بين الامام الرضا عليه السلام ودعبل الخزاعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • همسات الروح
    • Jan 2009
    • 1338

    بين الامام الرضا عليه السلام ودعبل الخزاعي

    دخل دعبل الخزاعي ( رحمه الله ) على الإمام الرضا (عليه السلام ) بمرو ، فقال له : يا ابن رسول الله إني قد قلت
    فيك قصيدة ، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك .فقال ( عليه السلام ) : هاتها
    فأنشده : مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقـفـر العرصات
    فلما بلغ إلى قوله :
    أرى فيئهم في غيرهم متقسما وأيديهم من فيئهم صفـرات
    بكى الإمام الرضا ( عليه السلام ) وقال له : صدقتَ يا خزاعي .
    فلما بلغ إلى قوله :
    إذا وتروا مدوا إلي واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات
    جعل الإمام ( عليه السلام ) يُقَلِّبُ كفَّيه ويقول : أجل والله منقبضات .
    فلما بلغ إلى قوله :
    لقـد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لأرجو الأمن من بعد وفاتي
    قال الإمام ( عليه السلام ) : آمَنَك الله يوم الفزع الأكبر .
    فلما انتهى إلى قوله :
    وقبر ببغداد لنفس زكية, تضمنها الرحمان في الغرفات
    قال له الإمام ( عليه السلام ) : ( أفلا أُلحِقُ لك بهذا الموضع بيتين بِهِمَا تمام قصيدتِك ) ؟فقال دِعبل : بلى يا ابن رسول الله .
    فقال الإمام ( عليه السلام ) :
    وقبر بطوس يا لها من مصيبة توقّد في الأحشاء بالحرقات
    إلى الحشر حتّى يبعث الله قائماً يُفرّج عنّا الهمّ والكربات
    فقال دعبل : يا ابن رسول الله ، هذا القبر الذي بطوس قبر من هو ؟!!
    فقال ( عليه السلام : ( قبري ، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى يصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري ، ألا فمن زارني
    في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له .
    ثم نهض الإمام ( عليه السلام ) بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة ، وأمره أن لا يبرح من موضعه ، ودخل الدار
    فأرسل له بيد الخادم صرَّة فيها مائة دينار .
    فقال دعبل : والله ما لهذا جئت ، ولا قلت هذه القصيدة طمعاً في شيء يصل إليَّ ، وردَّ الصرَّة .
    وسأل ثوباً من ثياب الإمام ( عليه السلام ) ليتبرَّك ويتشرَّف به .
    فأنفذ إليه الإمام ) عليه السلام ) جُبَّةَ خزٍّ مع الصرَّة ، فأخذ دعبل الصرَّة والجُبَّة وانصرف .
    بعض أبيات القصيدة وهي 120 بيتا:
    مدارس آياتٍ خلت من تلاوةٍ ومنزل وحى مقـفر العرصات
    ديارُ علي والحسين وجعفرٍ وحمزة والسجـاد ذي الثفنات
    قفـا نسأل الدارالتي خفّ اهلها متى عهدها بالصوم والصلواتِ
    هـم اهل ميـراث النبـي اذااعتزوا وهـم خـيـر قـاداتٍ وخيـرُ حمـاةِ
    مطاعيم في الاعسار في كلّ مشهـدٍ لقد شرفـوا بالفضل والبركات
    ائمة عدلٍ يـقـتدى بفعالهـم وتؤمن منهم زلةُ العثرات
    قبور بكوفان واخرى بطيبةٍ واخرى بفخٍ نالها صلواتي
    وقبر بارض الجوزان محلّه وقبر ببا خمرى عدى العرمات
    وقـبـر ببغـداد ٍ لنفـس زكيةٍ تضمنها الرحمن فـي العرصات
    وقبر بطوس يالها من مصيبةٍ توقّد في الأحشاء بالحرقات
    الى الله حتى يبعث الله قـآئماً يـفـرّج عنا الهم والكربات
    نفوسُ لدى النهرين من بطن كربلا معرّسهـم فـيها بـشط فرات
    افاطمُ لو خلت الـحسين مجدلاً وقـد مات عطشـاناً بشـط فرات
    للطمتي الخد عنده فاطمٍ واجريتي دمع العين عى الوجنات


    فالسلام عليك ياسيدي وابن سادتي الاطهار المطهرين
يعمل...
X