تويت
مفهوم التوسل أو طلب المساعدة من مقام أعلى، لبعض الحاجات المتعسرة، أو الأمراض المستعصية والمزمنة الذي يعاني منها المريض، فيضطر في هذه الحالات لمراجعة الطبيب المختص للخلاص منها، فيبذل ما بوسعه للنجاة من هذا المرض العضال، ولكن إذا عجزت التدابير البشرية، فإلى أين يتوجه هذا الإنسان الضعيف...
في منتصف الليل وتحت ضوء القمر، وبعد انتهائي من تلاوة القرآن وزيارة عاشوراء، بينما كنت أقلب صفحات أفكاري، باحثًا عن عنوان شغل بالي كثيرًا تحت عنوان " قبس من كرامات سيدنا العباس.. قمر بني هاشم "، بحثت كثيرًا في مكتبتي الصغيرة، ورفوفها الضيقة، وأوراقي المبعثرة من حولي، فلم أجد منها ما يشفي قلبي ويشغل بالي، وقعت عيني فجأةً على مقدمة بسيطة في الكرامات الغيبية، كتبتها لفترة زمنية ليست بقصيرة، فقدت بعض أوراقها ولم أعلم أين وضعتها بالتحديد؟؟!
هل كانت في مكتبتي أو عند أحد زملائي المقربين أخذها مني لكي يقرأها ويتأمل في معانيها؟؟؟ وهي عبارة عن مخطوطة صغيرة ملونة بلون أسود، ولكنها تحتوي على كلمات عميقة، وذا قيمة عظيمة عندي حول موضوع مهم للغاية، كنت أبحث عنها كثيرًا في كيفية التوسل بالنبي الأكرم وأهل بيته الأطهار(ع)، والطريقة التي يلجأ إليها الإنسان المؤمن المضطر، حينما تحيط به الأزمات والمصائب، وتتراكم عليه الهموم والأوهام، وتغلق عليه أبواب النجاة والآمال من كل مكان، فلا يرى من حوله أية أمل ولا نجاة، فيصيبه اليأس والإحباط، فيتوسل بكل إيمانه الصافي بتلك الصفوة الطاهرة والعترة النبوية المحمدية، فيستمد منها العون والفيض الإلهي والعناية الربانية برحمةٍ من الله تعالى وبركاته.
إن مفهوم التوسل أو طلب المساعدة من مقام أعلى، لبعض الحاجات المتعسرة، أو الأمراض المستعصية والمزمنة الذي يعاني منها المريض، فيضطر في هذه الحالات لمراجعة الطبيب المختص للخلاص منها، فيبذل ما بوسعه للنجاة من هذا المرض العضال، ولكن إذا عجزت التدابير البشرية، فإلى أين يتوجه هذا الإنسان الضعيف؟؟؟
إنه من غير قصد يتوجه بفطرته السليمة وبطريقة غير إرادية إلى القدرة الأزلية الإلهية الحاكمة والمسيطرة، وإلى عباد الله المقربين والمصطفين والمختارين لديه (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى)(1).
ومن تلك الحوادث العجيبة والغريبة جدًا التي قرأتها وتأملت فيها وأذهلتني كثيرًا، أن امرأة مسيحية أصيبت ابنتها بمرض السرطان اللعين حيث من المعلوم بأن المرض غير قابل للشفاء إلا بإذن الله تعالى، راجعت هذه المرأة جمعًا من الأطباء الماهرين فلم ينفع الدواء الذي أعطي لها، وقال الأطباء: لتنتظر الموت، إذ لا علاج لهذا المرض الذي أنهكها.
في أحد الأيام، مر موكب عزاء الإمام الحسين (ع) من أمام دار هذه الأسرة المنكوبة، وكانت إحدى الرايات قد كتب عليها يا أبا الفضل العباس، في أثناء مرور الموكب، قالت إحدى جارات والدة البنت المريضة، وكانت مسلمة: اذهبي واعقدي الراية في هذا العلم المرفوع أمام الموكب واطلبي حاجتك من الباري عز وجل، بحق هذا الاسم المحمول في الراية، (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض)(2). نفذت الأم ما طلب منها ثم نوت في قلبها أن ابنتها لو شفيت من هذا الداء ستعلـن إسلامها وإيمانها.
في نفس اليوم، وفي منتصف الليل وتحت ضوء القمر، استيقظت البنت المريضة من نومها وهي مرعوبة خائفة تصرخ قائلة: أين هذا الذي مد يده على موضع ألمي؟ إنه شفاني بعناية الله سبحانه وتعالى في تلك الأثناء أحست الأم على صراخ ابنتها ونهضت فرحة مسرورة بهذا النداء.
في اليوم الثاني، ذهبت الأم مع ابنتها المصابة بالمرض الخبيث لأقرب مستشفى، للـتأكد عن مرض ابنتها، فاندهش الأطباء من اختفائه منها كليًا، فأعلن والد البنت وأمها مع البنت عن اعتناقهم وإيمانهم بالدين الإسلامي، وقد تعهدت الأسرة أن تقيم مأتمًا لأبي الفضل العباس (رضوان الله عليه) في كل عام من شهر محرم الحرام إيمانًا بمنزلة أهل البيت وتعظيمًا لشعائرهم(3).
يا سادتي وموالي إني توجهت بكم أئمتي وعدتي، ليوم فقري وحاجتي إلى الله، وتوسلت بكم إلى الله، واستشفعت بكم إلى الله، فاشفعوا لي عند الله، واستنقذوني من ذنوبي عند الله، فإنكم وسيلتي إلى الله، وبحبكم وبقربكم أرجو نجاة من الله، فكونوا عند الله رجائي، يا سادتي، يا أولياء الله، صلى الله عليهم أجمعين ولعن الله أعداء الله ظالميهم، من الأولين والآخرين، آمين رب العالمين(4).
.......................................
الهوامش والمصادر:
1) سـورة النمل- الآية (59).
2) سـورة النمل - الآية (62).
3) الكرامات المنظورة - السيد سلمان آل طعمة، (ص 63.).
4) مفاتيح الجنان – الشيخ عباس القمي، دعاء التوسل، (ص 146).
هل كانت في مكتبتي أو عند أحد زملائي المقربين أخذها مني لكي يقرأها ويتأمل في معانيها؟؟؟ وهي عبارة عن مخطوطة صغيرة ملونة بلون أسود، ولكنها تحتوي على كلمات عميقة، وذا قيمة عظيمة عندي حول موضوع مهم للغاية، كنت أبحث عنها كثيرًا في كيفية التوسل بالنبي الأكرم وأهل بيته الأطهار(ع)، والطريقة التي يلجأ إليها الإنسان المؤمن المضطر، حينما تحيط به الأزمات والمصائب، وتتراكم عليه الهموم والأوهام، وتغلق عليه أبواب النجاة والآمال من كل مكان، فلا يرى من حوله أية أمل ولا نجاة، فيصيبه اليأس والإحباط، فيتوسل بكل إيمانه الصافي بتلك الصفوة الطاهرة والعترة النبوية المحمدية، فيستمد منها العون والفيض الإلهي والعناية الربانية برحمةٍ من الله تعالى وبركاته.
إن مفهوم التوسل أو طلب المساعدة من مقام أعلى، لبعض الحاجات المتعسرة، أو الأمراض المستعصية والمزمنة الذي يعاني منها المريض، فيضطر في هذه الحالات لمراجعة الطبيب المختص للخلاص منها، فيبذل ما بوسعه للنجاة من هذا المرض العضال، ولكن إذا عجزت التدابير البشرية، فإلى أين يتوجه هذا الإنسان الضعيف؟؟؟
إنه من غير قصد يتوجه بفطرته السليمة وبطريقة غير إرادية إلى القدرة الأزلية الإلهية الحاكمة والمسيطرة، وإلى عباد الله المقربين والمصطفين والمختارين لديه (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى)(1).
ومن تلك الحوادث العجيبة والغريبة جدًا التي قرأتها وتأملت فيها وأذهلتني كثيرًا، أن امرأة مسيحية أصيبت ابنتها بمرض السرطان اللعين حيث من المعلوم بأن المرض غير قابل للشفاء إلا بإذن الله تعالى، راجعت هذه المرأة جمعًا من الأطباء الماهرين فلم ينفع الدواء الذي أعطي لها، وقال الأطباء: لتنتظر الموت، إذ لا علاج لهذا المرض الذي أنهكها.
في أحد الأيام، مر موكب عزاء الإمام الحسين (ع) من أمام دار هذه الأسرة المنكوبة، وكانت إحدى الرايات قد كتب عليها يا أبا الفضل العباس، في أثناء مرور الموكب، قالت إحدى جارات والدة البنت المريضة، وكانت مسلمة: اذهبي واعقدي الراية في هذا العلم المرفوع أمام الموكب واطلبي حاجتك من الباري عز وجل، بحق هذا الاسم المحمول في الراية، (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض)(2). نفذت الأم ما طلب منها ثم نوت في قلبها أن ابنتها لو شفيت من هذا الداء ستعلـن إسلامها وإيمانها.
في نفس اليوم، وفي منتصف الليل وتحت ضوء القمر، استيقظت البنت المريضة من نومها وهي مرعوبة خائفة تصرخ قائلة: أين هذا الذي مد يده على موضع ألمي؟ إنه شفاني بعناية الله سبحانه وتعالى في تلك الأثناء أحست الأم على صراخ ابنتها ونهضت فرحة مسرورة بهذا النداء.
في اليوم الثاني، ذهبت الأم مع ابنتها المصابة بالمرض الخبيث لأقرب مستشفى، للـتأكد عن مرض ابنتها، فاندهش الأطباء من اختفائه منها كليًا، فأعلن والد البنت وأمها مع البنت عن اعتناقهم وإيمانهم بالدين الإسلامي، وقد تعهدت الأسرة أن تقيم مأتمًا لأبي الفضل العباس (رضوان الله عليه) في كل عام من شهر محرم الحرام إيمانًا بمنزلة أهل البيت وتعظيمًا لشعائرهم(3).
يا سادتي وموالي إني توجهت بكم أئمتي وعدتي، ليوم فقري وحاجتي إلى الله، وتوسلت بكم إلى الله، واستشفعت بكم إلى الله، فاشفعوا لي عند الله، واستنقذوني من ذنوبي عند الله، فإنكم وسيلتي إلى الله، وبحبكم وبقربكم أرجو نجاة من الله، فكونوا عند الله رجائي، يا سادتي، يا أولياء الله، صلى الله عليهم أجمعين ولعن الله أعداء الله ظالميهم، من الأولين والآخرين، آمين رب العالمين(4).
.......................................
الهوامش والمصادر:
1) سـورة النمل- الآية (59).
2) سـورة النمل - الآية (62).
3) الكرامات المنظورة - السيد سلمان آل طعمة، (ص 63.).
4) مفاتيح الجنان – الشيخ عباس القمي، دعاء التوسل، (ص 146).