جـراحُ فمـي علـى الشفتـيـن تَرْتَـجِـفُ
وصــوتُ دمــي صريـحـاً راحَ يَعْـتَـرِفُ
أَتَـيْــتُ أَجُــــرُّ ثــــوبَ الــــذلِّ مُـنـكـسـراً
لأَســــــألَ قــلــعــةً لــلــعـــارِ تَــنْــجَـــرِفُ
عـلامَ الصمـتُ صـار الـيـوم شِرْعَتَـنـا
كــأنّ الـطـيـرَ فـــوق رؤوسِـنــا تَـقِــفُ
فـهـل هــذا الــذي يُقْـضـى لـنـا عَـبَـثٌ
وهــل هــذا الــذي يَـجـري لـنـا صُــدَفُ
فـــــــلا والله لا عَـــبَــــثٌ ولا صُــــــــدَفُ
ولـكــنْ نـحــن فـــوق تـرابِـهــا جِــيَــفُ
نـعـيـشُ تـنـاقـضَ الأيـــامِ فـــي كَــمَــدٍ
فـــــلا غَــضَـــبٌ يُـثَــوِّرُنــا ولا أَسَــــــفُ
وَنَـــعْــــلَــــمُ أنّ بَـــلْــــوانــــا تُـــرَتِّـــبُـــهـــا
قُـصــورٌ، ديـنُـهـا الإســـرافُ والــتَــرَفُ
يَـفــوحُ الـعُـهْـرُ مـــن أَبـدانِـهـم عَـفَـنــاً
ومِـــنْ أَفعـالـهـم قــــد أَنْـتَـنَــتْ غُــــرَفُ
لِـهَـزِّ الخـصـرِ مــا ضَـمّــتْ خزائِـنُـهـم
وللغـلـمـانِ مـــا كَـنَــزوا ومـــا صَـرَفــوا
مـبـادئُـنــا، جـــنـــازاتٌ تَــســيــرُ بـــهـــا
ذئــابٌ عــن سَـــواءِ الـــدربِ تَـنْـحَـرِفُ
فــــلا إِنْــــسٌ تَـهِـيــجٌ عـلـيــه نَـخْـوَنُــهُ
ولا رجــــــلٌ يَـــهُـــزُّ ضــمــيـــرَه أَنَـــــــفُ
يُـضَــخُّ الـرعــبُ فـيـنـا مُـــذْ نُعـومَـتِـهـا
فتشكـو الجبـنَ فـي أَرحامِهـا النُّطَـفُ
فــــلا يَــغْــرُرْكَ فــــوق تُـرابِــهــا عَـــــدَد
ٌ فَـجُــلُّ رجـالِـهـا إنْ تُخْـتَـبَـرْ خَـــزَفُ
وجـــــلُّ شـبـابِـهــا بـالــغــربِ مُــوْلَــعَــةٌ
وجـــــلّ نـسـائِـهــا لـفـراشِـهــم تُــحَـــفُ
بَهـائِـمُ فـــي شِـعــابِ الأرضِ هـائـمـةٌ
فــــلا أَمَــــلُ تـعـيــشُ لــــه ولا هَـــــدَفُ
فـلا عَجَـبٌ إذا عـن نَهْجِهِـمْ ضـاعـوا
ولا عـجــبٌ إذا عـــن دربِـهــم عَــزَفُــوا
فَمَـنْ نامـتْ عـلـى الشّـهـواتِ فِطـرتُـه
يمـوتُ القـلـبُ فــي جَنبـيـهِ والـشّـرَفُ
غريـبـاً عُــدْتَ يــا إســلامُ فـــي زمـــنٍ
مـبــادِئُــه مِـــــن الأوحــــــالِ تُــغْــتَــرَفُ
أرى الأجــيــالَ قــــد أَوْلَـــــتْ أَعِـنَّـتَـهــا
مَنِ اجْتَرأُوا على الأَعراضِ واعْتَسَفُوا
ومَــنْ ركـعـوا عُـــراةً تـحــت مِشْعَـلِـهـمْ
ومَن رَكبـوا علـى الخـازوقِ واعْتَرفـوا
أضـاعـونـا وقــالــوا الـشّـهــدَ نَـقْـطِـفُـه
وقــد عــادوا ومُـــرُّ الـمــرِّ قـــد قَـطَـفـوا
دمــشــقُ إلــيــك أشـكــوهــا مَـواجِـعَـنــا
فــقــد أَوْدى بــهــذي الأمـــــةِ الـتَّــلَــفُ
فـيــا قـدســاهُ صـبــراً ســـوف يَرْتِـقُـهـا
شـبــابٌ صـهــوَة الإِقــــدامِ قــــد أَلِــفُــوا
غــداً يأتـيـكِ مَــنْ فـاضــتْ مدامِـعُـهـم
ومن عَكَفُوا على التّصميمِ واعْتَكَفُـوا
شــبـــابٌ طَـهّــروهــا مـــــنَ مـفـاتِـنِـهــا
فـــــلا تَــــــرَفٌ يُـقَـلِّـبُـهــمْ ولا شَـــظَـــفُ
مِــــنَ الأكــفــانِ حـاكـوهــا مـلابـسَـهـم
فـــإنْ جـــاءتْ لـهــم أَقـدارُهــم نَـسَـفـواُ
الشاعر صبحي يا سين
تعليق