تويت
السلام عليك ياسفير الحسين 
القصيدة الكاملة لإستشهاده
هذي رَسائــلـُــــهـم وَفـيـهـــا اَقْسَمــــوا
أِقْـدم إِليَـــْنـا كــُلنُّـا لــَكَ مِـعْـصَـمُ
الكـــــوفـَــــةُ الحَـمْـــــراءِ كــُـــــلـُّـها بـايَـــــعَـتْ
لابـْن الـهـــدى وَهْـــــوَ النـَبــــيُّ الأَكـــــرَمُ
خَرَجَتْ عَشــائرهــــا وَتــهْتـــــفُ مـَرْحَبـــــاً
لكَ يـاحُسَينُ فَـــأنـْتَ أَنـــتَ الـمُـلْــــهـِــــمُ
أِقـْدمْ وَأَصْلحْ دِينَنـا مِن فْـاسِـدٍ
هُـوَ ابْـن مَن سَفَــــكَ الِدمــــاَء وَيــهْـــــدِمُ
بـِـَمــــعـــــاوِلٍ للديـن حَتــــّى أَصْبَـحَـــــــتْ
هـذي البـِلادُ بـِما أَعـاثَ جَـهَنـَّمُ
ثِـقـَتي عَـلَيْكُمْ ابـْن عَـِمي بـَـعَثْــتَـهُ
هُـــذا سَفِـيــــري ذو البَـصِيـــــرَة مُسْلــــمُ
فِــعْــلاً أَتــــى اِبْـــن عَـقيــلِ يـَطْلـــبُ بَيْعَــــةً
فَتجَمَّـعـْــــوا مِن كـُلِّ صَـــوْبٍ أَقـْدَمـــــوا
صَلىَّ بـآلافِ الجُموع تَحِفـَّهُ
قـالوا لـهُ إِن الـجَمـيعَ تحزَّموا
يـامُسْلـِمٌ هذي الثـِمارُ فـأيَـْنـعَـتْ
فمتى لنا سبط الرسولِ سَيقدِمُ
بـَـعَـــثَ الرَســـائـلَ للحُسَينِ بِـمـــا جَـــرى
طـوْعـاً لـَهُ هـذا السَّـوادُ الأَعـْظَمُ
وَاَتى عبُـَيْـدُاللهِ وَهْـوَ مُـلَّثـمٌ
اللهُ لـَوْ عـرفـوا مَـنْ الـمـُـتـَلَثـمُ
دَسَّ ابـن مـَرجــانــه اللّـعِيــن جُنـــودَهُ
ليِـحَذِّروا كـلَّ الذينَ تــعَـصَّموا
قَـد قـَالَ يـااَهْلَ الـِعراقِ محذراً
سَيْفــي وَسوْطـي عَلى الِّذي هُــــوَ يُسْهِـــــمُ
وَتـجَمَعـَتْ كلّ العـَشائـرِ فَـجْـأَةً
هَجـمَتْ عَـــلى قَـصْرِ ابْن مَـــن لايـَرَحَــمُ
ضَجَّتْ ضَجـيجــــاً وَهْــي غَضْبى تَـبْتـَغـي
قـتـــلَ الّذي مِـــن غَيـــرِ شَـــــرْعٍ يحَكِـــمُ
دَخَلَ ابن أَدْنــى الخَلْـــقِ قَصْرَه خائِـفـــاً
قَدْ سُــــدت الأَبـــــــْوابَ وَهْــــــــوَ يـدمـــدِمُ
وَدَعـا جلاوِزَة النِـفـاقِ ليِعْـلنِـوا
جـيشاً سَيأْتي مِن الـَشاَمِ عَـرمرَمُ
خــــافَتَ جمـــوعَ الـنّـــاسِ ثُمَّ تـراجَعَـــتْ
خَذَلــوكَ فــي أَقْسى الظُـــروفِ وَأَحْجَمـوا
وَبِبـيَتِ هــــــانئ كــــانَ يَـــــــأوي مُسْلِــــمٌ
لمَّـا رأىْ أَهـلُ الضَلالــَةِ هـُـزَّمـوا
دَخـــلَ الـدَعِــــي لِبيـتِ هـــــانئ زائــــراً
لِشَـريـكْ وَهْـوَ لَـهُ صَـديـقٌ أَقـْدَمُ
وَشَريـكُ قــــالَ لـِمُسْلـمٍ هـــذا الدَعْــي
سَيزَورَني فاقـتلـهُ انَّــهُ مُـجْـِرمُ
لكـّنَّ مُسلـِمَ لــمْ يـُـحــــاوِل قَــتـــلــــَهُ
قـَـدْ قـــالَ إِن الــغـــــدرَ فـَـهْــــوَ محُـــــــَّرمُ
للهِ دُرُّكَ فَـهْـوَ اكـْـبـَرُ فـاجـِـرٍ
حَتىَّ عَـلى أَعْـدائـكـم تَسْتَـرحـــمـــوا
وَدَعـا عبُـيدُ اللهِ هـانْي لـقـصْرِهِ
ليغيضهُ وهو اللعـينُ الآثَـمُ
وَتـفَرَّقـوا مِـن حَوْلهِ حَتَّى غَـدا
يَـمْشي وَحيـــداً في الأَزِّقــــةِ مُكـــْظِـــمُ
خَذَلــــوهُ أَهْـــــلَ البـــائـِعـينَ ضَميرَهُــــمْ
بــدَراهِـم يابـِئْسَ قـَومٍ أَجرَموا
وَببابِ طَوْعـةَ واقـِفٌ مُـتَحيٌّـر
وَسَقـتــْهُ مــاءً وَهْـوَ لا يَتَكـلـَّمُ
قالتْ لـَهُ اذْهَبْ لبِـيتـكَ راشِداً
إِنَّ البلادَ وَوَضْـعـِـهـا مُتـجَـهِّـمُ
يــا طَــــوْعـَةٌ لا أَهـــلَ لي في كُـــــوفــــَةٍ
خَـــذَلتْــني لم تــــفِ بـالـعـهـــودِ وَتـــرْحَـمُ
أَنـا مُسْلِـــمٌ وَسفـيـــرُ ابـــن المُـصْطَفــــى
عَنيِّ تــفَرَّقَ مَـن دَعـوه إِلــيْهـُـمُ
فَـَتألَّمَتْ بـنْتَ الــكِـرام بـِـلـَوعَـةٍ
قـَالـتْ لـهُ اِدْخُـلْ لتِسْلـمَ مــنْـهـُمُ
يـا طــــــوْعَــــــةٌ هـذا بـلالـُكِ لـَـــمْ يــــفِ
قـَد غَـرَّهُ مِثـْلَ الجَميع الدَّرْهَـمُ
فَـوشى عَلـَيـهِ وَسَرَّ ابن مُخـاِدعٍ
هـُوَ ابن أَشْعَثِ ذلــكَ المُتَجِّهِمُ
هـذا اَخُو تـِلـْكَ الخـَبـيثَـةِ جُـعـْدَةٍ
وَأبَـوهُ مَن هـُوَ عَقْـربٌ بـلْ أَرْقـَمُ
هُـوَ لاِبن مُلـجِمِ ساعِـدٌ وَمـؤاِزرٌ
في قـتْلِ حَيـدَرةَ الّذي لا يـُقْحَمُ
قَــدْ حَثـَّــــهُ ابـــن زِيـــــادِ يَـــأتَــــي بـمُسْلِـــمٍ
وَلـَهُ المكافَـئةُ التَّي بـِهـا يحَلـمُ
سَمـَــعَ الـهُمــامُ الضَيْغَـــــمِي حَــــوافــــِراً
للخَيـْلِ نـَحْوَ مَكـانـهِ تــَـتـَـقَــّدّمُ
وِإِذا بـِصَـــوْتٍ هـــــاتـِــــفٍ مَـــــلأ الـفَـضــا
هَيـّا اِسْتـَعِـدْ لـِشَهـاَدةٍ هِـي بـلْسَمُ
جَــــِّردْ حُـسامـُـــكَ لا تـبـــــالــــي بــــالرَّدى
إِذْ لا مـَحـيصَ مِن المَـمـــاتِ وَهــــاهُـــــمُ
فِــعْـلاً أبَى إِلاّ لِيـَصْلـتَ سَــيْـفـَهُ
هُـوَ واحِدٌ لـكـنـَّـهُ هـُوَ لـَهـْذَمُ
لا يَـقـدِرون عَلَيـْهِ شَـَدَّكـَـعَـمـِّهِ
وَهْو الأَبِـيُّ الـهاِشمِيُّ الـضَـيْغـمُ
مـازالَ يـهـْجِـمُ مُثـخناً بــِجِراحِـهِ
مَـهْـمـــا يكُــنْ فـالـنَصرُ يَـحْسِمُــــهُ الــدَمُ
وَبدا يـُهـاجِـمـهُـــمْ وَرَغْــــمَ جـُمــــوعِهِـــمْ
هيَــهــــات أَهْــــلُ الــغَـــــدرِ لا اَسْتَسْلـــِـمُ
وَاِلى جِدارِ الـدّارِ اَسْنـَدَ ظَــهْـَره
وَعَلَيـْهِ دارَ بَـني الـشِّقـــــاقِ وَاحْكَــمــــوا
نُـعْـطيـكَ عَـهْداً بـالأَمـان وإِنَّنـا
لـمْ نـنْـــوِ قـَتْلــكَ وَالأَمـيــــــرُ سَيعْـــلَــــمُ
نـَـزعـــوامِـــن الأَسَـــدِ الـجَريــــحِ سِـــــلاحَــــهُ
قـدْ قالَ أيَـن أَمـانـكـُمْ يـاجُــهَّـمُ
هذا هُـو الـغَدرُ الّذي مـابــعـْدَهُ
غـدراً وَانـْــتـُمْ قـاتـليـني اَعـْلـمُ
فَبَكى بـُكـاءَ الثـَّـاكلـيـنَ وَدمْـعَـهُ
قَـدْ بـلـَّلَ الوَجَنـات خـالـَطَهُ الـدمُ
تَبْكـــــي وَمــايبُـكيـــكَ هَـلْ لـكَ مَـطْلـبٌ
أَمْ أنَــْتَ نـادِمُ أيَـُّها المـتَـألِّمُ
وَاللهِ لا اَبكي لـنـَفْسي حَسْــَرةً
اَبْكـــي عَـلى أَهـلي الَّذين سَيقْــدِمــوا
اَبْكـــي الحُسَيـنَ وَصَحْبـَــهُ وَعِــيـالــــــَهُ
مـاهَـمَّني إِنِّي أَخـافُ عــليَــْهـمُ
عَطْشانُ لا تَسْقـــوني مـــــاءً وَيـلْكـــــُمْ
أَهـْلُ الـخِيـانـَةِ وَالشِّقـاقِ غَدَرْتـُموا
جـاءوا بـِهِ للقَـصْرِ بـالدَمِ سـابِحٌ
وَإِذا ابـــــن مَـــــرْجانـــَه الـرَذيـلـــــة يَبــــسمُ
قَـدْ قــالَ دَعْنــــي أُوْصي بعضَ وَصِّيتي
وَدَنـا إِلى عـُمَـرِ ابـن سَـعـْدٍ مـُرْغَـمُ
بَيـني وَبـَيْنـَكَ يـابـْنَ سَعـْدقــرابــَةٌ
فــَعَليَّ دَيـنٌ رُدَّ دَيــْنـي إلِــيَـهــمُ
وَأرْسِــلْ إِلــــــى رَكــبِ الحُسَـيـنِ تـَــــرَّدهُ
وَاذْكُــرْ لـَهُ خـانَ الّـذيـن تبَـّرَّموا
صَـعــدوا بــــهِ قـَـصْر الإِمــــــارَةِ صـابــِراً
ويـكـَبِّـرُ الّرحمن ثُمّ يُسلِّمُ
يـارَبـِّي غَـرّونا وَكـادونـا فَــيـا
مـابـَـيْــنَــنـا بــالـعَدْلِ ربِّـي ستَحْكِمُ
صَلىَّ لِــرَبـِّهِ رُكـعَتـينِ مُسَبِّـحـاً
وَرَمــــوهُ مِـن قـصْـرِ الـطُغـــــاةِ مُـهَشَّــمُ
يـا أَوَّلَ الـشُهـداءِ يـا اَلـقَ السّنـا
جـــاهَـدتَ مـا أَسمىْ جِــــهــادِكِ يا فَــمُ
نَـطـَقَـــتْ بـهِ الـدُنـيْـــا ليِــصْبـَحَ نـَـغـْـمَـــةً
قـدْسِيّةً وَشِفـــاهُ أَحْـــرارٍ بـها تــتَـَرَّنـَــــمُ
يــا مُسْلـِـمَ المَجْـــــدِ الّذي هُــــو ثــَـــورَةٌ
مـنـهـا جَمـيعُ الّثـائـِريـن تــعَلمَّوا
أَيـنَ ابــــــنُ مَرجــانَه اللَّعـيــــــنِ وَقـَـــصْـرهِ
هذا ضَـريحُـكَ بالكَرامَـةِ يَـنْعـمُ
وَنــزورُ قــبـرُكَ إِن قـَـبْــرَكَ نــاطِـقٌ
وَكـَان صَـوتـكَ عالـِياً يتَكـَلـَّمُ
أَحُسَـينُ هـَلْ وْفيتُ يـابـْنَ مُحَـــمّـدٍ
قَلبي عَـلَيـكَ مِن الأَسى يَـتَألَـمُّ
لا مـُلجِمٌ بـَلْ أَلــفُ مـُلجِـم غاِدرٍ
لا عَنْدَهـُم اَمْنٌ وَلا أَمـانَ لـَدَيـهْـُمُ
ابو محسد النجفي
تعليق