السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:55555":
الإسلام ثابت والحياة متطورة
كثيراً ما يقول المشكِّكون : كيف يمكن أن تعالج مشاكل الحياة ، ومنها مثلاً الاقتصادية ، في هذا الوقت ،مع ما طرأ على الحياة من توسع وتعقيد وما يواجه إنسان اليوم من مشاكل نتيجة لذلك ؟!
وللجواب على ذلك :
إن الإسلام قادر على قيادة الحياة وتنظيمها ضمن أطره الحية دائماً ؛ فلنأخذ مثلاً الاقتصاد الإسلامي ؛ ذلك إن الاقتصاد الإسلامي تمثله أحكام الإسلام في الثروة ، وهذه الإحكام تشتمل على قسمين من العناصر :
القسم الأول : العناصر الثابتة : وهي الأحكام المنصوصة في الكتاب والسنة في ما يتصل بالحياة الاقتصادية .
القسم الثاني : العناصر المرنة والمتحركة : وهي تلك العناصر التي تستمد ـ على ضوء طبيعة المرحلة في كل ظرف ـ من المؤشرات الإسلامية العامة التي تدخل في نطاق العناصر الثابتة .
ولا يستكمل الاقتصاد الإسلامي صورته الكاملة إلا باندماج العناصر المتحركة مع العناصر الثابتة في تركيب واحد تسوده روح واحدة وأهداف مشتركة .
وعملية استنباط العناصر المتحركة من المؤشرات الإسلامية العامة تتطلب :
أولاً : فهما إسلامياً واعياً للعناصر الثابتة وإدراكاً معمقاً لمؤشراتها ودلالاتها العامة .
ثانياً : استيعابا شاملاً لطبيعة المرحلة وشروطها الاقتصادية ، ودراسة دقيقة للأهداف التي تحددها المؤشرات العامة وللأساليب التي تتكفل بتحقيقها .
ثالثاً فهما فقهياً قانونياً لحدود صلاحية الحاكم الشرعي ـ ولي الأمر ـ والحصول على صيغ تشريعية تجسد تلك العناصر المتحركة في إطار صلاحيات الحاكم الشرعي وحدود ولايته الممنوحة له .
ومن هنا كان التخطيط للحياة الاقتصادية في المجتمع الإسلامي مهمة يجب أن يتعاون فيها مفكرون إسلاميون واعون ـ ويكونون في نفس الوقت فقهاء مبدعين ـ وعلماء اقتصاديون محدثون .
فرسالة السماء التي جاء بها سيد الكائنات (صلى الله عليه وآله وصحبه المنتجبين ) جسدت القيم الاجتماعية ومن هذه القيم التي أكد الإسلام على الاهتمام بها وتبنيها كالمساواة والأخوة والعدالة والقسط ونحو ذلك ، وهذه القيم تشكل أساسا لاستيحاء صيغ تشريعية متطورة ومتحركة ـ وفقاً للمستجدات والمتغيرات ـ تكفل تحقيق تلك القيم وفقاً لصلاحيات الحاكم الشرعي في ملئ منطقة الفراغ ،
1ـ قال الله سبحانه وتعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8
2ـ وقال تعالى : ((وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ))المائدة42
3ـ وقال تعالى : {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90
4ـ وقال تعالى : {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }الشورى15
5ـ وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
وكما توجد قيم معلنة إسلامية كذلك نج في مصادرنا الإسلامية مفاهيم معينة وتفسيرات محددة لظواهر اجتماعية أو اقتصادية وهذه المفاهيم بدورها تلقي الضوء على العناصر المتحركة . ومثال ذلك : مفهوم الإمام علي( عليه السلام )الذي هو تلميذ الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه المنتجبين ) عن الفقر حيث روي عنه انه قال : ((ما جاع فقير إلا بما مُتِّع غني ))
فالإسلام وضع المنهج الصحيح الذي تسير عليه الإنسانية وفي كل عصر ومصر فهو غير عاجز من أن يقود المجتمع بصورة عامة وليس من الصحيح أن يقول المشككون إن الإسلام لاستطيع مواكبة تطور الحياة حيث بينا وباختصار عدم صحة هذا الادعاء ولمن أراد المزيد من الاطلاع ليراجع الكتب الإسلامية المعتبرة ومنها على سبيل المثال ((الإسلام يقود الحياة )) لسماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس سره الشريف ) ...
فهل من الصحيح أن يواجه الإسلام وقائد الإسلام محمد المصطفى الأمين (عليه وعلى آله وصحبه المنتجبين أفضل الصلاة والسلام) بالإساءة والتعدي والانتهاك هذا الشخص الذي خط أروع الأمثلة في الأخلاق الحسنة والإخوة والعدالة والمساواة وكثير كثير من الأنوار الأخلاقية وفي كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها ...؟؟؟؟
وأريد إن أوجه كلامي إلى المسلمين بصورة عامة أقول لتتوحد كلمتنا وقلوبنا صدقاً وعدلاً في نصرة رسول الإنسانية بالسير على نهجه القويم والتحلي بأخلاقه الشريفة حتى نعكس الصورة الواضحة الجلية للإسلام ولرسول السلام وان لا نكون بابتعادنا عن هدي النبي الكريم ممن يشارك بالتعدي والإساءة للرسول محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه المنتجبين)
ولنردد بألسنتنا وقلوبنا :لبيك يا رسول الله ...لبيك يا ذا الخلق العظيم ... لبيك يا من قاب قوسين أو أدنى ...
منقووووووووول
تعليق