سيدتي أيتها الزهراء
منذ أكثر من عشرين عام وانا اكتب لكِ ياسيدتي ومولاتي
ولم أُخلف موعدي معكِ ولم أتأخر عنكِ إلاّ هذا العام
فتقبّلي عذري فالعذر عند كرام الناس مقبولُ
وانتِ أكرمُ الخلائق بعد أبيكِ
وها أنا أضعُ بضاعتي المُسجاة بين يديكِ
فتصدّقي عَلَيّ وأنتِ خير المتصدقين
**********
تجلّت بكِ حِكـمةُ القـادرِ
........ ليشتّقَ فـاطـمَ من فـاطـرِ
فقدشَقَ من إسمـهِ إسمكِ
....... فجَـلّ جـلالُكِ للـذاكـرِ
تجلّيتِ في سِدرةِ المُنتهى
........ نـوراً إلى المَـلأ الوافـرِ
بأقرب للروحِ من ذاتها
........ خفيّة عـن أعيُنِ الناظـرِ
بنورٍ من النورِ نورٌ لنورٍ
........ تَنَوّرَ في فـرعهِ النـاضرِ
وراءَ الحجابِ مكنونُ سِرٍ
........ سيـانَ ماضيـهِ بالحـاضرِ
تعالـى ايُـدركُ في أعْـيُنٍ
......... عميـاء تَرشـدُ بالحـائـرِ
وكيفَ ايُمسكُ نـورٌ وهل
........ يمحوالدُجى ضوءهُ السافـرِ
وهل تُفصِحُ الذاتُ عن كُنهِها
........ لِـتُعـرِبَ عـن ازِلٍ آخـرِ
بمستودعِ السـرِ سـرٌ لِسِـرٍّ
......... لمُستـودعِ السـرِ بـالقـادرِ
تعاليتِ عن كُلِ وصفٍ وعن
........مَـدحِ الخـطيبِ او الشـاعرِ
وقُدِّستِ طُهِّرتِ من دَنَسٍ
........ ونُـزِّهتِ عـن قَـتَرٍ غـابرِ
أتي لِفَنـاءكِ كلُ زمـانٍ
........ وأسلَـمَ في رَكبـهِ السائـرِ
ونـاخَ ليُعـلِنَ إذْعـانَـهُ
........ طَـوعاً وما كـانَ بالناكـرِ
فَسَيَّرتِهِ رغمَ كُـلِ الصعابِ
........ مُـقِـرّاً لكِ إمْـرَةُ الآمِـرِ
مُصّـلٍ على راحتيكِ وقد
........ طالت بهِ سجدَةُ الشاكـرِ
***
أُمُّ الأئمَـةِ قُطبُ الوجـودِ
........ بكِ إقْتَرَنت سطـوةُ القاهـرِ
فيضُ الإمـامةِ عينُ الحيـاةِ
........ ويَنبوعُها الزاخرِ الماطـرِ
بِكِ الشمسُ تَجريَ في مُستقرٍّ
........ لهـا شَـعَ بالفـلكِ الدائـرِ
ففي صورةِ المُلكِ والملكوتِ
........ تَكـوَّنَ عالمُـكِ الـزاخِـرِ
وفي كلِ روحٍ لَـكِ آيَـةٌ
........ تُشَعشِعُ كالقمـرِ السافـرِ
وفي كلِ نفسٍ لكِ صِلَةٌ
........ تَدلُّ على نـوركِ النـائِـرِ
فباطنُكِ غيبُ هذا الوجـود
........ تَجـلَّتْ صِفـاتُكِ بالظاهرِ
ومَجمَـعُ نـور النبـوّةِ والـ
........ وِلايـةِ في نوركِ الزاهِـرِ
***
تَعمَّدتُ تَركَ مَـديحي لكِ
........ فَلَستُ لمدحـكِ بالصـابرِ
ومن دونِ زادٍ قَصدتُكِ أسعى
........ ولَستُ لفضلكِ بالشـاكـرِ
كـأنَّ هـواكِ بـهِ مَـلكـانِ
........ رَقيبينِ صارا على خاطري
فَأنّى أُحاولُ منكِ الهروبَ
........ وقد قَـيَّدا مُنتهـى ناظـري
فيا عُدَّتي دونَ كل العدد
........ وياكهـفيَ الآمِـنِ العامـرِ
كَأنّيَ أهـرَبُ مِنـكِ إليكِ
........ لِكي تشفعيلي لدى الغافرِ
فإن عَظُمَ الذنبُ مني فقد
........ رجوتُكِ في ذلّةِ الصـاغرِ
مُنيباً مُقـراً بعبـئِ الذنوبِ
........ فهل تغفري زلَّـةَ العاثـرِ
وقفتُ ببابكِ أرجو الدخولَ
........ إلى قُدسكِ الأقدسِ الطاهرِ
***
سَـلامٌ على البدنِ الطاهِـرِ
........ تَضوَّعَ في مسكهِ العاطـرِ
بِأقدس من مُكرماتِ الجنانِ
........ وأعطـر من نفحـةِ الزائرِ
ونعيـاً لِسَقـطِ أعـزٍّ جنينٍ
........ أذالتهُ كُـرها يَـدُ الغـادرِ
أيا صاحبَ الأمرِ صبرٌ على
........ حَـقٍّ بـكــاهُ دَمٌ مــائــرِ
أصَبرٌ على أضلُعٍ رَضرَضتها
........ يَـدُ المُبغضِ الجائرِ الكافـرِ
أصَبرٌ على أن تسيلَ الدماءُ
........ من صدرها النازفِ الحاسرِ
أأعظَمُ من أن يُـرى رأسُها
........ دون خمـارٍ بلا سـاتـرِ
شُـلَّت يَـداهُ أيَصفَـعهـا
....... عَجِبتُ لصبركَ من صـابرِ
أيا صاحبَ الأمرِ لِمْ لا تعود
....... وقد عادَ في عجلِهِ السامري
ابو ياسر الكعبي
تعليق