كان هناك رجل طاعن في السن، يشتكي من الألم والأجهاد في نهاية كل يوم...سألهُ صديقه ُ: ولماذا كل هذا الألم الذي تشكو
منه ؟ فأجابه الرجل : يوجد عندي بازان ( الباز نوع من الصقور ) يجب علي كل يوم ان اروضهما. وكذلك أرنبان،
يلزم ان احرسهما من الجري خارجا". وصقران علي ان اقودهما و أدربهما. وحية علي ان احاصرها. وأسد، علي ان احفظه
دائما" مقيدا"في قفص حديدي. ومريضٌ،علي ان اعتني به واخدمهُ.
قال الصديق :ما هذا كله، لابد انك تمزح؟...لأنه حقا لا يمكن ان يوجد انسان يراعي كل هذه الاشياء مرة واحدة ...
قال الشيخ :انني لا أمزح، ولكن ما اقوله لك هو الحقيقة المحزنة، وانظر كيف :
اما البازان، فهما عيناي...وعلي ان اروضهما عن النظر الى ما لا يحل النظر اليه، باجتهاد ونشاط.
والارنبين...هما قدماي وعلي ان احرسهما واحفظهما من السير في طرق الخطيئة و الرذيلة والحرام.
و الصقرين ...هما يداي، وعلي ان أدربهما على العمل، حتى تمداني بما أحتاج، ربما يحتاجها الآخرون من اخواني.
و الحية...هي لساني، وعلي ان أحاصره والجمهُ بأستمرار، حتى لا ينطق بكلام معيب او مشين يحاسبني الله عليه.
و الأسد...هو قلبي، الذي لوحدهُ لي معه حربٌ مستمرة، وعلي ان احفظه دائما مقيدا، كي لا تخرج منه امور شريرة.
أما الرجل المريض...فهو جسدي كلهُ، الذي يحتاج دائما الى يقضتي، وعنايتي، وانتباهي.
أن هذا العمل اليومي، يستنفذ عافيتي وطاقتي.
ومضة....
كن عظيما بضبطك نفسك و احفظها من الوقوع في مزالق الحرام و الرذائل فتهوي الى سوء العقبى.
اتمنى ان تنال اعجابكم
تعليق