يعلم انه يمثل العدل المحض وان رضاه رضاء الله ورسوله، وان غضبه غضب الله ورسوله.
كما ان حسب الفرد ان يعرف ان عمله الصالح، وتصعيد درجة اخلاصه، وتعميق شعوره بالمسؤولية تجاه الاسلام والمسلمين، يشارك في تأسيس شرط الظهور ويقرب اليوم الموعود. اذن فـ[الجهاد الاكبر] لكل فرد تجاه نفسه يحمل المسؤولية الكبرى تجاه العالم كله، وملئه قسطا وعدلا كما ملئ ظلما وجورا. فكيف لا ينطلق الفرد مجاهدا مضحيا عاملا في سبيل اصلاح نفسه وارضاء ربه.
ومن ثم نرى النبي  يؤسس اساس هذا الشعور في الفرد المسلم ويقرن طاعة المهدي  بطاعته ومعرفتة - على المستوى العملي التطبيقي - بمعرفته. فان معرفة النبي  بصفته حامل مشعل العدل الى العالم، لا يكون بالاعتراف التاريخي المجرد بوجوده ووجود شريعته، بل بالمواظبة التامة على الالتزام بتطبيق تعاليمه والاخذ بارشاداته وتوجيهاته، والا كان الفرد منكراً للنبي  على الحقيقة، وان كان معترفا بوجوده التاريخي.
وحيث ان افضل السلوك الاسلامي واعدله انما يتحقق تحت اشراف القائد الكبير المهدي  اذن, تكون احسن الطاعة لنبي الاسلام وافضل تطبيقات شريعته، هو ما كان بقيادة المهدي  وما بين سمعه وبصره. اذن, صح ان معرفة المهدي  - على المستوى السلوكي التطبيقي - معرفة للنبي . وانكاره على نفس المستوى انكار له.
ومن ثم نسمع النبي  يقول: من انكر القائم من ولدي فقد انكرني[ ]. ونراه يقول: القائم من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي، وشمائله شمائلي، وسنته سنتي. يقيم الناس على ملتي وشريعتي، ويدعوهم الى كتاب ربي عز وجل. من اطاعه فقد اطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، ومن انكره في غيبته فقد انكرني، ومن كذبه فقد كذبني، ومن صدقه فقد صدقني... الحديث الى غير ذلك من الاخبار الواردة بهذا المضمون عنه  وعن ائمة الهدى .
وهذا الكلام من النبي  وان كان منطبقا على المعتقد الامامي في المهدي ، الا انه بنفسه قابل للتطبيق على المعتقد العام لاهل السنة والجماعة في المهدي اذا استطعنا الغاء فكرة الغيبة عن كلامه . فانهم عندئذ يتفقون مع الامامية في مضمون الحديث جملة وتفصيلا. اذ من المقطوع به والمتسالم عليه بين سائر المسلمن ان المهدي  هو الرائد الاكبر في عصره لتطبيق الاسلام، فهو يقيم الناس على ملة رسول الله  ويدعوهم الى كتاب الله عز وجل. ومن الطبيعي مع اتحاد الاتجاه والاطروحة، ان تكون طاعة المهدي  طاعة للنبي  وعصيانه عصيانا له، وتكذيبه تكذيبا له, وتصديقه تصديقا له.
كما انه من الحتم ان يكون انكار ظهور المهدي  وقيامه بالسيف لاصلاح العالم، انكاراً لرسالة النبي  ورفضا لجهوده الجبارة في بناء الاسلام، كيف لا... وظهور المهدي  هو الامل الكبير لرسول الله  في ان تسود شريعته في العالم، وتتكلل مساعيه وتضحياته بالنصر المبين. بعد ان لم تكن الشروط وافية والظروف مواتية لحصول هذا النصر في عصره، كما اوضحناه فيما سبق. بل يكون انكار المهدي  في الحقيقة انكارا للغرض الاساسي من خلق البشرية والحكمة الالهية من وراء ذلك، مما قد يؤدي الى التعطيل الباطل في الاسلام.
فانه بعد ان برهنّا ان الغرض من خلق البشرية هو ايجاد العبادة الكاملة في ربوع المجتمع البشري بقيادة الامام المهدي  في اليوم الموعود... اذن, يكون انكار المهدي مؤديا الى نتيجة من عدة نتائج كلها باطلة كما يلي:
النتيجة الاولى:
ان خلق البشرية ليس وراءه هدف ولا غاية. وهذا منفي بنص القرآن القائل: "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون"[ ]. وبالبرهان العقلي الفلسفي القائل بضرورة وجود العلة الغائية والهدف، من وراء كل فعل اختياري، وبخاصة اذا كان الفاعل حكيما لا نهائيا... ربّ العالمين.
النتيجة الثانية:
ان الغرض من الخليقة وان كان موجوداً، الا انه ليس هو ايجاد المجتمع الصالح العابد، بل هو أمر آخر لا نعلمه!!. وهذا مخالف لنص القرآن وصريحه في الآية السابقة. وخلاف لما تسالمت عليه الاديان السماوية من الايمان بمصير البشرية الى الخير والعدل في نهاية المطاف.
النتيجة الثالثة:
ان هذا الغرض الالهي وان كان ثابتاً، الا انه ليس من الضروري نزوله الى حيز التطبيق، بل يمكن ان يبقى نظرياً على طول الخط.
وهذا من غرائب الكلام، فان معنى ذلك تخلف الحكيم عن مقتضى حكمته، ونقضه لغرضه، وهو مستحيل عقلاً، كما ثبت في الفلسفة. وليس معنى تنفيذ هذا الغرض الا ايجاده في الخارج.
النتيجة الرابعة:
ان هذا الغرض، يحدث في الخارج، الا انه لا يحتاج الى قائد، بل يمكن ان يتسبب الله تعالى الى ايجاده تلقائياً، ومعه لا حاجة الى افتراض وجود المهدي .
وهذا لا معنى له، لانه يتضمن انكاراً لما اعترفت به الاديان كلها وتسالمت عليه من وجود القائد في اليوم الموعود. مضافاً الى انه يتضمن ايضا انكاراً لطبيعة الاشياء، فان الامة بدون القائد ليست الا افراداً مشتتين مبعثرين، لا يمكنهم ان يحفظوا أي مصلحة تتعلق بالمجموع، ما لم يرجع الامر الى الاستقطاب القيادي والتوجيه العام المركزي... وهذا واضح في كل أمة على مدى التاريخ.
واحتمال: قيام المعجزة لايجاد هذا الغرض الاقصى، بدون قائد، فقد سبق ان عرضنا فكرته وناقشناها.
النتيجة الخامسة:
ان تنفيذ هذا الغرض يحتاج الى قائد، ولكنه غير منحصر بالمهدي
، بل يستطيع ان يقوم به الكثيرون.
وهذا زعم عجيب، اذ لا نقصد بالمهدي الا القائد المطبق للغرض الالهي. بعد ان غضضنا النظر عن الاعتقاد الامامي بشخصه، اذن, فيكون انكاره انكاراً لتنفيذ ذلك الغرض الاساسي كلياً. وأما من حيث قابلية القيادة، وانها هل تختص بشخص واحد أو هي ممكنة للعديدين. فهذا ما سنعرض له في الكتاب الآتي من هذه الموسوعة.
اذن، فيتعين الاعتراف بوجود المهدي منفذاً للغرض الالهي الكبير. ولا تختص نتيجة هذا البرهان بالمسلمين، فضلا عن الامامية منهم. وانما هي واضحة على مستوى كل الاديان السماوية.


المصدر: كتاب الغيبة الغبرى للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره)

ارجو التثبيت

عاشقة الابتسامه
25-05-2009, 09:52 PM
احسنت اخي الكريم

بارك الله فيك

*llعاشقة الزهـراءll*
25-05-2009, 10:00 PM
جزيت خيراا اخي
جعلنا واياااكم من المستشهدين بين يدي صااحب العصر والزماااااااان
دمـــــ بحب وولايه محمد وعترته الاطهااااااااارــــــــــــــــــــــــــــــت

مؤيد الديواني
26-05-2009, 08:27 AM
الأخت عاشقة الزهراء أسعدني تواجدك الكريم
أنا البارحة قمت بنشر الموضوع فهو الان باسم العضو أحمد العراقي لا أعرف لماذا هذا الخلل في أسم ناشر الموضوع
أرج معالجة الخلل

خادم الائيمه
26-05-2009, 01:35 PM
الأخت عاشقة الزهراء أسعدني تواجدك الكريم
أنا البارحة قمت بنشر الموضوع فهو الان باسم العضو أحمد العراقي لا أعرف لماذا هذا الخلل في أسم ناشر الموضوع
أرج معالجة الخلل