المهدي دابة الارض على حسب التأويل(ح2)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يوسف بيامبر
    • May 2010
    • 48

    المهدي دابة الارض على حسب التأويل(ح2)

    وورد في رواية أخرى عن عبد الله بن عجلان عن الإمام الصادق (عليه السلام) كذلك أنه قال: ( إذا قام قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج إلى بينة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه، ويخبر كل قوم بما استبطنوه، ويعرف وليه من عدوه بالتوسم ...)( ).
    في حين نجد أن هناك روايات أخرى تشير بوضوح إلى وسم الكفار في آخر الزمان فضلاً عن المؤمنين بطبيعة الحال، وذلك يتم على يدي المهدي (عليه السلام) لأنه إمام آخر الزمان، والذي يعرف وليه من عدوه بالتوسم فيسمه.
    حيث جاء في رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( انه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة فهذا حين ينزل، أما "قضي الأمر"، فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر )( ).
    وهنا نجد الرواية تشير إلى أن وسم الكافرين يتم بعد نزول المهدي (عليه السلام) بظهر الكوفة، وبطبيعة الحال إن هذا سيتم على يدي المهدي لأنه الوحيد القادر أن يعرف الكفارين من المؤمنين بالتوسم فيستطيع أن يسمهم.
    وهذا بدوره يدل على أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض في آخر الزمان لأنه هو من يسم الكافر والمؤمن بخاتم سليمان وعصا موسى كما سبق أن ذكرنا.
    ويمكن إضافة دليل آخر على كون المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض، وذلك من خلال الإشارات التي تفيد أن دابة الأرض لها سيماء وعلامة من سيماء الأمم السابقة، وذلك بحسب الرواية الواردة عن ابن عباس الآنفة الذكر والتي جاء فيها:
    ( الدابة مؤلفة ... وفيها من كل أمة سيماء وسيماها من هذه الأمة ...)( ).
    وهذا بعينه ما ينطبق على المهدي (عليه السلام) حيث تشير انه له سنن وعلامات من سنن عدد من أنبياء الأمم السابقة.
    حيث ورد عن أبى بصير عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( في صاحب هذا الأمر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد ...)( ).
    وفي هذا دلالة واضحة على أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض في آخر الزمان، والتي ذكرها الله عز وجل في القرآن بأنها آية من آياته، وهذه الآية سيكذبها الكثير من الناس حال خروجها بشهادة القرآن في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}( ) .
    وقد أشارت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) إلى تكذيب دابة الأرض من قبل الناس، والى تحذير الأئمة (عليهم السلام) لمن يقوم بذلك، ولأن الله عز وجل سيهلك من يظلمها.
    فقد ورد ذلك عن أبي عبد الله الجدلي بأنه دخل على الإمام علي (عليه السلام) فقال له: ( أحدثك بسبعة أحاديث إلا أن يدخل علينا داخل.
    قال: فقلت أفعل جعلت فداك.
    قال: أتعرف أنف المهدي وعينه، قال: قلت أنت يا أمير المؤمنين، قال: وحاجبا الضلالة تبدو مخازيهما في آخر الزمان.
    قال: قلت أظن والله يا أمير المؤمنين انهما فلان وفلان، فقال: الدابة وما الدابة عدلها وصدقها وموقع بعثها والله مهلك من ظلمها ...)( ).
    وفي هذه الرواية دلالة واضحة على الترابط ووحدة الجنس بين دابة الأرض والمهدي (عليه السلام) من حيث انهما شيء واحد بدلالة ذكر الإمام علي (عليه السلام) بأنه أنف المهدي وعينه في بداية الكلام، وذكره دابة الأرض في نهاية الكلام، وسبق أن بيان هذا الترابط آنفاً.

    دابة الأرض المهدي (ع)
    هنالك العديد من الأدلة التي تثبت أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض التي ستخرج في آخر الزمان وتقوم هذه الأدلة على أساس المقابلة بين خروج المهدي(عليه السلام) وخروج دابة الأرض، اللذان هما من أشراط الساعة ويوم القيامة، وترادف خروج كل منهما مع الآخر ومكان وطبيعة هذا الخروج.
    لقد سبقت الإشارة إلى القول بأن العذاب الأدنى هو الدابة والدجال، ومن المعلوم أن العذاب الأكبر هو يوم القيامة، إلا إننا نجد بعض الروايات التي تدل على أن خروج المهدي (عليه السلام) هو العذاب وهو الساعة الصغرى التي تكون في قبال الساعة الكبرى التي هي القيامة.
    فقد ورد في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ} انه قال: ( العذاب خروج القائم والأمة المعدودة عدة أهل بدر وأصحابه )( ).
    كما ورد عن زرارة بن أعين أنه سأل الإمام الباقر (عليه السلام) عن قوله تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}( )، فقال (عليه السلام): هي ساعة القائم تأتيهم بغتة )( ) .
    وهنالك رواية ثالثة عن الإمام الباقر (عليه السلام) وقد سأله الكميت فقال :
    ( متى يقوم الحق فيكم متى يقوم مهديكم، قال (عليه السلام): لقد سُئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عن ذلك فقال: إنما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة ).
    وكان الإمام الحسن (عليه السلام) قد سئل جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( فمتى يخرج قائمنا أهل البيت، قال: يا حسن إنما مثله كمثل الساعة ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة )( ).
    وهذا يبين أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض، لأنه هو العذاب والساعة التي تأتي بغتة أي أن زمان نزول العذاب هو نفسه زمان خروج الدابة التي هي المهدي (عليه السلام) والمتزامنة معه.
    وقد جاء في الروايات أيضاً: ( إذا نزل العذاب بهم عند اقتراب الساعة، فسمي المقول قولاً {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ} تخرج ... فتنجر المؤمن بأنه مؤمن والكافر بأنه كافر، وعند ذلك يرتفع التكليف ولا تقبل التوبة وهو علم من أعلام الساعة ...)( ).
    وهنا يتبين لنا أيضاً أن خروج المهدي (عليه السلام) هو الساعة وهو العذاب، ومن المعلوم أن الساعة ساعتين صغرى وهي خروج المهدي (عليه السلام) وكبرى هي ساعة القيامة ، وبهذا يكون العذاب الأدنى الذي جاء في تفسيره انه الدابة والدجال هو أيضاً خروج المهدي (عليه السلام).
    فتكون النتيجة إذن أن خروج الدابة هو خروج المهدي (عليه السلام)، أي أن دابة الأرض هي المهدي (عليه السلام)، فيكون العذاب الأدنى خروج المهدي والدجال، والذي هو علم من أعلام الساعة، أي من أشراطها والتي تدلل على أن الدابة هي المهدي الذي سيخرج في آخر الزمان.
    وهنالك أمر مهم لا بد الإشارة إليه وهو أن الرواية الآنفة الذكر أشارت إلى أن التوبة لا تقبل إذا نزل العذاب وخرجت دابة الأرض، التي قلنا إنها تعني المهدي (عليه السلام) وهنالك روايات تشير إلى أن التوبة لا تقبل عند طلوع الشمس من مغربها بل أن باب التوبة يغلق حينها.
    والمتتبع للروايات الشريفة يجد أن المقصود بالشمس الطالعة من مغربها هو المهدي (عليه السلام)، وما في التأويل المعاصر لهذه الرواية دليل على ذلك، فقد ورد عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة في خطبة طويلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال فيها:
    ( بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع {لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} ثم قال (عليه السلام) لا تسألوني عما يكون بعد ذلك فإنه عهد إلي حبيبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا أخبر به أحد غير عترتي، فقال النزال بن سبرة لصعصعة ما عني أمير المؤمنين بهذا القول؟ فقال صعصعة يا ابن سبرة أن الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم، هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام يطهر الأرض ويضع ميزان العدل ...)( ).
    ولما كانت التوبة لا تقبل عند نزول العذاب وخروج دابة الأرض، كما ورد في الرواية المذكورة سابقاً، فالنتيجة تكون دابة الأرض هي المهدي (عليه السلام) لأنه سلام الله عليه هو الشمس الطالعة من مغربها.
    وقد ورد عن عبد الله بن زياد بن سليمان مسنداً إلى حذيفة أنه قال: ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بين يدي الساعة آيات كالنظم في الخيط إذا سقط منها واحدة توالت خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم وفتح يأجوج ومأجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها وذلك حين لا ينفع نفس إيمانها )( ).
    الرواية الثانية وردت عن حذيفة بن اسيد أنه قال: ( سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول عشر آيات بين يدي الساعة خمس بالمشرق وخمس بالمغرب فذكر الدابة وطلوع الشمس من مغربها وعيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج ...)( ).

    يتبع
يعمل...
X