الشريف المرتضى
لو لم يعاجله النوى لتحيرا * وقصاره وقد انتأوا أن يقصرا
أفكلما راع الخليط تصوبت * عبرات عين لم تقل فتكثرا
قد أوقدت حرى الفراق صبابة * لم تستعر ومرين دمعا ما جرى
شغف يكتمه الحياء ولوعة * خفيت وحق لمثلها أن تظهرا
أين الركائب ؟ ! لم يكن ما علنه * صبرا ولكن كان ذاك تصبرا
لبين داعية النوى فأريننا * بين القباب البيض موتا أحمرا
وبعدن بالبين المشتت ساعة * فكأنهن بعدن عنا أشهرا
عاجوا على ثمد البطاح وحبهم * أجرى العيون غداة بانوا أبحرا
وتنكبوا وعر الطريق وخلفوا * ما في الجوانح من هواهم أوعرا
أما السلو فإنه لا يهتدي * قصد القلوب وقد حشين تذكرا
قد رمت ذاك فلم أجده وحق من * فقد السبيل إلى الهدى أن يعذرا
أهلا بطيف خيال مانعة لنا * يقظى ومفضلة علينا في الكرى
ما كان أنعمنا بها من زورة * لو باعدت وقت الورود المصدرا
جزعت لو خطات المشيب وإنما * بلغ الشباب مدى الكمال فنورا
والشيب إن أنكرت فيه موردا * لا بد يورده الفتى إن عمرا
يبيض بعد سواده الشعر الذي * إن لم يزره الشيب واراه الثرى
زمن الشبيبة لأعدتك تحية * وسقاك منهمر الحيا ما استغزرا
فلطالما أضحى ردائي ساحبا * في ظلك الوافي وعودي أخضرا
أيام يرمقني الغزال إذا رنا * شغفا ويطرقني الخيال إذا سرى
ومرنح في الكور تحسب أنه * اصطبح العقار وإنما اغتبق السري
بطل صفاه للخداع مزلة * فإذا مشى فيه الزماع تغشمرا
أما سألت به فلا تسأل به * نأيا يناغي في البطالة مزمرا
واسأل به الجرد العتاق مغيرة * يخبطن هاما أو يطأن سنورا
يحملن كل مدجج يقري الظبا * علقا وأنفاس السوافي عثيرا
قومي الذين وقد دجت سبل الهدى * تركوا طريق الدين فينا مقمرا
غلبوا على الشرف التليد وجاوزوا * ذاك التليد تطرفا وتخيرا
كم فيهم من قسور متخمط * يردي إذا شاء الهزبر القسورا
متنمر والحرب إن هتفت به * أدته بسام المحيا مسفرا
وملوم في بذله ولطالما * أضحى جديرا في العلا أن يشكرا
ومرفع فوق الرجال تخاله * يوم الخطابة قد تسنم منبرا
جمعوا الجميل إلى الجمال وإنما * ضموا إلى المرأى الممدح مخبرا
سائل بهم بذرا واحدا والتي * ردت جبين بني الضلال معفرا
لله در فوارس في خيبر * حملوا عن الاسلام يوما منكرا
عصفوا لسلطان اليهود وأولجوا * تلك الجوانح لوعة وتحسرا
واستلحموا أبطالهم واستخرجوا * الأزلام من أيديهم والميسرا
وبمرحب ألوى فتى ذو جمرة * لا تصطلي وبسالة لا تقترى
إن حز حز مطبقا أو قال قال * مصدقا أو رام رام مظهرا
فثناه مصفر البنان كأنما * لطخ الحمام عليه صبغا أصفرا
شهق العقاب بشلوه ولقد هفت * زمنا به شم الذوائب والذرى
أما الرسول فقد أبان ولاءه * لو كان ينفع حايرا أن ينذرا
أمضى مقالا لم يقله معرضا * وأشاد ذكرا لم يشده معذرا
وثنى إليه رقابهم وأقامه * علما على باب النجاة مشهرا
ولقد شفى يوم ( الغدير ) معاشرا * ثلجت نفوسهم وأودى معشرا
قلعت به أحقادهم فمرجع * نفسا ومانع أنة أن تجهرا
45 يا راكبا رقصت به مهرية * أشبت لساحته الهموم فأصحرا
عج بالغري فإن فيه ثاويا * جبلا تطأطأ فاطمأن به الثرى
وأقر السلام عليه من كلف به * كشفت له حجب الصباح فأبصرا
ولو استطعت جعلت دار إقامتي * تلك القبور الزهر حتى أقبرا(1)
------------------------------------------------------
(1) الغدير: 4/264 .
لو لم يعاجله النوى لتحيرا * وقصاره وقد انتأوا أن يقصرا
أفكلما راع الخليط تصوبت * عبرات عين لم تقل فتكثرا
قد أوقدت حرى الفراق صبابة * لم تستعر ومرين دمعا ما جرى
شغف يكتمه الحياء ولوعة * خفيت وحق لمثلها أن تظهرا
أين الركائب ؟ ! لم يكن ما علنه * صبرا ولكن كان ذاك تصبرا
لبين داعية النوى فأريننا * بين القباب البيض موتا أحمرا
وبعدن بالبين المشتت ساعة * فكأنهن بعدن عنا أشهرا
عاجوا على ثمد البطاح وحبهم * أجرى العيون غداة بانوا أبحرا
وتنكبوا وعر الطريق وخلفوا * ما في الجوانح من هواهم أوعرا
أما السلو فإنه لا يهتدي * قصد القلوب وقد حشين تذكرا
قد رمت ذاك فلم أجده وحق من * فقد السبيل إلى الهدى أن يعذرا
أهلا بطيف خيال مانعة لنا * يقظى ومفضلة علينا في الكرى
ما كان أنعمنا بها من زورة * لو باعدت وقت الورود المصدرا
جزعت لو خطات المشيب وإنما * بلغ الشباب مدى الكمال فنورا
والشيب إن أنكرت فيه موردا * لا بد يورده الفتى إن عمرا
يبيض بعد سواده الشعر الذي * إن لم يزره الشيب واراه الثرى
زمن الشبيبة لأعدتك تحية * وسقاك منهمر الحيا ما استغزرا
فلطالما أضحى ردائي ساحبا * في ظلك الوافي وعودي أخضرا
أيام يرمقني الغزال إذا رنا * شغفا ويطرقني الخيال إذا سرى
ومرنح في الكور تحسب أنه * اصطبح العقار وإنما اغتبق السري
بطل صفاه للخداع مزلة * فإذا مشى فيه الزماع تغشمرا
أما سألت به فلا تسأل به * نأيا يناغي في البطالة مزمرا
واسأل به الجرد العتاق مغيرة * يخبطن هاما أو يطأن سنورا
يحملن كل مدجج يقري الظبا * علقا وأنفاس السوافي عثيرا
قومي الذين وقد دجت سبل الهدى * تركوا طريق الدين فينا مقمرا
غلبوا على الشرف التليد وجاوزوا * ذاك التليد تطرفا وتخيرا
كم فيهم من قسور متخمط * يردي إذا شاء الهزبر القسورا
متنمر والحرب إن هتفت به * أدته بسام المحيا مسفرا
وملوم في بذله ولطالما * أضحى جديرا في العلا أن يشكرا
ومرفع فوق الرجال تخاله * يوم الخطابة قد تسنم منبرا
جمعوا الجميل إلى الجمال وإنما * ضموا إلى المرأى الممدح مخبرا
سائل بهم بذرا واحدا والتي * ردت جبين بني الضلال معفرا
لله در فوارس في خيبر * حملوا عن الاسلام يوما منكرا
عصفوا لسلطان اليهود وأولجوا * تلك الجوانح لوعة وتحسرا
واستلحموا أبطالهم واستخرجوا * الأزلام من أيديهم والميسرا
وبمرحب ألوى فتى ذو جمرة * لا تصطلي وبسالة لا تقترى
إن حز حز مطبقا أو قال قال * مصدقا أو رام رام مظهرا
فثناه مصفر البنان كأنما * لطخ الحمام عليه صبغا أصفرا
شهق العقاب بشلوه ولقد هفت * زمنا به شم الذوائب والذرى
أما الرسول فقد أبان ولاءه * لو كان ينفع حايرا أن ينذرا
أمضى مقالا لم يقله معرضا * وأشاد ذكرا لم يشده معذرا
وثنى إليه رقابهم وأقامه * علما على باب النجاة مشهرا
ولقد شفى يوم ( الغدير ) معاشرا * ثلجت نفوسهم وأودى معشرا
قلعت به أحقادهم فمرجع * نفسا ومانع أنة أن تجهرا
45 يا راكبا رقصت به مهرية * أشبت لساحته الهموم فأصحرا
عج بالغري فإن فيه ثاويا * جبلا تطأطأ فاطمأن به الثرى
وأقر السلام عليه من كلف به * كشفت له حجب الصباح فأبصرا
ولو استطعت جعلت دار إقامتي * تلك القبور الزهر حتى أقبرا(1)
------------------------------------------------------
(1) الغدير: 4/264 .
تعليق