فقمت، فإذا البيت قد انهدم على المتاع، فاكتريتُ قوماً كشفوا عن متاعي، واستخرجت جميعه ولم يذهب لي غير سطلٍ للوضوء، فلمّا أتيتُه من الغد قال لي: « هل فقدتَ شيئاً من متاعك فندعو الله لك بالخَلَف ؟ » فقلت: ما فقدتُ غير سطلٍ كان لي أتوضّأ منه. فأطرق رأسه مَليّاً ثمّ رفعه فقال: « قد ظننت أنّك أُنسيتَه قبل ذلك، فَأْتٍ جاريةَ ربّ الدار فاسألها عنه وقل لها: أُنسِيتُ السطل في بيت الخلاء فَرُدّيه. قال: فسألتها فردَّتْه. ( رواه أيضاً: ابن الصبّاغ المالكي في: الفصول المهمّة:216 ـ ط الغري ).
• وفي ( وسيلة النجاة:369 ـ ط لكهنو ) روى محمّد مبين السهالوي الحنفي أنّ عليّ ابن يقطين أرسل كتاباً إلى موسى بن جعفر عليه السلام بالمدينة، فلمّا وصل الجماعةُ إلى المدينة لَقِيَهم موسى بن جعفر فأخرج كتاباً قبل أن يقرأ كتاب عليّ بن يقطين وقال: « فيه جواب ما في الكتاب ».
• وفي ( نور الأبصار:138 ـ ط مصر ) كتب الشبلنجي: من كتاب ( الدلائل ) للحِمْيري: روى أحمد بن محمّد عن أبي قتادة، عن أبي خالد الزبالي، قال: قَدِم علينا أبو الحسن موسى الكاظم منزل زبالة ومعه جماعة من أصحاب في مسكنه الأوّل، بعثهم لإحضاره لديه إلى العراق من المدينة، وذلك في مسكنه الأوّل، فأتيتُه فسلّمتُ عليه، فَسُرّ برؤيتي وأوصاني بشراء حوائج وبتبقيتها عندي له، فرآني غير منبسط، فقال: ما لي أراك منقبضاً ؟! فقلت: كيف لا أنقبض وأنت سائرٌ إلى هذه الفئة الطاغية، ولا آمَنُ عليك! فقال: يا أبا خالد، ليس علَيّ بأس، فإذا كان شهرُ كذا في اليوم الفلاني منه، فانتظِرْني آخر النهار مع دخول الليل، فإنّي أُوافيك إن شاء الله تعالى.
قال أبو خالد: فما كان لي همٌّ إلاّ إحصاء تلك الشهور والأيّام، إلى ذلك اليوم الذي وعَدَني بالمجيء فيه، فخرجتُ غروب الشمس فلم أرَ أحداً، فلمّا كان دخول الليل إذا بسوادٍ قد أقبل من ناحية العراق، فقصدتُه فإذا هو على بغلةٍ أمامَ القطار ( أي القافلة )، فسلّمتُ عليه وسُرِرتُ بمقدمه وتخلّصه، فقال لي: أداخَلَك الشكُّ يا أبا خالد ؟! فقلت: الحمد لله الذي خلّصك من هذا الطاغية، فقال: يا أبا خالد، إنّ لهم إليّ عودةً لا أتخلّص منها! ( رواه أيضاً ابن الصبّاغ المالكي في: الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة:216 ـ ط الغري ).
• وكتب الخطيب البغدادي أبو بكر علي الشافعي في ( تاريخ بغداد 120:1 ـ ط القاهرة ): أخبَرَنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن محمّد بن رامين الأسترآبادي قال: أنبأَنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال: سمعتُ الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلاّل يقول: ما أهمّني أمرٌ فقصدتُ قبر موسى بن جعفرٍ فتوسّلتُ به إلاّ سهّل الله تعالى لي ما أُحب.
• وكان من كلماته الحكيمة عليه السلام قوله:
ـ المعروف لا يفكُّه إلاّ المكافاة أو الشكر. قلّة الشكر تزهو في اصطناع المعروف ( رواه النويري في: نهاية الإرب 248:3 ).
ـ يا بَنيّ إنّي مُوصيكم بوصيّة، مَن حَفِظها انتفع بها: إذا أتاكم آتٍ فأسمَعَ أحدَكم في الأُذن اليمنى مكروهاً، ثمّ تحوّل إلى الأُذن اليسرى فاعتذر وقال: لم أقل شيئاً! فاقبلوا عُذرَه. ( رواه: ابن الصبّاغ المالكي في: الفصول المهمّة:220 ـ ط الغري ).
ـ وسمع يوماً رجلاً يتمنّى الموت، فسأله عليه السلام: هل بينك وبين الله قرابةٌ يُحابيك لها ؟! قال الرجل: لا، فقال: هل لك حسناتٌ قدّمتَها تزيد على السيّئات ؟! قال: لا، قال عليه السلام له: فأنت ـ إذن ـ تتمنّى هلاك الأبد! ( رواه الشبراوي الشافعي في: الإتحاف بحبّ الأشراف:54 ـ ط مصر ).