:55555":
الأرض لله ولمن عمّرها
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الأرض لله ولمن عمّرها) وقد قال سبحانه: [ وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى] .
وهكذا كان حال المسلمين، فلم تكن (أزمة السكن)، وإني اذكر قبل ستين سنة حينما عمرت محلتان في النجف الأشرف وهما: (الجبل) و(الجديدة) حيث لم يكن للأرض ثمن، فهي كالماء والهواء والحرّ والبرد، يستفيد منها الجميع بقدر إرادته بشرط عدم مزاحمة الآخرين واستغلال حقهم.
وكذلك عمرت محلة (السعدية) في كربلاء المقدسة بلا ثمن، أليست الأرض لله ولمن عمرّها؟
فالأرض كانت مباحة لمن عمرها، من دون حاجة إلى رخصة من الدولة وما أشبه.. وكان البستان ونصب الرحى وما إلى ذلك مجاناً، حتى أن القبر لم يكن له ثمن.
وهذا هو القانون الإسلامي الذي بينّه القرآن الكريم وعمل به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) فانه ورد أن علياً (عليه السلام) بنى في الكوفة دكاكين وأعطاها للناس مجاناً، حتى لا يغلى ثمن البضائع.
وقال (عليه السلام): ما من شخص إلاّ وأعطيته داراً.
وقبل ذلك قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنورة: (الأرض لله ولرسوله، ثم انها لكم مني أيها المسلمون).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (موتان الأرض لله ورسوله فمن أحيى منها شيئاً فهو له).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (عادي الارض لله ورسوله ثم هي لكم مني فمن أحيى مواتاً فهي له).
بينما كانت الأرض في بلاد فارس والروم قبل الإسلام للدولة، وكانوا قد ضيقوا على الناس، كتضييق الحكام في يومنا هذا على الشعب في الأرض، مسلمين وغير مسلمين، ولذا تسمع باسم (أزمة السكن) وتراها بأم عينيك، فصاروا يبيعون حتى (القبر)! وليس ذلك إلاّ لملأ غرورهم بإرادة السيطرة من ناحية، وملأ جيوبهم بتكديسهم المال من ناحية ثانية.
ولو رجعنا إلى القرآن الحكيم، وإلى الإنسانية بما هي هي أي بفطرتها لا نحلت المشكلة [ وكان أمر الله قدراً مقدوراً] .
تعليق