بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم
**************************
بسم الله الرحمن الرحيم{ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الأَْرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَْمْثالَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } سورة النور آية 3
بسم الله الرحمن الرحيم
سرحت مع الفكر في الخيال حتى قادني اْن وفقت على عتبة الدار اتخيل التأريخ الماضي للمجد ..، والتضحيات والبطولات والخيرات التي تدفقت من هذه الدار وانتشرت في آفاق الدنيا ، ونظرت من فتحة الباب لاتجسسا وانما تحسسا لما فيها لأني ابن هذه الدار ،وقد شملت نظرتي هذه كل أرجاءها لصغر حجمها وبساطة أثاثها ، فهي تحتوي على حجرتين ،يجلس في إحداهما أسد أنجبته لبوة بنت أسد، ولازال زئيره يدوي في مسامع الشجعان،وتشهد له بذلك في صولاته ميادين الحروب،ولكنه إذا أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وقف في محرابه وقبض على لحيته يبكي بكاء الحزين ويتململ تململ السليم، فما تمر عليه الساعات حتى يسقط على الأرض مغشيا عليه من خشية الله عز وجل ـ
"هوالبكاء في المحراب ليلا
هو الضحاك إذا اشتد الضراب"
فهذه الحجرة عرين هذا الأسد ، أسد الله واسد رسوله امير المؤمنين ، على بن أبى طالب (ع) والى جنبه تجلس حوراء في صورة إنسية تسمو لها النفوس والأرواح ، ويخضع لعظمتها العظماء ويركع على عتبة بابها الملوك ، فقد كان أبوها يحضنها ويقول لها : فداك ابوك ، وقد جعل الله رضاه برضاها وغضبه بغضبها ، فما أجمل صورتها ، فقد كانت تشرق كالشمس إذا تجلت ، وإذا تبسمت بدت ثناياه كاللؤلؤ حين ينكشف عنها الصدف ، كل لؤلؤة لها بريق تبعث السكينة و السرور في جنها الليل فهي كزوجها وقفت في محرابها تناجي ربها الكريم فيعلو منها نور يزهر للأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض ، تلك هي الصديقة الطاهرة "فاطمة الزهراء (ع ) " .
وأما الحجرة الثانية ففيها طفلان صغيران أحدهما عمره ست سنوات والأخر خمس سنوات كل واحد منهما قد ارتدى ثوبا ناصع البياض ، الأكبر له غرة سوداء قد أرسل ذآبتيه على كتفيه ، والاصغر له شعر مسترسل كشعاع الذهب وله ضفيرتان قد ضفرتهما له اليد الناعمة والأنامل الرقيقة لأمه الطاهرة ، قد جلس كل واحد منهما إلى جنب الآخر وقد وضع الأكبر يده على كتف أخيه الأصغر ويمد يده إلى شعر أخيه وكأنه يعيد الذكريات ، فكسرحاجز الصمت وهويقول :أخي الحبيب لقد فقدنا جدنا الرؤف الرحيم ، وبفقده انصرف الناس عنا ، أتذكر يوم كان يحملنا على عاتقه ويجلسنا على فخذه وهو على المنبر ويرفع صوته الرقيق ويقول:"الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا " فهنا تنفس الصعداء وقال :أخي حسن لا أنسى موقفا لك مع جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جئت يوما تشد إليه حتى قعدت في حجره وقد فتح النبي (ص) فمه ووضع فمك في فمه وهو يقول :اللهم إني أحبه وأحب من يحبه يقولها ثلاث مرات . فمنها بادره الحسن قائلا :أخي حسين لقد ذكرني كلامك هذا بموقف لك مع جدنا رسول الله (ص) فقد خرج جدنا رسول الله (ص) الى الطعام دعي إليه وكنت تلعب مع الصبيان ، فاستقبلك النبي (ص) أمام القوم ثم بسط يديه فطفرت هنا وهناك مرة ،وجعل رسول الله يضاحكك حتى أخذك وجعل احدى يديه تحت ذقنك والأخرى تحت قفاك ، ووضع فمه على فمك وقبلك ، وقال :حسين مني وأنا منه ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط .
غمرها الحديث بهذه الذكريات وهما يتطلعان إلى ساحة البيت الصغير ، ففي زاويتها قربة فيها ماء ،جلبه أبوهما امير المؤمنين من بئر خارج المدينة ، وعلى طرف الساحة يوجد جلد كبش ، وإلى جنبه بارية هي أرقى ما عندهم من الفراش ،،
وبيتك وهو بسيط بما حوته جوانبه الأربع
فزاوية منه فيها الحصير إلى جنبه جرة توضع
وأخرى بها من جريد النخل سرير قوائمه ترفع
وآنية الطين هي الكؤس وفي كف مالكها تصنع
وتلك رحى مجلت راحة لطحن الشعير بها تسرع
وهناك جارية حبشيه سوداء ،ولكنها تحمل فى صدرها قلبا أبيض براقا كالفضة التى سميت به، فاذا تحدثت لا تسمع الا آيات القرآن ، لتشاركناوقد امسكت بيدها مكنسة تريد ان تنظف ساحة البيت ، وفى وسط الساحه توجد نخله طويله ارتفعت من البيت ، اذا هب عليها نسيم الصباح سمعت صوت التسبيح و التهليل من حسيس سعفها ،واذا جن الليل حطت عليها طيور المدينه و بلابلها لتشاركنا في المناجات مع بارئها ،و هي بدورها تشارك طفلة صغيرة عمرها أربع سنوات راقدة تحت ظلها، فقد قامت قبل الفجر بساعة والناس نيام و فرشت سجادتها عند هذه النخلة تصلى نافلة الليل لأنها سمعت جدها يقرأ لها الأية : [ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما ًمحموداً ] الإسراء 79
من هذه الساعة قررت هذه الطفلة أن لا تترك صلاة الليل حتى تكون قدوة لكل فتاة قرع الإيمان قلبها .
اشتغلت هذه الملاك الصغيرة بقيامها و ركوعها و سجودها حتى سمعت المؤذن يؤذن لصلاة الفجر ، فصلت فرض الفجر و جلست بعدها تدعو بدعاء الصباح الذي تعلمته من أبيها أميرالمؤمنين (ع) وتدعو بصوت يشد القلوب اليها :
"اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه...".
حتى جاءت على آخر الدعاء وقد بزغت الشمس من و كرها ، وخرجت في أفقها ، فاسترخت الطفلة على سجادتها لتأخذ قسطا من الراحة ، والشمس أخذت تدنو اليها بأشعتها ،هنا التفت الحسن الى الحسين :حبيبي حسين ،أنظر الى أختنا زينب ، لقد أخذها نوم عميق و الشمس تكاد أن تصل اليها
.
انتظروا البقيه...
وادعوا لنا بالتوفيق بالدنيا والاخره....
تقبلوا تحياااتي
همسات الروح
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم
**************************
بسم الله الرحمن الرحيم{ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الأَْرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَْمْثالَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } سورة النور آية 3
بسم الله الرحمن الرحيم
سرحت مع الفكر في الخيال حتى قادني اْن وفقت على عتبة الدار اتخيل التأريخ الماضي للمجد ..، والتضحيات والبطولات والخيرات التي تدفقت من هذه الدار وانتشرت في آفاق الدنيا ، ونظرت من فتحة الباب لاتجسسا وانما تحسسا لما فيها لأني ابن هذه الدار ،وقد شملت نظرتي هذه كل أرجاءها لصغر حجمها وبساطة أثاثها ، فهي تحتوي على حجرتين ،يجلس في إحداهما أسد أنجبته لبوة بنت أسد، ولازال زئيره يدوي في مسامع الشجعان،وتشهد له بذلك في صولاته ميادين الحروب،ولكنه إذا أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وقف في محرابه وقبض على لحيته يبكي بكاء الحزين ويتململ تململ السليم، فما تمر عليه الساعات حتى يسقط على الأرض مغشيا عليه من خشية الله عز وجل ـ
"هوالبكاء في المحراب ليلا
هو الضحاك إذا اشتد الضراب"
فهذه الحجرة عرين هذا الأسد ، أسد الله واسد رسوله امير المؤمنين ، على بن أبى طالب (ع) والى جنبه تجلس حوراء في صورة إنسية تسمو لها النفوس والأرواح ، ويخضع لعظمتها العظماء ويركع على عتبة بابها الملوك ، فقد كان أبوها يحضنها ويقول لها : فداك ابوك ، وقد جعل الله رضاه برضاها وغضبه بغضبها ، فما أجمل صورتها ، فقد كانت تشرق كالشمس إذا تجلت ، وإذا تبسمت بدت ثناياه كاللؤلؤ حين ينكشف عنها الصدف ، كل لؤلؤة لها بريق تبعث السكينة و السرور في جنها الليل فهي كزوجها وقفت في محرابها تناجي ربها الكريم فيعلو منها نور يزهر للأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض ، تلك هي الصديقة الطاهرة "فاطمة الزهراء (ع ) " .
وأما الحجرة الثانية ففيها طفلان صغيران أحدهما عمره ست سنوات والأخر خمس سنوات كل واحد منهما قد ارتدى ثوبا ناصع البياض ، الأكبر له غرة سوداء قد أرسل ذآبتيه على كتفيه ، والاصغر له شعر مسترسل كشعاع الذهب وله ضفيرتان قد ضفرتهما له اليد الناعمة والأنامل الرقيقة لأمه الطاهرة ، قد جلس كل واحد منهما إلى جنب الآخر وقد وضع الأكبر يده على كتف أخيه الأصغر ويمد يده إلى شعر أخيه وكأنه يعيد الذكريات ، فكسرحاجز الصمت وهويقول :أخي الحبيب لقد فقدنا جدنا الرؤف الرحيم ، وبفقده انصرف الناس عنا ، أتذكر يوم كان يحملنا على عاتقه ويجلسنا على فخذه وهو على المنبر ويرفع صوته الرقيق ويقول:"الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا " فهنا تنفس الصعداء وقال :أخي حسن لا أنسى موقفا لك مع جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جئت يوما تشد إليه حتى قعدت في حجره وقد فتح النبي (ص) فمه ووضع فمك في فمه وهو يقول :اللهم إني أحبه وأحب من يحبه يقولها ثلاث مرات . فمنها بادره الحسن قائلا :أخي حسين لقد ذكرني كلامك هذا بموقف لك مع جدنا رسول الله (ص) فقد خرج جدنا رسول الله (ص) الى الطعام دعي إليه وكنت تلعب مع الصبيان ، فاستقبلك النبي (ص) أمام القوم ثم بسط يديه فطفرت هنا وهناك مرة ،وجعل رسول الله يضاحكك حتى أخذك وجعل احدى يديه تحت ذقنك والأخرى تحت قفاك ، ووضع فمه على فمك وقبلك ، وقال :حسين مني وأنا منه ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط .
غمرها الحديث بهذه الذكريات وهما يتطلعان إلى ساحة البيت الصغير ، ففي زاويتها قربة فيها ماء ،جلبه أبوهما امير المؤمنين من بئر خارج المدينة ، وعلى طرف الساحة يوجد جلد كبش ، وإلى جنبه بارية هي أرقى ما عندهم من الفراش ،،
وبيتك وهو بسيط بما حوته جوانبه الأربع
فزاوية منه فيها الحصير إلى جنبه جرة توضع
وأخرى بها من جريد النخل سرير قوائمه ترفع
وآنية الطين هي الكؤس وفي كف مالكها تصنع
وتلك رحى مجلت راحة لطحن الشعير بها تسرع
وهناك جارية حبشيه سوداء ،ولكنها تحمل فى صدرها قلبا أبيض براقا كالفضة التى سميت به، فاذا تحدثت لا تسمع الا آيات القرآن ، لتشاركناوقد امسكت بيدها مكنسة تريد ان تنظف ساحة البيت ، وفى وسط الساحه توجد نخله طويله ارتفعت من البيت ، اذا هب عليها نسيم الصباح سمعت صوت التسبيح و التهليل من حسيس سعفها ،واذا جن الليل حطت عليها طيور المدينه و بلابلها لتشاركنا في المناجات مع بارئها ،و هي بدورها تشارك طفلة صغيرة عمرها أربع سنوات راقدة تحت ظلها، فقد قامت قبل الفجر بساعة والناس نيام و فرشت سجادتها عند هذه النخلة تصلى نافلة الليل لأنها سمعت جدها يقرأ لها الأية : [ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما ًمحموداً ] الإسراء 79
من هذه الساعة قررت هذه الطفلة أن لا تترك صلاة الليل حتى تكون قدوة لكل فتاة قرع الإيمان قلبها .
اشتغلت هذه الملاك الصغيرة بقيامها و ركوعها و سجودها حتى سمعت المؤذن يؤذن لصلاة الفجر ، فصلت فرض الفجر و جلست بعدها تدعو بدعاء الصباح الذي تعلمته من أبيها أميرالمؤمنين (ع) وتدعو بصوت يشد القلوب اليها :
"اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه...".
حتى جاءت على آخر الدعاء وقد بزغت الشمس من و كرها ، وخرجت في أفقها ، فاسترخت الطفلة على سجادتها لتأخذ قسطا من الراحة ، والشمس أخذت تدنو اليها بأشعتها ،هنا التفت الحسن الى الحسين :حبيبي حسين ،أنظر الى أختنا زينب ، لقد أخذها نوم عميق و الشمس تكاد أن تصل اليها
.
انتظروا البقيه...
وادعوا لنا بالتوفيق بالدنيا والاخره....
تقبلوا تحياااتي
همسات الروح
تعليق