الحرب على الحوثيين... الدواعي والاسباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الراجي
    • Sep 2009
    • 0

    الحرب على الحوثيين... الدواعي والاسباب

    الحرب على الحوثيين ...الدواعي والاسباب


    الحرب على الحوثيين.. الدواعي والأسباب

    منذ عام 2004 والى وقت قريب من هذا العام شهدت اليمن حروب دامية بين قوات الجيش اليمني وبين الحوثيين في صعدة خسر فيها اليمن الكثير من أبناء شعبه فضلا عن الدمار الهائل الذي خلفته ستة حروب اتسمت بالشدة والعنف .. تقول بعض المصادر أن حركة الحوثيين تعود إلى عام2004 حيث شكل في صعدة مجمع ثقافي غير معني بالسياسة لكن حسين الحوثي مؤسس حركة الشباب المؤمن استطاع أن يغير تركيبة هذا المجمع ليتحول الشباب فيه إلى مقاتلين يسعون إلى تغير النظام السياسي في اليمن .. لكن الحقيقة التاريخية غير ذلك بل هي ابعد من ذلك بكثير.. فبعد انقلاب 1962 والذي أطاح بحكومة الزيدية في اليمن والتي حكمت اليمن أكثر من احد عشر قرنا أي 1100 عام ، سعت الأنظمة الحاكمة في هذا البلد إلى إقصاء الزيدية سياسيا واجتماعيا خوفا من عودتهم إلى السلطة ، فالزيدية في اليمن يشكلون قرابة ثلث سكان اليمن إن لم يكن أكثر من ذلك.. الشيء الآخر المهم في حروب صعدة هو الخوف العربي والإقليمي من وجود مد شيعي - بأي طائفة كان- في قلب الجزيرة العربية ، فهذا يعني من وجهة نظر السعودية والخليج العربي امتدادا لنفوذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، بما يعنيه هذا النفوذ من إقصاء للدور العربي ومن إقصاء لعقيدة أهل الجماعة والسنة في هذه البلاد والبلدان المجاورة لها ..واليوم يخوض الحوثيون معركة عنيفة لم يتورع الجيش اليمني فيها من استخدام كافة الأسلحة بما فيها الطائرات والمدفعية الثقيلة والصواريخ البعيدة المدى وبمساعدة من المملكة العربية السعودية التي أقيمت على أراضيها غرفة عمليات تدار منها العمليات العسكرية .. وفي إحصائية بسيطة لحجم الخسائر التي سنذكرها يتبين أن الحكومة اليمنية عازمة على إبادة الحوثيين في صعدة إلى الأبد ، فقد أعلنت الحكومة في أكثر من مرة بأنها مستمرة في مقاتلة الحوثيين حتى القضاء عليهم .. حتى بعد أن أصبح أكثر من 150 ألفا يمني في صعدة مشرد وبعد أن حذرت منظمة الإغاثة الدولية من كارثة إنسانية ستحل باليمن في حال استمرار القتال في صعدة .. أن القوات اليمنية لا تملك الخبرة الميدانية في مقاتلة الحوثيين في جبال صعدة الوعرة وعلى ذلك فأنها تستهدف العزل في محاولة للضغط على الحوثيين وإجبارهم على الرضوخ إلى مطالب الحكومة اليمنية ، فقد كشفت الصور الواردة من صعدة عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الجيش هناك ..مئات الأطفال والنساء المقطعة أجسادهم ، وخراب كبير لم تسلم منه حتى حظائر الحيوانات .. الغريب في هذه المعركة السكوت الرهيب ، فإلى هذه اللحظة لم تصرح أي جهة دولية وعربية وإسلامية بأي تنديد أو استنكار لجرائم الإبادة الإنسانية التي ارتكبتها قوات على عبد الله صالح مع أنه من الطائفة الزيدية ......وبمقارنة بسيطة بين الحراك الدولي في دارفور والذي يضم أغلبية مسيحية وبين الحراك الدولي في صعدة ، يتضح أن المجتمع الدولي اصدر الكثير من القرارات المهمة التي أدانت حكومة البشير وآخرها اعتباره مجرم حرب ومطلوب لدى محكمة العدل الدولية ، وما سبق هذا القرار من قرارات أممية وضعت السودان على خارطة البلدان الإرهابية ، بينما لم يصدر بحق صعدة أي قرار لا من الأمم المتحدة ولا من الجامعة العربية ولا من منظمة البلدان الإسلامية مما يؤكد بان هذا السكوت على جرائم الحكومة اليمنية يخفي الكثير من الدلائل الواضحة .. يقول عبد الملك الحوثي الزعيم الشاب للحوثيين إن مقاومته لقوات الجيش لا يقصد منها سوى الدفاع عن النفس والحوثيين كما يقول عبد الملك لا يريدون سوى العدالة في الحقوق وليس لديهم أي طموح في العودة إلى السلطة ، بينما تدعي حكومة علي عبد الله صالح أن الحوثيين يريدون العودة إلى الحكم وتطبيق نظام الإمامة الذي ساد اليمن طيلة القرون الماضية قبل عام1962 .. وإذا إردنا أن نتفحص أسباب هذه المعركة من جانب آخر غير الجوانب التي تثيرها وسائل الإعلام فإننا سنجد بان هذه المعركة هي ضمن أطار تقليم الأظافر -أن صح التعبير- لتصفية الخلافات الداخلية في اليمن والتي تشهد صراعا سياسيا كبيرا يهدد وحدتها المتداعية بالتقسيم والعودة إلى عام1990 ، حيث كان اليمن دولتين في الشمال والجنوب.. أن سياسة علي عبد الله صالح التسلطية تعتبر السبب المباشر في هذه الاضطرابات ، فعلي عبد الله صالح لا يتعامل إلا بقوة السلاح ولا يعرف إلا لغة الدمار والقتل الجماعي والإبادة البشرية ويستند في حكمه على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الأنظمة الطائفية في المنطقة ، فطالما وقفت السعودية وليبيا ودول الخليج العربي مع نظام علي عبد الله صالح لقمع أي تحرك مهما كان مادام يتسم بلون التشيع ، أما علاقة هذا النظام بالولايات المتحدة فهي علاقة وطيدة ، فان اليمن يعد من أقوى حلفاء واشنطن في الحرب على الإرهاب ، ويشكل اليمن كذلك جبهة قوية في محاربة القوى التي تعتقد واشنطن بأنها ضد أغراضها التوسعية في المنطقة.. لكن مع ذلك قد يفسر الصمت الغربي والعربي والإسلامي بتفسير آخر وهذا التفسير يرتكز على شك وظن راجح يدور في أذهان هؤلاء وهو أن اليمن والحوثيين على وجه التحديد سيكون لهم دور بارز في وجود نظام دولي جديد بقيادة قائم أل محمد عليه السلام.. وهذا الظن والشك ناتج من التناغم الوارد في الروايات الشريفة والتي كشفت في ظاهرها عن وجود علاقة بين اليمن والإمام عليه السلام ، وكشفت في مفصل آخر عن احتمال وجود الإمام عليه السلام وفي منطقة يقال لها (كرعة) ، وبين ما يحصل الآن في صعدة من وجود أناس مقاتلين يتسمون بالتشيع والولاء للإمام علي عليه السلام حملوا السلاح وقاتلوا الأنظمة الظالمة .. فهذا التناغم يثير المخاوف في نفوسهم وربما يدل على أن الدول الغربية والعربية لا تستبعد من وجود أو تحقق الغيب الوارد في الروايات بعد أن تحقق شطر منه بطبيعة الحال..بالحقيقة ليس نحن الآن بصدد البحث في حقيقة هذه الأفكار وصحتها سواء كانت تلك الأفكار التي تأول الروايات وتسند لليمن حركة الظهور متجاوزة صحة المتن والسند والمصاديق الواقعية لليماني أو المكان الحقيقي لثورة الإمام عليه السلام ، ولا على صعيد الأفكار الغربية والعربية التي اعتقد بها هؤلاء في إمكانية تحقق الروايات .. لكن بالجملة نقول أن الحكومة اليمنية أعلنت صراحة بأنها تتخوف من عودة حكم الإمامة إلى اليمن ، وهذا التصريح بحد ذاته هو الذي جعل الغرب والشرق يقف معها ، وهذا يعني بأن الحملة التي ستشن على الإمام المهدي عليه السلام في حال ظهوره اكبر بكثير من هذه الحملة ..كل ذلك يضعنا في دائرة القراءة المتأنية للأحداث وفي كيفية التعامل معها ، ويجعلنا في دائرة الفحص عن الدواعي السياسية لأي عمل وحدث يحدث في الواقع الدولي والإقليمي والمحلي قبل الفحص عن الأسباب والدواعي الأخرى .. على كل حال تتعرض صعدة اليوم الى حملة إبادة تتطلب موقفا واضحا من كل المسلمين ، وهذا الموقف يستند على حرمة قتل النفس وهتك الأعراض وإباحة المقدسات ..بينما تبقى الخلافات العقائدية في إطار آخر له مجاله الفكري والعلمي الذي يتجانس معه.. إن السكوت عن جرائم الحكومة اليمنية في صعدة هو تفويض لحكومات البغي والإرهاب والقمع في إزهاق النفس المحترمة وتفويضا لها بالقتل الجماعي ، وبالتالي نقع في حرمة شرعية كبيرة إذا لم نقف الموقف الشرعي والأخلاقي ، وفي ذات الوقت نشارك بجرائم إنسانية فضيعة من حيث ندري ولا ندري.. بل أن السكوت يعني بأننا سنسكت عن الهجوم الذي سيشن على الإمام عليه السلام في العراق حال ظهوره المقدس ، لأن الإعلام سيصف حركة الإمام في العراق بحركة المتمردين ، وإذا لم يجد هذا الهجوم من يندد به ويستنكره فأنه سيستمر في مقارعة جيش الإمام عليه السلام وحركته وحينها نكون قد خذلنا الإمام عليه السلام من حيث ندري أو من حيث ولا ندري
يعمل...
X