ماذا أعطى الأمير ؟ وما الذي أخذ ؟
لو تتبعنا السيرة العطرة لمولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام من اللحظة التي ولد فيها وإلى اللحظة التي إستشهد فيها لوجدناها حافلة بالعطاء لله العظيم ولرسوله الكريم ففي لحظة ولادته والتي كانت في بيت الله الحرام أطهر الأماكن المقدسة خر ساجدا لله العظيم مقرا له بالربوبية متعهدا له بأن لا يخضع لمخلوق غيره ، فصدق بما عاهد الله عليه ، فنشأ نشأة طيبة مباركة تحوطه في ذلك الرعاية المحمدية فكان ملازما للمصطفى يأخذه معه إلى غار حراء لعبادة الواحد وظل كذلك إلى أن بعث محمدا صلى الله عليه وآله نبيا صادعا ورسولا منذرا ، فآمن به وصدقه من دون تردد فكان أول الناس إيمانا برسالة المصطفى صلى الله عليه وآله ومنذ تلك اللحظة صار عليا عليه السلام اليد المدافعة عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وتتجلى روح الفداء لرسول الله من قبل علي عليه السلام حينما أراد الله لرسوله الهجرة إلى المدينة المنورة حيث أخبر رسول الله عليا بهجرته وأن قريشا قد وكلت أربعين سيفا للهجوم على بيته وقتله في ليلة هجرته وطلب منه أن يبيت على فراشه فلم يتقاعس عن ذلك خوفا على نفسه بل فداه بالمبيت حيث قال له ( أوتسلم يا رسول الله ) قال ( إيه والذي إليه مرجع العباد ) فأجابه ( نفسي لنفسك الفداء ، وروحي لروحك الوقاء ) وبات تلك الليلة بقلب مطمئن ونفس راضية لم يعبأ بكثرة السيوف من حوله
وبعد الهجرة بدأ رسول الله صلى الله عليه وآله التخطيط لنشر الدين الحنيف بالكلمة تارة وبالسيف تارة أخرى فكان عليا عليه السلام الفارس الذي قويت به شوكة الإسلام حيث بدأت شرارة المعارك والغزوات لرسول الله بمعركة بدر الكبرى فكان لسيف علي النصيب الأكبر في هزيمة فطاحلة قريش
وبعدها كانت معركة أحد حيث تخلى فيها المسلمون عن رسول الله ولم يبق إلا عليا عليه السلام يدافع عنه بكل بسالة وصمود وبه نجا من القتل
وتتوالى المعارك والتي في كل منها تتجلى البصمة العلوية في نصرة الدين
فها هي الأحزاب كفى الله فيها بسيف علي القتال حينما برز لعمر بن عبد ود العامري فأرداه صريعا
وها هي خيبر تشهد حصونها لعلي بهزيمة اليهود بعد ما جدل فارسهم والذي يعد بألف فارس صريعا يخور بدمه
هذا عطاء علي في الحروب ، ولعلي عطاآت أخرى كلها في سبيل الله ولنصرة دين الله فزكى بخاتمه وهو في حال الصلاة وتصدق بما يسد به رمق جوعه لـ 3 أيام حيث كان وأهل بيته صائمين وفي كل ليلة يتصدقون بطعامهم للمسكين واليتيم والفقير حتى إلتصقت بطونهم بأظهرهم من شدة الجوع لا يريدون في ذلك إلا رضا الله العظيم
وكان عليا رحيما بالمؤمنين كما رسول الله صلى الله عليه وآله وعطوفا على اليتامى وكان يكرر دائما ( ما تأوهت لشيء كما تأوهت للأيتام في الصغر )
ولم يتوقف عطاؤه في حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بل إستمر يؤدي دوره كإمام على الأمة ويتبين ذلك في إرشاده وتوجيهه للخلفاء الذين حكموا بعد النبي صلى الله عليه وآله حتى قال أحدهم وفي مواطن كثيرة وبصور متعددة أذكر لكم واحدة منها والتي جاء فيها ( لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن )
وبقي علي في جهاد من أجل الدين حتى بعد توليه الخلافة فقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين
وختمت حياته كما بدأت حيث أستشهد في مسجد الكوفة وفي محراب الصلاة التي هي معراج روحه إلى الله على يد أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم عليه لعائن الله في 21/ رمضان عام 40 للهجرة
أما أهم ما أخذه علي عليه السلام جزاءا لما قدم فسأذكر جزأا يسيرا منها في النقاط التالية
1- أعطاه الله الولاية والوصايا التشريعية والسياسية والتكوينية على هذه الأمة
2- زوجه الله في ملكوته بسيدة نساء العالمين عليها السلام
3- جعل الله الذرية الطاهرة لرسول الله في صلبه
4- آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بينه وبينه ولم يتم ذلك لأحد سواه
5- حباه الله بأن يكون باب علم مدينة رسوله الكريم
6- قال فيه رسول الله ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) فكان من النبي كما هارون من موسى
7- نال بحبه لله ورسوله ، حب الله ورسوله ويتجلى ذلك في قول النبي الأكرم له ( لأعطين الراية غدا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله .. )
8- تجلى الإيمان بكامله في شخصه الطاهر بدليل قول النبي له ( برز الإيمان كله إلى الشرك كله )
9- نال الوسام المحمدي العظيم حينما قتل عمر بن عبد ود العامري حيث قال فيه الرسول الأكرم ( ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين )
10- توج أميرا للمؤمنين في يوم الغدير على مرأى ومسمع من كثير من المسلمين بعد حجة الوداع ومن أراد التعمق في ذلك فليرجع إلى خطبة النبي في ذلك اليوم
11- أنه نفس النبي صلى الله عليه وآله بدليل ( وأنفسنا وأنفسكم .. ) الآية
12-أبان الله من خلال حديث الكساء ما للزهراء وأبيها وبعلها وبنيها من الفضل بحيث يقول الجليل جل جلاله في حديث الكساء ( يا ملائكتـي ويا سـكان سماواتي ، إني ما خلقت سماء مبنية ، ولا أرضا مدحية ، ولا قمرا منيرا ، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يـدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسـري إلا في محبة هؤلاء الخمسة ، الذين هم تحـت الكساء ، فقال الأمين جبرائيل : يا رب ومن تحت الكساء ، فقال عز وجل : هم أهل بيت النبوة ومعـدن الرسالـة ، هم فاطمة و أبوها ، وبعلهـا وبنـوها )
13- جعله الله عدل القرآن من خلال حديث من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى حيث قال
( إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وقد أخبرني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )
أما ما أخذه علي في يوم الجزاء فيتمثل في الآتي
_ الرضوان العظيم من قبل الله جل جلاله
_ هو الساقي على الحوض
_ هو المؤذن الذي ينادي بين أهل الجنة وأهل النار
_ هو قسيم الجنة والنار حيث لا يدخل أحد من الناس إلى الجنة إلى بصك من كفه المباركة
أما النعيم الذي ناله في يوم القيامة
فيتجلى واضحا في سورة الإنسان وعلى من يريد معرفة ذلك النعيم المقيم فليتلو هذه السورة المباركة ولينظر ببصيرته كيف أن عليا وأبنائه الميامين وبمعية الزهراء فاطمة حصلوا على هذا النعيم ومن أي طريق حصلوا عليه
أسأل الله أن يجعلنا من شيعة علي المخلصين ومن القادة الناصرين لدين الله مع حفيده الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف وأن يحسن لنا العاقبة ببركات ولائنا له ولآله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
"عاشقة النور"
لو تتبعنا السيرة العطرة لمولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام من اللحظة التي ولد فيها وإلى اللحظة التي إستشهد فيها لوجدناها حافلة بالعطاء لله العظيم ولرسوله الكريم ففي لحظة ولادته والتي كانت في بيت الله الحرام أطهر الأماكن المقدسة خر ساجدا لله العظيم مقرا له بالربوبية متعهدا له بأن لا يخضع لمخلوق غيره ، فصدق بما عاهد الله عليه ، فنشأ نشأة طيبة مباركة تحوطه في ذلك الرعاية المحمدية فكان ملازما للمصطفى يأخذه معه إلى غار حراء لعبادة الواحد وظل كذلك إلى أن بعث محمدا صلى الله عليه وآله نبيا صادعا ورسولا منذرا ، فآمن به وصدقه من دون تردد فكان أول الناس إيمانا برسالة المصطفى صلى الله عليه وآله ومنذ تلك اللحظة صار عليا عليه السلام اليد المدافعة عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وتتجلى روح الفداء لرسول الله من قبل علي عليه السلام حينما أراد الله لرسوله الهجرة إلى المدينة المنورة حيث أخبر رسول الله عليا بهجرته وأن قريشا قد وكلت أربعين سيفا للهجوم على بيته وقتله في ليلة هجرته وطلب منه أن يبيت على فراشه فلم يتقاعس عن ذلك خوفا على نفسه بل فداه بالمبيت حيث قال له ( أوتسلم يا رسول الله ) قال ( إيه والذي إليه مرجع العباد ) فأجابه ( نفسي لنفسك الفداء ، وروحي لروحك الوقاء ) وبات تلك الليلة بقلب مطمئن ونفس راضية لم يعبأ بكثرة السيوف من حوله
وبعد الهجرة بدأ رسول الله صلى الله عليه وآله التخطيط لنشر الدين الحنيف بالكلمة تارة وبالسيف تارة أخرى فكان عليا عليه السلام الفارس الذي قويت به شوكة الإسلام حيث بدأت شرارة المعارك والغزوات لرسول الله بمعركة بدر الكبرى فكان لسيف علي النصيب الأكبر في هزيمة فطاحلة قريش
وبعدها كانت معركة أحد حيث تخلى فيها المسلمون عن رسول الله ولم يبق إلا عليا عليه السلام يدافع عنه بكل بسالة وصمود وبه نجا من القتل
وتتوالى المعارك والتي في كل منها تتجلى البصمة العلوية في نصرة الدين
فها هي الأحزاب كفى الله فيها بسيف علي القتال حينما برز لعمر بن عبد ود العامري فأرداه صريعا
وها هي خيبر تشهد حصونها لعلي بهزيمة اليهود بعد ما جدل فارسهم والذي يعد بألف فارس صريعا يخور بدمه
هذا عطاء علي في الحروب ، ولعلي عطاآت أخرى كلها في سبيل الله ولنصرة دين الله فزكى بخاتمه وهو في حال الصلاة وتصدق بما يسد به رمق جوعه لـ 3 أيام حيث كان وأهل بيته صائمين وفي كل ليلة يتصدقون بطعامهم للمسكين واليتيم والفقير حتى إلتصقت بطونهم بأظهرهم من شدة الجوع لا يريدون في ذلك إلا رضا الله العظيم
وكان عليا رحيما بالمؤمنين كما رسول الله صلى الله عليه وآله وعطوفا على اليتامى وكان يكرر دائما ( ما تأوهت لشيء كما تأوهت للأيتام في الصغر )
ولم يتوقف عطاؤه في حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بل إستمر يؤدي دوره كإمام على الأمة ويتبين ذلك في إرشاده وتوجيهه للخلفاء الذين حكموا بعد النبي صلى الله عليه وآله حتى قال أحدهم وفي مواطن كثيرة وبصور متعددة أذكر لكم واحدة منها والتي جاء فيها ( لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن )
وبقي علي في جهاد من أجل الدين حتى بعد توليه الخلافة فقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين
وختمت حياته كما بدأت حيث أستشهد في مسجد الكوفة وفي محراب الصلاة التي هي معراج روحه إلى الله على يد أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم عليه لعائن الله في 21/ رمضان عام 40 للهجرة
أما أهم ما أخذه علي عليه السلام جزاءا لما قدم فسأذكر جزأا يسيرا منها في النقاط التالية
1- أعطاه الله الولاية والوصايا التشريعية والسياسية والتكوينية على هذه الأمة
2- زوجه الله في ملكوته بسيدة نساء العالمين عليها السلام
3- جعل الله الذرية الطاهرة لرسول الله في صلبه
4- آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بينه وبينه ولم يتم ذلك لأحد سواه
5- حباه الله بأن يكون باب علم مدينة رسوله الكريم
6- قال فيه رسول الله ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) فكان من النبي كما هارون من موسى
7- نال بحبه لله ورسوله ، حب الله ورسوله ويتجلى ذلك في قول النبي الأكرم له ( لأعطين الراية غدا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله .. )
8- تجلى الإيمان بكامله في شخصه الطاهر بدليل قول النبي له ( برز الإيمان كله إلى الشرك كله )
9- نال الوسام المحمدي العظيم حينما قتل عمر بن عبد ود العامري حيث قال فيه الرسول الأكرم ( ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين )
10- توج أميرا للمؤمنين في يوم الغدير على مرأى ومسمع من كثير من المسلمين بعد حجة الوداع ومن أراد التعمق في ذلك فليرجع إلى خطبة النبي في ذلك اليوم
11- أنه نفس النبي صلى الله عليه وآله بدليل ( وأنفسنا وأنفسكم .. ) الآية
12-أبان الله من خلال حديث الكساء ما للزهراء وأبيها وبعلها وبنيها من الفضل بحيث يقول الجليل جل جلاله في حديث الكساء ( يا ملائكتـي ويا سـكان سماواتي ، إني ما خلقت سماء مبنية ، ولا أرضا مدحية ، ولا قمرا منيرا ، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يـدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسـري إلا في محبة هؤلاء الخمسة ، الذين هم تحـت الكساء ، فقال الأمين جبرائيل : يا رب ومن تحت الكساء ، فقال عز وجل : هم أهل بيت النبوة ومعـدن الرسالـة ، هم فاطمة و أبوها ، وبعلهـا وبنـوها )
13- جعله الله عدل القرآن من خلال حديث من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى حيث قال
( إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وقد أخبرني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )
أما ما أخذه علي في يوم الجزاء فيتمثل في الآتي
_ الرضوان العظيم من قبل الله جل جلاله
_ هو الساقي على الحوض
_ هو المؤذن الذي ينادي بين أهل الجنة وأهل النار
_ هو قسيم الجنة والنار حيث لا يدخل أحد من الناس إلى الجنة إلى بصك من كفه المباركة
أما النعيم الذي ناله في يوم القيامة
فيتجلى واضحا في سورة الإنسان وعلى من يريد معرفة ذلك النعيم المقيم فليتلو هذه السورة المباركة ولينظر ببصيرته كيف أن عليا وأبنائه الميامين وبمعية الزهراء فاطمة حصلوا على هذا النعيم ومن أي طريق حصلوا عليه
أسأل الله أن يجعلنا من شيعة علي المخلصين ومن القادة الناصرين لدين الله مع حفيده الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف وأن يحسن لنا العاقبة ببركات ولائنا له ولآله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
"عاشقة النور"
تعليق