اختلفت كلمة المؤرخين في السبب وراء اعتقال الإمام الكاظم عليه السلام وإيداعه السجن، إلاّ أنّها متفقة على مكانة الإمام ومنزلته في الوسط الشيعي وكثرة الوشاة عليه.
الوشاية بالإمام
عمد البعض من أعداء الإمام الكاظم (عليه السلام) إلى السعي بالإمام (عليه السلام) والوشاية به عند هارون ليتزلّفوا إليه بذلك.
من هؤلاء مَن أبلغ هارون العباسيّ بأن الإمام تُجبى له الأموال الطائلة من شتّى الأقطار الإسلامية فأثار ذلك كوامن الحقد عند هارون.
وفريق آخر من هؤلاء سعوا بالإمام إلى هارون، فقالوا له: «إن الإمام يطالب بـالخلافة، ويكتب إلى سائر الأقطار الإسلامية يدعوهم إلى نفسه، ويحفّزهم ضدالدولة العباسية»، وكان في طليعة هؤلاء الوشاة يحيى البرميل، وقيل بعض أبناء إخوة الإمام ، فأثار هؤلاء كوامن الحقد على الإمام.
ومن الأسباب التي زادت في حقد هارون على الإمام عليه السلام وسببت في اعتقاله احتجاجه عليه بأنّه أولى بـالنبي العظيم من جميع المسلمين، فهو أحد أسباطه ووريثه، وإنّه أحق بالخلافة من غيره وقد جرى احتجاجه معه في مرقد النبي صلّى الله عليه وآله.[20]
وقد اعتقل عليه السلام مرتين، لم نعرف عن تاريخ الأولى منهما والمدة التي قضاها في السجن شيئاً، فيما وقعت الثانية سنة 179 هجرية وانتهت بشهادة الإمام في السجن سنة 183هجرية[21]،
حيث استدعى هارون الإمام سنة 179 هـ ق من المدينة، وأمر بالتوجه به إلى البصرة التي وصلها في السابع من ذي الحجة، فأودعوه في سجن عيسى بن جعفر، وبعد فترة انتقلوا به إلى سجن الفضل بن الربيع في بغداد، ومنه إلى سجن الفضل بن يحيى، وسجن السندي بن شاهك الذي كانت نهاية الإمام فيه.[22]
كيفية شهادته
استشهد الإمام في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183 هـ ق في بغداد، في سجن السندي بن شاهك الذي أمر بوضع جنازة الإمام على الجسر ببغداد، ونودي عليه - تمويها على قتله - هذا إمام الرافضة فاعرفوه، فإنّه موسى بن جعفر، وقد مات حتف أنفه، ألا فانظروا إليه. فحف به الناس، وجعلوا ينظرون إليه.[23]
وقد اختلفت كلمة الباحثين في سبب شهادته، فذهب مشهور المؤرخين إلى أنّه مات مسموماً على يد يحيى بن خالد أو السندي بن شاهك[24].
وقال صاحب مقاتل الطالبيين: «إن يحيى بن خالد خرج بأمر من الرشد بنفسه على البريد حتى وافى بغداد، ودعا بالسندي، وأمره فيه بأمره، فلفه السندي على بساط، وقعد الفراشون النصارى على وجهه».[25] وقيل صُب الرصاص في فمه.[26]
----------
الهوامش
20.الحاج حسن، حسين، باب الحوائج موسى بن جعفر، ص83- 84.
21. رسول جعفريان، حيات فكري وسياسي ائمه، ص 393.
22. الشيخ عباس القمي، الأنوار البهية، ص 192– 196.
23. الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 215.
24. باقر شريف القرشي، حياة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام، ج 2، ص 508 - 510 25.ابو الفرج اصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 336.
26. حمد الله المستوفي، [الـ] تاريخ گزيده[المختار]، ص 204.
ويكي شيعة
الوشاية بالإمام
عمد البعض من أعداء الإمام الكاظم (عليه السلام) إلى السعي بالإمام (عليه السلام) والوشاية به عند هارون ليتزلّفوا إليه بذلك.
من هؤلاء مَن أبلغ هارون العباسيّ بأن الإمام تُجبى له الأموال الطائلة من شتّى الأقطار الإسلامية فأثار ذلك كوامن الحقد عند هارون.
وفريق آخر من هؤلاء سعوا بالإمام إلى هارون، فقالوا له: «إن الإمام يطالب بـالخلافة، ويكتب إلى سائر الأقطار الإسلامية يدعوهم إلى نفسه، ويحفّزهم ضدالدولة العباسية»، وكان في طليعة هؤلاء الوشاة يحيى البرميل، وقيل بعض أبناء إخوة الإمام ، فأثار هؤلاء كوامن الحقد على الإمام.
ومن الأسباب التي زادت في حقد هارون على الإمام عليه السلام وسببت في اعتقاله احتجاجه عليه بأنّه أولى بـالنبي العظيم من جميع المسلمين، فهو أحد أسباطه ووريثه، وإنّه أحق بالخلافة من غيره وقد جرى احتجاجه معه في مرقد النبي صلّى الله عليه وآله.[20]
وقد اعتقل عليه السلام مرتين، لم نعرف عن تاريخ الأولى منهما والمدة التي قضاها في السجن شيئاً، فيما وقعت الثانية سنة 179 هجرية وانتهت بشهادة الإمام في السجن سنة 183هجرية[21]،
حيث استدعى هارون الإمام سنة 179 هـ ق من المدينة، وأمر بالتوجه به إلى البصرة التي وصلها في السابع من ذي الحجة، فأودعوه في سجن عيسى بن جعفر، وبعد فترة انتقلوا به إلى سجن الفضل بن الربيع في بغداد، ومنه إلى سجن الفضل بن يحيى، وسجن السندي بن شاهك الذي كانت نهاية الإمام فيه.[22]
كيفية شهادته
استشهد الإمام في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183 هـ ق في بغداد، في سجن السندي بن شاهك الذي أمر بوضع جنازة الإمام على الجسر ببغداد، ونودي عليه - تمويها على قتله - هذا إمام الرافضة فاعرفوه، فإنّه موسى بن جعفر، وقد مات حتف أنفه، ألا فانظروا إليه. فحف به الناس، وجعلوا ينظرون إليه.[23]
وقد اختلفت كلمة الباحثين في سبب شهادته، فذهب مشهور المؤرخين إلى أنّه مات مسموماً على يد يحيى بن خالد أو السندي بن شاهك[24].
وقال صاحب مقاتل الطالبيين: «إن يحيى بن خالد خرج بأمر من الرشد بنفسه على البريد حتى وافى بغداد، ودعا بالسندي، وأمره فيه بأمره، فلفه السندي على بساط، وقعد الفراشون النصارى على وجهه».[25] وقيل صُب الرصاص في فمه.[26]
----------
الهوامش
20.الحاج حسن، حسين، باب الحوائج موسى بن جعفر، ص83- 84.
21. رسول جعفريان، حيات فكري وسياسي ائمه، ص 393.
22. الشيخ عباس القمي، الأنوار البهية، ص 192– 196.
23. الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 215.
24. باقر شريف القرشي، حياة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام، ج 2، ص 508 - 510 25.ابو الفرج اصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 336.
26. حمد الله المستوفي، [الـ] تاريخ گزيده[المختار]، ص 204.
ويكي شيعة