العوامل المساعدة للإمام المهدي عليه السلام في هداية الشعوب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العلوية ام موسى الاعرجي
    • Dec 2014
    • 1699

    العوامل المساعدة للإمام المهدي عليه السلام في هداية الشعوب








    من الطبيعي أن يتساءل المرء: كيف سيتمكن الإمام المهدي عليه السلام من تعميم الإسلام على الشعوب غير المسلمة ،مع ما هي فيه من حياة مادية بعيدة عن الايمان والقيم الروحية ، ونظرة سيئة إلىالإسلام والمسلمين ؟!
    لكن ينبغي الإلتفات إلى عواملكثيرة عقائدية وسياسية واقتصادية تساعد الإمام المهدي عليه السلام في دعوته ، تقدمبعضها في حركة ظهوره عليه السلام .
    فمن ذلك أن شعوب العالم تكون قدجربت - وقد جربت- الحياة المادية البعيدة عن الدين ، ولمست لمس اليد فراغها وعدمتلبيتها لفطرة الإنسان وإنسانيته . وهي حقيقة يعاني منها الغربيون ويجهرون بها !
    ومنها ، أن الإسلام دين الفطرة، ولو فسح الحكام لنوره أن يصل إلى شعوبهم على يد علماء ومؤمنين صادقين ، لدخلالناس فيه أفواجاً .
    ومنها ، الآيات والمعجزات التيتظهر لشعوب العالم على يد المهدي عليه السلام ، ومن أبرزها النداء السماوي كما تقدم .
    وهذه الآيات وإن كان تأثيرهاعلى الحكام موقتاً أو ضعيفاً أو معدوماً ولكنها تؤثر على شعوبهم بنسب مختلفة .
    ولعل من أهم عوامل التأثيرعليهم انتصارات الإمام المهدي عليه السلام المتوالية ، لأن من طبع الشعوب الغربيةأنها تحب القوي المنتصر وتقدسه ، حتى لو كان عدوها . فكيف إذا كانت له كراماتومعجزات .
    ومنها ، نزول المسيح عليهالسلام وما يظهره الله تعالى على يده من آيات ومعجزات للشعوب الغربية وشعوب العالم، بل إن دوره الأساسي وعمله الأساسي يكون بينهم ، ومن الطبيعي أن تفرح به الشعوبالغربية وحكامها ويؤمن به الجميع أول الأمر ، حتى إذا بدأ يظهر ميله إلى الإمامالمهدي عليه السلام والإسلام تبدأ الحكومات الغربية بالتشكيك والتشويش عليه ،وتنحسر موجة تأييده العارمة ، ويبقى أنصاره من الشعوب الغربية ، ويحدث فيهم التحولالعقائدي والسياسي حتى يكونون تياراً في بلادهم.
    ومنها ، العوامل الإقتصادية ،وما يصل اليه العالم من الغنى والرفاهية على يد الإمام المهدي عليه السلام فينعمالناس في زمنه نعمة لاسابقة لها في تاريخ الأرض وشعوبها ، كما تذكر الأحاديثالشريفة ، ومن الطبيعي أن يكون لذلك تأثير هام على تلك الشعوب .

    وهذه لمحات عن الحياة في عصر
    المهدي عليه السلام :

    تطوير الإمام عليه السلام
    للحياة المادية والرفاهية
    من الأمور البارزة في أحاديثالمهدي عليه السلام التقدم التكنولوجي في الدولة العالمية التي يقيمها ، فإن نوعالحياة المادية التي تتحدث عنها النصوص الشريفة في عصره عليه السلام ، أعظم من كلما عرفناه في عصرنا ، ومما قد يتوصل اليه تطور العلوم بالجهود البشرية العادية
    .

    وفيما يلي بعض ما ورد في ذلك
    :
    يستخرج كنوز الأرض ويقسمها علىالناس
    والأحاديث في ذلك كثيرة ، منهاما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (تخرج له الأرض أفلاذ أكبادها، ويحثوالمال حثواً ولا يعده عداً ) . (البحار:51/68)

    وأفلاذ أكبادها أي كنوزها،وفيرواية:( حتى يخرج منها مثل الأسطوانة ذهباً)
    وحديث يحثو المال حثواً أوحثياً ولا يعده عداً ، مشهور في مصادر الفريقين ، وهو يدل على الرخاء الإقتصاديالذي لاسابقة له ، وعلى نفسية الإمام المهدي عليه السلام السخية ، المحبة للناس
    .
    وعن الإمام الباقر عليه السلامقال:( إذا قائم أهل البيت قسم بالسوية ، وعدل في الرعية. فمن أطاعه فقد أطاع الله ،ومن عصاه فقد عصى الله ، ويستخرج التوراة وسائر كتب الله عز وجل من غار بأنطاكية ،ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل ، وبين أهل الزبوربالزبور ، وبين أهل القرآن بالقرآن .
    وتجمع إليه أموال الدنيا من بطنالأرض وظهرها فيقول للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام ، وسفكتم فيه الدماءالحرام ، وركبتم فيه ما حرم الله عز وجل . فيعطي شيئاً لم يعطه أحد قبله ، ويملأالأرض عدلاً وقسطاً ونوراً ، كما ملئت ظلماً وجوراً وشراً) . ( البحار:52/351)

    تنعم الأمة في زمانه وتعمر
    الأرض
    عن النبي صلى الله عليه وآلهقال: (تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط . ترسل السماء عليهممدراراً ، ولاتدع الأرض شيئاً من النبات إلا أخرجته
    ). (ابن حماد ص98)
    وعنه صلى الله عليه وآله قال(تأويل إليه أمته كما تأوي النحلة الى يعسوبها ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ،حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول . لايوقظ نائماً ولا يهريق دماً ) ( ابن حماد ص99
    )
    ولعل معنى ( على مثل أمرهمالأول ) أي في المجتمع الإنساني الأول عندما كانوا أمة واحدة على صفاء فطرتهمالانسانية ، قبل أن يقع بينهم الإختلاف كما قال تعالى: ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةًوَاحِدَةً ) . (سورة البقرة:213)
    وهو يؤيد ما تشير إليه بعضالأحاديث من أن المجتمع يصل في عصر المهدي عليه السلام إلى مجتمع الغنى وعدم الحاجة، ثم إلى مجتمع المحبة وعدم الإختلاف وعدم الحاجة إلى المحاكم ، ثم إلى مجتمعاللانقد ، بحيث يعمل أفراده لخدمة بعضهم قربة إلى الله تعالى ويأخذون ما يحتاجونهمن بعضهم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله
    .
    وعن النبي صلى الله عليه وآلهقال: (يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض. لاتدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته ،ولا الأرض من نباتها شيئاً إلا أخرجته ، حتى يتمنى الأحياء الأموات ) . (ابن حمادص99) ، أي يتمنى الأحياء أن الأموات كانوا أحياء لينعموا معهم ويروا ما رأوا .
    وعن الإمام الباقر عليه السلامقال ( ويظهر الله عزو جل به دينه ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الأرض خراب إلاعمر ) . ( البحار:52/191)
    وعن الإمام الصادق عليه السلامقال: ( المهدي محبوب في الخلائق ، يطفئ الله به الفتنة الصماء ) (بشارة الإسلام ص185)
    وعنه عليه السلام في تفسير قولهتعالى: ( مدهامتان.. قال: يتصل ما بين مكة والمدينة نخلاً) (البحار:56/ 49)
    وعن سعيد بن جبير قال: ( إنالسنة التي يقوم فيها القائم تمطر الأرض أربعاً وعشرين مطرة ، ويرى آثارها وبركاتها
    )(كشف الغمة:3/250)
    وفي مخطوطة ابن حماد ص98(علامة المهدي: أن يكون شديداً على العمال، جواداً بالمال ، رحيماً بالمساكين)
    وفيها: ( المهدي كأنما يلعقالمساكين الزبد
    )

    يطور العلوم الطبيعية ووسائل
    المعيشة
    تذكر أحاديث المهدي عليه السلامعدداً من الأمور غير المألوفة للأجيال السابقة ولجيلنا المعاصر ، في وسائل الإتصالالتي تكون في عصره ، ووسائل الرؤية، والمعرفة ، ووسائل الحرب ، وأساليب الإقتصاد ،والحكم والقضاء ، وغيرها
    .
    ويظهر أن بعضها يكون كراماتومعجزات يجريها الله على يديه عليه السلام .
    ولكن كثيراً منها تطوير للعلومالطبيعية واستثمار لقوانين الله تعالى ونعمه ، التي أودعها فيما حولنا من موادالأرض والسماء .
    وتدل أحاديث متعددة وتشير ، إلىأن تطويره عليه السلام لعلوم الطبيعة سيكون قفزة في تقدم الحياة الانسانية علىالأرض في جميع مرافقها . من ذلك الحديث المروي عن الإمام الصادق عليه السلام قال(العلم سبعة وعشرون حرفاً . فجميع ما جاءت به الرسل حرفان ، فلم يعرف الناس حتىاليوم غير الحرفين فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة وعشرين حرفاً فبثها في الناس ، وضمإليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً) . (البحار:52/ 336)
    وهو وإن كان ناظراً إلى علومالأنبياء والرسل عليهم السلام ولكنها تشمل مضافاً إلى العلم بالله سبحانه ورسالتهوالآخرة ، العلوم الطبيعية التي ورد أن الأنبياء عليهم السلام علموا الناس بعضأصولها ، ووجهوهم إليها ، وفتحوا لهم جزءا من أبوابها ، كما ورد من تعليم إدريسعليه السلام الخياطة للناس ، وتعليم نوح عليه السلام صناعة السفن والنجارة ، وتعليمداود وسليمان صناعة الدروع ، وغيرها .
    فالمقصود بالعلم في الحديث أعممن علوم الدين والطبيعة ، والمعنى أن نسبة ما يكون في أيدي الناس من العلوم إلى مايعلمهم إياه عليه السلام نسبة اثنين إلى خمس وعشرين .
    وعن الإمام الباقر عليه السلامقال: ( أما إن ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول ، وذخر لصاحبكم الصعب . قال قلت: وما الصعب؟ قال: ما كان فيه رعد وصاعقة أو (و) برق فصاحبكم يركبه . أماإنه سيركب السحاب ، ويرقى في الأسباب ، أسباب السماوات السبع والأرضين السبع ، خمسعوامر ، واثنتان خرابان). (البحار:52/321)
    وعن الإمام الصادق عليه السلامقال:(إن المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي في المغرب . وكذا الذيفي المغرب يرى أخاه الذي في المشرق). (البحار:52/ 391)
    وعنه عليه السلام :(إن قائمناإذا قام مد الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لايكون بينهم وبينه بريد يكلمهمفيسمعونه وينظرون إليه وهو في مكانه) (البحار:52 /236 .
    وعنه عليه السلام قال: ( إذاتناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض من الأرض ،وخفض له كل مرتفع ، حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته . فأيكم لو كانت في راحتهشعرة لم يبصرها)
    وروي أنه عليه السلام ينصب لهعمود من نور من الأرض إلى السماء فيرى فيه أعمال العباد ، وأن له علوما مذخورة تحتبلاطة في أهرام مصر لايصل إليها أحد قبله ) .( كمال الدين ص 565)
    إلى غير ذلك من الروايات التيلايتسع المجال لاستقصائها وتفسيرها .
    وبعضها يتحدث عن تطور العلوم بشكل عام ،
    وبعضها عن تطور القدرات الذهنية والوسائل الخاصة بالمؤمنين ، وبعضها عن وسائلوكرامات خاصة بالإمام المهدي عليه السلام وأصحابه
    .
    من ذلك ما عن الإمام الباقرعليه السلام قال: ( كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ، ليس شئ إلاوهو مطيع لهم ، حتى سباع الأرض وسباع الطير تطلب رضاهم (في) (و) كل شئ ، حتى تفخرالأرض على الأرض وتقول: مرَّ بي اليوم رجل من أصحاب القائم) (البحار: 52 /327)
    وفي رواية عن الإمام الباقرعليه السلام قال: ( إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلاً يقول: عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لاتفهمه ولاتعرف القضاء فيه ، فانظر إلى كفك واعملبما فيها ) . (غيبة النعماني ص319)
    وقد يكون ذلك على نحو الإعجازوالكرامة لهم ، وقد يكون على أساس قواعد علمية ، أو وسائل متطورة .

    ملكه أعظم من ملك سليمان وذي
    القرنين
    يفهم من أحاديث الإمام المهديعليه السلام أن الدولة الإسلامية العالمية التي يقيمها أعظم من الدولة التي أقامهانبي الله سليمان وذو القرنين عليهما السلام ، وبعض الأحاديث تنص على ذلك ، كالحديثالمروي عن الإمام الباقر عليه السلام : (إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود ،وسلطاننا أعظم من سلطانه
    )
    والحديث الآتي بأنه تسخر لهأسباب لم تسخر لذي القرنين ، والأحاديث التي تدل على أن عنده مواريث الأنبياء عليهمالسلام التي منها مواريث سليمان ، وأن الدنيا عنده بمنزلة ، راحة كفه
    ..
    فدولة سليمان عليه السلام شملتفلسطين وبلاد الشام ، ولكنها لم تشمل مصر وما وراءها من أفريقيا . كما أنها لمتتجاوز اليمن إلى الهند والصين وغيرها ، كما تذكر الأحاديث . بل تذكر أنها لمتتجاوز مدينة إصطخرجنوب إيران .
    بينما دولة المهدي عليه السلامتشمل كل مناطق العالم ، حتى لايبقى قرية إلا نودي فيها بالشهادتين ، ولايبقى فيالأرض خراب إلا عمر ، كما تنص الأحاديث الشريفة . بل تنص على شمولها للأرضين الأخرى !
    ومن ناحية الإمكانات التي تسخرللمهدي عليه السلام ، فهي تشمل الإمكانات التي سخرها الله تعالى لسليمان عليهالسلام وتزيد عليها .
    سواء ما كان منها على نحو الإعجاز والكرامة الربانية، أو
    ماكان تطويراً للعلوم واستثماراً لإمكانات الطبيعة
    .
    ومن ناحية مدتها ، فقد كانت مدةدولة سليمان عليه السلام نحو نصف قرن ، ثم وقع الإنحراف بعد وفاته سنة 931 قبلالميلاد وتمزقت الدولة ، ووقعت الحرب بين مملكتي القدس ونابلس . كما تذكر التوراةوالمؤرخون .
    أما دولة الإمام المهدي عليهالسلام في حياته وبعده ، فهي تستمر الى آخر الدنيا ، ولا دولة بعدها !
    </h2>
يعمل...
X