دور النبي (ص) في نشر الرحمة في المجتمع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    دور النبي (ص) في نشر الرحمة في المجتمع

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد


    قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلكَ}(آل عمران:١٥٩). صدق الله العلي العظيم.

    الرحمة النبوية:

    بعث الله تعالى خاتم الأنبياء والرسل محمداً رحمة للعالمين، فهو الرحمة المهداة ليس للبشر فحسب، بل لجميع عوالم الوجود، وذلك أن الحق تعالى كتب على نفسه الرحمة، قال تعالى: {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }(الأنعام:١٢) ورحمته سبقت غضبه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ‹‹كتب الله عز وجل كتاباً قبل أن يخلق الخلق بألفي عام في ورق آس، ثم وضعها على العرش، ثم نادى يا أمة محمد: إنّ رحمتي سبقت غضبي››(1).
    المجتمع قبل زمان النبي صلى الله عليه وآله.
    وكان النبي صلى الله عليه وآله يبين للناس أهمية الرحمة، إذْ أنّ المجتمع الجاهلي - العرب - عندما بعث فيهم النبي صلى الله عليه وآله كان السائد فيهم العنف والغلظة والتعدي على الغير خصوصاً إذا كان الغير ضعيفاً، وقد أراد الله تعالى للبشرية جمعاء بل للكون كله أن يرفل في النعيم، ويعيش الرحمة والحب والمودة جميع أفراده وكل مفرداته.
    دور النبي صلى الله عليه وآله في نشر الرحمة
    وعندما نرجع إلى مصادر التشريع في الكتاب والسنة نجد آيات متعددة تتحدث عن رحمة الله تعالى، وأحاديث كثيرة وردت عن المصطفى صلى الله عليه وآله وعن أهل البيت عليهم السلام تبين أهمية الرحمة وما يترتب عليها من آثار، والأحاديث تجعل الرحمة الإطار العام الذي يجب أن يكون عليه المسلم، والطريق القويم الذي يجب أن يسير عليه الإنسان السوي، غير أن النبي صلى الله عليه وآله بُعث في مجتمع ينبذ الرحمة، ويقدس العنف، ويرى الرحمة مظهراً من مظاهر الضعف يعاكس الرجولة، والقوة والشجاعة.
    غرس مفهوم الرحمة بين أفراد المجتمع
    فجاهد صلى الله عليه وآله في هذا المجتمع لغرس مفهوم الرحمة في الناس، والآيات والروايات التي جاءت تؤكد ذلك، قال تعالى: { ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ *أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}(البلد:17-18) أما الأحاديث فقد جاء الكثير منها لتوكيد هذا المفهوم قال صلى الله عليه وآله: ‹‹الراحمون يرحمهم الرحمن يوم القيامة ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء››(2).
    إعداد القابليات لتلقي الرحمة الإلهية.
    وقال صلى الله عليه وآله: ‹‹من لم يرحَم لا يُرحم››(3) ، أي أن الله تعالى إنما يرحم القلب المتصف بالحنان واللطف والرحمة، أما القلب الذي انتزعت منه الرحمة، فإنّ الله تعالى لا يرحمه، وعنه صلى الله عليه وآله: ‹‹إنما يرحم الله من عباده الرحماء››(4) وهنا حصر منه صلى الله عليه وآله برحمة الله تعالى للرحماء، وعنه صلى الله عليه وآله: ‹‹والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلاّ رحيم››(5) إن القلب الغليظ الجافي القاسي لا يدخل الجنة ولا تناله الرحمة كما قال صلى الله عليه وآله، لذا تعجب من سمع هذا الحديث منه صلى الله عليه وآله، فقالوا: كلنا رحيم، قال: لا، حتى ترحم العامة، أي أنّ عامة الناس ينبغي أن يتعامل معهم بالرحمة والمودة واللطف، وعنه صلى الله عليه وآله: ‹‹خاب عبد وخسر لم يجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر››(6) فمن انتزعت من قلبه الرحمة فهو يعيش الخيبة والخسران، أما من تجذرت المودة في نفسه، وكبر الحب في قلبه فأصبح رحيماً فهو مورد اللطف الإلهي وسعة الرحمة.
    مواجهة مظاهر العنف بالرحمة والعطف
    والنبي صلى الله عليه وآله جذر هذا المفهوم وغرسه في أذهان أولئك الجفاة الغلاظ لأنّ طبيعة المجتمع العربي كانت تنبذ الرحمة وتقدس العنف، والاعتداء على الضعفاء الذين لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم، وكان العرب يقدسون القوة بغض النظر عن كونها على وفق القانون أو ظالمة، ومما جاء عنهم وينم عن العنف والقسوة التي كانت لأجدادنا العرب ولا زالت آثارها باقية إلى يوم الناس، فكثير من العرب لم يتعرف على الأفق الواسع للشريعة الإسلامية السمحاء فيتعامل بالعنف، ويراه المظهر الذي ينبغي أن يتجسد به الإسلام، ولذا أثّر الفهم الخاطئ للإسلام في إبعاد الآخرين عنه بل وُسم الإسلام والمسلمين بالعنف مع أنه دين الرحمة والحب، جاء عن الإمام الباقر عليه السلام: ‹‹وهل الدين إلاّ الحب››(7) والحب والرحمة يبنيان الحضارة أما العنف فهو مظهر تخلف وهدم.
    -----------------------------------------
    الأحاديث المذكورة من 1 إلى 7 راجعوها في بحار الأنوار
    للعلامة المجلسي عليه الرحمة - باب الخلق النبوي الكريم
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    شكرا جزيلا على الطرح الرائع

    جزاك الله كل خير

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • عاشقة السيدة زينب ع
        • Jul 2010
        • 8202

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطااهرين
        وعجل فرجهم وألعن أعداائهم

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5

          تعليق

          • عبد الحق
            • Sep 2011
            • 5697

            #6
            بسم الله
            السلام عليكم

            جميل الطرح أيتها الكريمة
            لك مني خالص الشكر

            وجزاكِ الله خير الجزاء

            تعليق

            • عاشقة النور
              • Jan 2009
              • 8942

              #7
              ربي يع ــطيكـ العاافيه
              ولايحرمنا منك ومن جديدك



              "عاشقة النور"

              تعليق

              • ** خـادم العبـاس **
                • Mar 2009
                • 17496

                #8

                تعليق

                • دمعة الكرار
                  • Oct 2011
                  • 21333

                  #9

                  تعليق

                  يعمل...
                  X