[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;border:10px groove indigo;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله عل محمد وآله الطاهرين
من أنا ؟ وكيف كان بدء خلقي ؟ على أي أرض
أعيش ومن مال من آكل ؟ من الذي أوجد لي الهواء الذي أتنفسه والماء الذي أشربه والطعام الذي آكله ؟ أمن تلقاء نفسي أتحرك ؟ كلامي من الذي وهبنيه أم أنني اصطنتعنه لنفسي ؟ دبيبي على هذه الأرض أأنا اهتديت إليه من تلقا نفسي ؟ وسعيي الحثيث للعمل على ما يبقيني حياً ألا يدل على ضعفي ؟ وحاجتي للماء والهواء والطعام النوم أليس له دلالة على فقري ؟
إذاً مالي أرى نفسي وكأني الرب المعبود أحتقر من هو أضعف مني وأتجبر وأتغطرس وكأنه لا رب لي ، ألا أستحي من الله الذي خلقني الله من نطفة أمشاج ثم أتم خلقتي وأنعم علي بالعيش على أرضه آكل من خيراتها وأشرب من عذب مائها وأتنفس من هوائها وهداني للسعي في مناكبها لأحيا حياة طيبة أتعفف بها عن الحاجة إلى المخلوقين مثلي ، ثم ابتلاني بالعلل والآلام وقهرني بالموت والفناء ومع ذاك أعصيه وأتفرعن عليه وأتسلط على من هم تحت رعايتي لأكن عليهم سبعاً ضارياً أنهش لحومهم وأبدي عوراتهم وأتلذذ بذلهم وسفك دمائهم ، وكأني الملك الذي لا يفنى والعزيز الذي لا يُذل ، أراني في نعمة فلا أشكر المنعم ، وأراني في صحة فلا أستغلها لما فيه خيري وصلاحي بل أسخرها للعبث والفساد متجاهلاً أن هناك عين تراقبني وتترصد حركاتي وسكناتي فإذا ما تماديت في الخطيئة وانغمست في المعاصي خرجتُ من رحمة الرحمن ليرسل علي ما ينغص علي عيشي ويشعرني بضعفي ومع ذاك أصر على الجحود ومعصية المعبود متجاهلاً ما أنا فيه من تبدل الحال من تفرعن وتجبر وتسلط وطغيان إلى ذل وهوان قد افتضح أمري وبانت عوراتي ليشاهدها عامة الخلق ويتشفى مني من كنت بالأمس قد أودعته سجني ووكلت عليه من لا يعرف للرحمة سبيل من جلاوزتي ، لينتهي بي الحال إلى التواري عن الأنظار فيأخذني العزيز الجبار أخذ عزيز مقتدر فأخسر بذلك حياة الدنيا التي فرطت فيها بسوء العمل ليكون مصيري في الآخرة عظيم عسير ، أنادي حينها بالويل والثبور وأدعو ربي قائلاً رب ارجعون فلا أرى إلا مقامع النار تهوي على رأسي ويأتي النداء ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ 49 سورة الدخان
المستجار بالله من حياة تكون نهايتها هذا العذاب الخالد ، فخير لي أن لا أكون على أن أكون عاصياً جاحداً لربي ومتجبراً ظالماً لمن هم مثلي من أبناء جنسي ، رب أنت أعلم بحالي فإن كان عمري مليئ بظلم العباد فخذه وأرحني قبل أن يأتي اليوم الذي أرى فيه نفسي مكبوباً في النار على حر وجهي ، وإن كان عمري يحوي الخير والصلاح فأبقني لأستزيد مما فيه صلاحي لأسعد غداً برضاك وأستقر في رحمتك وأسكن في نعيم جنانك مع من أنعمت عليهم من الأنبياء والأولياء والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
تعليق