كان يا مكان.....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة فاطمة
    • Jul 2010
    • 879

    كان يا مكان.....

    ما أجمل أن نسعد الآخرين
    في أحد المستشفيات كان هناك مريضان

    هريمان "أحمد وماجد" في غرفة واحدة، ولا

    يفصل بينهما سوى ستار.كلاهما يعاني من

    مرض عضال.ماجد، ولحسن حظّه كان

    مسموحاص له أن يجلس في سريره لمدة

    ساعة يومياً بعد العصر، بحيث كان سريره يقع

    مباشرة إلى جانب النافذة الوحيدة في الغرفة.

    أما أحمد فكان عليه أن يبقى مستلقياً على

    ظهره طوال الوقت.كان المريضان يقضيان

    وقتهما في الكلام، من دون أن يرى أحدهما

    الآخر.تعرّفا على بعضهما، تحدّثا عن أهليهما،

    وعن بيتهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء.

    أغمض يوماً أحمد عينيه، وطلب من ماجد أن

    يصف له كالمعتاد ما يراه من خلال النافذة في

    الخارج، أخذ ماجد نفساً عميقاً ثم بدأ يصف

    لزميله قائلاً:

    في الخارج حديقة مزدانة بالخضار والأشجار.

    وفي وسطها بحيرة كبيرة يسبح فيها الإوز

    والبط.وعلى الضفاف أولاد قد صنعوا زوارق

    وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء الصافي كالبلور

    وثمّة أناس يتمشون على الضفاف،وآخرون

    يجلسون تحت ظلال الأشجار، وحولهم قد

    تناثرت أصناف من الأزهار والورود.أما السماء

    فزرقاء صافية.

    كان أحمد ينصت وأحاسيسه تتفتح جذلانة

    بهذا الوصف الدقيق والرائع.أحسّ بنفسه

    وكأنه في حلم لا يريد أن يستيقظ منه.كان

    يستمع بكل شغف، ثم يغمض عينيه ويبدأ في

    تصوّر ذلك المنظر البديع للحياة خارج

    المشفى.

    ومرّت الأيام، وكل منهما سعيد بصاحبه.وفي

    أحد الأيام جاءت الممرضة وكعادتها كل صباح

    لتفقدهما،وإذا بها تتفاجأ بأن ماجد كان قد

    قضى نحبه أثناء الليل.علم أحمد بوفاة صاحبه

    من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف، فحزن

    على صاحبه أشدّ الحزن.وعندما وجد الفرصة

    مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره

    إلى جانب النافذة.ولما حانت ساعة العصر

    وتذكّر الحديث الشّيق الذي كان يتحفه به

    صاحبه انتحب لفقده، قرّر الجلوس، رغم ألمه،

    فرفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم

    اتكأ على أحد مرفقيه، وأدار وجهه ببطء شديد

    اتجاه النافذة لينظر إلى العالم الخارجي، وهنا

    كانت المفاجأة!لم يرَ أمامه إلا جداراً أصمّ من

    جدران المستشفى، إذ لم تكن النافذة مطلّة

    إلى على ساحة داخلية!نادى الممرضة

    وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان

    صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت:كيف سينظر

    من خلال النافذة إن كان صاحبك المتوفى

    أعمى؟!

    عندها قصّ أحمد للممرضة ما كان يصفه لم

    ماجد.فأجابت الممرضة وهي مندهشة:ماجد

    لم يكن يرى أي شيء حتى هذا الجدار، ولعلّه

    أراد أن يجعل حباتك سعيدة، حتى لا تصاب

    باليأس!



  • ابن الشاعر
    • May 2010
    • 2421

    #2
    موفقه انشاء الله

    تعليق

    يعمل...
    X